النكاف: الأعراض والعلاج والوقاية الكاملة

النكاف: فهم الأعراض الأولية، كيفية التعامل مع المرض، وأهمية التطعيم كأقوى درع للوقاية. عن النكاف: من تورم الغدد اللعابية إلى المضاعفات النادرة

النكاف (Mumps) هو مرض فيروسي مُعدٍ يُصيب بشكل أساسي الغدد اللعابية، خاصة الغدد النكفية (Parotid glands) التي تقع أسفل وأمام الأذنين، مما يُسبب تورماً مؤلماً ومميزاً في منطقة الخدين والفك. وعلى الرغم من أن النكاف غالباً ما يُعتبر مرضاً خفيفاً في الأطفال، إلا أنه يُمكن أن يُسبب مضاعفات خطيرة في المراهقين والبالغين. فهم أعراضه، طرق علاجه، وأهمية الوقاية منه يُعد أمراً حيوياً لحماية صحة الأفراد والمجتمع.

أعراض النكاف

تظهر أعراض النكاف عادةً بعد فترة حضانة تتراوح من 12 إلى 25 يوماً بعد التعرض للفيروس، بمتوسط 16 إلى 18 يوماً. قد لا يُعاني بعض الأشخاص من أي أعراض على الإطلاق، أو قد تكون أعراضهم خفيفة جداً. ومع ذلك، عندما تظهر الأعراض، فإنها غالباً ما تشمل^[1]:

تورم الغدد النكفية: هذه هي السمة المميزة للنكاف. تُصبح الغدد النكفية منتفخة ومؤلمة، وقد تُسبب تورماً في أحد جانبي الوجه أو كليهما، مما يُعطي مظهر "خدود السنجاب". قد يكون الألم أسوأ عند المضغ أو البلع، خاصة عند تناول الأطعمة الحامضة.
حمى: غالباً ما تكون خفيفة إلى متوسطة (38.3 - 39.4 درجة مئوية).
صداع: قد يُعاني الشخص من صداع خفيف إلى متوسط.
آلام في العضلات: خاصة في الرقبة والفك.
إرهاق وتعب عام.
فقدان الشهية.
ألم عند المضغ أو البلع.

عادةً ما تستمر الأعراض من 7 إلى 10 أيام.

مضاعفات النكاف

على الرغم من أن النكاف عادةً ما يمر دون مضاعفات خطيرة، إلا أنه يُمكن أن يُسبب مشاكل صحية في بعض الحالات، خاصة في المراهقين والبالغين. تشمل المضاعفات المحتملة^[2]:

التهاب الخصيتين (Orchitis): يُصيب حوالي 15% إلى 30% من الذكور البالغين والمراهقين المصابين بالنكاف. يُمكن أن يُسبب تورماً وألماً في إحدى الخصيتين أو كلتيهما، وفي حالات نادرة جداً قد يُؤدي إلى العقم.
التهاب المبايض (Oophoritis): يُصيب حوالي 5% من الإناث البالغات والمراهقات، ويُمكن أن يُسبب ألماً في البطن السفلي.
التهاب السحايا (Meningitis): التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي. يُعد النكاف السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب السحايا الفيروسي، وعادةً ما يكون خفيفاً ويزول من تلقاء نفسه.
التهاب الدماغ (Encephalitis): مضاعفة نادرة ولكنها خطيرة، وهي التهاب في الدماغ نفسه، وقد تُؤدي إلى مشاكل عصبية دائمة.
فقدان السمع: يُعد فقدان السمع الحسي العصبي الدائم، عادةً في أذن واحدة، مضاعفة نادرة جداً ولكنها تُمكن أن تحدث بسبب النكاف.
التهاب البنكرياس (Pancreatitis): التهاب نادر للبنكرياس.

