النكاف والحمل: فهم المخاطر على الأم والجنين، وكيفية الوقاية بالتطعيم قبل الحمل لضمان السلامة. الآثار المحتملة على الأم والجنين، وأهمية التحصين المسبق.
يُعد النكاف (Mumps) مرضاً فيروسياً مُعدياً يُصيب الغدد اللعابية، ويُسبب تورماً مؤلماً في منطقة الخدين والفك. بينما يكون النكاف غالباً مرضاً خفيفاً في الأطفال الأصحاء، إلا أن الإصابة به أثناء الحمل تُثير قلقاً خاصاً بسبب المخاطر المحتملة على صحة الأم والجنين النامي. فهم هذه المخاطر وكيفية الوقاية منها يُعد أمراً حيوياً لكل امرأة تُخطط للحمل أو حامل بالفعل. في هذا المقال، سنُسلط الضوء على العلاقة بين النكاف والحمل، المخاطر المحتملة، وأهم استراتيجيات الوقاية.
مخاطر النكاف على الأم الحامل
إصابة الأم الحامل بالنكاف قد تُسبب لها أعراضاً أكثر شدة من تلك التي قد تُصيب غير الحوامل. قد تُعاني الحامل من[1]:
- تورم مؤلم وشديد في الغدد النكفية.
- حمى أعلى.
- شعور عام بالمرض والتعب.
في حالات نادرة جداً، قد تُصاب الحامل بمضاعفات مثل التهاب السحايا، التهاب البنكرياس، أو مشاكل في السمع، تماماً كما في الأشخاص غير الحوامل.
مخاطر النكاف على الجنين
تُعد المخاطر الرئيسية لإصابة الأم الحامل بالنكاف على الجنين أقل شيوعاً وخطورة من تلك المرتبطة بفيروس الحصبة الألمانية (Rubella)، ولكنه لا يزال يُمكن أن يُسبب بعض المشاكل، خاصة إذا حدثت العدوى في الثلث الأول من الحمل[2]:
- زيادة خطر الإجهاض: أظهرت بعض الدراسات أن الإصابة بالنكاف، خاصة في الثلث الأول من الحمل، قد تُزيد من خطر الإجهاض التلقائي.
- الولادة المبكرة: قد تُزيد العدوى أيضاً من خطر الولادة المبكرة في بعض الحالات.
- تأثير على الجنين: بخلاف الحصبة الألمانية، لا يُسبب فيروس النكاف عادةً عيوباً خلقية رئيسية للجنين. ومع ذلك، هناك تقارير نادرة عن حالات تأثر فيها الجنين، مثل فقدان السمع أو مشاكل قلبية، لكن هذه الحالات نادرة جداً ولا تُشكل متلازمة خلقية معروفة مثل متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية (CRS).
- انتقال الفيروس للرضيع بعد الولادة: في حالات نادرة جداً، يُمكن أن تُصاب الأم بالنكاف قرب موعد الولادة، مما يُمكن أن يُؤدي إلى انتقال الفيروس إلى الرضيع، ولكن هذا غير شائع ولا يُسبب عادةً مرضاً شديداً للرضيع.
كيفية الوقاية من النكاف أثناء الحمل
الوقاية هي أفضل استراتيجية لحماية الأم والجنين من مخاطر النكاف. بما أن لقاح النكاف يُعطى كجزء من لقاح MMR (الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية) وهو لقاح حي موهن، فلا يُمكن إعطاؤه أثناء الحمل. لذلك، تُركز استراتيجيات الوقاية على ما يلي:
1. التطعيم قبل الحمل (الأكثر أهمية):
- فحص المناعة: يجب على جميع النساء في سن الإنجاب، وخاصة اللاتي يُخططن للحمل، التأكد من أنهن مُحصنات ضد النكاف (والحصبة والحصبة الألمانية) إما عن طريق تاريخ سابق للإصابة بالمرض أو عن طريق سجلات التطعيم. في حال الشك، يُمكن إجراء فحص دم للتحقق من وجود الأجسام المضادة[3].
