الوقت "تعريفه-ماهيته-تنظيمه-أهدافه"
الوقت "تعريفه-ماهيته-تنظيمه-أهدافه" |
(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع
خصال – عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فينما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه
وعن علمه ماذا عمل به)
فكل إنسان سوف يسال عن أوقات عمره كلها
وهل قضاها فيما ينفع ويفيد وفيما يعود بالنفع عليه وعلى امته أم لا فالصواب اذا استطاع
الإنسان أن ينتفع بكل ساعه من ساعات عمره وأما العقاب يكون اذا ضيع هذا العمر فيما
لا يفيد
ماهية تنظيم الوقت :
هناك العديد من المفاهيم التي توضح ماهية
تنظيم الوقت
يعرف التنظيم بأنه : عملية مشتقة من الإدارة
تتحدد فيها الأعمال والواجبات والعلاقات بين الأفراد بعضهم ببعض وهو الترتيب و التنسيق
بين الأولويات لتحقيق الأهداف المراد تحقيقها و التنظيم ليس هدفا في حد ذاته.
بل هو
وسيلة لتحقيق الأهداف من خلال التنسيق و الترتيب لتنفيذ الخطة المحددة بأعلى كفاءة
وفاعلية ويعرف تنظيم الوقت بانه توفير الوقت اللازم لتنفيذ المهام أو إحراز أو امتلاك
وإدارة الوسائل التي نحتاجها لتنفيذ خطة مرسومة وبذلك يكون التنظيم تاليا للتخطيط بالنسبة
لأساسيات إدارة الوقت وتنظيم الوقت لا يعني الجد بلا راحه وإنما يعني المزيد من السعادة
والسيطرة على الظروف المحيطة بدلا من أن تسيطر هي علينا وتحرمنا من السعادة وحتى يستطيع
الفرد أن ينظم وقته لابد أن يكون صاحب أهداف وأن يضع خطة لتحقيق هذه الأهداف والا فلا
فائدة من تنظيم الوقت ولكي نستطيع تنظيم الوقت ينبغي التعرف على أنواع الوقت لدى الطالب
الجامعي حيث ينقسم الوقت إلى ثلاثة أنواع وهي :
أولا : وقت العمل الدراسي وهو يمثل الوقت
الفعلي المحدد لأداء العمل الذي يتعلق بالدراسة والذى يشتمل على حضور المحاضرات واستذكار
الدروس وأداء الاختبارات وكل ما يتعلق بها وينقسم وقت العمل الدراسي إلى أربعة أقسام
:
1- الوقت
الإبداعي : وهو يختص بعملية التفكير والتحليل والتخطيط المستقبلي وتنظيم العمل وتقويم
الأداء
2- الوقت
التحضيري وهو يمثل الفترة التحضيرية التي تسبق البدا في العمل وقد يستغرق هذا الوقت
في جمع المعلومات و الحقائق وجميع المستلزمات قبل البدا في تنفيذ العمل.
3- الوقت
الإنتاجي : يمثل هذا النوع من الوقت الفترة الزمنية التي تستغرق في تنفيذ العمل الذي
تم التخطيط له في الوقت الإبداعي والتحضير له في الوقت التحضري
4- الوقت
غير المباشر : يخصص هذا الوقت للقيام بنشاطات
فرعية تماما له تأثيرها الواضح على مستقبل المؤسسة التعليمية وعلى علاقته بغيره من
المؤسسات الاجتماعية
ثانيا : الوقت خارج العمل الدراسي , ويشمل
ما يلي :
1- وقت
مرتبط بالعمل الدراسي ولكنه لا يدخل في نطاق وقت العمل الدراسي مثل الذهاب للكلية والعودة
للمنزل
2- وقت
أداء العبادات مثل الصلاة وقراءة القرآن و التسبيح وغيره.
