العنف المدرسي لدى طلاب المدارس (الفصل الأول)
العنف المدرسي لدى طلاب المدارس (الفصل الأول) |
المقدمة :
لقد أصبحت عملية التنمية هي الشغل الشاغل لجميع المجتمعات بصفة عامة والمجتمعات النامية بصفة خاصة, حيث أن هذه المجتمعات تختلف عن المجتمعات المتقدمة بل وأصبحت تابعة لها, والتنمية عملية شاملة لا تقتصر علي جانب واحد بل تتناول جوانب الحياة , من خلال الاعتماد علي الأساليب العلمية المخططة القائمة علي الدراسة والبحث القادرة علي مواجهة المشكلات لرفع مستوي المعيشة, من خلال التركيز علي تحقيق الأهداف المنشودة, ولكي تتحقق عملية التنمية الشاملة يجب التركيز علي تنمية الموارد البشرية, لأن الإنسان هو أساس التنمية وهو المستفيد منها وهو غايتها ووسيلتها .([1])
و يمر المجتمع المصري في الوقت الحالي بمرحلة تنموية هامة تتطلب منه الاهتمام بكل ثرواته وتنميتها علي النحو الذي يضمن له مسايرة المجتمعات المتقدمة, واذا كان العنصر البشري يمثل موردا هاما من موارد المجتمع في العمل علي توفير مقومات النمو الاجتماعي السليم لأفراد المجتمع ومواجهة المشكلات والمعوقات التي قد تعترضهم يمثل ضرورة تفرضها متطلبات الظروف الحالية لتحقيق أهداف المجتمع في إعداد من الشباب قادر علي تحمل مسئولية تنمية مجتمعة والنهوض به من كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية .([2])
لذلك تهتم الدولة بالسعي نحو الوصول إلي أعلي مستوي من النمو والتقدم من خلال تحقيق التنمية الشاملة في كافة مجالات الحياة, اعتمادا علي مؤسساتها المختلفة .([3])
هذا ويعتبر الاهتمام بالعنصر البشري من أهم العناصر المؤثرة في التنمية ويعتبر دعامة العمل والإنتاج, والمجتمع حينها يهتم بتنمية موارده وإمكانياته المادية وثرواته الاقتصادية, فإن الثروة البشرية هي الأصل في كل ما عداه من ثروات ويجب ان تلقي منه الاهتمام الأول.([4])
كما تولي المجتمعات المعاصرة اهتماما واضحا بتنمية العنصر البشري في كافة المجالات ومنها مجال التعليم باعتباره أساس تقدم المجتمعات, ولكن كثيرا ما يشهد هذا المجال العديد من المشكلات الناتجة عن التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية التي سادت المجتمعات العربية .([5])
و لا شك أن مظاهر العنف أصبحت سائدة وواسعة الانتشار في هذا العصر بسبب ازدياد حجم البطالة والعنف الاجتماعي وتدني المستوي الاقتصادي والثقافي والاجتماعي وتكاد تشمل العالم بأسره, فلم تسلم من هذه الظاهرة بلد أو منطقة أو ثقافة ولا شك أن هذه الظاهرة لها انعكاساتها المجتمعية والبيئية السلبية المادية والاجتماعية والثقافية , ولا كنها تهدد الوجود الإنساني ككل .([6])
وبذلك أصبحت مشكلة العنف المدرسي أحد قضايا التعليم الملحة وبل أصبح الاهتمام بها يفوق الاهتمام بالعملية التعليمية ذاته, كأولوية قصوي للإصلاح , فالتهديد بالعنف أصبح يشكل مخالفة أساسية للعقد الاجتماعي بين المدرسة والمجتمع, وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات لحلها بصورة فعالة سوف يحدث خلل بالتعليم لا يمكن إصلاحه .([7])
وتعد ظاهرة العنف المدرسي من أهم المشكلات في مدارسنا اليوم, لأنها تهدد صحة الطلاب وتؤثر علي مؤسسات التعليم التي تقوم بعبء النهوض بالمجتمع, ويظهر العنف المدرسي من خلال بعض الأنماط السلوكية سواء مع الأقران أو مع المدرسين أو التعدي علي ممتلكات المدرسة, ويترتب علي العنف الكثير من الأضرار والآثار السيئة في المدارس, ولا تقتصر هذه الأثار علي الضرر الجسمي والنفسي للطلاب فقط, بل تقف عثرة أمام جهود المعلمين في تحقيق أهداف المؤسسة , الأمر الذي يتطلب معه استعانة المدرسة بالعديد من المهن والتخصصات المختلفة التي تمكنها من القيان بدورها التنموي .([8])
