الاثنين، 22 مايو 2017

العنف المدرسي لدى طلاب المدارس (الفصل الثاني)

العنف المدرسي لدى طلاب المدارس (الفصل الثاني) الإطار النظري للدراسة

العنف المدرسي لدى طلاب المدارس (الفصل الثاني)
العنف المدرسي لدى طلاب المدارس (الفصل الثاني)


أولا : مفهوم العنف المدرسي :
يرى (عدنان كيفي ٩٩٩١ ٠١) أن المقصود بالعنف في المدارس ما يجري في بعضها من ممارسات سلوكية يكون ابطالها الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات شرارتها الغضب ووقودها تزايد الانفعال ونتيجتها استخدام اللطم والركل والضرب بالكلمات والآلات الحادة والعصي وأحيانا بالسلاح وبالتالي فإنها تشكل خطرا على حياة هذه الفئة من الناس وتعتبر ظاهر وليست مشكلة يتأذى منها الشعور الجمعي ولكن مع الأيام تتطور المسالة وربما اصبحت في إطار المشكلات مستعصية الحل(ص ١٣١).

ثانيا : أسباب العنف المدرسي :
أولا : التنشئة الأسرية .
إن الأسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى للطفل وهي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يحتك بها الطفل ويكتسب‘ م٠ها معظم سلوكياته الاجتماعية ( مشكور، جليل، ٩٧ ٩ ١م، ص ٩ . ١) ([1]) ولقد أشبعت الدراسات الاجتماعية والنفسية والتربوية ميدان التنشئة الاجتماعية بالبحث من خلال نظرياتك.' ، فمدرسة التحليل النفسي كانت ترى إن السنين الأولى من الطفولة هي الأساس الذي تبنى عليه شخصية الفرد في المستقبل وتحدد تصرفاته ونمط سلوكه واهتماماته العقلية واتجاهاته الانفعالية (المغربي،سيد،١٩٦٠م،ص ٨٣) ([2]) أما المدرسة السلوكية فتعزو كل سلوك إنساني إلى المؤثرات البينية والسلوك ليس سوى ردود افعال معقدة على مثيرات يتلقاها الفرد من بينته الخارجية أو الداخلية ( Maurice81.porot, 1978,P)
ومدرسة الخدمات الاجتماعية ترى أن المجتمع هو المسئول الأول عن الأمراض الاجتماعية والانحرافات السلوكية والمشكلات النفسية، أما مدرسة علم النفس الاجتماعي فأوعزت السلوك المنحرف إلى وجود خلل في عمليات التنشئة مما يدفع بالفرد إلى التمرد العلني على قيم المجتمع ومعاييره فضلا عن وجود الظروف الاجتماعية كالتفكك الاسرى وغيرها(' مشكور، جليل وديع ٩٨ ٩ ١م، ص٧٢ )

فبعد أن تتم شخصنة الفرد - أنموذج الشخصية الأساسية - يبدأ هذا الفرد بممارسة ما مورس عليه من ضغط واكراه على من هم في دائرة سيطرته ، أي إنها تصبح حالة تصيريه فالتنشئة الاجتماعية بوصفها أسلوب من أساليب الاعداد الاجتماعي (سلمان ، محمود محمد ، ٤ ٠ ٠ ٢م ، ص ١٦)
والأسرة هي إحدى وسائل الضبط الاجتماعي فالضوابط الاجتماعية تضغط على الفرد من الخارج فتحيط به وتضيق عليه وتقيده في حركاته وسكناته وأفعاله وإننا نضطره منن الطفولة ومنن حداثته إلى الأكل والشرب والهدوء والطاعة ونجبر٥ على التعلم ومراعاة حقوق الآخرين فهذه تنكل وسائل قهرية تخلق لديه شيئا فشيئا (دوركهايم ، اميل ، ١٩٥٠م،ص٣٤). فالضبط الاجتماعي هو استخدام القوة البدنية أو الوسائل الرمزية بالغرض والأعمال ويكون الغرض بالإجبار والقهر أما الأعمال فيكون بالإيحاء والتشجيع والثناء وغير ذلك من الوسائل ( الساعاتي، حسن، ٨ ٦ ٩ ١م، ص٢ ١ ) فالعوامل العائلية عديدة وكثيرة لها إسهامات في غرس العنف خلال عملية التنشئة الاجتماعية منها الحرمان العاطفي والتفرقة بين الإخوة تبعا للجنس وترتيب الطفل بين إخوته والاستعداد للولادة: ورفض المولود الجديد والإفراط في التدليل وفرض النظام الصارم أو غير ذلك من المواقف غير الملائمة التي قد تنشا في الأسرة معتمدة في ضبط سلوك صغارها على الأوامر والنواهي ، مما ينتج عن إساءة معاملة الطفل وإهماله تأثيرا كبيرا في شخصيته المستقبلية كضعف الثقة بالنفس والعدوان والقلق والشعور بالإحباط ويرى ( ماسلو Maslow ) إن الإحباط الناشئ من التهديد واستخدام كلمات التحقير أمام زملاء الطفل والاستهزاء بقدراته يؤثر تأثيرا كبيرا في سلوكه ( الجسماني،عبد علي ، ٩ ٧ ٩ ١ م ، ص ٩ ٢, ١ ) ويعد الحرمان العاطفي مز' اخطر أساليب التنشئة الأسرية الخاطئة ويرى بعض العلماء إن من أهم أسباب عصبيه؛ الأبناء وقلقهم النفسي والشعور بالعداوة والعزلة هو نتيجة حرمانهم من الدفء العاطفي وعدم اشباعهم لحاجات الحب (جرجس ، ملاك ، ٩٨٥ ١م ،ص١٠)
وقد اتفق العلماء على إن الحرمان من أهم العوامل النفسية التي غاليا ما تؤدي الى انتهاج الاعتداء كبديل لطاقاته المكبوتة (الطراونة، ٠ ٠ ٠ ٢م، ص ٣٦) ويرى بعض علماء النفس أن حاجات الحنان تشبع لدى الطفل عن طريق الاحتكاك الجسدي مع الام ( وزارة التربية، ٧ ٩ ٩ ١م ، ص٦٦.) تقول الدكتورة ( ليلى دمعة ) إن العدوانية عند الأطفال مرتبطة بعلاقة الطفل مع أمه وما يطرا على هذه العلاقة من إحباط وإشكالات تثير لديه الغضب والعدوانية فالأم الطيبة تجسد الشعور بالطمأنينة والثقة وتساعد على التكيف مع البيئة وعندما تضطرب هذه العلاقة فان الطفل يرد على الإحباط بالغضب والعدوانية ، وقد دلت الكثير من الدراسات النفسية بوجود علاقة عكسية بين الحرمان العاطفي وبين التقبل الوالدي والعدوانية إذ وجد أن الأطفال الذين حرموا من حنان الوالدين قد تكونت لديهم مشاعر الكراهية (دمعة ،ليلى،ه١٩٩م،ص١5٢)
فالأسرة التي يسودها النظام التسلطي هي تنمي العنف لدى الأبناء فينشا الفرد على الطاعة والخضوع ويكون الاحترام ( أحادي ) كما يطلق عليه ( بياجيه ) ويكون قائما على علاقة قاصر وولي أمر أعلى مرتبة منه وهو أمر له مخاطره ويجعل الطفل يرضخ لأوامر الأهل أو من ينوب عنهم طالما إن الشخص الذي يصدر هذه الأوامر ماثلا أمامه وفي حالة غياب السلط؛- تنهار أسس الطاعة وبذلك فالطفل في ظل هذا النوع من العلاقات لا يستدخل القيم الخاصة بالتعامل السوي مع الآخر ويحولها إلى حوافز داخلية وإنما يكتفي باكتساب عادات وتعلم حيل يساعده في تدبير أمره مما يهينه لارتكاب المخالفات (شرابي ، هشام ، ٣ ٩ ٩ ١ م ، ص ٨٥)
وهناك عدة دراسات أثبت؛، وجود علاقة بين الآباء المتسلطين والعدوانية عند أطفالهم منها دراسة ( تجنر ) عن المزاج المتطرف عند الأطفال التي كشفت ( أن تنامي السلوك التسلطي في تنشئة الاطفال كان من العوامل التي تحرض على العدوان) (١لذوري ، أمل مهد ي صالح ، ٨ ٩ ٩ م، ص ٢ ١ )

إن التعبيرات اللفظية الني يستخدمها الأهل والتي نسمعها قد تشكل للبعض مجالا للمفاخرة في البيئة التي دشا فيها الفرد فهي عبارات تمجد العنف وكانه الوسيلة الوحيدة للتربية والتأديب من دون أن يدري الأهل إلى أي مصير يدفعون بالأبناء وربما يؤدي عملهم العنفي إلى دفع الأبناء باتجاه الانحراف ( عصيان ، هروب ، ممارسة الرذيلة ، الاحتيال ) وهذا يؤدي الى تشكيل شخصية هشة مضطربة نفسيا . فالعدوانية والعنف هما من أهم خصائص الشخصية المتسلطة اي سوف تكون عملية تدوير العنف وإعادة إنتاجه فالتسلط بما يتسم به من عنف يخلق شخصيات متسلطة تتسم بالعنف وهكذا دواليك فالعنف المنتج داخل العائلة يرتبط بالعنف الذي يمارس في إطار المجتمع الأوسط وذلك من خلال ما تقدمه الأسرة من ازواج واباء ومواطنين عدوانيين فالأشخاص القادمين من مثل هذه الأسر يكونون ميالين إلى تقبل العنف وتبريره (رشيد، أسماء جميل ،١٩٩٩م، ص ٥٩) فالطفل كما هو معروف يتعلم بالقدوة أكثر مما يتعلم بالموعظة ( الجسماني ، عبد علي ، مرجع سابق ، ص ١٢٩)
وهناك علاقة بين العقاد.، الذي تمارسه الأسرة وبين العنف وقد تتبع الأسرة فلسفة عقابية الآمر الذي يجعل، من التنشئة عملية محفوفة بالعنف وتتخذ العقوبة شكلين أساليب قمع نفسية كالازدراء والاحتقار ، الامتهان ، السخرية ، التهكم ، أحكام الدونية ، الحرمان ، وأساليب عقاب بدنية كالضرب بأدواته المتنوعة (وطفة، علي اسعد،١٩٩٩م، ص٢٣٧)
والأهل الذين يمارسون العنف ضد أبنائهم لا يرون الصفات الإيجابية لديهم وتركيزهم ينصب على الصفات السلبية فالأهالي الذين يضطهدون أبناءهم غالبا ما تكون لديهم توقعات غير واقعية او دانية للغاية عن أطفالهم (بركات ، مطاوع محمد ، مرجع سابق ، ص٢٧٣)ذ
وقد اتفق مع هذا الرأي الدكتور( سلمان) فهو يرى إن بعض أساليب الإعداد الاجتماعي في الأسرة التي تعتمد على الإهانة والضرب في الصفر مسئولة إلى حد ما عن توليد مجتمع العنف في الكبر فالأسرة التي تشجع أبناءها على الأخذ بالثأر تؤكد على العدوانية (سلمان ، محمود محمد ، هرج ع سابق ، ص٩ ١ )
فمثلا عندما تحدث المشاجرة بين الأطفال فالأهل الذين يشجعون الابن على ضرب زميله من أبناء الجيران والأقارب وإذا لم يتم اخذ حقه بيده فانه يوصف بعبارات جارحة (كالجبان مخنث ...الخ ) فهذه السلوكيات لها دور كبير في تنمية سلوك العنف .فالأسرة هي ذلك الإطار الذي تتكوز، منه الخبرات كافة وتعد خدماتها بمثابة دستور غير مكتوب يوضح للطفل الكيفية التو، وجب أن يكون عليها سلوكه في المواقف المختلفة لكي يكتسب سلوكا أخلاقيا (حسين ، محي الدين احمد ، ٧ ٨ ٩ ١ م ، ص ٢٥)

