الاثنين، 9 يوليو 2018

صناعة السكر في عهد محمد علي باشا


بحث عن :
صناعة السكر

مقدمة :

إن الكلام عن الصناعة في عهد محمد علي يقتضي التمييز بين الصناعات الكبرى والصناعات الصغرى، أما الصناعات الصغرى، فيمكن القول اجمالا بانها تقهقرت في هذا العهد بسبب نظام، فان الاحتكار قد شمل الصناعات التي كانت قائمة وهي الصناعات الصغرة فاضر بها وبأصحابها ضررا كبيرا، واما النهضة الصناعية التي حدثت في ذلك العهد فهي نهضة الصناعات الكبرى التي استحدثها محمد علي بإنشاء الفابريقات اي المصانع الكبيرة التي تدار بالآلات.
الصناعة بمعناها الواسع تغيير في شكل المواد الخام لزيادة قيمتها، وجعلها أكثر ملاءمة لحاجات الإِنسان ومتطلباته
وتبرز أهمية الصناعة: في كونها ترفع من مستوى معيشة الشعوب بما تدره من مال، وما توفره من رفاهية للإِنسان بمقتنياتها المختلفة، وكذلك هي وسيلة مهمة لامتصاص الأيدي العاملة الزائدة عن حاجة الزراعة والخدمات الأخرى.
مع ما تساهم به الصناعة من تطوير للنشاطات الاقتصادية الأخرى، كالزراعة والتجارة، والنقل بما تقدمه من منتجات أساسية، كالأسمدة، والآلات الزراعية، ومواد الطاقة، ووسائل النقل الحديثة.
ثانياً: أقسام الصناعات
تقسم الصناعات إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي:
1)   الصناعات البدائية.
2)   الصناعات البسيطة.
3)   الصناعات الحديثة.
أهم مقومات الصناعة :
لكي تقوم الصناعة وتزدهر لابد لها من توافر عدد من المقومات أهمها :
1)   رأس المال.
2)   المواد الخام.
3)   القوى المحركة.
4)   الأيدي العاملة.
5)   ا لأسواق.
6)   وسائل النقل والمواصلات.
صناعة السكر
في بداية الأمر، قامت صناعة السكر على الطريقة البدائية لصنع العسل الأسود، إلى أنْ قام محمد علي في 1818، بإنشاء مصنع لصناعة السكر في بلدة ريرمون، على غرار المنشآت الموجودة في جزر الأنتيل بأمريكا، وقامت صناعة السكر في بادئ الأمر في الوجه البحري، وقد أدّى هذا الأمر إلى نقل القصب من الصعيد لمسافة طويلة، لذا تم إلغاء معاصر السكر في الوجه البحري ..
وقام محمد علي بإنشاء مَعملاً لصناعة السكر في بلدة ريرمون – مركز زراعة قصب السكر –وكان لتكرير السكر في 1830، وكان يُشرف عليه (مستر برام Mr) , وهو مهندس إنجليزي، وعندما تُوفي عَهد محمد علي الإيطالي , تولي  إدارته (مسيو توينينا) ثم قام معمل التكرير في بدايته بتكرير حوالى 30 قنطار أو يزيد في اليوم الواحد، وكان ينتج نوعين من السكر ..
كما قام محمد علي بإرسال العديد من البعثات إلى الخارج، من أجل تحديث صناعة السكر وتدعيمها فأرسل بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما أرسل بعثة إلى أوروبا وخاصةً إلى باريس من الكيميائيين؛ ليتدربوا على تكرير السكر، وتشير إحدى الوثائق إلى أنَّ محمد علي كان يَستعين بالخبرة الأجنبية في صناعة السكر لفترة معينة، حتى إذا ما اكتسب العُمَّال المصريون الخبرة منهم، قام محمد علي بإحلالهم محل الأجانب؛ توفيرًا للنفقات الكبيرة التي كانت تُنفق على هؤلاء الخبراء.
وتُورد وثيقة أخرى تأكيدًا لهذه الوثيقة السابقة حيث تشير إلى "تَعهد أوسطى السكر الأوروباوي بتشغيل خمسين قنطار سكر وعشرين قنطار عسل، و باستخراج اثنى عشر أوقة من صنف الروم من القنطار الواحد، و ذلك بعد اتّضاح عدم درايته بالصنعة المذكورة، وعمل مُعدل عن شغل هو شغل الأوسطاوات أولاد العرب بفابريقة الريرمون وظهر معرفتهم عنه، فضلاً عن نفع الميري لذا يجب إرسال القصب من كافة الجهات لعمله سكر بفابريقة الريرمون بمعرفة أولاد العرب من الآن فصاعدًا" ..
وقد بلغ إنتاج هذه المعامل من العسل الأسود في 1831أربعة عشر ألف قنطار، وبلغ إنتاج معمل الريرمون 1833، 12.195 قنطار من السكر الخام .
أنشأت الحكومة مصنعين آخرين للسكر أحدهما في ساقية موسى والثاني في الروضة (مركز ملوى)، وقد كُرر من السكر الخام في المصنع الأول نحو 5.200 قنطار.
وعلى الرغم من ضخامة هذا الإنتاج، إلا أن محمد علي قام باستيراد السكر طوال عهده .