وتظهر مشكلة العنف واضحة جلية في مرحلة المراهقة وهي من أخطر مراحل العمر التي يمر بها الإنسان والتي تتسم بخصائص معينة نظرا لان سلوكيات المراهق في تلك المرحلة تتسم بالاضطراب في الإنكار والتصورات نحو ذاته ورفاقه ومجتمعه وعلاوة علي وجود عجز في التكيف في بعض الأحيان مع كافة التغيرات داخل الأسرة أو المجتمع الخارجي بما قد يدفع المراهق إلي ارتكاب العديد من السلوكيات غير المرغوبة كالعدوان والذي تزداد استجاباته حدة وتطرفا إلي أن تصل إلي حد العنف .([9])
ويمكن إجمالي القول بأن مشكلة العنف من المشكلات الاجتماعية المعقدة التي تتطلب التي تتطلب البحث والدراسة من المتخصصين الاجتماعيين وغيرهم, فالعنف قديم قدم الوجود , حاضر منذ بداية التاريخ ومنذ أول حدث للصراع بين البشر المتمثل في الخلاف بين قابيل وهابيل, ولقد شهدت البشرية أحداثا كثيرة تميزت بالعنف الذي يعتبر ظاهرة اجتماعية تعرفها المجتمعات بكل الاختلافات التي بينها وتنتشر علي مستوي كل الطبقات والفئات والشرائح بدون استثناءات وأنها أيضا ظاهرة مرتبطة بالفرد في علاقته مع الأخرين ومع محيطه ككل, بمعنى ان ممارسة العنف لا تتم إلا بوجود طرفين كل واحد منهما يمثل جزء من المجتمع مما يجعلها قضية عامة تخص المجتمع ككل, والمؤسسات الإصلاحية شأنها شان المجتمع لا يخلو من العنف .([10])
ويعد العنف سلوكاً انحرافياً مكتسبا وظاهرة اجتماعية مثيرة للقلق, تزداد يوما تلوا الأخر وتتعدد مظاهره وأشكاله والعوامل الكامنة وراء ظهوره واستفحاله, والأثار المترتبة عليه, والعنف لم يعد يقتصر علي الأسرة وحدها فحسب بل اتسع ليشمل المدرسة أيضا باعتباره جزء من المجتمع, وأصبح العنف المدرسي ليس قاصرا علي مجتمع دون أخر بل هو موجود في كل المجتمعات سواء كانت صناعية أو نامية , وكذلك أيضا في المناطق الريفية والحضرية داخل المجتمع الواحد, والجدير بالذكر أن مشكلة العنف في المدرسة أصبحت تشمل كل الأعمار وجميع مستويات الصفوف المدرسية وجميع المراحل التعليمية, ولكنها لأكثر وضوحا في مرحلة المراهقة, حيث تتميز هذه المرحلة بأزمات نفسية كأزمة الهوية والشعور بالاغتراب , مما يدقع المراهقين إلي العنف والخروج علي رموز السلطة والتمرد عليهم, ويظهر العنف المدرسي في أنماط مختلفة تتضمن عنف التلميذ تجاه تلميذ أخر, وعنف المدرس تجاه التلاميذ وعنف التلاميذ تجاه بعض المدرسين.([11])
وتعتبر الخدمة الاجتماعية أحد المهن الأساسية التي تمارس داخل المدرسة, لتسهم بدور فعال في التعامل مع المشكلات السلوكية للوصول بالطلاب والطالبات إلي مستوي أفضل في حدود قدراتهم وطاقاتهم, فهي كمهنة لها أهدافها الوقائية والعلاجية التنموية التي تساعد المدرسة علي تحقيق أهدافها, خصوصا وان المدرسة لم تعد مؤسسة تربوية فحسب, بل أصبحت مؤسسة تربوية ذات أهداف اجتماعية.([12])
وقد اهتمت مهنة الخدمة الاجتماعية بظاهرة العنف باعتبارها مهنة إنسانية تهتم بكل ما يعوق تنمية العنصر البشري وتوجيه الجهود المختلفة لمواجهتها وتحقيق النمو للفرد والجماعة والمجتمع, وذلك بالاعتماد علي طرقها الأساسية والمساعدة ومنها طريقة العمل مع الجماعات لما لها من دور بارز في المجال المدرسي, حيث يستخدم الأخصائي الاجتماعي الجماعات المدرسية كوسائل لتحقيق أهداف الخدمة الاجتماعية بالإضافة إلي استخدامها للحد من انتشار الظواهر السلبية التي انتشرت مؤخرا بالمدارس وتعوق العملية التعليمية ومنها ظاهرة العنف .([13])
ثانيا : مشكلة الدراسة
يعد العنف احد المشكلات، بل من اكبر المشكلات التي تقف عقبة في سبيل تحقيق التنشئة الاجتماعية السليمة والنمو الاجتماعي القويم, حيث يعتبر سلوك العنف احد أشكال الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي بدأت تنتشر بين الشباب المراهقين، ولا شك ان هذه المشكلة تمثل قضية اجتماعية وتربوية وأخلاقية ودينية وقانونية وسياسية , مما يستدعي الاهتمام بها داخل البناء الاجتماعي للمجمع المصري والتناول الشمولي لها من كافة تخصصات المجتمع وتأزر جهود الباحثين للوفاء بمسئوليتهم تجاه قضايا المجتمع الملحة.