ثانيا : العوامل الاقتصادية .
أن العوامل والظروف الاقتصادية تلعب دورا كبيرا في ظهور كثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية وقد تصل إلى إتباع السلوك المنحرف والشاذ . ويرى اصحاب المدرسة ١لم.٠قتصادية أن العوامل الاقتصادية في المجتمع هي الأساس وان لها الأثر في حياة الأفراد والمجتمع في الجوانب كافة ، وقد دلت الدراسات على وجود علاقة بين سوء الحالة الاقتصادية والجنوح والجريمة (الجميلي ، فتحية عبد الغني ، ٢٠٠٢م،ص٧٠ )
فالعوامل الاقتصادية تشكل ضاغطا يتحدى استعدادات الفرد للتكيف وترشحه لان يسلك بطريقة عدوانية (وطفة ، علي اسعد مرجع سابق ، ص ١ ١ ) وإن الأسر التي تعاني ظروفا اقتصادية قاسية هي أكثر الأسر التي تدفع الأطفال الى المعاناة النفسية (مجلة الطفولة والتنمية ، ١ ٠ ٠ ٢م ، ص٩ ٢٤_٠ه٢) واحيانا إلى الإحباط والسلوك العدواني ومن ث٠ إلى العنف ٠
وتؤكد الدراسات التي أجريت في السلوك العدواني إن الفقر كان من أهم المحرضات على هذا السلوك لما يسببه من إحباط وعزلة وعدم الاحساس بالأمان ويؤدي إلى التوتر وعدم الارتياح وقد يدفع ببعض المعوزين إلى ارتكاب جرائم القتل او إيذاء الآخرين لأبسط الأسباب من جراء توترهم النفسي الناتج عن شعورهم بالحرمان (إبراهيم ، أكرم نشأت ، ١٩٩٨م،ص٩٣)
وان غياب العدالة التوزيعية للثروات والخدمات على الفئات الاجتماعية التي يتبناها أي نظام سياسي تعد مرجع. ض مصادر التوتر في محيط الجماعات الاجتماعية ،وغياب العدالة التوزيعية يؤدي الى حصول هوة بين افراد المجتمع وشعور أفراده بالاغتراب وضعف الانتماء فالاختلال البنائي يودي إلى شعور الفرد بعدم الاندماج والتباعد عن المجتمع ويرتبط هذا اصور بالميل إلى الانحراف والسلوك المعادي للمجتمع وكلما زاد الاغتراب أدى إلى تفاقم حوادث الاعتداء (الصائغ ، محمد ذنون زينو ،١٩٩٨م، ص٤ ١ ) إن شعور الفرد بحرمانه ض الامتيازات والمكافآت التي يتمتع بها الأشخاص الآخرون يؤدي الى ظهور استجابة عاطفية تتمثل في الغضب كما يرى جور (Cure) ( رشيد، أسماء جميل، مرجع سابق، ص٧٣ ) ، وهذا يتفق مع راي العالم بيركوتز( Berkowitz ) الذي يرى إن الغضب يقود إلى الاستعداد للأفعال العدوانية( رسول، خليل إبراهيم، ١ ٠ ٠ ٢م ، ص٩ )
فقد توصلت الباحثة أنعام لفتة في الدراسة التي أجرتها على طلبة المرحلة الإعدادية تحت عنوان (دراسة مقارنة للسلوك العدواني قبل وأثناء الحصار الاقتصادي على العراق ) بوجود ارتفاع واضح في، السلوك العدواني لدى طلبة المرحلة الإعدادية عما كان عليه قبل الحصار وان الحصار احدث تغيرات في أنماط السلوك المختلفة وقد أكدت عدة دراسات إن السلوك المتطرف نحو العنف لا يمكن ان يحدث ما لم تساعد البنى الاجتماعية في حدوثه وحينما يصاب هذا البناء بالاضطراب ينعكس ذلك على التكوين النفسي للأفراد فيتصدع تفاعلهم ويتخذ صور العنف (نعيم ، سمير احمد، ١٩٩٠م ،ص١٢٠) فالظروف الاقتصادية تلعب دورا مهما في إحداث السلوك العدواني والسلوك المنحرف كالجريمة .


الممارسات أساءت إلى الطفل منها ما يأتي : ( الجلبي ، سوسن شاكر ، موقع شبكة العلوم النفسية العربية : http//:www.arabsynet.com )
أ — الخلافات الأسرية بسب الظروف الاقتصادية وما ينجم عنها من فراق أو طلاق بين الوالدين
إن المدرس قد يكون رب الأسرة أو أحد اعضائها مما ينعكس سلبا على تفاعله مع الطلبة وان الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يواجها الفرد تؤدي به إلى تفريغ انفعالاته مع الوسط المحيط به .
ب- ازدياد عدد حالات الأسر التي تعيش تحت خط الفقر المدقع وسوء التغذية ج — انشغال الآباء بالعه-ل او الهجرة إلى خارج الوطن وغيابهم المستمر عن الأسرة.
د — اضطرت المرأة أن تقود الأسرة نتيجة لفقدان معيلها . د — قضاء الوقت الطويل خارج المسكن ٠ و- ارتفاع عدد أفراد الأسرة الذين يعيشون في منزل واحد . ز- ضيق المسكن و كبت .وترية الطفل ٠
ي — الظروف الاجتماعية التي تعانيها الأسرة كالفقر والبطالة وعدم التكافؤ الاجتماعي والفشل في توفير المأكل واسكن والرعاية الطبية ونقص الموارد المالية تمثل ضغطا اجتماعيا كبيرا ( الجلبى سوسن شاكر، نفس المرجع ) فالحصار الاقتصادي يعد الضاغط النفسي والاجتماعي الكبير الذي هدد كيان الأسرة . فاضطراب القاعدة المعاشية وانخفاض القوة الشرائية ووجود حاجات غير مشبعة والشعور بالعوائق التي احول دون إشباع هذه الحاجات تتيح حالة من القلق وعدم الارتياح او كما يسميه (بيتني ) حالة من التهيج (Cromp) تجعل من الفرد الذي يعاني من هذه الضغوط مستعدا لنجوء الى العنف (الظاهر، أحمد جمال، ٨٧ ٩ ١م، ص٩ ٩ ٢)
ثالثا : البيئة المدرسية وجماعة الأقران :
عندما يبدأ التلميذ حياته الدراسية الأولى يحمل معه عددا من السلوكيات التي اكتسبها من البيئة الاجتماعية الأولى وهي الأسرة فضلا عن اعتقاده إن جميع سلوكياته مقبولة وانه حر التصرف احما لو كان في البيئة الأولى إلى أن يدرك إن المدرسة عالم آخر له قوانين وتعليمات عليه أن يحترمها وهو يتفاعل مع مكونات المدرسة الرئيسة وهي ( المدرس ، المدير ، المنهج ، الإقران ) وعن طريق هذه البينة يكتسب الطفل خبرات الحياة الاجتماعية كافة وتباعده المدرسة في تكوين الاتجاهات والأنماط السلوكية خلال تفاعله مع مكوناتها
فدور المدرسة هو دور مكمل لدور الأسرة وهذا ما أكده الأمام الغزالي وكان يرى ان عملية تنشئة الحدث لم تقتصر على الأسرة فقط بل هي مسؤولية النظم الأخرى ولاسيما المدرسة فهي مسئولة عن تهذيب الطفل وبناء شخصيته (غيث، محمد عاطف، ٨٧ ٩ ١م، ص٤٠)
فالحدث يدخل المدرسة وفي عقله تجارب اجتماعية سابقة ويتعرف داخلها على أفراد ممكن أن يكون كل واحد منهم مرجع راحة أو تعب بالنسبة له . فالمدرسة ميدان صراع آخر. إذ يربح أو يخسر هناك وإما أن تفنى شخصيته بالاحترام والثقة اويعمق لديه الاحساس بالذنب والنقص فالمدرسة هي الصرح الشاهق الذي يمكن ان يشكل حاجزا في وجه المد الانحرافي المتزايد بين جموح الشباب (علي محمد جعفر، مرجع سابق، ص٧٧ )
وكان العالم ( ولير Wallar ) يرى أن هناك صراعا داخل المدرسة بين الطلبة والمعلمين، فالطلبة يرفضون الأحكام والقوانين واللوائح المدرسية وهذا يولد نوعا من حالات الصراع والعنف داخل النظام المدرسي الذي هو جزء من النظام التربوي وان المدرسة هي نسق ابتداعي يخضع لحالات الصراع والعنف والقسوة( عيسى ، عبد الكاظم شندل ،١٩٩٦م،ص56).
وتعد فترة الانتقال من المدرسة الابتدائية إلى المدرسة الثانوية من المراحل التي قد يكون لها تأثيرات عميقة وكثيرة في شخصية الطفل (ماتكلف، بفرلي م .آلبان، 1983م، ص82 ) وان المدرسة بالنسبة للكثير من الشبان تحتل المرتبة الثانية بعد البيت كمؤسسة تحدد تصور الشخص النامي لنفسه واتجاهاته نحو قبول نفسه او رفضها ( M-Alban TV1etcafe,1981,p.p66-67 )
ويرى ( جلاسر lasser ) أن المدرسة بدلا من ان تؤكد على النجاح تؤكد على الفشل ونرى ذلك في دخول الأطفال إلى المدرسة بتشكيل عقلي ناجح ومتفائل وقلما يذهب الأطفال الفاشلون الى المدرسة او يطلق عليهم فاشلون ولكن الواقع أن المدرسة وحدها هي التي وصمت الطلاب بالفشل وهذه من أصعب المشكلات التي يواجهها المعلم (مدانات ، اوجيني وآخرون،١٩٨٧م، ص٨ ١ )
فيعض الباحثين يؤكد أن العنف والعدوان يترتبان أوتوماتيكيا وبشكل طبيعي عن المؤسسة المدرسية بوصفها مؤسسة تربوية (حدية ، مصطفى ، ١٩٩٦م، ص ١٦٠) ، معتمدين في تفسيرهم منا على إن جوهر العملية المدرسية يكمن في بنية السلطة التربوية فعندما يكون الشخص تلمينا عليه أن يتلقى المعلومات والنصائح وان يواظب على التدريبات التي ينبغي عليه القيام بها ويترتب عليه الخضوع لإدارة معلم يمسك مقاليد السلطة (وطفة ،علي أسعد ، مرجع سابق ، ص٩ ١٧). وقد انعكست مشكلات الواقع المجتمعي على الواقع المدرسي وبدلا من ان تكون المدرسة وسيلة تفعيل وتنوير في المجتمع أصبحت وسيلة تفريغ السلوك الشائن وتكريس السلوك السيء وأسهمت في تلويث البيئة التربوية بدلا من تجسيد القيم السليمة ( سلمان، محمود محمد ، مرجع سابق، ص ٤ ٢). فالذهاب الى المدرسة يعني الانفصال عن الأهل والابتعاد عن جو كان هو سيده والخضوع لنظم وضعتها ,جماعة غير الأسرة ومن هنا كان إخفاق المدرسة في تحمل مسؤولياتها وفي تحقيق غاياتها الهادفة إلى تنشئة الفرد وتنميته جسميا وعقليا واجتماعيا كما إن اضطراب العلاقة وانعدام التعاون بين الأهل والمدرسة قد يسهمان في سوء التوافق المدرسي (مشكور، جليل وديع، مرجع سابق ،ص٣٢)
فالمدرسة اكبر مؤسسة اجتماعية تؤثر في الطفل بعد الأسرة بل وقد تكون في كثير من الأحيان المؤثر السلبي الوحيد في حياة الطفل ولا سيما في حالة الأسر المتصدعة والفقيرة خاصة عندما يواجه بيئة شبيهة بالوسط الأسرى الذي كان يطمح للخروج منه فيشعر بإحباط كبير ينعكس على سلوكياته في المستقبل مما تكون لها اكبر وصمة في حياة الإنسان وأسلوب العقاب الذي تتبعه البينة المدرسية قد يولد الانحراف على المستوى البعيد المدى كما إن لهجة التعامل اللفظي يجب أن تخلو من العنف والأوامر والتوعد لان هذه اللهجة تشيع التوتر والخوف بين الطلبة مما يؤثر على شخصياتهم (عبد اللطيف، فاتن ،٠٢٠٠١)، ص ٢٤)
وقد أشارت دراسة ( وعد إبراهيم ) إلى إن ٢ ، ٤ ٤ % من انحراف الأحداث هو ناتج عن عدم رضا هؤلاء الأحداث عن وضعهم في المدرسة وان طبيعة المحاسبة داخل المدرسة هي التي تؤدي إلى ردود فعل الحدث ( عبد الأمير، وعد إبراهيم خليل ، ٣ ٠ ٠ ٢م ، ص ٧١) وان شعور المتعلم بعدم المساواة في التعامل داخل المدرسة والإحساس بظلم من يتعاملون معه والإحساس بتقييد حريته وفقدان قوات الاتصال بين المتعلمين والغريق التربوي داخل البيئة المدرسية وفقدان الأمن والطمأنينة هذه العوامل مجتمعة تؤدي بالطالب إلى الإحباط والحرمان مما يصل بتصرفاتهم السلوكية إلى حد العنف واللجوء إلى التمرد لتحطيم النظام المؤسساتي الذين يعتقدون انه المتسبب فيما هم عليه (هاشمي، عمر٤ nafida33%5cniars،cndp،www.Meducation.edu.dz) فالبيئة المدرسية بما تنطوي عليه من نظام صارم قد يكون نظاما جامدا يستند إلى العنف والقسوة وتوقع العقاب كوسيلة علاجية هذا يؤثر على الطفل ( سرحان، منير المرسى، مرجع سابق، ص ٥٢) وتصبح عادات ١ساسية يقوم عليها سلوك المتعلمين مما يكون له تأثير مستديم في وجهتهم الأخلاقية (برسي ذن، مرجع سابق،ص١ه٣) وفي دراسة ^Pestello ) عد الخضوع لنظام البيئة المدرسية له تأثير اكبر كونه مرجعاً من مصادر سوء السلوك الصفي ( 3.G.PesteLLo Frances, 1998 , V.20 , P)
فالمدرسة نظام اجتماعي نختلف عن غيرها من النظم من حيث بيئتها الاجتماعية التي تعكس نوعا خاصا من التفاعل الاجتماعي بين أفرادها أي مكوناتها الأساسية (المدير — المدرس — الطالب - المنهج ) وهذه كلها مؤثرات تنعكس على العلاقة بين الطلبة وتلك المكونات مما قد يولد عنها علاقة سلبية أو إيجابية بين الطلبة والبيئة المدرسية المتمثلة بمكوناتها المذكورة سلفاً .
رابعا : علاقة الإدارة بالطلبة ٠
ينظر بعض الطلبة إلى دور مدير المدرسة بمثابة صورة رمزية لدور الأب في الأسرة بجانبيه السلبي والإيجاب..، إذ يلجا إليه الطلبة عند مواجهتهم مشاكل شتى سواء مع الهيئة التدريسية أو مع الطلبة وان نظرة الطلبة إليه تتوقف تبعا لتفاعل المدير مع طلبته وعلاقته معهم ٠
ويرى (هالين وكر وفت ) إن الخاصية الأساسية التي تحدد فاعلية المدرسة بوصفها مؤسسة تعليمية هي قدرة المدير على خلق مناخ يسمح بظهور مبادرات قيادية باعتباره رئيس للعمل ( صادق ، حفصة محمد ؛ و المعضادي ، فاطمة يوسف ، 2001م ، ص ٣٠) . إذ انه يستطيع أن يجعل المدرسة حديقة غناء مملوءة بالأزهار وانه يستطيع أن يجعلها مسرحا لمشاهدة السلوكيات الغزنا وملجا يساعد على الانحراف وهذا متوقف على قيادته بوصفه صاحب الحل والعقد في تلك المؤسسة وقد أشارت كثير من الدراسات إلى أن للمدرسة دورا مساعدا في الانحراف ، فالإدارة المدرسية بقدر تقدمها أو تخلفها يكون تقدم أو تخلف المستقبل .درجة كبيرة (حسن ، رياض عبد اللطيف ؛ و لريح ، نايف زاعل، ا٢٠٠م،ص١٨٢)
وعلى قيادتها يتوقف نجاحها او فشلها إذ يعرف أحد الباحثين القيادة بانها تأثير المدير في سلوك التابعين له في، وقف معين لتحقيق أهداف معينة وهي توجيه جهود الأفراد وتنسيق جهودهم وارة دوافعهم ورغباتهم بغية الوصول الى تحقيق أهداف منظمة بكفاءة عالية ( مجلة الأستاذ ، نفس المرجع السابق ، ص٨٢ ١ ) ولقد حدد الباحثون انماط متعددة للقيادة الإدارية والمدرسية وتعد دراسة ( ليفين Levin ) أول دراسة عن مدى تأثير أنماط القيادة الديموقراطية والفوضوية والتسلطية في عملية التفاعل الاجتماعي بين الاطفال (يوسف، فاضل محسن، ١٩٩١م، صه٢)
إن إتباع المدير لنمط قيادي معين في أدارته لمدرسته له تأثير في العلاقات الإنسانية التي تربطه هع العاملين معه والتي لها تأثير كبير في المناخ التعليمي السائد في المدرسة فضلا عن انعكاسها عن قيام العاملين في المدرسة لمهماتهم وواجباتهم وتحقيقاتهم للأهد١ف التربوية ( مجلة الاستاذ، مرجع سابق، ص ١٨٢)

