Loading ...

$show=home$type=slider$m=0$rm=0$la-0

$show=home$type=ticker$c=12$cls=4

الأمراض الشائعة عند الأطفال: الوقاية والعلاج خطوة بخطوة

دليلك الشامل للأمراض الشائعة عند الأطفال. تعلم الوقاية، الأعراض، العلاج المنزلي خطوة بخطوة، ومتى تزور الطبيب لضمان صحة طفلك وراحته.

مرحباً بك في عالم الأبوة والأمومة! رحلة تربية الأطفال مليئة بالبهجة والتحديات، ومن أبرز هذه التحديات التعامل مع الأمراض الشائعة عند الأطفال. فليس هناك والد لم يمر بلحظات قلق بسبب حمى مفاجئة أو سعال مستمر. هذه الأمراض، وإن كانت جزءاً طبيعياً من نمو الجهاز المناعي للطفل، إلا أنها تتطلب فهماً ودراية للتعامل معها بفعالية وأمان.

يهدف هذا الدليل الشامل إلى تزويدك بالمعرفة اللازمة لـ وقاية الأطفال من الأمراض قدر الإمكان، وكيفية تقديم علاج أمراض الأطفال بأسلوب مُنظم وخطوة بخطوة. سنتناول أبرز الأمراض التي قد يُصادفها طفلك، من نزلات البرد والإنفلونزا، وصولاً إلى المشاكل الهضمية والجلدية، مع التركيز على الأعراض، طرق الوقاية، الرعاية المنزلية، والأهم من ذلك، متى يجب عليك طلب المشورة الطبية.

1. نزلات البرد والإنفلونزا: تحدي الجهاز التنفسي العلوي

تُعد نزلات البرد والإنفلونزا من أكثر أمراض الأطفال انتشاراً، خاصة في البيئات المزدحمة مثل دور الحضانة والمدارس.

1.1. الأعراض

  • نزلات البرد: تبدأ عادة بسيلان أو انسداد الأنف، عطس، سعال خفيف، احتقان في الحلق، وحمى خفيفة (خاصة عند الرضع والأطفال الصغار). تستمر الأعراض عادة من 7 إلى 10 أيام.
  • الإنفلونزا: تكون أعراضها أشد وأكثر حدة من البرد، وتظهر فجأة. تشمل حمى الأطفال عالية (غالباً أكثر من 38.5 درجة مئوية)، قشعريرة، آلام في العضلات والجسم، صداع، سعال شديد وجاف، تعب عام، وقد يصاحبها أيضاً سيلان أنف أو التهاب حلق.

1.2. الوقاية

  • غسل اليدين: غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية هو خط الدفاع الأول. علم أطفالك أهمية هذه العادة، خاصة بعد السعال أو العطس وقبل تناول الطعام.
  • تجنب لمس الوجه: قلل من لمس الأنف، الفم، والعينين لمنع انتقال الجراثيم.
  • تغطية الفم والأنف: علم الطفل السعال أو العطس في منديل ورقي (ثم رميه فوراً) أو في كوعه.
  • لقاح الإنفلونزا: يُوصى به سنوياً لجميع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر لتقليل خطر الإصابة بالإنفلونزا الشديدة ومضاعفاتها[1].
  • تجنب الأماكن المزدحمة: قدر الإمكان خلال مواسم انتشار المرض.

1.3. العلاج والرعاية المنزلية

لا يوجد علاج محدد لنزلات البرد أو الإنفلونزا الفيروسية، ولكن يمكن التركيز على تخفيف الأعراض وراحة الطفل:

  • الراحة الكافية: شجع طفلك على النوم والراحة، حيث يساعد ذلك الجسم على التعافي.
  • السوائل: تقديم الكثير من السوائل لمنع الجفاف وتخفيف الاحتقان. الماء، الحليب، الحساء الدافئ، ومحاليل الإماهة الفموية هي خيارات ممتازة.
  • تخفيف الحمى والألم:
    • لـ حمى الأطفال: استخدم خافضات الحرارة المخصصة للأطفال مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين (للأطفال فوق 6 أشهر)، بالجرعة المناسبة لعمر ووزن الطفل. تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال بسبب خطر متلازمة راي.
    • لـ كحة الأطفال واحتقان الحلق: بالنسبة للرضع أقل من عام، لا يُنصح بأدوية السعال. للأطفال الأكبر سناً (فوق عام واحد)، يمكن استخدام ملعقة صغيرة من العسل (ليس للرضع أقل من عام) لتخفيف السعال وتهدئة الحلق. المرطب البارد في الغرفة يمكن أن يساعد أيضاً.
    • لانسداد الأنف: استخدم قطرات المحلول الملحي الأنفي لتليين المخاط وتسهيل التنفس، وشفاط المخاط للرضع.
  • التهوية: تأكد من تهوية غرفة الطفل جيداً.