وينتشر سلوك العنف بمظاهرة المختلفة بين طلاب وطالبات المدارس وبخاصة الإعدادية ويحتل هذا السلوك مرتبة متقدمة ما بين جملة المشكلات السلوكية التي يعاني منها الطلاب والتي تعوق العملية التربوية وتعطل المدرسة عن تحقيق وظائفها المنوطة بها في المجتمع، حيث تعترض المشكلات السلوكية طريق العملية التعليمية وتتضح أثارها في التفاعل بين الطلاب بعضهم البعض , وبينهم وبين سائر عناصر المجتمع المدرسي ، ومن اكثر هذه المشكلات شيوعا مشكلات الهروب من المدرسة والكذب والسرقة والعدوان علي الزملاء والمدرسين وخرق النظم التعليمية وعدم طاعة المدرسين ، التي أصبحت تمثل اهم التحديات التي تواجه المجتمع المدرسي كونها اكثر المشكلات شيوعا بين طلاب المرحلة الإعدادية.
وقد ازدادت سلوكيات العنف في الآونة الأخيرة بين الطلاب، سواء كان هذا العنف منصبا علي المدرسة نفسها ، متمثلا في تكسير الأدوات المدرسية والأثاث ومبني المدرسة نفسة ، أو منصبا علي المعلم نفسة في صورة الاعتداء علية بالقول أو بالفعل , ويجب ان تؤكد ان هذه الجرائم لا ترجع لكون هؤلاء الطلاب أشرارا، بقدر ما تعود للبيئة الاجتماعية التي نشاء فيها الطلاب فقد يعمل الأب والأم شوطا ما طويلا من النهار ممالا يسمح لهما باي فرصة للاتصال بأبنائهم أو بمدرستهم لبحث مشاكلهم ، وهذا بالإضافة لحالات الطلاق والانفصال بين الوالدين. أن الأبحاث العلمية التي قدمت في مجال مواجهة العنف المدرسي لم تكن كافية ،فكان من الممكن عمل بحث يضم التعرف علي الأسباب المؤدية إلي العنف والتوصل للتصور المقترح لتحفيف من حدة العنف الطلابي.
- الآثار السلبية والأضرار لمشكلة الدراسة
للعنف آثار وخيمة تنعكس على الطلبة في كافة سلوكياتهم ففي السلوك الشخصي تؤدي إلى المبالاة, عصبية زائدة, مخاوف غير مبررة ,مشاكل انضباط , عدم قدرة على التركيز , تشتت الانتباه ,سرقات , الكذب ,القيام بسلوكيات ضارة مثل شرب الكحول أو المخدرات , محاولات للانتحار, تحطيم الأثاث والممتلكات في المدرسة , إشعال نيران , عنف كلامي مبالغ فيه , تنكيل بالحيوانات.
أما اثر العنف على المجال التعليمي فيكون من خلال هبوط في التحصيل التعليمي, تأخر عن المدرسة وغياب متكرر, عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية, التسرب من المدرسة بشكل دائم أو متقطع.