إن نوع القيادة التي يتبناها المدير في الوسط المدرسي هي من العوامل التي تساعد على انتشار وظهور أنواع مختلفة من المظاهر السلوكية فالسلطة الدكتاتورية مثلا والتي تجعل من اللوائح والقوانين المدرسية دستورا جامدا من دون أية مناقشات أو تعديلات وانتشار أساليب التشكك والتجسس كل ذلك ينعكس على البيئة المدرسية فيشيع الخوف بين الطلبة وتقل رغبة المدرسين ومتعتهم في التدريس مما يؤدي إلى انعدام التفكير ألابتكاري والأسلوب ١لعفب القائم على التفاعل الإيجابي والتعاون النشيط في مجالات البحث والتجريب وحل المشاكل .
أما السلطة الديمقراطية ف٠هي قائمة على العلاقات الإنسانية بوصف الإنسان قيمة عليا والمساواة في التعامل مع الطلبة من دون تفرقة مما يساعد على إشاعة التماسك بين أفراد المجتمع المدرسي وغرس اتجاه التفكير العلمي في حل المشاكل بدلا من التفكير القائم على التحيز(سرحان، منير المرسى، مرجع سابق،ص٢٠٧) والسلطة الأخرى هي السلطة نات النمط المتراخي أو التساهلي التي تقوم على الحرية المطلقة وقيام العاملين في المؤسسة بإصدار القرارات وإتباع الإجراءات التي يرونها مناسبة من دون تدخل القائد وانعدام الرقابة على مجهودات العاملين (مجلة الأستاذ ، مرجع سابق ، ص ١٨٢)
فشاعت المواقف والاتجاهات الغزوات الفردية في المجتمع المدرسي بجوانبه التنظيمية والتعليمية والاجتماعية وساعد على ذلك غياب الضوابط والتوجيهات من الإدارة المدرسية ونتج عن ذلك ، اهتزاز لشخصية الطالب وامتد الاتجاه السلبي في العلاقات الداخلية للمدرسة إلى علاقاتها الخارجية مع المجتمع فلم تؤثر فيه التأثير الهادف الى تحسينه وتطويره ( سرحان، منير المرسى، مرجع سابق، ص٨ ٠ ٢) إن أفضل أنواع القيادات هي ( القيادة الجاذبة ) التي تجمع بين القيادة الديمقراطية وبين ما يطمح إليه الطالب من أنموذج يحتذى به ويقلده وهي القيادة القادرة على التفاعل مع الطلبة كافة بمختلف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية مجسدة في ذلك الجانب الإنساني الذي يفتقده الطلب سواء كان في المجتمع أم في الأسرة المتصدعة إذ تصبح المدرسة مكانا للاستمتاع لكثير من الطلبة مما يسهم في تنمية قطاع بشري كبير في المجتمع ولا سيما في المجتمعات الفقيرة .
إن من أهم الأسباب التي أنت بالطلبة إلى ترك مدارسهم هو معاملة المدير لهؤلاء الطلبة وأصبحت المدرسة جحيما لا يطاق في نظر هؤلاء الصبية .
خامسا : سلوكيات المدرس في التعامل مخ الطلاب وعلاقته معهم : يعد المعلم أحد العناصر المهمة المسئولة عن تربية الطالب بعد الوالدين وهو مطالب بالمساهمة مع الوسائل التربوية الأخرى في بناء شخصية متكاملة صالحة وفي تكوين مواطن سوي وهذا ليس بالعمل السهل وقد يضطر المعلم في أحيان كثيرة إلى استخدام أساليب متنوعة لتعديل سلوكيات التلميذ وتصحيحها والحد من انتشار المشكلات السلوكية التي قد تحول الفصل إلى بيئة غير مناسبة للتعليم ويعد العقاب أحد هذه الأساليب (صادق ، حصة محمد ،١٩95م، ص٢ ١ )
وهناك إجماع بين التربويين على إن المعلم هو أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في سلوك التلميذ وشخصية إن لم يكن أهمها جميعا ،إن المعلم جزء من البيئة المدرسية وله اثر كبير في سلوك التلاميذ واصبح دوره مرشدا ومحركا أكثر منه ملقنا للمعلومات فهو أكثر اتصالا بالتلاميذ وذلك لوجوده مع التلاميذ وقتا غير قصير وتفاعله المستمر معهم فلا بد أن تتأثر شخصيات التلاميذ وسلوكهم بخصائصه الشخصية وأسلوبه في التعامل داخل الصف وخارجه ولا سيفا في مرحلة المراهقة التي يسعى فيها الطلبة إلى تقليد النماذج السلوكية للكبار الذين يتأنون بهم ( مزهر ، صباح حنا، ٦ ٨ ٩ ١ م، ص ٤٧٠٤٦) وقد أكدت دراسة ( العقراوي ) إن اغلب المراهقين ينتخبون مدرسيهم بدلا من آبائهم عندما يطلبون منهم تسمي.؛ شخصية رائدة مثالا لهم ( عقراوي ، سلوى وآخرون ، ١٩٧٩م، ص12)
ومع كل ذلك فالمدرس يعد أحد مصادر ظهور المشكلات السلوكية في الفصل الدراسي فعدم كفاءة المدرس وحداثته في المهنة وضعف شخصيته وعدم ثقته بنفسه كلها أمور يمكن أن تسهم في ظهور .مثل هذ٥ المشكلات .
وقد أظهرت نتائج دراسة تحليلية قام بها عبد الله ألهاجري لآراء الطلاب والطالبات في اساليب ضبط السلوك الطلابي المتبعة في مدارس الكويت أن هناك اتفاقاً للتلاميذ على شعورهم بان المدرسين يتسببون في نشوء كثير من المشاكل ( الهاجري ، عبد الله ، ١٩٩٣م، ص ٢٠١) ، وهذ<، الأساليب تساعد على الصراع بين المعلمين والطلبة وتترك مشاعر مرتبكة لدى التلاميذ وقد يعزى بعضهم مثل هذا الصراع الذي يحدث بين المدرس والطالب إلى التفكير اللاعقلاني للمدرس فالأشخاص الذين يفكرون بطريقة غير عقلانية غالبا ما يفقدون صوابهم ويغضبون بشدة عندما لا تجري الأمور كما يشتهون ( صادق، حصة محمد ، مرجع سابق ؛ ص٣ ٢) ، كما إن الثنائية الفكرية المتمثلة في رؤية الواقع محصورا بين دفتي الصواب والانحراف ولا سيما ما يتعلق برؤية المدرس الذي يرى إن كل الحق معه في معاقبة الطالب نفسيا وجسديا وقد اثبت التحليل النفسي إن الثنائية الفكرية تقلص الحقل الذهني وتسهم في هبوط الاهتمامات من خلال الازدراء واللامبالاة تجاه كل مالا يكون غرضا من أغراض هواه وحماسه لا يتزعزع في صواب فكره مما ينسل إلى إسقاط العدوانية غلى الآخر وممارسة أفعال ضد المحيط تقود إلى علاقة سادية مع هذا المحيط ( إبراهيم، -حسنين توفيق، WWW. 14 Masom , com , ol)
فما زالت العلاقة بين المعدم والمتعلم في المؤسسات التربوية ولا سيما العربية هي علاقة تسلطية استبدادية تسير في اتجاه واحد وان المعلم هو محور العملية التربوية في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه اطالب هو محور العملية التعليمية ( سلمان، محمود محمد، مرجع سابق ،ص٢٣)
فالوضع التعليمي هو انعكاس لعلاقة مسيطر بمسيطر عليه وهذه تنعكس على طريقة إعطاء المعلومة والمتمثلة بالتلقين الذي يعد نموذجا واضحا لهذه العلاقة القهرية فهي تشكل علاقة تسلطية( س:٠لهة المعلم) التي لا تناقش والطالب الذي عليه أن يطيع ويمتثل مما قد يولد حالة من الق٠رس على الطاعة وميلا للخضوع وقد تكون الطاعة العمياء عادة خطيرة( حجازي، مصطفى، ٩٨٦ ١م، ص٧٨)