3- وقت
تلبية المسئوليات الاجتماعية و الحاجات الفسيولوجية مثل تناول الطعام والشراب – النوم
والراحة وغيره
4- وقت
الأعمال المنزلية.
5- وقت
الترويح عن النفس مثل مشاهدة التليفزيون – النزهة – الرحلات – ممارسة بعض الرياضة وغيره.
ثالثاً : وقت الفراغ : هو الوقت الذي يتبقى
من اربع وعشرين ساعة يوميا بعد القيام بمسئوليات العمل الدراسي والمسئوليات الاجتماعية
واحتياجات الفرد الفسيولوجية وأداء العبادات والترويح عن النفس وغيره وبذلك فاذا تم
تنظيم الوقت وتم وضع خطة محكمة لن يتبقى وقت فراغ لدى الفرد وتجدر الإشارة هنا إلى
أن هناك أربعة أنواع من الأفراد يختلفون في تعاملهم م ع الوقت المتاح لديهم وهذه الأنواع
هي
1- المضيع
للوقت وهو أما غير مدرك لأهمية الوقت أو غير قادر على إنفاقه فيما يفيده شخصيا أو ينفع
غيره من الآخرين
2- المستخدم
للوقت وهو الذي يقوم بأنشطة معينة في الوقت المتوفر لديه ولكن تعامله مع الوقت يقتصر
على مجرد شغله حتى لا يكون عاطلا وهو مقتصر على العمل دون مراعاة ما يتبقى من الأربع
وعشرين ساعة اليومية.
3- المستفيد
من الوقت : والاستفادة درجة أعلى من مجرد استخدام الوقت فينفق الفرد وقته في شيء نافع
أكثر فاعلية له ولغيره
4- المنجز
: وهو الذي يحقق نتائج معينة أو يصل إلى أهداف محددة ومن خلال الأنشطة و الجهود التي
يمارسها فيما يتاح له من وقت تم تحديده مسبقا وهذا النوع من الوقت هو الذي يستهدف تنظيم
الوقت وهو تحقيق الإنجاز .
أهمية تنظيم الوقت
يعد تنظيم الوقت واستثماره على جانب كبير
من الأهمية في أنه يؤدى إلى زيادة فرص النمو
والتطور وبشكل خاص فالعمر العقلي وقد اتضح ذلك في كثير من الدراسات عن علاقة إدارة
الوقت بزيادة التحصيل الدراسي وارتفاع القدرة على التفكير الابتكاري كما انه يعد العنصر
الفعال للتغلب على المعوقات التي تحول من دون تحقيق الأحداث وتحقيق الإنجاز المطلوب
وتحقيق اعلى فائدة من استثمار الوقت وحسن التعامل معه.
أهداف تنظيم الوقت
لتنظيم الوقت أهداف متعددة نذكر منها ما
يلي :
1- يساعد
التنظيم على إيجاد الوسيلة التي تمكن الطالب من القيام بمهامه ومسئولياته.
2- يحدد
التنظيم المعايير المتعلقة باختيار الأولويات وترتيبها وفق الضرورة والأهمية.
3- يبين
التنظيم الأدوار التي يجب أن يقوم بها الطالب فالفتاة طالبة في جامعة ومسئولة في المنزل
وقد تكون مربية للأطفال وكذلك الصبي طالب في الجامعة وهو مسئول عن تلبية احتياجات أسرته
حينما تفتقد الأسرة ولي الأمر القائم على تلبية احتياجاتها.
4- يحقق
التنظيم التنسيق بين مختلف الأنشطة التي يقوم بها الطالب مما يؤدي إلى تحقيق اسرع الأهداف.
5- يحدد
التنظيم المسئوليات و الاختصاصات التي تقع على عاتق الطالب داخل الجامعة وفي حياته
الخاصة.
6- يحدد
التنظيم شكل الاطار العام للأعمال خارج العمل الدراسي مما يسهم في قلة احتمال ضياع
هدر الوقت.