- تلقي لقاح MMR: إذا لم تكن المرأة مُحصنة، فيجب عليها تلقي جرعة أو جرعتين من لقاح MMR (حسب توصيات الطبيب وحالة المناعة). من الضروري الانتظار لمدة شهر واحد على الأقل (أو المدة الموصى بها، وهي 3 أشهر في بعض الإرشادات) بعد تلقي اللقاح قبل محاولة الحمل[4].
2. تجنب التعرض للفيروس أثناء الحمل:
إذا كانت المرأة حاملاً وغير مُحصنة ضد النكاف، فيجب عليها اتخاذ أقصى درجات الحيطة لتجنب التعرض للفيروس:
- تجنب الاتصال بالمصابين: الابتعاد عن أي شخص يُعاني من أعراض النكاف أو يُشتبه في إصابته.
- النظافة الشخصية الجيدة: غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب لمس الوجه (العينين، الأنف، الفم) باليدين غير النظيفتين.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: عدم مشاركة الأواني، الأكواب، أو زجاجات المياه مع الآخرين.
- استشارة الطبيب: إذا تعرضت المرأة الحامل غير المحصنة لشخص مصاب بالنكاف، يجب عليها استشارة طبيبها فوراً لتقييم الوضع وتلقي الإرشادات اللازمة.
الخلاصة
على الرغم من أن النكاف لا يُشكل عادةً نفس خطورة الحصبة الألمانية على الجنين، إلا أن الإصابة به أثناء الحمل تُزيد من خطر الإجهاض وتُسبب انزعاجاً شديداً للأم. لذلك، تُعد الوقاية هي الحل الأمثل. التطعيم بلقاح MMR قبل التخطيط للحمل هو الخطوة الأكثر فعالية لضمان سلامة الأم والجنين. إذا كنتِ حاملاً وغير مُحصنة، فمن الضروري اتخاذ تدابير صارمة لتجنب التعرض للفيروس، والتحدث مع طبيبك حول أي مخاوف.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل النكاف خطير على الجنين؟
بشكل عام، أقل خطورة من الحصبة الألمانية، ولكنه قد يُزيد من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة إذا أُصيبت الأم في الثلث الأول من الحمل. نادراً ما يُسبب عيوباً خلقية رئيسية.
هل يمكن للمرأة الحامل أن تتلقى لقاح النكاف (MMR)؟
لا، لقاح MMR هو لقاح حي موهن ولا يُمكن إعطاؤه أثناء الحمل. يجب تلقيه قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل.
ماذا أفعل إذا كنتُ حاملاً وغير مُحصنة ضد النكاف؟
تجنبي الاتصال بالمصابين، التزمي بالنظافة الشخصية الجيدة، واستشيري طبيبك فوراً إذا تعرضتِ للفيروس.
هل تُصيب الحامل بالنكاف أعراضاً أكثر شدة؟
قد تُعاني الحوامل من أعراض أكثر شدة من غير الحوامل، بما في ذلك تورم أكبر في الغدد وحمى أعلى.
هل يُسبب النكاف عيوباً خلقية للجنين؟
نادراً جداً ما يُسبب النكاف عيوباً خلقية كبيرة للجنين، ولا يُشكل متلازمة خلقية معروفة مثل الحصبة الألمانية.
المراجع
- ↩ Centers for Disease Control and Prevention (CDC). (2024). Mumps - Complications. Retrieved from [https://www.cdc.gov/mumps/about/complications.html](https://www.cdc.gov/mumps/about/complications.html)
- ↩ Mayo Clinic. (2024). Mumps. Retrieved from [https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/mumps/symptoms-causes/syc-20375361](https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/mumps/symptoms-causes/syc-20375361)
- ↩ American Academy of Pediatrics (AAP). (2024). HealthyChildren.org - Mumps. Retrieved from [https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/A-Z/Pages/Mumps.aspx](https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/A-Z/Pages/Mumps.aspx)
- ↩ World Health Organization (WHO). (2024). Mumps: Fact sheet. Retrieved from [https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/mumps](https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/mumps)
COMMENTS