وهذا النوع من العلاقات يؤدي إلى استنتاج شخصية سلبية يرى فيها بعض الباحثين روح الهزيمة والضعف و١لقصور(وطفه ،علي اسعد، مرجع سابق ، صه٣ ). ويجدها آخرون إنها سبب في ١لتطبف العقلي والانغلاق الذهني وإنها لا تربي الناشئة على أعمال العقل والنقد والابتكار بل إلى التقبل السلبي غير إن الناقد لأي فكر طالما كان مرجعه سلطة ما مما يترتب عليه استعداد لمواجهة أي اختلاف في الراي بالعنف والقسوة (نعيم ، سمير احمد ، مرجع سابق ، ص ١٢٠)
وقد أثبتت دراستا ( ليبث ١.وايت ومورهاوس ) أن الأسلوب التسلطي للمعلم ينتج عنه تمرد وعدم مبالاة فقد اوضحت دراسة (مورهاوس) أن ٢ ٢ % من مشاكل طلبة المدارس الثانوية يمكن إرجاعها إلى نغور الطلبة من سيطرة المدرسين عليهم ويعتقد بعض المربين إن الفشل في العمل المدرسي يعود إلى المواقف العدائية التي يتخذها بعض المعلمين اتجاه طلبتهم ( مزهر ، صباح حنا ، مرجع سابق ، ص٨ ٤ ) وان المعلم العدائي يميل طلابه لان يبدوا نسبة عالية من السلوك العدواني (حسن، محمود ، مرجع سابق، ص .٤٠) وقد تكون الخصائص المعنوية لصحة المعلم النفسية من أهم العوامل الفاعلة في خلق الجو الاجتماعي للمدرسة فك أشارت كثير من الدراسات إلى إن القلق والتوتر والهموم لها تأثير كبير في علاقة المدرسين بالطلبة منها دراسة ( شنايدر ) التي أثبتت إن صحة المعلم النفسية ذو أثر في سلوك طلبته و أظهرت دراسة (كون ) ان المدرسين الذين لديهم مستوى عال ?ن القلق يسببون مشكلات كثيرة للطلبة ( رمزي ، طارق محمود ،١٩٧٤م،ص٤١)
أن الازدراء والتهكم والسخرية وإصدار الأوامر والتهديد والوعيد والمقارنة بين الطلبة ومعاملة الطلبة وفقا لمعايير المراكز الاجتماعية للأهل وان المعلم المضطرب انفعاليا وبما يحمله من قيم اجتماعية أو ثقافية كلها عوامل من شأنها أن تعزز العنف وقد يكون العنف عرضيا ناجما من الموقف نفسه وقد يكون ناتجا عن خطأ ارتكبه الطالب أو عن الحالة المؤقتة للمعلم ويتترب على هذا العنف كما أشارت دراسة (شيلدز) وهو إن الطلبة أكثر اضطرابا من الأطفال النير.، لم يتعرضوا للعنف في تنظيم انفعالاتهم وسلوكهم ويميلون إلى إن يكونوا اقل جدارة منهم من الناحية الاجتماعية ( البطش ، محمد وليد ، مرجع سابق ، ص٣٣٩-٣٤٠)

سادسا : علاقة الطلبة مع بعصهم ٠
المدرسة مجتمع صغير تتضمن فئات تختلف فيما بينها من ناحية السن والمركز الاجتماعي والطبقة الاجتماعية وخلال) عملية التفاعل التي تحدث بين الطلبة تحدث عملية التأثير بجانييها السلبي والإيجابي.
وبعد سن الثانية عشر تتضح مظاهر التمايز الاجتماعي في حياة الطفل وتتكرر الإشارة إلى كلمة (مجموعتنا) (حسن ،محمود ، مرجع سابق ، ص ٤٣٣). والجماعة وحدة اجتماعية تتكون من مجموعة من الافراد ويكون بينهم تفاعل اجتماعي متبادل وعلاقة صريحة ويتحدد فيها أدوار الأفراد ومكانتهم الاجتماعية ولها مجموعة من المعايير والقيم الخاصة بها والتي تحدد سلوك أفرادها (صادق ، حصة محمد ، مرجع سابق ، ص ٢٠_٢١). وهذه الجماعات سواء كانت داخل المدرسة أم خارجها تؤثر في سلوك الفرد سلبا أو إيجابا معتمدا على أهداف تلك المجموعة الاجتماعية أو غير الاجتماعية فضغوطات مجموعات الرفاق ولا سيما بين المراهقين تجبر الطلبة على تشكيل نماذج سلوكية تتلاءم مع أحكامهم الداخلية ويحب الطلبة المجموعات في خارج الصف اكثر من المجموعة داخل الصف إذ تختلف الأهداف والأنشطة اختلافا كبيرا(مدانات، أوجيني وآخرون، مرجع سابق،ص٠٧ ٢-٨ ٠ ٢)
فإذا سادت هذه الجماعات القيم السلوكية الخارجة على القانون وانعزلت عن الجماعات التي تحبذ السلوك السوي تغلبت لدى الأفراد الاتجاهات المحبذة للخروج على القانون واتجه الفرد إلى السلوك الإجرامي وان احتمال تكراره واستمراره كبير جدا ( خليفة، أحمد محمد، ١٩٩٦م،ص١٠٥؛)
وقد يلتقي الطالب بأصدقاء السوء في المدرسة ولا سيما إذا كان يعاني من بينة أسرية ومدرسية شديدة الإفراط فو، القسوة أو تتميز باللين أو اللامبالاة المفرطة ولا سيما إذا كانت الأسرة تعاني ظروفا اجتماعية واقتصادية متعددة مما يجعله ينتسب لإحدى العصابات (عصابة مخدر(ت أو سرقة...الخ ) . فقد أشارت دراسة (هارين وديكر ) أن هناك ثلاثة علاقات محتملة بين المخدرات و جريمة العنف فالمخدرات تؤدي الى أن يكون السلوك عنيفا والأطفال يصبحون جزءا من العصابات للحصول على المخدرات . ويرى باندورا إن الأحداث ممكن أن يتعلموا السلوك العنيف من خلال التقليد والمحاكاة لنماذج تقدم هذا التعريف ويمكن ان يكون هذا الأنموذج أحد الرفاق ( ons , INH؛Tens, ،H.S,Sulivan ) ؛ ,وقد أصبحت جماعة الرفاق احدى وسائل ١لإعاد الاجتماعي إذ يعدها البعص أكثر تأثيرا وفاعلية من الأسرة والمدرسة (سلمان، محمود محمد، مرجع سابق، ص د٢) ، وأصبحت تمارس درجة من الضبط أكثر مما تمارسه الأسرة وقد يقف من اسرته موقف التحدي ويعارضها في سبيل المحافظة على كرامة رفاقه واحترامهم ( حسن، محمول، مرجع سابق، ص٨٣٤) ويرى البعض إن العنف على مستوى الجماعة يتكون نتيجة للبحث عن السلطة وحب المغامرة أو بهدف تحقيق مكانة اجتماعية مهيبة عند الأقران ولكي يحسب له الآخرون حسابا أو تحدي السلطة القائمة أو التعبير عن حب المغامرة وهي بدورها وسيلة لتحقيق الهوية الاجتماعية (عصام الفقهاء ، مرجع سابق، ص٨٣ ٤) وقد أصبحت جماعات الأصدقاء حاضنة للسلوك الشائن وأصبحت وسيلة للبناء السلوكي السيئ وهذا يعون بشكل غير مباشر إلى قصور مؤسسات الأسرة والمدرسة في التعامل مع الطفل بأسلوب واع وناضج (سلمان، محمود محمد، مرجع سابق، ص٦ ٢)
ويكاد يجمع المختصون غت٠غ علم الاجتماع وعلم النفس على إن من أهم أسباب الانحراف هي جماعة الأقران وذلك لمكونها ملجا يجد فيه المراهق تعويضا عن ما يفتقده من عدم إشباع لحاجاته من مؤسسات المجتمع الأخرى ٠ وتتوقف جانبية الجماعة 'على عدة عوامل منها : ( زهران، حامد عبد السلام، ٩٧٧ ١م، ٨٨ - ٨٩)
١- مدى إشباعها لحاجات الأفراد.
2- مكانة الفرد في المجموعة.
3- التعاون مع الأفراد.
4- الخبرات السارة.
5- ازدياد التفاعل ين أفراد الجماعة.
٦- الجو الديمقراطي.
٧- سهولة الاتصال.
8- الرضا عن المعايير.
٩- الوفاق.
٠ ١ - الخصائص المحببة.
و أن من أهم السمات القي تتصف بها هذه الجماعات هي كونها عاطفية والفعالية وتنساق وراء الأحداث من خلال وسائل الاتصال المختلفة وإنها تقليدية اكثر منها عقلانية وتؤكد عنى الشكل أكثر من المضمون .