1.4. متى يجب زيارة الطبيب؟

  • إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر وارتفعت درجة حرارته إلى 38 درجة مئوية (100.4 فهرنهايت) أو أعلى.
  • صعوبة في التنفس: تنفس سريع، أزيز (صوت صفير)، أو انكماش في الصدر عند التنفس.
  • تغير في لون الشفاه أو الوجه إلى الأزرق أو الشحوب الشديد.
  • خمول شديد أو صعوبة في الاستيقاظ.
  • علامات الجفاف: قلة التبول، جفاف الشفاه، عدم وجود دموع.
  • حمى مستمرة لأكثر من 3 أيام.
  • ألم شديد في الأذن أو الحلق.
  • تفاقم الأعراض بشكل مفاجئ بعد تحسن أولي.
  • رفض الطفل للطعام أو السوائل بشكل كامل.

2. التهاب الأذن الوسطى: ألم مزعج

يُعد التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media) من أمراض الأطفال الشائعة جداً، ويصيب غالباً الرضع والأطفال الصغار. يحدث غالباً بعد نزلات البرد أو الحساسية، حيث تتراكم السوائل في الأذن الوسطى وتُصاب بالعدوى.

2.1. الأعراض

  • الألم في الأذن: قد يُمسك الطفل أذنه، يشدها، أو يُفركها. قد يكون الألم أسوأ عند الاستلقاء.
  • بكاء غير مبرر، خاصة عند الرضع.
  • حمى.
  • صعوبة في النوم.
  • فقدان الشهية أو رفض الرضاعة/الرضاعة من الزجاجة.
  • في بعض الحالات، قد يخرج سائل من الأذن (مما يدل على تمزق طبلة الأذن).

2.2. الوقاية

  • الرضاعة الطبيعية: تُوفر الأجسام المضادة التي تُقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
  • تجنب الرضاعة بالزجاجة أثناء الاستلقاء: لتجنب تسرب الحليب إلى قناة استاكيوس.
  • التطعيمات: لقاح المكورات الرئوية (PCV) ولقاح الإنفلونزا يُساعدان على تقليل خطر الإصابة بالتهاب الأذن.
  • تجنب التعرض لدخان التبغ: يُزيد من خطر التهاب الأذن.
  • النظافة: غسل اليدين بانتظام.

2.3. العلاج والرعاية المنزلية

يُحدد الطبيب خطة علاج أمراض الأطفال هذه، والتي قد تشمل:

  • مسكنات الألم: الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحمى.
  • الكمادات الدافئة: وضع كمادة دافئة على الأذن المصابة قد يُساعد في التخفيف.
  • المضادات الحيوية: قد يصف الطبيب مضادات حيوية إذا كان الالتهاب بكتيرياً (عادةً بعد مراقبة لعدة أيام إذا لم تكن الحالة شديدة، أو فوراً للحالات الشديدة أو الرضع). يجب إكمال الكورس كاملاً حتى لو تحسنت الأعراض.

2.4. متى يجب زيارة الطبيب؟

  • إذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من التهاب في الأذن، حيث يتطلب التشخيص والعلاج الطبي.
  • الحمى المستمرة أو الحمى العالية.
  • سائل يخرج من الأذن.
  • إذا لم تتحسن الأعراض بعد 24-48 ساعة من بدء العلاج.
  • ألم شديد لا يُمكن السيطرة عليه بالمسكنات.

3. أمراض الجهاز الهضمي: الإسهال والقيء

تُعد مشاكل الجهاز الهضمي، مثل الإسهال عند الأطفال والقيء عند الأطفال، من أكثر المشكلات الصحية التي يواجهها الأطفال شيوعاً. غالباً ما تكون ناتجة عن عدوى فيروسية (مثل الفيروس العجلي) أو بكتيرية، أو حساسية غذائية. الخطر الرئيسي هو الجفاف.

