الرضاعة الطبيعية خطوة بخطوة: من اللحظات الأولى إلى الفطام. دليلكِ المتكامل لفهم حليب الأم، التعامل مع المشاكل، وضمان نمو صحي لطفلكِ.
جدول المحتويات
- 1. فوائد الرضاعة الطبيعية: لماذا تُعد الخيار الأفضل؟
- 2. البدء بالرضاعة الطبيعية: اللحظات الأولى الحاسمة
- 3. وضعيات الرضاعة الصحيحة: الراحة والكفاءة
- 4. إدرار الحليب: كيف تُحافظين عليه وتزيدينه؟
- 5. مشاكل الرضاعة الطبيعية الشائعة وحلولها
- 6. تخزين حليب الأم: الحفاظ على جودته
- 7. تغذية الأم المرضعة: ما تأكلينه يؤثر
- 8. الفطام: نهاية مرحلة وبداية جديدة
- الخاتمة: رحلة الرضاعة الطبيعية، هدية لا تُنسى
- الأسئلة الشائعة (FAQ)
- كم مرة يجب أن يُرضع حديث الولادة؟
- كيف أعرف أن طفلي يحصل على حليب كافٍ؟
- هل الألم أثناء الرضاعة الطبيعية طبيعي؟
- ما هي أفضل وضعية للرضاعة بعد الولادة القيصرية؟
- هل يجب أن أتبع نظاماً غذائياً خاصاً أثناء الرضاعة الطبيعية؟
- كم مدة صلاحية حليب الأم المخزن؟
- ما هي علامات الجوع عند الرضيع؟
- هل يمكنني الرضاعة الطبيعية إذا كنت مريضة؟
- متى يمكنني البدء في استخدام شفاط الحليب؟
- ما هو الفطام التدريجي؟
- المراجع
مرحباً بكِ في عالم الأمومة! تُعد الرضاعة الطبيعية واحدة من أجمل وأقوى الروابط التي تُنشأ بين الأم ورضيعها. إنها ليست مجرد وسيلة لتغذية طفلكِ. إنها تُقدم له بداية حياة صحية لا تُقدر بثمن. كما تُقدم لكِ أنتِ أيضاً فوائد صحية ونفسية عظيمة. على الرغم من كونها عملية طبيعية، إلا أن رحلة الرضاعة الطبيعية قد تكون مليئة بالتحديات. تتطلب الصبر، المعرفة، والدعم.
يهدف هذا الدليل الشامل إلى تزويدكِ بكل ما تحتاجينه لتبدئي رحلة الرضاعة الطبيعية الناجحة. سنتناول فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع. سنشرح وضعيات الرضاعة الصحيحة. سنتطرق إلى كيفية التعامل مع مشاكل الرضاعة الطبيعية وحلولها. سنقدم نصائح حول إدرار الحليب، وتغذية الأم المرضعة، وتخزين حليب الأم، وصولاً إلى الفطام. استعدي لرحلة فريدة ومُجزية.
1. فوائد الرضاعة الطبيعية: لماذا تُعد الخيار الأفضل؟
حليب الأم هو الغذاء المثالي لرضيعكِ. إنه مصمم خصيصاً لتلبية احتياجاته الغذائية والمتغيرة. كما يُقدم فوائد صحية هائلة لكِ أيضاً.
1.1. فوائد الرضاعة الطبيعية للرضيع
- التغذية المثلى: حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الرضيع وتطوره. يتغير تركيبه ليناسب احتياجات الطفل المتغيرة مع نموه.
- تعزيز الجهاز المناعي: يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة. هذه الأجسام تُحارب الفيروسات والبكتيريا. تُقلل من خطر إصابة الرضيع بالعديد من الأمراض. تشمل هذه الأمراض التهابات الأذن، نزلات البرد، الإنفلونزا، التهابات الجهاز التنفسي، والإسهال.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة: تُشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية تُقلل من خطر إصابة الطفل بالسمنة، سكري النوع الثاني، الربو، والحساسية في مراحل لاحقة من حياته.
- تطور الدماغ: الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في حليب الأم (خاصة DHA) ضرورية لنمو دماغ الرضيع وتطوره المعرفي.
- سهولة الهضم: حليب الأم سهل الهضم على معدة الرضيع الحساسة. هذا يُقلل من مشاكل المغص والغازات والإمساك.
- تقليل خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS): تُشير الأبحاث إلى أن الرضاعة الطبيعية تُقلل من خطر SIDS.
1.2. فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
- تسريع التعافي بعد الولادة: تُساعد الرضاعة الطبيعية على انكماش الرحم بسرعة أكبر. هذا يُقلل من النزيف بعد الولادة.