سابعا : إدارة المدرسة والعقاب المدرسي .
من المتفق عليه أن المدرسة قد أنشأت من قبل المجتمع وذلك باعتمادها على فلسفة تربوية جرى الاتفاق بشأنها وقد أوكل لها المجتمع تحويل الأهداف الاجتماعية التي جاءت من أجلها إلى ءاد١ات سلوكية بغية تحقيق النمو السليم والتكيف والتوافق وفقا لحاجات ذلك المجتمع فضلا عن تزويد المجتمع للمدرسة بمهمة أخرى ألا وهي تنمية العقول وإعدادها للمستقبل.
وكان لابد للمجتمع من أن يضع الوسائل العقابية لكل من يخالف الأنظمة والتعليمات من اجل المحافظة على النظام الاجتماعي .فالجدل مازال قائما بين التربويين في مسالة استخدام العقاب وما له مل، دور في تربية الطفل وتعليمه فمنهم من يؤكد وجوبه بمختلف صوره من إذ كونه وسينا .مجدية في تعليم الطفل وتهذيب سلوكه ولما يتركه من آثار إيجابية في شخصيته منها ردعه عن الاستجابات غير المرغوب فيها وإطاعة النظام وتحفيزه على الانتباه وانجاز واجباته المدرسية (الجسماني، عبد علي، مرجع سابق، ص٤٦)
وهناك من المربين من يرى أن العقاب وسيلة ضارة تترك آثارا سلبية في سلوك المتعلم غاية في الخطورة فهو يولد حالات انفعالية سلبية كالعنف والعدوان والقلق وكره المدرسة والمعلمين. ( Donald Routh,, Plenumprees , p. 217 .)
وقد أشارت الكثير من الدراسات الأجنبية إلى الآثار الخطيرة لاستخدام العقاب في المدرسة منها دراسة (سيزر عام ١٩٥٢٠ sears ) ودراسة (هارت عام ١٩٧٨ Hart) (وسكنر ١٩٧١ Skinner) ودرائ (باندورا وولترز ١٩٧٨) فهذه الدراسات جميعها أكدت الآثار الخطيرة التي يحدثها العقاب في اثارة النوازع العدوانية والسلوك المضطرب لدى المتعلمين الصفار ( حسن، محمد علي،١٩٧٠م،ص١٤٠) إن الواقع الفعلي لما يدور في مدارسنا هو عكس ذلك لان وزارة التربية لم تضع قوانين حازمة ضد المعلم أو المدرس في حالة استخدام العقاب البدني . فالعقاب قد يكون وسيلة تنفيذية للسلطة التي في عدم كفايتها تشكل سببا لفقدان الضمانة ،فضعف' السلطة يسهم في اضطراب دينامية الطفل العلائقية من الاضطراب الذي يربك عمليات التكيف, أما السلطة القوية والمدركة وغير القمعية فيأتي عقابها ناجحا ومثمرا بينما العقاب الناتج عن سلطة ضعيفة يعطي ثمارا ناقصة وغير مضمونة التنفيذ والنتائج ( مشكور ،جليل وديع ، مرجع سابق، ص٥ ٩) لقد دلت نتائج الدراسات على ان اهم وسائل العقوبات التي تثير ضيق الطلبة هي وسيلة العنف وقد حازت على المرتبة الثانية وكان العنف البدني قد حاز على المربة الأولى وهومن العقوبات التي لم تثمر عند تطبيقها مع اغلبية الطلبة ( كاظم، محمد إبراهيم، ص١٧ ١-٤٧ ١)
وقد أشارت دراسة أخرى, إلى أن التأثير النفسي للضرب يؤدي الى عدم الثقة بالنفس ويتولد عنه شخصية محه’٠مة ومن ثم تظهر عقد نفسية عند الطلبة وان الضرب يزعزع الاطمئنان والأمان ويجعل العلاقة تزداد توترا( خان، أميمة يحيى علي،١٩٩٢م،ص٢٦- ٢٥)
لقد كان للعنف المدرسي دور في التأثيرات الاجتماعية والنفسية على أجيال المستقبل مما يؤثر سلبا في تنمية المجتمع ومواكبه التطور العلمي فكم مدرس أو مدير عنيف مع طلبته أدى إلى تسربهم وانحرافهم مما ترك تخلفا وخسارة كبيرة على المجتمع من تلك الكوادر.
فكلما استنكرت تلك الأساليب تركت الغصة في صدور كل من كانوا ضحية لها إذ دفعتهم إلى ترك المدرسة أو بأحسن الحالات تركت جروحا جسدية أو نفسية لم تستطع السنون محوها والهدف من كل ذلك إثارة النعر في نفوس التلاميذ كي يدرسوا وينفذوا واجباتهم ويسلكوا السلوك المقبول والويل كل الويل لمن يخالف ما هو مطلوب.
ويعرض لنا الدكتور جليل وديع جملة من نتائج العقاب المدرسي التي تخلق سلوكيات غير مقبولة اجتماعيا وتغرز آثارا أو انعكاسات كثيرة منها ما يأتي :
١- جعل الطلبة يعيشون في بيئة تسود فيها أجواء الرعب مما يؤدي إلى ضعف
الاتصال بين المدرس والطالب ويؤدي إلى حالة من الشعور بالإحباط ولا سيما إذا كان الأهل مستعدين لتهديد الطفل بالمدرسة كلما ارتكب خطا أو تلكا في عمل يريدونه منه ويزداد الأمر سوءا إذا خضعت المدرسة للأهل ونفذت تهديداتهم هذ٥ بمجملها تؤدي إلى تنفيذ سلوكيات غير مقبولة .
٢ - اهتزاز المثل الأعلى للطلبة وتشويه الصفات المستحبة التي يجب إن تكون مجسدة بتصرفات المدرس إلى جانب تشويه صورة الأب لان المدرس بدوره التربوي يرمز للطلبة وتأنه بديل للأبوين .
٣- تقوية مشاعر العدائية لدى الطلبة بحيث يتم استدرار أعمال غير مرغوبة وتوالد ردات فعل مختلفة وبذلك يتشكل لديهم أسلوب غير صحيح في مواجهة المشكلات وكان الأمور لا تسري أو تنتهي ألا عن طريق العنف .
إن توجيه العنف البدني لنطالب يولد لديه حالة انفعالية تؤدي به إلى العبث بالممتلكات المدرسية أو تفريغ الحالة الانفعالية وذلك عن طريق المشاجرة مع اقرأنه في المدرسة أو المسكن .
٤ - شحن الصف بأجواء التوتر والانفعال مما يؤدي إلى اضطراب واختلال في الوضعية التربوية وبسرب عمليات الجفاء الحاصلة بين المدرس وطلابه فان العديد منهم سيصبحون عصبيي ١امزاج ( مشكور، جميل وديع، مرجع سابق،ص ١٠٢-١٠٣).
٥ - يتشكل نغور من المعلم وذلك لأنه المرجع الرئيس للخوف تتولد عنه كراهية المادة الدراسية بسبب البيئة التي يرزح تحتها الطالب مما يؤدي إلى عدم فهم ما هو معطى والخوف من الاستفسار مما يوصله إلى الفشل من ثم إلى الهروب والتسرب نهائيا من المدرسة .
٦- انكفاء الطالب في عملية المشاركة وصولا إلى الانطوائية مما ينعكس سليا على حكم الحياة التدريسية على مستوى الطالب الدراسي مما يوصل إلى إعاقة أسلوب المناقشة والتعبير مما يدفع الطالب إلى ممارسة دور المستمع الخائف .
٧- إكساب الطالب صورة ضعيفة عن ذاته تولد لاحقا العجز والدونية مما يدفعه إلى إن يعوض عن قصوره بممارسة أسلوب السيطرة والتسلط مع من هم اضعف منه ٨- إن الإساءة إلى إنسانية الفرد واحتقار شخصية الطالب يعني استهزاء بالرسالة المنوطة بالمعلم مما ينير إلى عدم أهلية المعلم للتعليم وفقدانه لأساليب التعامل الناجحة مع طلبته٠
ونستدل من كل ما تقدم ومن خلال اطلاعها على الأدبيات والمصادر الخاصة بالظاهرة ومن خبرتها في التدريس أن العقاب المثمر والفاعل يجب أن يكون مباشرا ومناسبا لكل مخالفة وان يكون آخر ما يتم استنقاذه من الأساليب الحضارية التي تتبع مع المسيء وان يكون خاليا من الانفعال ويكون نتيجة منطقية ومقبولة لأية مخالفة مرتكبة من الفرد المسئول عنها مع التأكيد عنى أهمية مبدأ الثواب والعقاب لان الثواب والمكافاة يعززان السلوك الايجابي ويدفعان إلى المزيد من السلوك المكافأة عليه . إن درهما تشجيع خير من قنطار عقاب لان التشجيع يعزز عمل الطالب ويدفعه إلى مضاعفة تركيزه والى المزيد من الجد والنجاح ). فالعقاب (العنف البدني ') يؤدي إلى كف وامتناع عن السلوك المسبب لهذا العقاب وبشكل وقتي ويظهر السلوك عند حصول أي مثير .فلا بد من الاعتماد على التوجيه والإرشاد والعدل على تلافي الظروف المسببة للعقاب عن طريق العناية المستمرة بالطالب وتفهم ما يواجه من مشكلات (مشكور ، جليل وديع ، المرجع السابق، ص ١٠٧)

ثامنا : عوامل أخرى متنوعة ٠
هناك عوامل عديدة ومتنوعة منها ما يتعلق بالبينة المدرسية الطبيعية ومنها ما يتعلق بالعوامل الثقافية للمجتمع .
فيما يخص البيئة المدرسية الطبيعية فهناك أسباب عديدة منها المباني المدرسية إذ تكون نات مساحات ضيعة ولا يستطيع الطلبة التحرك فيها مما يزيد من قلق الطلبة وتوترهم ويزيد من الاضطرابات بينهم، فضلا عن ضعف الإضاءة والتهوية وزيادة عدد الطلبة في الصف الواحد وقد أظهرت نتائج دراسة (كينث واشنطن ) أن احد مسببات التوتر بالنسبة للمدرسين هي زيادة عدد التلاميذ وان استخدام العقاب البدني هورد فعل لتوتر المدرسين(صادق ، حصة محمد ، مرجع سابق ، ص٣ ١)
العنصر الثاني الذي يتعلق بالبيئة المدرسية هو المنهج الدراسي فقد يشجع المنهج على أسلوب العنف فلابد أن ترتبط المناهج التعليمية بالأحداث الجارية في المجتمع مما يتطلب مرونتها وقدرة القائمين عليها في تكييفها تبعا لذلك ( أحمد، أحمد كمال، ١٩٧٩م، صه٢٧)
ويقول في ذلك (جون ديوي) يجب أن تختلف المناهج باختلاف المكان والزمان وذلك لان ثقافة المجتمع دائمة الق ندير والتطور ومن هنا يجب إعداد التلاميذ لمواجهة هذا التغير(مرحان، منير مرسي، مرجع سابق، ص٨ه)
العنصر الثالث هو المستوى الدراسي وقد يرتبط هذا العنصر بالعنف ولا سيما ما يصدر عن المدرس من عنف لفظي يلجا إليه المدرس من اجل رفع المستوى الدراسي لطلبته من اجل الحصول على امتيازات ومكاسب يبتغيها المدرس بهدف تحسين المستوى الاقتصادي والحصول على ترقية وامتيازات له تعتمد بالدرجة الأولى على نسب نجاح طلبته وقد أثبتت الدراسات ، على أن لهجة العنف والأوامر والتوعد ومقارنة الطلبة مع بعضهم بعضا والتعرض للتهديد تعد من الأسباب المباشرة لحالات الميل إلى العنف والسلوك العدواني (الفقهاء ، عصام، مرجع سابق،ص٤٨٢) العنصر الرابع يتعلق بإخفاق التنمية التربوية منها ما يتعلق بانحطاط المؤسسات والنشاطات الأكاديمية والمناهج التعليمية ووسائلها إذ تتركز أهداف التعليم في التلقين والتكرار والحفظ من دون أن تخلق رجلا مبدعا ناس العقل مفكرا مناقشا انها نظم تعليمية لا تساعد على تنمية التعبير الحر عن الرأي مما يعبد طريق تربية اتجاهات اللجوء الى العنف.
العنصر الأخير هو غياب التخطيط التربوي السليم في ظل تفاوت المدخلات التعليمية عن مخرجاته فنشأت أزمة التنظيم التي ادت إلى تهميش أعداد ضخمة من الشباب الذين لم ينالوا فرصهم في الحياة والعمل بعد التخرج فانتشرت ظاهرة البطالة بين الشباب وتنامي شعور حاد بالإحباط وعدم الثقة من مجمل النظم والعمليات السياسية وجعل هذه الفئات لقمة سائغة للانخراط في العنف .
أما العوامل الثقافية فكان لها اكبر الأثر على النظام التعليمي في كثير من المجتمعات ولا سيما مجتمعنا.
لقد أكد الكثير من العلماء على أهمية العامل الثقافي في تهذيب شخصية المراهق وقد أكد العالم (سندرلاند ) أن علافة الأفراد تتحدد داخل إطار ثقافي منظم وان سوء هذا الإطار يؤدي الى سلوك غير سدوي كما اتفق معه كل من العالم (روبرت مرتون) و(ريتشارد محدس) ( 216.Merton.R,social 1968 , P)
فالثقافة التي ينشا فيها ال٠لر: دور كبير في تنمية صفات العنف فهناك ثقافة تشجع عليه فالقوى الثقافية تتحكم في تنمية صفات السلوك العدواني وهذا يعني أن الممارسات العدوانية التي يوظفها الأفراد والجماعات لا تكون عشوائية في تعبيرها بل تتبلور في الإطارات البنيوية التي توجهها كجريمة القتل الهادفة إلى غسل العار في الثقافات العشائرية لبعض المجتمعات ( ألنوري، قيد٠ ى، ١٩٩٠م، الانثروبولوجيا النفسية، بغداد : دار الحكمة للطباعة والنشر ، ص ٢٢٤)
فضلا عما تبثه وسائل الإعلام المختلفة كالتلفزيون والسينما والفيديو وشبكة الانترنيت التي تقوم بنشر هذه الثقافة التي تبث روح العدوانية في نفوس الشبان، فأفلام المصارعة تمجد استخدام العنف وتحويل المصارعين إلى أبطال فأصبح مثلا المصارع (جيسي فنتورا) حاكما لولاية منيسوتا( الفقهاء ، عصام، مرجع سابق،ص٤٣٨). فضلا عن الأفلام التي لا تعاقب المجر١م في نهاية الفلم مما يشجع ضمنا على هذا السلوك ٠