3.1. الأعراض

  • الإسهال: براز رخو ومائي، تكرار التبرز أكثر من المعتاد.
  • القيء: طرد محتويات المعدة بقوة، قد يكون لمرة واحدة أو متكرراً.
  • قد يصاحبهما: حمى، آلام في البطن (تقلصات)، وفقدان الشهية.

3.2. الوقاية

  • النظافة الجيدة: غسل اليدين جيداً بالماء والصابون (خاصة بعد استخدام الحمام، وتغيير الحفاضات، وقبل إعداد الطعام وتناوله).
  • سلامة الغذاء: طهي الطعام جيداً، تخزين الطعام بشكل آمن في درجات الحرارة المناسبة، وتجنب الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً.
  • لقاح الفيروس العجلي (Rotavirus): يُوصى به للرضع للوقاية من الإسهال الشديد الناتج عن هذا الفيروس[2].
  • الماء النظيف: التأكد من شرب مياه نظيفة وآمنة، وتجنب المياه من مصادر غير موثوقة.

3.3. العلاج والرعاية المنزلية

الأولوية القصوى هي منع وعلاج الجفاف:

  • تعويض السوائل (الإماهة): تقديم محاليل الإماهة الفموية (Oral Rehydration Solutions - ORS) ببطء وبكميات صغيرة ومتكررة. هذه المحاليل تُعيد توازن الأملاح والسوائل في الجسم.
  • الاستمرار في التغذية:
    • للرضع: الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي.
    • للأطفال الأكبر سناً: تقديم أطعمة سهلة الهضم مثل الأرز، الموز، خبز التوست، البطاطس المهروسة، الحساء. تجنب الأطعمة الغنية بالدهون أو السكر.
  • تجنب: المشروبات السكرية، العصائر، والمشروبات الغازية لأنها قد تزيد الإسهال وتُفاقم الجفاف.

3.4. متى يجب زيارة الطبيب؟

  • علامات الجفاف الشديد: قلة التبول بشكل ملحوظ (حفاضات جافة لفترة طويلة)، جفاف الفم والشفاه، خمول شديد، عيون غائرة، عدم وجود دموع عند البكاء، تراجع اليافوخ لدى الرضع.
  • دم أو مخاط في البراز.
  • قيء مستمر أو قيء أخضر/بني اللون أو قيء دموي.
  • حمى عالية مصاحبة للإسهال والقيء، خاصة في الرضع.
  • ألم شديد في البطن.
  • إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر ويعاني من الإسهال أو القيء.
  • إذا لم تتحسن الأعراض بعد 24-48 ساعة، أو إذا تفاقمت.

4. الأمراض الجلدية الشائعة: الطفح الجلدي والجدري المائي

جلد الأطفال حساس ورقيق، مما يجعله عرضة لعدة أمراض الأطفال الجلدية.

4.1. طفح الحفاض

يُعد طفح الحفاض من أكثر أمراض الأطفال الجلدية شيوعاً، وهو عبارة عن احمرار أو تهيج في منطقة الحفاض.

  • الوقاية: تغيير الحفاضات بانتظام (فور اتساخها)، استخدام حفاضات جيدة الامتصاص، تنظيف المنطقة بلطف بالماء، والسماح للجلد بالجفاف في الهواء لبضع دقائق بين التغييرات.
  • العلاج: استخدام كريمات الحفاض الواقية التي تحتوي على أكسيد الزنك أو الفازلين. في الحالات الشديدة أو إذا كان هناك اشتباه في عدوى فطرية، قد يصف الطبيب كريماً مضاداً للفطريات.

4.2. الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)

مرض جلدي مزمن يتميز ببقع جافة، حمراء، ومثيرة للحكة، غالباً ما تظهر على الوجه، المرفقين، وخلف الركبتين.