- حرق السعرات الحرارية: تُساعد الرضاعة الطبيعية على حرق السعرات الحرارية. هذا يُساهم في عودة الأم لوزنها قبل الحمل بشكل أسرع.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض: تُقلل الرضاعة الطبيعية من خطر إصابة الأم بسرطان الثدي والمبيض، سكري النوع الثاني، وأمراض القلب.
- الترابط العاطفي: تُعزز الرضاعة الطبيعية العلاقة بين الأم ورضيعها. تُفرز هرمون الأوكسيتوسين، وهو هرمون "الحب" الذي يُعزز الترابط ويُقلل من التوتر.
- توفير الوقت والمال: حليب الأم متاح دائماً بالدرجة الحرارة المناسبة. لا يتطلب تحضيراً أو تعقيماً. هذا يُوفر الوقت والمال مقارنة بالحليب الصناعي.
2. البدء بالرضاعة الطبيعية: اللحظات الأولى الحاسمة
اللحظات الأولى بعد الولادة حاسمة لبدء رحلة الرضاعة الطبيعية بنجاح.
2.1. التلامس الجلدي المبكر (Skin-to-Skin)
بعد الولادة مباشرة، ضعي طفلكِ على صدركِ العاري. هذا يُعرف بـ التلامس الجلدي. يُساعد هذا التلامس على:
- تنظيم درجة حرارة جسم الرضيع.
- تهدئة الرضيع.
- تحفيز غريزة الرضاعة لديه.
- تعزيز الترابط بينكِ وبين طفلكِ.
- تحفيز إفراز هرمون الأوكسيتوسين لديكِ، مما يُساعد على انقباض الرحم وإدرار الحليب.
2.2. الرضاعة الأولى
حاولي إرضاع طفلكِ خلال الساعة الأولى بعد الولادة. في البداية، سيُنتج ثدياكِ مادة تُسمى اللبأ (Colostrum). هذا "الحليب الأول" غني جداً بالأجسام المضادة والمغذيات. على الرغم من كميته القليلة، إلا أنه كافٍ تماماً لحديثي الولادة. إنه بمثابة أول لقاح لطفلكِ.
2.3. الرضاعة عند الطلب (On-Demand Feeding)
يجب إرضاع حديثي الولادة عند الطلب. هذا يعني كلما أظهر الرضيع علامات الجوع. لا تنتظري حتى يبكي بشدة. تشمل علامات الجوع المبكرة:
- مص الأصابع أو اليدين.
- تحريك الرأس بحثاً عن الثدي.
- فتح الفم أو إصدار أصوات مص.
- التململ أو التوتر.
في الأيام والأسابيع الأولى، قد يُرضع طفلكِ 8-12 مرة خلال 24 ساعة. هذا طبيعي جداً. يساعد على بناء إدرار الحليب لديكِ.
3. وضعيات الرضاعة الصحيحة: الراحة والكفاءة
الوضعية الصحيحة للرضاعة تُقلل من الألم لديكِ. تُمكن طفلكِ من الحصول على كمية كافية من الحليب. هناك عدة وضعيات، اختاري الأنسب لكِ ولطفلكِ.
3.1. وضعيات شائعة
- وضعية المهد (Cradle Hold): الأكثر شيوعاً. تحملين رأس طفلكِ على ذراعكِ. جسمه يكون مستقيماً ومواجهاً لكِ.
- وضعية المهد المتقاطع (Cross-Cradle Hold): تُشبه وضعية المهد. لكنكِ تحملين رأس طفلكِ بيدكِ المعاكسة للثدي الذي يُرضع منه. هذه الوضعية تُوفر دعماً أفضل لرأس الرضيع.
- وضعية كرة القدم (Football Hold/Clutch Hold): تُفيد بعد الولادة القيصرية أو إذا كان لديكِ توأم. تحملين طفلكِ تحت ذراعكِ. رأسه يكون عند ثديكِ وقدميه خلفكِ.
- وضعية الاستلقاء على الجانب (Side-Lying Hold): مريحة جداً للرضاعة الليلية أو بعد الولادة القيصرية. تستلقين أنتِ وطفلكِ على جانبكما.
- وضعية الاستلقاء على الظهر (Laid-Back/Biological Nurturing): تستلقين على ظهركِ شبه مستقيمة. تضعين طفلكِ على بطنكِ. يُمكنه البحث عن الثدي بمفرده.
3.2. الإمساك الصحيح بالثدي (Latch)
الإمساك الصحيح هو المفتاح لرضاعة ناجحة وغير مؤلمة. يجب أن يُمسك طفلكِ ليس فقط بالحلمة، بل بكمية كبيرة من الهالة (المنطقة الداكنة حول الحلمة).