كما أن للعنف آثار سلبية على المجال الاجتماعي يتلخص في انعزالية عن الناس, قطع العلاقات مع الآخرين, عدم المشاركة في نشاطات جماعية, العدوانية اتجاه الآخرين. وبالإضافة لما ذكرناه فان العنف يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس والاكتئاب وسرعة ردود الفعل والهجومية المفرطة والتوتر الدائم و القلق وعدم الاستقرار النفسي. ([14])
ثالثا : أهمية الدراسة
وتأتي أهمية الدراسة أيضا من الناحيتين النظرية و التطبيقية
أولا : الأهمية النظرية
تظهر أهمية الدراسة النظرية في كونها إضافة علمية جديدة تصب في موضوع يعد من أهم المواضيع التي يعاني منها المجتمع ، وتكون مرجعا علميا وإضافة إلى البحوث الاجتماعية النفسية الخاصة بموضوع العنف المدرسي وأسبابه وطرق علاجه
لذا تم إجراء هذه الدراسة لمعرفة أشكال العنف المدرسي
كما تنبع أهمية هذه الدراسة من محاولة التعرف إلى مدى انتشار سلوك العنف المدرسي ، حيث لم يتعرض لهذا الموضوع الكثيرين في السابق، وقليل من الباحثين من اهتم في هـذا الموضـوع في الأدب وعلم النفس التربوي بشكل عام مما قد يفتح مجالا للبحث ودراسة آثار بعض المتغيرات في حدوثه وتقويمه، كما أن هذه الدراسـة
تأتي في وضع استراتيجيات لمواجهة هذا السلوك الذي بدأ يظهر في مدارسنا وتعميم برامج تدريبيـة وقائيـة وعلاجيه للعاملين والطلبة والأهل في مواجهة هذا السلوك.
ثانيا : الأهمية التطبيقية
كما تظهر أهمية الدراسة التطبيقية من خلال الكشف عن هذه الظاهرة التي أخذت بالانتشار وبخاصة في الوقت الحالي من خلال ما خلفه الوضع الاقتصادي المنحدر والوضع الاجتماعي والأحوال النفسية البائسة وما يعانيه مجتمعنا من فقر وجهل وهجرة وهروب للعديد من الأبناء وعوق العديد من الأفراد نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والعلمية والأمنية وكذلك زيادة نسبة البطالة والفقر بشكل كبير و ملحوظ ، كل ذلك له اثر كبير على انتشار ظاهرة وآفة العنف المدرسي.
ويمكن ايضا توضيح أهمية البحث توضيحيا بعدة نقاط نجملها فيما يلي :
1 _ أهمية المدرسة كمؤسسة تربوية تخرج أجيال المستقبل في كافة الميادين والمجالات .
2 _ أهمية دور علم النفس التربوي و الخدمة الاجتماعية في مواجهة المشكلات داخل المدارس .
3 _ الربط بين اهتمامات الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين واهتمامات الدولة في اطار تحسين وتطوير التعليم في مصر.
4 _ يركز البحث علي ضرورة الاهتمام بقطاع له أهمية في بناء وتنمية المجتمع وهو قطاع طلاب المدارس الذي يمكن توظيف قدراتهم وإمكانياتهم وإعدادهم كمواطنين صالحين في المجتمع .
5 _ قد تساهم هذه الدراسة في تطوير البرامج الإرشادية التي تهدف بدورها إلي التخفيف من حدة العنف المدرسي.
6 _ ما أوصت به الأبحاث والدراسات السابقة من ضرورة التصدي بشدة لظاهرة العنف واستخدام التدخل المهني للخدمة الاجتماعية والاخصائيين النفسيين من منظور متوازن .
7 _ تساهم الدراسة في الفاء الضوء علي خطورة ظاهرة العنف بالمدارس في مصر وتنبيه المسئولين عن التعليم في هذه المرحلة إلي اتخاذ الإجراءات الرادعة وتفعيلها .
رابعا : تساؤلات الدراسة
هل يوجد فروق ذات دلاله إحصائية بين عينتي البحث كما يكشف عنها اختبار روشاخ
الثانى .هل يوجد فروق ذات دلاله إحصائية بين عينتي البحث يكشف عنها اختبار
الثالث .هل يوجد فروق ذات دلاله إحصائية بين عينتي البحث يكشف عنها اختبار الشخصية متعدد الاوجه
خامسا : مصطلحات الدراسة
اولا : تعريفات الشخصية:
(1) الشخصيه: هى عباره عن المجموع الكلى للأنماط السلوكية الظاهرة والباطنة الموجودة لدى الفرد سواء كانت هذه الانماط مكتسبه لدى الشخص ام متوارثه من الاهل
(2) الشخصيه:هى المفاتيح التي يمكن من خلالها معرفة مدى استجابة الفرد للأحداث المختلفة التي تدور حوله وكيف يكون استجابته والنوعية التي تتصف بها هذه الاستجابة
(3) الشخصيه:هى السمات الفردية الثابتة التي يحملها الفرد والتي تبلورت لديه فأصبحت نمطا واسلوبا فريدا ومميزا لديه
ثانيا: تعريفات الدينامية .