  • الوقاية: ترطيب البشرة بانتظام بمرطب خالٍ من العطور بعد الاستحمام مباشرة. تجنب الصابون القاسي والعطور. استخدام منظفات الغسيل الخالية من المواد الكيميائية القاسية.
  • العلاج: استخدام المرطبات بانتظام هو الأساس. قد يصف الطبيب كريمات الكورتيكوستيرويد الخفيفة للحالات الشديدة. الحفاظ على قص أظافر الطفل لمنع الخدش وتفاقم الالتهاب.

4.3. الجدري المائي (Chickenpox)

عدوى فيروسية شديدة العدوى تتميز بطفح جلدي أحمر ومثير للحكة ينتشر في الجسم، ثم يتحول إلى بثور صغيرة مليئة بالسوائل قبل أن تتكون عليها قشور.

  • الوقاية: لقاح الجدري المائي فعال جداً في الوقاية من المرض أو تقليل شدته بشكل كبير[3].
  • العلاج: التركيز على تخفيف الحكة (حمامات الشوفان، كريمات الكالامين المهدئة)، قص أظافر الطفل لمنع الخدش والعدوى الثانوية، واستخدام خافضات الحرارة للحمى. في بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات.
  • متى يجب زيارة الطبيب: إذا كان الطفح الجلدي يبدو مصاباً بعدوى بكتيرية (احمرار شديد، تورم، صديد)، أو إذا كان الطفل يعاني من حمى عالية جداً، صعوبة في التنفس، أو صداع شديد.

5. التهاب الحلق واللوزتين

التهاب الحلق عند الأطفال شائع، وغالباً ما يكون ناتجاً عن عدوى فيروسية. ومع ذلك، قد يكون سببه بكتيري (مثل التهاب الحلق العقدي)، وهو ما يتطلب علاجاً بالمضادات الحيوية لتجنب المضاعفات.

5.1. الأعراض

  • ألم في الحلق، خاصة عند البلع.
  • احمرار في الحلق واللوزتين (قد تكون اللوزتان متورمتين وقد تظهر عليهما بقع بيضاء أو صديد في حالات العدوى البكتيرية).
  • حمى.
  • صداع، آلام في البطن، أو غثيان (خاصة في حالات التهاب الحلق العقدي).
  • صوت أجش أو بحة في الصوت.

5.2. الوقاية

  • نفس إجراءات الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا (غسل اليدين بانتظام، تجنب لمس الوجه).
  • تجنب مشاركة الأواني، الأكواب، أو المناشف مع الآخرين.

5.3. العلاج والرعاية المنزلية

يعتمد علاج أمراض الأطفال هذه على السبب:

  • مسكنات الألم والحمى: الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحمى.
  • السوائل الدافئة أو الباردة: الحساء الدافئ، المشروبات الباردة، أو حتى الآيس كريم يمكن أن يُهدئ الحلق.
  • راحة الصوت: تشجيع الطفل على عدم الصراخ أو التحدث كثيراً.
  • المضادات الحيوية: إذا أكد الطبيب أن الالتهاب بكتيري، سيصف مضاداً حيوياً. من الضروري إكمال كورس المضاد الحيوي بالكامل لمنع المضاعفات الخطيرة.

5.4. متى يجب زيارة الطبيب؟

  • إذا كان الطفل يعاني من صعوبة شديدة في البلع أو التنفس.
  • حمى عالية، خاصة إذا كانت مصحوبة بطفح جلدي (قد تكون علامة على الحمى القرمزية، وهي مضاعفة لالتهاب الحلق العقدي).
  • عدم تحسن الأعراض بعد 24-48 ساعة، أو إذا ساءت.
  • في حالة الشك في التهاب الحلق العقدي، حيث يمكن للطبيب إجراء اختبار سريع للحلق لتأكيد التشخيص.

6. الوقاية العامة من أمراض الأطفال: تحصين طفلك

بجانب الإجراءات الوقائية الخاصة بكل مرض، هناك استراتيجيات عامة تُساهم في تقوية مناعة الطفل وتقليل تكرار أمراض الأطفال بشكل عام. هذه الخطوات تُشكل أساساً لـ وقاية الأطفال من العديد من المشكلات الصحية:

  • التطعيمات المنتظمة: الالتزام بالجدول الزمني الموصى به للتطعيمات يُوفر حماية واسعة ضد العديد من الأمراض الخطيرة والمُعدية. (يمكنك الاطلاع على أهمية التطعيمات وجداولها في مقالنا السابق: دليل شامل: أساسيات صحة الطفل في السنوات الأولى).
  • التغذية السليمة: توفير نظام غذائي متوازن وغني بالفيتامينات والمعادن يُعزز الجهاز المناعي. شجع طفلك على تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية.
  • النوم الكافي: يلعب النوم دوراً حيوياً في صحة الجهاز المناعي. تأكد من حصول طفلك على عدد ساعات النوم الموصى بها لعمره (الرضع يحتاجون من 14-17 ساعة، الأطفال الصغار 11-14 ساعة، الأطفال الأكبر 9-11 ساعة)[4].
  • النشاط البدني المنتظم: يُساهم اللعب والنشاط البدني المنتظم في تحسين الصحة العامة وتعزيز المناعة.
  • النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون هو أهم إجراء. كما يجب الحفاظ على النظافة المنزلية، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب وفرش الأسنان.
  • تجنب التعرض للدخان: التدخين السلبي يُضعف الجهاز التنفسي للطفل ويُزيد من قابليته للإصابة بالالتهابات.
  • الحد من الإجهاد: الإجهاد المزمن يمكن أن يؤثر سلباً على الجهاز المناعي. توفير بيئة منزلية هادئة ومُحبة، وتشجيع اللعب الحر يمكن أن يُساعد.

7. متى يجب طلب المساعدة الطبية الفورية؟ علامات الخطر

بينما يمكن التعامل مع معظم أمراض الأطفال الشائعة في المنزل، من الضروري للوالدين معرفة العلامات التي تستدعي طلب المساعدة الطبية العاجلة أو التوجه إلى أقرب طوارئ. هذه العلامات قد تشير إلى حالة أكثر خطورة:

  • حمى عالية جداً أو مستمرة: خاصة في الرضع أقل من 3 أشهر (أي حمى 38 درجة مئوية أو أعلى)، أو حمى لا تستجيب لخافضات الحرارة أو تستمر لأكثر من 3 أيام.
  • صعوبة في التنفس: تنفس سريع جداً، صوت أزيز (صفير)، سحب الجلد بين الأضلاع أو أسفل الرقبة أثناء التنفس، أو تغير لون الشفاه أو الوجه إلى الأزرق.
  • علامات الجفاف الشديد: قلة التبول بشكل ملحوظ (حفاضات جافة لفترة طويلة)، جفاف الفم والشفاه، عدم وجود دموع عند البكاء، عيون غائرة، خمول شديد، أو تراجع اليافوخ لدى الرضع.
  • الخمول الشديد أو عدم الاستجابة: صعوبة في إيقاظ الطفل، أو عدم تفاعله بشكل طبيعي مع المحيط، أو يبدو غير واعٍ.
  • التقيؤ المستمر أو المتكرر: خاصة إذا كان مصحوباً بدم، أو سائل أخضر/بني داكن، أو لا يستطيع الطفل الاحتفاظ بالسوائل.
  • الإسهال الشديد أو المصحوب بدم أو مخاط: أو إسهال مستمر لفترة طويلة جداً.
  • طفح جلدي غير عادي: خاصة إذا كان يبدو كبقع حمراء أرجوانية لا تختفي عند الضغط عليها (قد تكون علامة على التهاب السحايا)، أو طفح جلدي ينتشر بسرعة ومصحوب بحمى عالية.
  • النوبات أو التشنجات.
  • علامات إصابة خطيرة: بعد سقوط أو ضربة في الرأس (قيء بعد الإصابة، صداع شديد، تغير في الوعي).
  • ألم شديد لا يُمكن السيطرة عليه: خاصة في البطن أو الرأس.
  • أي قلق بالغ لا يُمكن تفسيره: إذا كان حدسك كوالد يُخبرك بوجود مشكلة خطيرة، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية.

في حالات الطوارئ التي تهدد الحياة، يجب التوجه مباشرة إلى أقرب مستشفى أو الاتصال بخدمات الطوارئ المحلية (مثل 911 أو 123 في مصر).