- علامات الإمساك الصحيح:
- فم طفلكِ مفتوح على مصراعيه.
- شفتاه مُقلوبتان للخارج.
- أنفه وذقنه قريبان من الثدي.
- لا تشعرين بألم شديد (قد يكون هناك بعض الانزعاج في البداية).
- تسمعين صوت بلع وليس مص.
- ترين حركة في فك طفلكِ وأذنيه.
- إذا كان الإمساك خاطئاً: ستشعرين بألم في الحلمة. قد تُصبح الحلمة مشققة أو نازفة. طفلكِ قد لا يحصل على حليب كافٍ. أزيلي طفلكِ بلطف (بإدخال إصبعكِ في زاوية فمه لكسر الشفط) وحاولي مرة أخرى.
4. إدرار الحليب: كيف تُحافظين عليه وتزيدينه؟
إدرار الحليب يعتمد على مبدأ "العرض والطلب". كلما زاد طلب الرضيع على الحليب، زاد إنتاج جسمكِ له.
4.1. نصائح لزيادة إدرار الحليب
- الرضاعة المتكررة: أرضعي طفلكِ عند الطلب. كلما زادت الرضعات، زاد التحفيز لإنتاج الحليب.
- الرضاعة من كلا الثديين: قدمي كلا الثديين في كل رضعة. ابدئي بالثدي الذي انتهيتِ منه في الرضعة السابقة.
- التأكد من الإمساك الصحيح: الإمساك الجيد يُمكن الرضيع من إفراغ الثدي بكفاءة. هذا يُرسل إشارة لجسمكِ لإنتاج المزيد من الحليب.
- استخدام شفاط الحليب: إذا كنتِ تشعرين أن طفلكِ لا يُفرغ الثدي بالكامل، أو إذا كنتِ بعيدة عن طفلكِ، استخدمي شفاط الحليب. الشفط بعد الرضاعة أو بينها يُمكن أن يُعزز الإدرار.
- الراحة الكافية: قلة النوم والإرهاق يُمكن أن يؤثرا سلباً على إدرار الحليب. حاولي النوم عندما ينام طفلكِ.
- التغذية السليمة والترطيب: اشربي الكثير من الماء وتناولي نظاماً غذائياً متوازناً. (لمزيد من التفاصيل حول تغذية الأم المرضعة، يمكنكِ قراءة مقالنا حول التغذية الصحية للأم المرضعة).
- تجنب المكملات الغذائية غير الضرورية: بعض المكملات أو الأعشاب قد تؤثر على إدرار الحليب. استشيري طبيبكِ قبل تناول أي شيء.
4.2. علامات حصول الرضيع على حليب كافٍ
- عدد الحفاضات المبللة والمتسخة: في الأيام الأولى، توقعي حفاضة مبللة واحدة لكل يوم من عمر الرضيع. بعد اليوم الخامس، يجب أن يُبلل الرضيع 6-8 حفاضات يومياً. وأن يكون لديه 3-4 حفاضات متسخة (براز).
- زيادة الوزن: يجب أن يبدأ الرضيع في استعادة وزنه عند الولادة خلال أسبوعين. ثم يزيد وزنه بانتظام.
- الرضاعة الفعالة: تسمعين صوت بلع منتظم. ترين حركة في فك الرضيع. يبدو راضياً بعد الرضاعة.
5. مشاكل الرضاعة الطبيعية الشائعة وحلولها
من الطبيعي أن تواجهي بعض التحديات. معرفة كيفية التعامل معها يُمكن أن يُنقذ رحلة الرضاعة الطبيعية.
5.1. تشقق الحلمات والألم
- السبب: غالباً ما يكون بسبب إمساك خاطئ للرضيع بالثدي.
- الحل: تأكدي من الإمساك الصحيح. استخدمي كريم اللانولين النقي بعد كل رضعة. اتركي الحلمات تجف في الهواء. ابدئي الرضاعة بالثدي الأقل ألماً.
5.2. احتقان الثدي
- السبب: امتلاء الثديين بالحليب بشكل مفرط، مما يجعلهما متورمين ومؤلمين.
- الحل: أرضعي طفلكِ بانتظام. استخدمي شفاط الحليب لتخفيف الاحتقان قبل الرضاعة. استخدمي كمادات دافئة قبل الرضاعة. استخدمي كمادات باردة بعد الرضاعة.
5.3. التهاب الثدي (Mastitis)
- السبب: عدوى بكتيرية في أنسجة الثدي. تشمل الأعراض ألماً شديداً، احمراراً، تورماً، حمى، وتعباً.
- الحل: استشيري الطبيب فوراً. قد تحتاجين إلى مضادات حيوية. استمري في الرضاعة من الثدي المصاب. هذا يساعد على إفراغه ويُسرع الشفاء.