معامل السكر في الوجه القبلي
اسست الحكومة سنة 1818 معملا للسكر في الريمرمون على مثال مصانع السكر في جزائر الانتيل بامريكا، تولى ادارته في اول امره انجليزي ثم خلفه صاحب مصنع في جزيرة كوريسكا ، وقد اشتهر هذا المعمل بحسن الادارة والنظام والاقتصاد، فاتسعت اعماله وتقدمت حاصلاته وانتشرت مقطوعيته في البلاد، ولكن استيراد السكر المكرر من معامل اوروبا منذ سنة 1826 اضر بإنتاج معمل الريمرون وفضل الناس السكر الوارد من اوروبا لجودته ورخص اسعاره. وبلغ انتاج معمل الريرمون سنة 1833 حوالي 12195 قنطارا من السكر الخام وانشات الحكومة معملين اخرين للسكر احدمها في ساقية موسى والثاني في الروض (مركز ملوي)، وقد كرر من السكر الخام في المعمل الاول 5200 قنطارا، واستخرج الروم من مصنع الريرمون واستعمل لهذا الغرض 4800 قنطارا من   
مراحل تصنيع السكر
      الحصول على كميّة معروفة الوزن من قصب السكر، أو البنجر وإجراء بعض الاختبارات على عيّنة صغيرة منها؛ وذلك للتأكد من جودة المحصول، ثمّ غسله، وقطعه، وتشريحه، حتى يصبح مادة ليفيّة ويظهر السكروز.
      تمرير القصب المشرّح في سلسلة من المطاحن، تتكون من ثلاث بكرات مرتبة على شكل مثلث، فيتم طحنه مرتين في مطحن؛ للحصول على العصارة، ثمّ استخدام المادة الليفيّة كعلف للحيوانات، أو لصناعة بعض الوقود والورق.
      تنقية العصارة الخام من الطين والشوائب العالقة عليها، وذلك بتعريضها للحرارة والكلس، ثمّ صب العصارة النقية خارجاً، واستخدام الوحل كنوع من الأسمدة الزراعيّة.
      تكثيف العصارة، بإدخالها في سلسلة من الأوعية التي تتصل بما يسمى بالمبخرات، إذ يتم التخلص من نسبة عالية من الماء المتجمع فيها.
      غلي العصارة التي أصبح ما يقارب سبعون بالمئة من مكوّناتها موادَ صلبة، وذلك بوضعها في حاويات خاصة ضخمة للحصول على التركيز المطلوب، وإطلاق بلوراتها مع ما تبقى من الماء.
      توجيه بلورات السكر مع الماء إلى أجهزة الطرد المركزي، إذ يتم عزلها عن السائل الأسود المحيط بها، وأخذه، ثمّ غليه مرتين، واستخدام الكميّة المتبقية منه في صناعة الكحل.
تجفيف السكر الخام بإدخاله في تيارات هواء دافئة، ثمّ تبريده بتعريضه للهواء الجاف، وتعبئته لتوزيعه على المحال التجاريّة والأسواق