أسس ومبادئ تنظيم الوقت :
يشير أورر إلى أن تنظيم الوقت له دور كبير
في زيادة الوقت لأداء المهام بصورة كاملة والتنظيم يتطلب تحليلا مسبقا لكيفية قضاء
الفرد للوقت ومن ثم لوضع خطة لبرنامجه اليومي ا والأسبوعي أو على المدى المتوسط والبعيد
وتتضح أسس تنظيم الوقت فيما يلي :
أولا : وضع الخطة وتتضمن
1- تحديد
الأهداف : ينبغي أن يتم تحددي الأهداف فالأهداف غير الواضحة يصعب على الطالب أن يعرف
أن ما يقوم به فعال أو مضيع للوقت فلا بد من تحديد الأهداف على المستوى اليومي والأسبوعي
والشهري أو على مستوى القريب والبعيد ومن المهم أن يتم ترتيب الأهداف على حسب أهميتها
بالنسبة للفرد بحيث يصبح تحقيق الأهداف واضحا لدى الفرد ومن ثم يصبح قادرا على اتخذا
القرار.
2- تجديد
الأولويات ومعرفة الأهم من المهم : بعد تحديد الأهداف ينبغي تقسيم المهام حسب أولوياتها
مما يؤدي إلى إنجازها ويقترح الآن ليكين ترتيب المهام إلى مراتب درجات أ , ب , ج فالمهام أ هامة وعاجلة لا يمكن تأخيرها
وينبغي القيام بها أولا لأنها اهم المهام حتى ولاو اضطر الأمر إلى تقسيم المهمة إلى
أجزاء يمكن التعامل معها بسهولة ويسر حتى يمكن إنجازها , المهام ب : مهمة ولكن ليست
عاجله , المهام ج : ليست هامة وليست عاجله
فهي بسيطة اقل حاجة للوقت والجهد
3-
تحديد مواعيد الانتهاء من المهام : بعد تحديد وترتيب المهام حسب أولوياتها ينبغي تحديد
مواعيد الانتهاء من المهام بشكل واقعي والتمسك بها حتى يصبح لدى الطالب إحساس بمقدار
الوقت الذي يحتاج له لإنجاز مهمة ما كما ينبغي توع المشكلات التي يمكن أن تحول دون
إنجاز المهام .
ثانيا : المتابعة :
تعريف المتابعة بانها العمليات الخاصة بتحديد
وتقويم ما تم إنجازه مع اتخاذ اللازم لتصحيح المسار اذا لزم الأمر للتأكد من أن الأعمال
المطلوب تحديدها تم تنفيذها بالفعل وأن الجهود المبذولة تسير في نفس المسار المحدد
مسبقاً كما تعني المتابعة مراجعة تنفيذ خطة الأهداف باستمرار ومحاولة اكتشاف الانحرافات
واتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب لإصلاح الانحرافات بعد كشف الأخطاء وسوء
التصرف.
وتستهدف المتابعة :
أ- كشف
الأخطاء وتصحيحها ومنع تكرراها .