(1) الدينامية :مجموعه من المثيرات والاستجابات التي تحدث داخل الجماعة في المواقف المختلفة التي تمر بها فالفرد إذن يصدر سلوكا معينا داخل جماعته فإنه يقابل بالعديد من الاستجابات من باقي الافراد ولذلك يحدث تفاعل اجتماعي ونفسى.
(2) تعريف كولى:
ان هذه القوى المؤثرة في العلاقات على شكل تفاعلات تؤدى الى تغيير يحدث تأثيرات في اتجاهات الجماعة ويمتد هذا التغير الى اتجاهات الافراد وسماتهم الشخصية واهتماماتهم ومهاراتهم والى غير ذلك خلال عمليات التفاعل الاجتماعي
(3) تعريف ليفين:
ولعل ليفين يسير في هذا الاتجاه اذ يرى ان الجماعة كل دينامي واي تغيير في حالة جزء من هذا الكل يؤدى الى تغيير حالة الاجزاء الاخرى .وليس جوهر الجماعة في تشابه الجماعة او عدم تشابههم بل في اعتماد بعضهم على بعض.
ثالثا: تعريفات العنف المدرسي .
(1) هو مجموع السلوك الغير المجموع مقبول اجتماعيا بحيث يؤثر على النظام العام لمدرسه ويؤدى الى نتائج سلبيه فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي وينقسم الى اولا:( عنف مادى) كالضرب والمشاجرة والتخريب داخل المدرسة والكتابة على الجدران .ثانيا:(عنف معنوي)كالسخرية والاستهزاء والشتم والعصيان وإثارة الفوضى
(2) العنف المدرسي :العنف مفهوم واسع فهو يطلق على كل عملية ايذاء تقع على الشخص سواء كان هذا الايذاء معنويا او لفظيا او جسديا حيث اصبح العنف ينتشر في المدارس بشكل كبير سواء كان هذا العنف يقع من المدرس او المدير او الطلاب انفسهم ويعتبر العنف المدرسي من الصفات الغير مقبولة اجتماعيا فالمجتمع يرفض مثل هذه السلوكيات وينبذها بل وينبذ صاحبها كما ان الأهالي لا يقبلون مثل هذه السلوكيات تجاه اطفالهم
(3) العنف: بشكل عام هو سلوك سيء يوجه نحو اسى شيء سواء اكان جمادا ام نباتا ام انسان ويتمثل في العنف اللفظي وغير اللفظي
وقد اتفق العلماء على إن الحرمان من أهم العوامل النفسية التي غاليا ما تؤدي الى انتهاج الاعتداء كبديل لطاقاته المكبوتة (الطراونة، ٠ ٠ ٠ ٢م، ص ٣٦) ويرى بعض علماء النفس أن حاجات الحنان تشبع لدى الطفل عن طريق الاحتكاك الجسدي مع الام ( وزارة التربية، ٧ ٩ ٩ ١م ، ص٦٦.) تقول الدكتورة ( ليلى دمعة) إن العدوانية عند الأطفال مرتبطة بعلاقة الطفل مع أمه وما يطرا على هذه العلاقة من إحباط وإشكالات تثير لديه الغضب والعدوانية فالأم الطيبة تجسد الشعور بالطمأنينة والثقة وتساعد على التكيف مع البيئة وعندما تضطرب هذه العلاقة فان الطفل يرد على الإحباط بالغضب والعدوانية ، وقد دلت الكثير من الدراسات النفسية بوجود علاقة عكسية بين الحرمان العاطفي وبين التقبل الوالدي والعدوانية إذ وجد أن الأطفال الذين حرموا من حنان الوالدين قد تكونت لديهم مشاعر الكراهية (دمعة ،ليلى، ١٩95م،ص١٠٢)
فالأسرة التي يسودها النظام التسلطي هي تنمي العنف لدى الأبناء فينشا الفرد على الطاعة والخضوع ويكون الاحترام ( أحادي ) كما يطلق عليه ( بياجيه) ويكون قائما على علاقة وأطر وولي أمر أعلى مرتبة منه وهو أمر له مخاطره ويجعل الطفل يرضخ لأوامر الأهل أو من ينوب عنهم طالما إن الشخص الذي يصدر هذه الأوامر ماثلا أمامه وفي حالة غياب السلط؛- تنهار أسس الطاعة وبذلك فالطفل في ظل هذا النوع من العلاقات لا يستدخل القيم الخاصة بالتعامل السوي مع الآخر ويحولها إلى حوافز داخلية وإنما يكتفي باكتساب عادات وتعلم حيل يساعده في تدبير أمره مما يهينه لارتكاب المخالفات (شرابي ، هشام ، ٣ ٩ ٩ ١ م ، ص ٨٥)
وهناك عدة دراسات أثبت؛، وجود علاقة بين الآباء المتسلطين والعدوانية عند أطفالهم منها دراسة ( تجنر ) عن النماذج المتطرف عند الأطفال التي كشفت ( أن تنامي السلوك التسلطي في تنشئة الاطفال كان من العوامل التي تحرض على العدوان) (الذوري ، أمل مهد ي صالح ، ٨ ٩ ٩ م، ص ٢ ١ )
مراجع الفصل الأول
___________________________________________
[1] ) سامية بارح فوج : الممارسة المهنية لطريقة تنظيم المجتمع باستخدام المدخل التنموي لتنمية فكر العمل لطلاب المدارس الثانوية الفنية الصناعية, بحث منشور, مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية, كلية الخدمة الاجتماعية, جامعة حلوان, العدد الثلاثون, الجزء الرابع إبريل 2011, صــــ1579.