علاج النكاف

لا يوجد علاج محدد لفيروس النكاف، حيث أن المضادات الحيوية غير فعالة ضد الفيروسات. يركز العلاج على تخفيف الأعراض ودعم الجسم حتى يتعافى من تلقاء نفسه. تشمل نصائح العلاج والرعاية المنزلية ما يلي^[3]:

الراحة الكافية: يُنصح بالراحة في السرير خلال الفترة الحادة من المرض.
السوائل: شرب الكثير من السوائل، خاصة الماء والعصائر غير الحمضية. تجنب العصائر الحمضية (مثل عصير البرتقال أو الليمون) لأنها قد تُسبب ألماً عند البلع.
تخفيف الألم والتورم:
- خافضات الحرارة ومسكنات الألم: يُمكن استخدام الباراسيتامول (أسيتامينوفين) أو الإيبوبروفين لتخفيف الحمى والألم وتورم الغدد.
- الكمادات: يُمكن وضع كمادات دافئة أو باردة على الغدد المتورمة لتخفيف الألم والتورم.
النظام الغذائي: تناول الأطعمة اللينة التي لا تتطلب الكثير من المضغ، مثل الحساء، البودينج، أو البطاطس المهروسة.
العزل: يجب على الشخص المصاب بالنكاف البقاء في المنزل وتجنب الاتصال بالآخرين لمنع انتشار الفيروس (سيتم تفصيل ذلك في مقال منفصل).

الوقاية الكاملة من النكاف

التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من النكاف ومضاعفاته. يُعد لقاح MMR (الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية) جزءاً أساسياً من برامج التحصين الروتينية في جميع أنحاء العالم. تُقدم الجرعات الموصى بها كالتالي^[4]:

الجرعة الأولى: تُعطى عادةً للأطفال في عمر 12 إلى 15 شهراً.
الجرعة الثانية: تُعطى في عمر 4 إلى 6 سنوات، أو قبل دخول المدرسة.

يُوفر اللقاح حماية عالية جداً (حوالي 88% بعد جرعتين) ضد النكاف. يُنصح أيضاً بتطعيم البالغين الذين لم يتلقوا اللقاح سابقاً أو لم يُصابوا بالمرض.

بالإضافة إلى التطعيم، تُساعد النظافة الشخصية الجيدة، مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس، في تقليل انتشار الفيروس.

الخلاصة

النكاف مرض فيروسي شائع يُسبب تورماً مميزاً في الغدد النكفية، وقد يُصاحبه حمى وأعراض أخرى. على الرغم من أنه غالباً ما يكون خفيفاً، إلا أن مضاعفاته قد تكون خطيرة، خاصة في المراهقين والبالغين. لا يوجد علاج محدد للنكاف، ويركز العلاج على تخفيف الأعراض. تُعد الوقاية هي الدرع الواقي الأقوى، حيث يُوفر لقاح MMR حماية فعالة جداً ويُساهم في القضاء على المرض والحد من انتشاره في المجتمعات.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

ما هي الأعراض الرئيسية للنكاف؟

السمة الرئيسية هي تورم مؤلم في الغدد اللعابية (خاصة الغدد النكفية أسفل الأذنين)، مصحوباً بحمى وصداع وآلام عضلية.

هل يمكن علاج النكاف بالمضادات الحيوية؟

لا، النكاف مرض فيروسي، والمضادات الحيوية غير فعالة ضده. يركز العلاج على تخفيف الأعراض.

ما هي أخطر مضاعفات النكاف؟

أخطر المضاعفات تشمل التهاب الخصيتين (في الذكور)، التهاب السحايا، والتهاب الدماغ، وفقدان السمع.

كيف يمكن الوقاية من النكاف؟

أفضل طريقة للوقاية هي التطعيم بلقاح MMR (الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية)، والذي يُعطى على جرعتين للأطفال والبالغين غير المحصنين.

هل يمكن أن يُصيب النكاف الشخص أكثر من مرة؟

الإصابة بالنكاف عادةً ما تُوفر مناعة دائمة. ومع ذلك، قد تحدث حالات نادرة من الإصابة مرة أخرى.

المراجع

↩ Centers for Disease Control and Prevention (CDC). (2024). Mumps - Symptoms & Complications. Retrieved from [https://www.cdc.gov/mumps/about/signs-symptoms.html](https://www.cdc.gov/mumps/about/signs-symptoms.html)
↩ World Health Organization (WHO). (2024). Mumps: Fact sheet. Retrieved from [https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/mumps](https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/mumps)
↩ Mayo Clinic. (2024). Mumps. Retrieved from [https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/mumps/symptoms-causes/syc-20375361](https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/mumps/symptoms-causes/syc-20375361)
↩ American Academy of Pediatrics (AAP). (2024). HealthyChildren.org - Mumps. Retrieved from [https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/A-Z/Pages/Mumps.aspx](https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/A-Z/Pages/Mumps.aspx)

ايجي دبليو