ثالثا : أشكال مظاهر العنف المدرسي
للعلف المدرسي عدة مظاهر وأشكال منها
من طالب لطالب أخر :
- الضرب : باليد - بالدفع — بأداة — بالقدم وعادة ها يكون الطفل المعتدى عليه ضعيف لا يقدر على المواجهة وخصوصا لو اجتمع لو علية أكثر من طفل ,
- التخويف: ويكون عن طريق التهديد بالضرب المباشر نتيجة لأنه أكثر منه فوة او التهديد بشلة الأصدقاء أو الأقرباء.
- التحقير من الشأن : لكونه غريبا عن المنطقة او لأنه. اضعف جسما او لأنه يعاني مرضا او إعاقة أو السعة السيئة لأحد اقاربه ٠
- نعته بالقاب معينة لها علاقة بالجسم كالطول او القصر او غير ذلك ، اولها علاقة بالأصل ( قربه – قبيله ) ٠
- السب والشتم.
من طالب على الآثاث المدرسي :
- تكسير الشبابيك والأبواب ومقاعد الدراسة ٠
- الحفر على الجدران ٠
- تمزيق الكتب
- تكسير وتخريب الحمامات
- تمزيق الصور والوسائل التعليمية والستائر
من طالب على المعلم او الإدارة المدرسية:
- تحطيم او تخريب متعلقات خاصة بالمعلم أو المدير ٠
- التهديد والوعيد
- الاعتداء المباشر
- الشتم او التهديد في غياب المعلم او العديد ٠
من المعلم أو المدير على الطلبة:
- العقاب الجماعي ( عندما يقوم المعلم بعقاب جماعي للفصل سواء بالضرب والشتم لآن طالب او مجموعة من الطلبة يثيرون الفوضى) .
- :الاستهزاء او السخرة من طالب او مجموعة من الطلبة
- الاضطهاد .
- التفرقة في المعاملة .
- عدم السماح بمخالفته الرأي حتى ولو كان الطالب على صواب التهميش ٠
- التجهم والنظرة القاسية
- التهديد المادي أو التهديد بالرسوب
- اشعارا الطالب بالفشل الدائم .

رابعا : خصائص العنف المدرسي
الخصائص العامة التي يتصف بها العنف :
1- العقف سلوك لا اجتماعي كثيرا ما يتعارض مع قيم المجتمع و القوانين الرسمية العامة فيه.
2- العنف قد يكون ماديا فيزيقيا وقد يكون معنويا مثل الحاق الأذى النفسي أو المعنوي بالآخرين .
3- العنف يتجه نحو موضوع خارجي قد يكون فردا أو جماعات اوقد يكون نحو ممتلكات عامة أو خاصة .
4- العنف يهدف الي الحاق الضرر والأذى بالموضوع الذي يتجه اليه. ٠
ولا يمكن دراسة ظاهرة العنف وديناميتها دون الاشارة إلي بعض المفاهيم التي تتداخل معها مثال العدوان، الغضب , القوة , الايذاء.
اولا: العنف والعدوان:
يرتبط العلف بالعدوان ارتباطا وثيقا فالعنف هو الجالب النشط من العدوانية ففي حاله العنف تنفجر العدوانية صريحة مذهلة في شدتها واجتياحها كل الحدود، وقد تنفجر عند الأفراد الذين لم يكن يتوقع منهم سوى الاستكالة والتخاذل، أي أن العنف هو الاستجابة السلوكية ذات السمه الانفعالية المرتفعة التي تدقع صاحبها نحو العنف. دون وعي وتفكير لما بعدت وللنتائج المترتبة على هذا الفعل .
ثانيا : العنف و الغضب
هناك علاقه وثيقة بين الغضب و العنف فلو تخيلنا ان هناك متصلا لوجدنا ان الغضب يقع في اول المتصل في حين يقع الغضب المتوسط في منتصفه في حين يقع العدوان في اخر المتصل , اي ان العنف هو اقصى درجات الغضب٠ وهو تعبير عن الغضب في صورة تدمير وتخريب وقتل، وقد يكون هذا التعبير في صورة فردية او جماعية وذلك عندما تقوم الجماعات بالتعبير عن غضبها بالحرق او التدمير للممتلكات العامة مثلا.
ثالثا : العنف والقوة:
القوه هي ( القدرة على فرض اراده شخص ما، ويتم فيها التحكم في الآخرين، سواء بطريقة شرعيه أو غير شرعيه بناء على ما لدى الشخص م٠ن مصادر جسديه او نفسية او معنوية ) ، والملاحظ على ان الأقوياء هم الذين يعرضون إرادتهم حتى وان كان يعاونهم الاخرين , وهذا ما نلاحظه عندما يمارس المعلم سلطته في ممارسه العلف على تلاميذه او الرجل على ابنائه . بحكم سنه الأبوي. او الرجل على زوجته في المجتمعات الذكورية .
فمن يمتلك القوه يصبح قادرا على ممارسه العنف على الضعفاء سواء على مستوى الافراد او الجماعات وحتى على مستوى الدول.




خامسا : الحد من ظاهرة العنف المدرسي
كيفية الحد من ظاهرة العنف المدرسي
1- الجانب الوقائي
- العمل على الجانب الوقائي بحيث يتم مكافحة العوامل المسببة للعنف والتي من أهمها:
- نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف.
- نشر ثقافة حقوق الإنسان وليكن شعارنا التعلم لحقوق الإنسان وليس تعليم حقوق الانسان.
- عمل ورشات ولقاءات للأمهات والاباء لبيان اساليب ووسائل التنشئة السليمة التي تركز علي منح الطفل مساحة من حرية التفكير وابداء الراي والتركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل واستخدام اساليب التعزيز..
- التشخيص المبكر للأطفال الذين يقعون تحت ظروف الضغط والذين من الممكن ان يطوروا اساليب غير سوية.
- تنمية الجانب القيمي لدى التلاميذ.
- عمل ورشات عمل للمعلمين يتم من خلالها مناقشة الخصائص النمائية لكل مرحلة عمرية والمطالب النفسية والاجتماعية لكل مرحلة
- التركيز علي استخدام أساليب التعزيز بكافة انواعها.
- استخدام مهارات التواصل الفعالة القائمة علي الجالب الإنساني والتي من اجعها حسن الاستماع والاصغاء واظهار التعاطف والاهتمام .
- اتاحة مساحة من الوقت لجعل الطالب يمارس العديد من الأنشطة الرياضية والهوايات المختلفة ٠
2- الجانب العلاجي:
- استخدام اساليب تعديل السلوك والبعد عن العقاب والي ملها( التعزيز السلبي — تكلفة الاستجابة — التصحيح الزائد - كتابة الاتفاقيات السلوكية الاجتماعية – المباريات الصفية).
- استخدام الأساليب المعرفية و العقلانية المعرفية السلوكية في تخفيف العنف والتي من اهمها: معرقة اثر النتائج المترتبة على سلوك العنف - تعليم التلاميذ مهارة اسلوب حل المشكلات - المساندة النفسية - تعليم التلاميذ طرق ضبط الذات – توجيه الذات - تقسيم الذات - تنمية المهارات الاجتماعية في التعامل - تغيير المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عند بعض التلاميذ فيما يتعلق بمفهوم الرجولة.
- الارشاد بالرابطة الوجدانية والتي تقوم علي اظهار الاجتماع والتوحد الانفعال وتوظيف الإيماءات والتلميحات ولغة الجسد عموما من قبل المعلم لا ظهار اهتمامه بالطالب ٠
- طريقة العلاج القصصي : فالقصص تساعد على التخلص من عوامل الاحباط وتعمل على تطوير القدرات الادراكية، ومن خلال القصص يدرك الطفل أن هناك العديد من الأطفال لهم نفس مشكلاته ، وتفجر القصص المشاعر المكبوتة عندما يدخل الطفل في تجرية قوية من خلال تماثله أو رفضه الشديد لتصرفات قامت بها شخصية من الشخصيات مما يخفف الضغط النفسي عنده.
- ضبط السلوك وتحديد عوامله واسبابه ثم نقوم بضبطه تدريجيا حتى نصل الي مرحلة ضبط السلوك العنيف وفي نفس الوقت اعطاء السلوك الايجابي البديل ٠
خامسا : الآثار المترتبة على سلوك العنف في المدارس :
اولا : المجال النفسي السلوكي
1.العنف فلكل فعل رد فعل ويكون ذلك أما بالعنف على مصدر العنف نفسه أو على طفل اخر أو في ي صورة تحطيم الأثاث المدرسي ( اللي مبيقدرش على الحمار بينط على البردعه ) ميكانزم الازاحة٠
2.الكذب : حيث يميل الطالب للكذب كهروب من موقف التعنيف.
3.المخاوف : الخوف من المعلم , الخوف من المدرسة مخاوف ليليه٠
٠4العصبية والتوتر الزائد الناتج عن عدم إحساسه بالأمان ولنفسي ٠
5.تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز.
6.اللجوء إلي للحيل اللاشعورية مثل التمارض والصداع والمغص لرغبته في عدم الذهاب للمدرسة لارتباطها بخبرات غير سارة.
7.تكوين مفهوم سلبي تجاه الذات وتجاه الآخرين.
8.العديد من المشكلات : التبول اللاإرادي - الانطواء —مشاعر اكتئابيه – اللجلجة.
ثانيا المجال التعليمي
1. تدني مستوى التحصيل الدراسي 2. الهروب من المدرسة 3. التأخر عن المدرسة 4.التسرب الدراسي.
5. كراهية المدرسة والمعلمين وكل ما له علاقة بالعملية التعليمية
6. تهديد الأمن النفسي للطفل يؤدي إلي القضاء على فرصة التفكير الحر والعمل والأخلاق .
7. عقد دورت للمشرفين التربويين والمدرين والمديرات والمعلمون في حقوق الانسان والوساطة الطلابية وحل النزاعات ومنحى التواصل اللاعنفي
7.تفعيل برنامج الوساطة الطلابية باعتباره وسيلة تربوية الى إشراك الطلبة في حل مشكلاتهم دون إحساسهم بضغوط الكبا .
8. الاشراف على برنامج الحكومة المدرسية الذي يهدف في الأساس إلي تعليم مبادئ الديموقراطية والحوار نبذ الصراعات والدفاع عن الحقوق بأساليب الحوار الهادئ البناء.
والاشراف عللا برنامج بناء والذي من ضمن اهدافه الكشف عن التلاميذ المتأثرين بالصدمة والتي من ضمن اًثارها سلوك العنف حيث قدم
هذا البرنامج العديد من الأنشطة والفعاليات التي تحد من هذا السلوك ٠
10. تنفيذ العديد من المخيمات الصيفية والاشراق علهها والتي من ضمن اهدافها التفريغ الانفعالي عن طريق الأنشطة الحركية والرسم والتمثيل والفنون الشعبية والتي تسهم في خفض العدوانية بالإضافة إلى انشطة متنوعة ذات صلة بمفاهيم حقوق الانسان .
11. تنفيذ العديد من المعارض والمهرجانات والتي تحتوي علي ركن اساسي خاص بحقوق الطفل سواء من حيث الفقرات التي لعدم او المجسمات والرسومات العي لعبو عن حقوق الطفل وكذلك الفقرات التي تحتوي على مضمون توجيهي إرشادي لبعض القضايا التي تهم الطفل
12- التنسيق مع المؤسسات غير الحكومية التي تعمل في مجال حقوق الانسان والدعم النفسي الاجتماعي لمساعده الأطفال في هذأ المجال
13- توبع النشرات والملصقات الخاصة بحقوق الطفل
توزيع النشرات الخاصة بالآثار المترتبة علي استخدام العقاب والعنف تجاه الطلبة والوسائل البديلة للعقاب والعنف
14- تنفيذ العديد من المسابقات التي تتناول موضوعات حقوق الطفل والتوجيه والإرشاد
15- عقد دورات قصيرة للمعلمين الجدد في كيفية التعامل مع الطلبة من خلال منحي التواصل اللاعنفي القائم علي الارشاد بالرابطة الوحدانية ٠
16- العمل على الجانب الوقائي للحد من سلوك العنف لدي الاطفال من خلال جلسات التوجيه. الجمعي وتوظيف الاذاعة المدرسية والجالب الاعلامي في المدرسة.
17- العمل علي الجالب الانمائي من خلال تنمية مهارات الاتصال والتواصل اللاعنفي لدى المعلمين والطلبة وتدريب الطلبة علي تنمية المهارات الاجتماعية.
18- أما علي المستوى العلاجي فقد نفذ العاملون في قسم التوجه. والإرشاد العديد من البرامج العلاجية للطلبة الذين يتبنون العنف في حل مشكلاتهم والتي تقوم في الأساس على نظريات التوجيه و الارشاد ( السلوكية — المعرفية – العقلانية الانفعالية السلوكية - الانسانية — السلوكية الحديثة)
19- كما يقوم العاملون بقسم التوجيه والارشاد بتقديم الدعم والمساعدة النفسية للطلبة المتأثرين بالصدمات والأزمات التي تترك في كثير من الأحيان مشاعر عدائية وتوليد سلوكا عنيفا ودلك من خلال البرامج الارشادية التي تقوم في الأساس علي جلسات التفريغ الانفعالي وتقوية مفهوم الذات والشعور بالأمن النفسي والاجتماعي.
20 — إنتاج العديد من المجلات والتي تتضمن الكثير من الموضوعات ذات العلاقة بحقوق الانسان والتوجيه والارشاد