 ينتمي السكر إلى فئة الأطعمة المعروفة باسم المواد الكربوهيدراتية والتي يعتبر سكر الطعام أشهرها، وينتج السكر عن عملية التركيب الضوئي التي يتم من خلالها صنع الغذاء في النباتات، والسكر من الكربوهيدرات التي تتكون من الكربون والهيدروجين والأكسجين. يستخرج السكر من قصب السكر ومن البنجر، ويستخدم في الكثير من الأطعمة والحلويات، حيث يضفي مذاقاً حلواً للمأكولات، بالإضافة إلى أنه يزود الجسم بالطاقة، ويستعمل كمادة حافظة للمساعدة في الحفاظ على لون أنواع المربى المختلفة، إلا أنه يجب الحرص على الإكثار من تناول السكر لأنه يؤدي إلى زيادة الوزن بالإضافة إلى الكثير من الأمراض الصحية التي قد يكون بعضها خطيراً. مراحل تصنيع السكر مراحل تصنيع السكر من البنجر إحضار البنجر الى مصانع السكر. استبعاد ثمار البنجر التالفة والتي تحوي كدمات أو خدوش. غسل ثمار البنجر للتأكد من خلوها من الحجارة والأتربة التي قد تكون علقت بها. تقطع ثمار البنجر إلى شرائح رقيقة بحيث يظهر اللب. وضع شرائح البنجر الرقيقة في الماء الذي يجب أن تكون درجة حرارته 70 درجة مئوية. يظهر بعد مدة من وضع شرائح البنجر في الماء عصير لونه أصفر باهت وسماكته قليلة، حيث يجب غليه مع كمية من الماء لتزيد سماكته ويصبح لونه جميلاً. يوضع العصير المكثف في مضخات غليان ضخمة لتبدأ مرحلة إظهار بلورات السكر، وعندها تفصل هذه البلورات عن السائل المتكون عن طريق جهاز خاص بالطرد المركزي . يتم غلي السائل الناتج عن عمليه الفصل، وإعادة تكثيفه لاستخراج أكبر كمية ممكنة من السكر. مراحل تصنيع السكر من قصب السكر تجمع عيدان قصب السكر وترسل للمصنع. تعصر عيدان قصب السكر من خلال آلات مخصصة بذلك لإخراج العصير السائل الذي يتميز بلونه الأخضر ومذاقه الحلو. يصفى السائل من الشوائب ، وتضاف إليه بعض أنواع الأحماض . تبدأ عملية ترشيح للعصير وتكثيفه عن طريق غليه لحين يتبلور. تكرير المادة الناتجة عن الغليان، ثمّ إعادة غسلها وتجفيفها. تغربل البلورات التي تنتج بعد التجفيف وتصب في قوالب. يتم سحق القوالب الكبيرة للحصول على سكر ناعم، أو تقطيعها إلى مربعات صغيرة.
أنواع السكر
البني: وهو محلول بني يميل للون الأسود، ويتم إنتاجه عن طريق تكرير قصب السكر وسكر البنجر.
سكر القصب: والذي يصنع من قصب السكر.
سكر الفاكهة: وهو السكر الموجود طبيعياً في الفواكه.
سكر الشعير: الذي يحصل عليه من الشعير. سكر البنجر: الذي يحصل عليه من ثمار البنجر.
سكر الخروع: وهو مجموعة من كريستالات السكر الأبيض.
سكر البلح: الذي يحصل عليه من البلح.
وختاما أذكر أن السكر عنصر اساسي في حياتنتا و لا يمكن الاستغناء عنه وله الكثير من الاستخدامات في شتي المجالات التجارية والاقتصادية والصناعية , لذا فتطوير صناعة السكر يعد أمرا أساسياً للنهوض بالإقتصاد.