الخاتمة: شريكك في رعاية صحة طفلك

إن فهم الأمراض الشائعة عند الأطفال وكيفية التعامل معها يُعد جزءاً حيوياً من الأبوة والأمومة الواعية. بينما يُمكن للعديد من الحالات أن تُعالج بالرعاية المنزلية والوقائية، فإن معرفة متى يجب استشارة الطبيب تُعد مهارة لا غنى عنها. تذكر أن طبيب الأطفال أو طبيب الأسرة هو شريكك الأساسي في رعاية صحة طفلك.

كن استباقياً في تطبيق إجراءات الوقاية، ومراقباً لأعراض طفلك بانتباه، ولا تتردد أبداً في طلب المشورة الطبية عند أدنى شك. بفضل اهتمامك ومعرفتك، سيتمكن طفلك من تجاوز هذه التحديات الصحية بنجاح، وينمو ليصبح شخصاً قوياً ومعافى. صحة طفلك هي أولويتنا، ورعايتك الواعية هي المفتاح لمستقبل صحي ومشرق له.

ابدأ اليوم بتطبيق هذه النصائح، وتواصل بانتظام مع مقدم الرعاية الصحية لطفلك لضمان أفضل النتائج.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

كم مرة يُصاب الأطفال بالبرد في السنة؟

يُصاب الأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة بمتوسط 6-10 نزلات برد في السنة، خاصة عندما يبدأون الذهاب إلى الحضانة أو المدرسة. هذا العدد قد يقل مع تقدم الطفل في العمر واكتساب جهازه المناعي للمزيد من الحصانة.

هل يجب أن أعطي طفلي المضادات الحيوية لكل سعال وحمى؟

لا، فمعظم السعال والحمى عند الأطفال ناتجة عن عدوى فيروسية، والمضادات الحيوية لا تُعالج الفيروسات. استخدام المضادات الحيوية دون داعٍ يمكن أن يُسبب مقاومة البكتيريا لها. يجب دائماً استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كانت المضادات الحيوية ضرورية أم لا.

ما هي أفضل طريقة لخفض حمى الطفل؟

يمكن استخدام خافضات الحرارة المخصصة للأطفال مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين (للأطفال فوق 6 أشهر) بالجرعة الصحيحة حسب العمر والوزن. كما يُساعد إعطاء السوائل بكثرة، وتوفير ملابس خفيفة، وتهوية الغرفة، والراحة في تخفيف الحمى. تجنب الكمادات الباردة جداً أو الكحول.

كيف أُميز بين أعراض البرد والإنفلونزا والحساسية؟

نزلات البرد غالباً ما تكون تدريجية مع سيلان أنف وعطس. الإنفلونزا تبدأ فجأة بحمى عالية وآلام في الجسم وإرهاق شديد. الحساسية تتميز بحكة في الأنف والعينين، عطس متكرر، وسيلان أنف واضح، لكنها عادة لا تُسبب حمى أو آلام في الجسم.

هل يمكن للأطفال المصابين بالجدري المائي الذهاب إلى المدرسة؟

لا، يجب على الأطفال المصابين بالجدري المائي البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة أو الحضانة حتى تجف جميع البثور وتتقشر تماماً، عادةً ما بين 5 إلى 7 أيام من ظهور الطفح الجلدي الأول، لمنع انتشار العدوى إلى الآخرين.

المراجع

  1. Centers for Disease Control and Prevention (CDC). (2024). Flu & Young Children. Retrieved from https://www.cdc.gov/flu/highrisk/children.htm
  2. American Academy of Pediatrics (AAP). (2022). Rotavirus Vaccine: What You Need to Know. Retrieved from https://www.healthychildren.org/English/safety-prevention/immunizations/Pages/Rotavirus-Vaccine-What-You-Need-to-Know.aspx
  3. World Health Organization (WHO). (2022). Chickenpox (Varicella). Retrieved from https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/chickenpox-(varicella)
  4. National Sleep Foundation. (n.d.). How Much Sleep Do Children Need? Retrieved from https://www.thensf.org/how-much-sleep-do-children-need/

COMMENTS

Loaded All Posts Not found any posts VIEW ALL Readmore Reply Cancel reply Delete By Home PAGES POSTS View All RECOMMENDED FOR YOU LABEL ARCHIVE SEARCH ALL POSTS Not found any post match with your request Back Home Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago Followers Follow THIS PREMIUM CONTENT IS LOCKED STEP 1: Share to a social network STEP 2: Click the link on your social network Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content