سادسا : لنظريات النفسية والاجتماعية المفسرة للعنف :
أولا : العنف في ضوء نظريه التحليل النفسي
يرجع فرويد العنف اما لعجز ( الأنا ) عن تكييف النزعات الفطرية الغريزية مع مطالب المجتمع وقيمة ومثله ومعاييره , عن عجز الذات عن القيام بعملية التسامي أو الاعلاء من خلال استبدال النزعات العدوانية و البدائية والشهوانية بالأنشطة المقبولة خلقيا وروحيا و دينيا واجتماعيا كما قد تكون ( الأنا الأعلى ) ضعيفة و في هذه الحالة تنطلق الشهوات والميول الغريزية من عقالها الى حيث تتلمس الاشباع عن طريق سلوك العنف , كما يرى فروي دان دوافع السلوك تنبع من طاقة بيولوجية عامه , تقسم الى نزعات بنائية ( دوافع الحياة) وأخرى هدامه ( دوافع الموت ) وتعبر دوافع الموت عن نفسها في صورة دوافع عدوانيه عنيفة، وقد تأخذ هذه الدوافع صورة القتل والحقد و التجلي ومقر دوافع الموت او غريزة التدمير هو اللاشعور.
في حين ترى الفرويديه الحديثة ان العنف يرجع الي الصراعات الداخلية والمشاكل الانفعالية والمشاعر غير الشعورية بالخوف وعدم الامان وعدم المواءمة والشعور بالنقص.
ثانيا : الطريقة الإحباطيه
قد وضع دولا رد مجموعه من القوانين السيكولوجية لتفسير العدوانية والعنف منها
1- كل توتر عدواني ينجم عن كبت.
2- ازدياد العدوان يتناسب مع ازدياد الحاجة المكبوتة ٠
3- تزداد العدوانية مع ازدياد عناصر الكبت.
4- ان عمليه صد العدوانية يؤدي الى عدوانية لاحقه بينما التخفيف منها يقلل ولو مؤقتا من حدتها.
٠5 بوجه العدوان نحو مصدر الاحباط وهنا يوصف العدوان بانه مباشر وعندما لا يمكن توجيه العدوان نحو المصدر الأصلي للإحباط، فإنه يلجأ الى توجيه العدوان نحو مصدر آخر له علاقه مباشره او رمزية بالمصدر الأصلي , وعندها يسمى هذا
العدوان مزاحا وتعرف هذه الظاهرة بكبش الفداء ٠ فالمعلم الذي يحبط من قبل مدبره يوجه عنفه نحو الطلبة لأنه لا يستطيع ان يعتدي على المدير والزوجة التي يعنفها زوجها تقسو على اطفالها ٠



رابعا نظرية التعلم الاجتماعي :
وهي من أكثر النظريات شيوعا في تفسير العنف وهي تفترض أن الأشخاص يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها انماط السلوك الأخرى، وان عملية التعلم هذه تبدأ بالأسرة، فبعض الآباء يشجعون أبنائهم على التصرف بعنف مع
الآخرين في فعض المواقف ، ويطالبونهم بألا يكونوا ضحايا العنف .وواضح هذا في بيئتنا عندما تقول الأم او الأب ( اوعي تيجي مضروب عايزاك تيجي ضارب ) أو عندما يجد الطفل ان الوسيلة الوحيدة التي يحل بها والده مشاكله مع الزوجة او الجيران هي العلف ، فانه يلجأ الى تقليد ذلك .
وعندما يذهب الطفل الى المدرسة فإنه يشاهد ان المعلم يميل الى حل مشاكله مع الطلبة باستخدام العنف ،كما ان الطلبة الكبار يستخدمون العنف في حل مشكلاتهم فيقوم بتقليد هذا السلوك العنيف عندها تواجهه مشكله .
كما ان وسئل الإعلام تعرض في برامجها العديد من الألعاب والبرامج التي تحتوى علي الفاظ وعبارات ومشاهد تساعد علي تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال.
الفرضيات الأساسية لنظرية التعلم الاجتماعي:
1- ان العنف يتم تعلمه داخل الأسرة والمدرسة ومن وسائل الإعلام .
2- ان العديد من الأفعال الأبوية او التي يقوم بها المعلمون والتي تستخدم العقاب بهدف التربية والتهذيب غالبا ما تعطى نتائج سلبية.
3- ان العلاقة المتبادلة بين الآباء والأبناء والخبرات التي يمر بها الطفل مي مرحلة الطفولة المبكرة، تشكل شخصية الفرد عند البلوغ، لذلك فإن سلوك العنف ينقل عبر الأجيال ٠
4- ان اساءة معاملة الطفل في المنزل يؤدي الى سلوك عدواني تبدأ بنوره في حياته المبكرة ويستمر في علاقته مع اصدقائه واخوته، ويعد دلك مع والديه ومدرسية ٠
خامسا مدرسة التنشئة الاجتماعية:
وهي تفترض ان العنف يتعلم ويكتسب خلال عملية التنشئة الاجتماعية، كما يتشرب المرء مشاعر التمييز العنصري أو الديني، ويؤكد ذلك أن مظاهر العنف توجد يشكل واضح في بض الثقافات والثقافات الفرعية، بينما تقل في ثقافات أخرى
٠ فبعض الثقافات الفرعية التي تمجد العنف تحتل نسببه الجريمة فيها معدلات عالية ، كما نجد أنه في المجتمعات الذكورية التي تعطي السلطة للرجل كثيرا ما نجد أن الرجال يمارسون العنف بشكل واضح ويسوغون المبررات المؤيدة لعنفهم .
هذا بالإضافة الى ما يسود المجتمع من توجهات فكرية مؤيده أو معارضة للعنف متمثلة في الأمثال والعرف والثقافة السائدة .
سادسا. الاتجاه البنائي الوظيفي في تفسير العنف :
ويقوم هدا الاتجاه على فكرة تكامل الأجزاء في كل واحد والاعتماد المتبادل بين العناصر المختلقة للمجتمع الواحد لذلك فإن أي غير في ي أحد الاجزاء من شأنه أن يحدث تغييرات في الأجزاء الأخرى وبالتالي فالعنف له دلالاته. داخل السياق الاجتماعي، فهو إما ان يكون نتاجا لفقدان الارتباط بالجماعات الاجتماعية التي تنظم وتوجه السلوك ٠ او لنتيجة لفقدان الضبط الاجتماعي الصحيح، او نتيجة لاضطرابات في احد الأنسقة الاجتماعية مثل النسق الاقتصادي أو السياسي او الأسري أو نتيجة لسياده اللامعيارية في المجتمع واضطراب القيم .

سابعا: نظرية الصراع في تفسير العنف
وتقوم هذه النظرية على الفكر الماركسي التي ترجع العنف في المجتمع إلى الصراع وخاصة الصراع الطبقي، والصراع أيضا يمتد ليشمل كافة ك الصراعات السياسية والاثنية والدينية وصراع المصالح والصراع على السلطة.، والصراع يمثل التربة الخصبة لزياده مظاهر العنف في الوقت الراهن، خصوصا في ظلل عدم توازن القوى، فعاده ما يمهل الطرف الأقوى لفرض هيمنته علبي الأضعف لتستمر بعد ذلك دائرة العنف.

ثامنا : النظريات المفسرة للعنف الأسري
للدكتور : عبد المجيد نيازي
حاول كثير من المنظرين تفسير ظاهرة العنف وفهم الاشخاص المرتكبين لهذا النوع من السلوك فأصحاب النظرة البايولوجية Biology يقدمون تفسير مختلفا عن غيرهم لسلوك العنف لدى الرجل , فهم يرون أن الرجل بطبيعته البايولوجية testosterone ميال إلى العنف أكثر من المرأة: ويرجعون هذا الميل إلى ارتفاع مستوى هرمون التستوسترون testostrone الذي تفرزه الخصية: ويرون أن هذا الارتفاع في مستوى الهرمونات هو المسؤول عن سلوك العنف., إلا أن الابحاث الطبية الحديثة -التي أجريت على الرجال المرتكبين للعنف وأضدادهم- أثبتت عدم وجود علاقة واضعة بين ارتفاع مستوى التستوسترون والستوك العنيف, ‎psychoanalytic theory‏