[2] ) حنان شوقي السيد : برنامج إرشادي للعمل مع جماعات الطلاب للتحقيق من حدة العنف المدرسي لديهم, بحث منشور, مجلة الدراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية, كلية الخدمة الاجتماعية, جامعة حلوان, العدد الثلاثون, إبريل 2011صـ523 .
[3] ) حنان شوقي السيد : المرجع السابق صـــ 523 .
[4] ) إبراهيم محمد عبد الله الكعبي : عوامل العنف في المجتمع المدرسي بدولة قطر , بحث منشور, مجلة الدراسات في الخدمة الاجتماعية , جامعة حلوان, العدد الثاني والثلاثون, إبريل 2012, صـــ355 .
[5] ) نجلاء محمد صالح : دور جماعات الرفاق في انتشار ظاهرة العنف لدي طلاب المدارس بالمملكة الأردنية الهاشمية, بحث منشور, مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية, كلية الخدمة الاجتماعية , جامعة حلوان, العدد الثاني والثلاثون, الجزء السادس ,2002, صــــ 1351 .
[6] ) فضل محمد أحمد : تأثير الممارسات العامة للخدمة الاجتماعية في التحقيق من حدة العنف الطلابي المرتبط بالاعتداء علي الممتلكات العامة بالمدارس الفنية الثانوية , بحث منشور , مجلة الدراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية, كلية الخدمة الاجتماعية, جامعة حلوان, العدد الحادي والثلاثون, أكتوبر 2011, صـــ 4139.
[7] ) محمد محمد حسان إبراهيم : استخدام المعسكرات كأداة للتخفيف من حدة العنف المدرسي لدي طلاب التعليم الفني, بحث منشور , مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية, كلية الخدمة الاجتماعية, جامعة حلوان, العدد الثامن والعشرون, إبريل 2010, صـــ 1423 .
[8] ) حنان شوقي السيد : مرجع سبق ذكره صـــ 523 .
[9] ) محمد محمد حسان إبراهيم : مرجع سبق ذكره صــــ 523 .
[10] ) عبير حسن علي الزواوي : دور مقترح لأخصائي خدمة الجماعة في التخفيف من مشكلة العنف الأسري في المجتمع الريفي , بحث منشور , مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية , كلية الخدمة الاجتماعية , جامعة حلوان , العدد الحادي والثلاثون, الجزء السابع ,أكتوبر, 2011, صــــ 3296 .
[11] ) إيمان حنفي عبد الحليم الهاشمي : تصور مقترح لأدوار الأخصائي الاجتماعي كممارس عام في منظمات المجتمع المدني من الوقاية من العنف ضد الأطفال, بحث منشور , مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية, , كلية الخدمة الاجتماعية, جامعة حلوان, العدد الحادي والثلاثون , الجزء العاشر, أكتوبر 2011, ص ص 4505-4506.
[12] ) حنان شوقي السيد : مرجع سبق ذكره صـــ 524 .
[13] ) إبراهيم محمد عبد الله الكعبي : مرجع سبق ذكره صــــ 352 .
[14] ) العنف المدرسي , 15 يوليو /2011 , http://hakmat12.blogspot.com.eg/2011/07/blog-post_7870.html