ب- الالتزام
بالفترة الزمنية المحددة لتحقيق الأهداف
ت- تحقيقي
النجاح وذلك بإنجاز المهام
ث- رفع
الروح المعنوية للفرد وزيادة ثقته بنفسه
ج- اتخذ
القرار وهو اختيار رشيد من بين عدة بدائل مرتبطة بموقف أو مشكلة معينة تساهم في تحقيق
أهداف التنظيم
مضيعات تنظيم الوقت:
مضيعات مفردها مضيعة وتعني الفقدان والإهمال
والهدر ويقصد بمضيعات الوقت أنها مفهوم ديناميكي ويتغير بتغير الظروف والأزمنة والأمكنة
والأشخاص وهو نشاط يأخذ وقتا غير ضروري أو
يستخدم وقتا بطريقة غير ملائمة أو انه نشاط لا يعطي عائدا يتناسب والوقت المبذول من
أجله ومضيعات تنظيم الوقت تعني قيام الطالب بالعديد من المهام والأنشطة والعمليات التي
تستغرق جزء كبير من لبوقت دون الحصول على نتائج إيجابية في تحقيق الأهداف :
ويمكن تقسيم مضيعات تنظيم الوقت قسمين
1- مضيعات
داخلية مصدرها داخلي ويصعب التغلب عليها وهي مرتبطة بالطالب ذاته من حيث القدرة على
التفكير المنظم أو عدم الرغبة في التخطيط لأمور الحياة والمكيل للهوى وإضاعة الوقت
بعادات النوم أو الأكل أو القراءة غير المفيدة ومشاهدة برامج التليفزيون التي لا تعود
على الفرد بالنفع
2- مضيعات
خارجية وهي مرتبطة بتعامل الطالب مع الآخرين كالأسرة و الأصدقاء وغيرها مما يتعامل
معهم وهناك العديد من الأسباب والعوامل التي تكمن وراء ضياع تنظيم الوقت وهدره وهي
عوامل متداخلة متشابكة تلتهم الوقت وتقضى عليه وتفقدنا ثمرة استغلاله والاستفادة من
عوائد نذكر منها ما يلي
1- سوء
التنظيم حيث يفتقد الفرد القدرة على :
أ – تحديد أهدافه على المدى القريب أو المتوسط
أو البعيد .
ب- سوء ترتيب الأولويات والاهتمام بالمسائل
الروتينية قليلة الأهمية
ح- الفوضى
وعدم الارتباط الذاتي.
خ- القيام
بأعمال كثيرة غير محددة لفترة زمنية للانتهاء منها
2- التسويف
ويتمثل في : عدم وضوح الأهداف حيث يفتقد الطالب القدرة على تحديد أهدافه حيث أنه لا
يعرف ما الذي يريده وما الذي يسعى اليهم وبالتالي فان كل إهماله عشوائية ومتضاربة مع
بعضها.
عدم تحديد الأولويات وسوء ترتيبها : حيث
يفتقد الطالب القدرة على تحديد المهام الضرورية ثم المهمة ثم الأقل أهمية مما يجعل
من الصعب تنظيم الوقت وضياعه في أعمال قليلة الأهمية ويترك الأعمال المهمة والضرورية
بدون إنجاز.
تأجيل المهام إلى اجل غير مسمى أو هو ترك
الأعمال قبل الانتهاء منها في الموعد المحدد ويرجع ذلك إلى عدم ادارك قيمة النشاط وعدم
تقدير الوقت الكافي له وهو نتيجة مباشرة لعدم وضوح الأهداف.
الاتصالات التليفونية فالرد على المكالمات
الهاتفية يأخذ الكثير من الوقت وبخاصة أنها كثيرا ما تتضمن موضوعات لا يقصد منها إلا
الثرثرة وضياع الوقت
الزيارات المفاجئة فزيارة الأقارب والجيران
والأصدقاء بدون موعد سابق يعوق استثمار الوقت ويؤثر على مستوى تحقيق الأهداف والإنجاز.
الكمبيوتر والإنترنت : حيث يستغرق الفرد
وقتا كبيرا في تصفح الإنترنت قد يصل إلى عدة ساعات دون الشعور بالوقت واحيانا هي موضوعات
غير مفيدة ليس المقصود منها سوى التسلية وضياع الوقت.
المشاكل النفسية والعاطفية المشتتة للذهن
والشعور بالتوتر وخاصة في هذه السن حيث الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج
مما يتسبب في ضياع الوقت.
التليفزيون : حيث يتضمن العديد من الأقمار
الصناعية وكلا منها يتضمن العديد من القنوات التي تتنوع بها البرامج الثقافية والدينة
والمسلسلات الاجتماعية و التي تجذب المشاهد فلا يشعر أمامها بمرور الوقت.