أما أصحاب نظرية التعلم الاجتماعي Social learning thorey فيرون أن‏ أسباب مشكلة العنف تعود إلى اضطراب في شخصية الفرد: فهم يؤكدون على أهمية الخبرات والتجارب السابقة التي ‎مر بها الرجال والنساء على حد سواء في تشكيل شخصياتهم: فخبرات الطفولة تنمي لدى المرأة المعتدى عتيها معتقدات وسلوكيات خاطئة تصبح مع مرور الزمن جزء من شخصيتها حتى في مرحلة البلوغ والرشد هؤلاء النساء يعتقدن أنهن بستحقن العقاب ويخشين من الدفاع عن أنفسهن أمام من هم أقوى منهن, ويستسلمن لهذه المعاملة بدلا من مواجهتها وبسبب مشاعرهن القوية بعدم أهليتين و نفعهن وكفاءتهن يخترن الرجال الذين يعاملهن بعنف: فخبراتهن الطفولية عن الرجال هي التي تشكل شخصياتهن ‎ ‏ أما خبرات الطفولة المبنية على العنف لدى الرجال ــ سواء كانوا ضحايا للعنف أو مشاهدين له- فإنها تؤثر فيهم بشكل أقوى من النساء فهي تعلمهم كيف يحصلون على ما يريدون بالقوة: وتشعر هم بالارتياح حيال أنفسهم, مما يولد لنا شخصيات عدوانية مضطربة العقل استحواذيه سادية مصابة بجنون العظمة.
ومن وجهة نظر أصحاب نظرية التحليل النفسي فإن علاج ضحايا العنف من الزوجات يتطلب عالجا نفسيا تصحيحيا طويل الأمد فهذا النوع من العلاج يمكن أن يساعد المرأة في كسر حلقة العنف التي أدت بها إلى اختبار من يسيء معاملتها (Davis,1995) فيفترضوا أن الأشخاص يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أنماط السلوك الأخرى. وأن عملية تعلم العنف تتم داخل الأسرة سواء في الثقافة العامة أو الفرعية. فبعض الأسر تشجع أبناءها على استخدام العنف مع الآخرين, وتطاليهم بألا يكونوا ضحايا للعنف في مواقف أخرى: والبعض بنظر إلى العنف كوسيلة للحصول على حاجاتهم: بل أن بعض الأسر يشجعون أفرادها على التصرف بعنف عند الضرورة: ومن أهم الفرضيات التي تقوم عليها هذه النظرية:
1-إن العنف الأسري يتم تعلمه داخل الأسرة والمدرسة ومن وسائل الإعلام.
2-إن كثيرا من السلوكيات العنيفة التي يمارسها الوالدين تبدأ لتأديب والتهذيب.
3-إن سلوك العنف يتم تعلمه من خلال العلالقة المتبادلة بين الآباء والأبناء وخبرات الطفولة المبكرة.
4-ان إساءة معاملة الطفل تؤدي إلى سلوك عدواني تبدأ بدوره في حياته المبكرة وتستمر في علاقته مع أصدقائه وإخوته ووالديه ومدرسية.
5-إن أفراد الأسرة الأقل قوة يصبحون أهدافا للعنف.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأفراد الذين يعيشون في أسر يسودها العنف كانوا أكثر عدوانية في تصرفاتهم: فالأزواج الذين بنشئون في أسر يسودها العنف بكون احتمال ضربهم لزوجاتهم عشرة أضعاف الأزواج الذين لم يمروا بهذه الخبرة
‏ والاطفال الذين يمارس العنف معهم هم أكثر عنفا من غيرهم (حلمى. 1999)
أما أصحاب النظرية النفسية الاجتماعية ‎theory psychosocial ‏
‎فيرون أن-‏ للضغوط الاجتماعية ‎SOCIAL STTESS‏ دور بارز في ارتكاب العنف: فالمؤيدين لهذه الفكرة يربطون ببن المسؤوليات المتزايدة للرجل والسلوك العنيف: كما يؤكدون على دور البطالة والفقر وانعدام فرص الحياة في تشكيل الضغوط على الشخص مما يزيد بدوره من إحتمالية ممارسته للعنف. ويؤكد بعض المؤيدين لهذه النظرية على وجود نوعين من الضغوط هما المختلفة كمتغيرات قد تدفع إلى السلوك العدواني: وقد أكدت دراسات على العلاقة المباشرة ببن الضغوط الحياتية غير السارة وبين السلوك العنيف كما يبدو في ارتكاب جرائم العنف: أما
الدراسات الحديثة فقد أكدت على الأثر السلبي للضغوط الحياتية غير السارة التي يتعرض لها الفرد وبين العنف وذلك في ضوء متغيرات وسيطة تتمثل في الاستعداد الوراثي, والخبرات المتعلمة في الماضي: وطبيعة إدراك الشخص للموقف وما يتضمنه من أخطار
2-الضغوط البيئية المتمثلة في الضوضاء والازدحام والتلوث والطقس: وضغوط أخرى كاختراق الحدود الشخصية والاعتداء على الحيز المكاني والشخصي والازدحام السكاني: حيث تؤدي هذه المؤثرات السبئية إلى زيادة العنف من خلال ما تحدثه من أثار نفسية أو سلوكية, ويتم ذلك وفقا لمستوى استثارة الشخص: وحالة التشيع بالمثيرات: والإحباط الناجم عن هذه الضغوط: والقدرة على ضبط النفس: ودرجة القلق.
أما المعارضين لهذه النظرية فيقولون ات هناك دلائل كثيرة تفند هذه النظرة في تفسير العنف: فقد أشارت كثير من الدراسات ‏إلى تعرض نسبة ال يأس بها من نساء الطبقة الوسطى لهذا العنف. وأن عددا منهن يستمرون في علاقاتهن بمن مارس العنف معهن مع قدرتهن على الاستقلال ماديا هذا بالإضافة إلى أن العديد من الدراسات أشارت إلى انتشار هذا السلوك بين طبقات غنية.
‎Pierson & Thomas, 2002) ‏ (
ويرجع أصحاب النظرية الوظيفية العنف الأسري إلى الخلل الوظيفي الأسرى Family dysfunction حيث بنظر أصحاب هذه النظرية إلى الأسرة كنظام اجتماعي له بناؤه وعلاقاته المتبادلة وحدوده التي تحفظ له توازنه, وبالتالي فإن توازن الأسرة يمكن أن يصيبه الخلل نتيجة اضطراب البناء أو العلاقات أو الحدود: وبهذا يمكن القول أن العنف الأسري هو دليل على وجود خلل ما في هذه الأجهزة المكونة للنظام. وإذا تغيرت القواعد والقوانين والمسؤوليات التي تعمل على توازن النظام الأسري: فإن من المتوقع أن تظهر في الأسرة عالقات سلبية, ولعل من أكثر المفكرين الذين درسوا موضوع العنف الأسري اصحاب نظرية التتال والضبط الاجتماعي exchange/social control theory حيث قام عدد من علماء الاجتماع بدراسة ظاهرة العنف الأسرى بمعمل أبحاث العنف الأسري في جامعة (نيو هامشاير New hampshire ) بهدف تفسر هذه الظاهرة ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى استخدام افراد الأسرة للعنف تجاه بعضهم وقد خلصت الدراسة إلى تفسير بسيط مقاده أن أفراد الأسرة يضربون بعضهم البعض ويمارسون العنف ألنهم يستطيعون فعل ذلك": بمعنى أن العو الأسري: وطبيعة العالقات بين الأفراد ودرجة الضبط الاجتماعي التي تمارسه الأسرة على أفرادها كلها عوامل تساهم في حدوث العنف, كما حاول هؤلاء الباحثين معرفة مدى تأثير رضا الزوجين , واستقرار الحياة الأسرية: ونتائج العنف: وطبيعة العالقات بين أفراد الأسرة في ارتكاب العنف: وخلصوا إلى ان طريقة معالجة الخلافات تتأثر بنوعية العالقات بين الناس:, فالخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة يصعب تعتبها وأكثر كلفة –على الأسرة نفسيا واجتماعا- في حال تجاهلها. بعكس العلاقات التي تنشأ بين الأصدقاء والزملاء وغيرهم, وفي حال عدم توفر المهارات اللازمة لحل الخلافات فإن مشاعر الغضب يمكن أن تؤدي إلى ارتكاب العنف: خاصة إذا أدرك الشخص أن استخدامه للعنف لن يترتب عليه أي عقوبات أو أن العقوبات التي تنتح عن ممارسة العنف تكون أقل إشباعا من تنفيس مشاعر الغضب ( Davis1995 ) ومن هنا فإن عملية الضبط الاجتماعي (العقوبة) تقلل من احتمالية وقوع العنف: ويؤكد أصحاب نظريه التبادل والضبط الاجتماعي على أن التدخل للتعامل مع حالات العنف بمكن أن تتم على المستوى الفردي والأسري والمجتمعي وذلك من خلال تعليم أفراد الأسرة أسلوب حل الخلافات دوت اللجوء إلى استخدام القوة والعنف: وتوفير المساندة الأسرية والمجتمعية وتخفيف الضغوط الأسرية: وضمان حصول المرأة على الدعم والمساندة والخدمات والموارد التي تعينها على ترك زوجها الذي يمارس العنف معها, كما يرون أن عالج مشكلة العنف ينبغي أن تركز على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة هي:
1-خفض حجم المكافأة التي تعصل عليها الشخص نتيجة ممارسته للعنف.
2-زيادة حجم تكاليف (العقوبة) العنف.
3-تعزيز عمليات الضبط الاجتماعي.
دور العاملين في مجال التوجيه والإرشاد وحقوق الإنسان في الحد من ظاهرة سلوك العنف المدرسي:
يقوم العاملون في هذا المجال بالعديد من الفعاليات والنشطة للتخفيف من هذا السلوك سواء لدى المعلمين أو الطلبة أو الأهالي تجاه أبنائهم ومن هذه الفعاليات والأنشطة :
1- تنفيذ العديد من الندوات لأولياء الأمور في أساليب التنشئة الاجتماعية المناسبة لكل مرحلة عمرية باعتبار أن الأسرة
هي المصدر الأساسي في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال.
2- تنفيذ العديد من الندوات لأولياء الأمور حول حقوق الطفل في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية وحقة في اللعب والمشاركة والتعبير عن الرأي ,وحقه في الشعور بالأمن النفسي والاجتماعي.
3- تنفيذ العديد من الندوات واللقاءات مع المعلمين والدورات المدرسية حول الخصائص الانمائية لكل مرحلة عمرية والمشكلات النفسية والاجتماعية المترتبة عليها وخصوصا مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع هذه المشكلات وخصوصا سلوك العنف.
4- تنفيذ العديد من الندوات للمعلمين والإدارات المدرسية حول حقوق الطفل النفسية والاجتماعية والمدنية والسياسية.
5- المشاركة في تشكيل البرلمان الطالبي كتجسيد واقعي لفكرة الديموقراطية والتعبير عن الرأي والمشاركة في صنع القرارات خصوصا التي تتعلق بشؤونهم.
6- عقد دورات للمشرفين التربويين والمديرون والمديرات والمعلمون والمعلمات في حقوق الإنسان والوساطة الطالبية وحل النزاعات ومنحى التواصل اللاعنفي.
7- تفعيل برنامج الوساطة الطالبية باعتباره وسيلة تربوية في إشراك الطلبة في حل مشكلاتهم دون إحساسهم بضغوط الكبار.
8- الإشراف على برنامج الحكومة المدرسية الذي يهدف في الأساس إلي تعليم مبادئ الديموقراطية والحوار ونبذ الصراعات والدفاع عن الحقوق بأساليب الحوار الهادئ البناء.
9- الإشراف على برنامج بناء والذي من ضمن أهدافه الكشف عن التلاميذ المتأثرين بالصدمة والتي من ضمن آثارها العنف حيث يقدم هذا البرنامج العديد من الأنشطة والفعاليات التي تعد من هذا السلوك ـ
10- تنفيذ العديد من المخيمات الصيفية والإشراف عليها والتي من ضمن أهدافها التفريغ التفاعلي عن طريق الأنشطة الحركية والرسم والتمثيل والفنون الشعبية والتي تسهم في خفض العدوانية بالإضافة إلى أنشطة متنوعة ذات صلة بمفاهيم حقوق الإنسان ـ
11. تنفيذ العديد من المعارض والمهرجانات والتي تحتوي علي ركن أساسي خاص بحقوق الطفل سواء من حيث الفقرات التي تقدم أو المجسمات والرسومات التي تعبر عن حقوق الطفل وكذلك الفقرات التي تحتوي علي مضمون توجيهي إرشادي لبعض القضايا التي تهم الطفل.
12 التنسيق مع المؤسسات غير الحكومية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان والدعم النفسي الاجتماعي لمساعدة الأطفال في هذا المجال.
13 - توزيع النشرات والملصقات الخاصة بحقوق الطفل.
توزيع النشرات الخاصة بالآثار المترتبة علي استخدام العقاب والعنف تجاه الطلبة والوسائل البديلة للعقاب والعنف.
14- تنفيذ العديد من المسابقات التي تتناول موضوعات حقوق الطفل والتوجيه والإرشاد.
15- القيام بدورات قصيرة للمعلمين الجدد في كيفية التعامل مع الطلبة من خلال منحي التواصل الل عنفي القالم علي الإرشاد بالرابطة الوجدانية.
16- العمل على الجانب الوقائي للعد من سلوك الملف لدي الطالب من خلال جلسات التوجيه الجمعي وتوظيف الإذاعة.
17- العمل علي الجانب الانمائي من خلال تمية مهارات الاتصال والتواصل الى ملفي لدى المعلمين والطلبة وتدريب الطلبة علي تنمية المهارات الاجتماعية.
18- أما علي المستوى العلاجي فقد نفذ العاملون في قسم التوجيه والإرشاد العديد من البرامج العلاجية للطلبة العدوانيين والذين بتبنون العلف في جل مشكلاتهم والتي نقوم في الأساس على نظريات التوجيه والإرشاد (السلوكية المعرفية - العقلانية الانفعالية السلوكية - الانسانية - السلوكية الحديثة).
19- كما يقوم العاملون بقسم التوجيه والإرشاد بتقديم الدعم والمساندة النفسية للطلبة المتأثرين بالصدمات والأزمات التي تترك في كثير من الأحيان مشاعر عدائية وتولد سلوكا عنيفا وذلك من خلال البرامج الإرشادية التي تقوم في الأساس علي جلسات التفريغ الاحتمالي وتقوية مفهوم الذات والشعور بالأمن النفسي والاجتماعي.
20 - إنتاج العديد من المجلات والتي تتضمن الكثير من الموضوعات ذات العلاقة

_______________________
[1] ) مشكور، جليل، ٩٧ ٩ ١م، ص ٩ . ١.
[2] ) المغربي،سيد،١٩٦٠م،ص ٨٣