5.4. انسداد القنوات الحليبية
- السبب: انسداد في إحدى قنوات الحليب. يظهر ككتلة مؤلمة في الثدي.
- الحل: أرضعي من الثدي المصاب أولاً. دلكي المنطقة المسدودة بلطف أثناء الرضاعة. استخدمي كمادات دافئة. تأكدي من ارتداء حمالات صدر مريحة وغير ضيقة.
5.5. قلة إدرار الحليب
- السبب: قد يكون بسبب الرضاعة غير المتكررة، الإمساك الخاطئ، أو الإجهاد.
- الحل: راجعي نصائح زيادة إدرار الحليب المذكورة أعلاه. استشيري استشارية رضاعة طبيعية لتقييم الوضع.
6. تخزين حليب الأم: الحفاظ على جودته
إذا كنتِ تعملين أو ترغبين في أن يُشارك الشريك في إطعام الرضيع، فإن تخزين حليب الأم ضروري.
6.1. إرشادات التخزين
- درجة حرارة الغرفة (25 درجة مئوية أو أقل): يُمكن تخزين الحليب الطازج لمدة تصل إلى 4 ساعات.
- الثلاجة (4 درجات مئوية أو أقل): يُمكن تخزين الحليب لمدة تصل إلى 4 أيام. يُفضل استخدامه خلال 3 أيام.
- الفريزر (-18 درجة مئوية أو أقل): يُمكن تخزين الحليب لمدة 6 أشهر بشكل مثالي، وحتى 12 شهراً بشكل مقبول.
6.2. نصائح للتخزين الآمن
- استخدمي أكياس تخزين حليب الأم المخصصة أو عبوات زجاجية/بلاستيكية نظيفة ومعقمة.
- اكتبي تاريخ الشفط على كل عبوة.
- لا تملئي العبوة بالكامل، اتركي مساحة للتمدد عند التجميد.
- ذوبي الحليب المجمد في الثلاجة أو تحت الماء الجاري الدافئ. لا تُذوبيه في الميكروويف أو بالماء الساخن جداً.
- لا تُعيدي تجميد الحليب بعد ذوبانه.
- تخلصي من أي حليب متبقٍ في الرضاعة بعد ساعتين من بدء الرضاعة.
7. تغذية الأم المرضعة: ما تأكلينه يؤثر
لا توجد أطعمة "سحرية" لزيادة إدرار الحليب. لكن نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً ضروري لصحتكِ ولإنتاج حليب عالي الجودة.
- السعرات الحرارية: تحتاجين إلى حوالي 300-500 سعرة حرارية إضافية يومياً أثناء الرضاعة الطبيعية.
- الترطيب: اشربي الكثير من الماء. ابقي زجاجة ماء بجانبكِ أثناء الرضاعة.
- التنوع الغذائي: تناولي مجموعة متنوعة من الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية.
- الكالسيوم وفيتامين د: مهمان لصحة عظامكِ وعظام طفلكِ.
- الحديد: للوقاية من فقر الدم بعد الولادة.
- الأحماض الدهنية أوميغا 3: مهمة لنمو دماغ الرضيع. توجد في الأسماك الدهنية (مثل السلمون) والمكملات الغذائية.
- تجنب الكحول والكافيين: قللي من استهلاك الكحول والكافيين. استشيري طبيبكِ حول الكميات الآمنة.
8. الفطام: نهاية مرحلة وبداية جديدة
الفطام هو عملية تدريجية. لا يوجد عمر محدد للفطام. يُمكن أن يستمر حتى عامين أو أكثر. يُفضل أن يكون الفطام تدريجياً لراحة الأم والرضيع.
- الفطام التدريجي: قللي عدد الرضعات تدريجياً. استبدلي رضعة واحدة يومياً بوجبة صلبة أو حليب صناعي. هذا يُساعد جسمكِ على تقليل إنتاج الحليب ببطء. يُقلل من خطر احتقان الثدي. يُعطي طفلكِ وقتاً للتكيف.
- الاستماع إلى طفلكِ: بعض الأطفال يُظهرون علامات استعداد للفطام مبكراً. بينما يحتاج آخرون وقتاً أطول.
- الدعم العاطفي: الرضاعة الطبيعية ليست مجرد تغذية. إنها راحة وترابط. قدمي لطفلكِ الكثير من العناق والاهتمام خلال فترة الفطام.
الخاتمة: رحلة الرضاعة الطبيعية، هدية لا تُنسى
إن رحلة الرضاعة الطبيعية هي تجربة فريدة ومُجزية. قد تكون مليئة بالصعود والهبوط. لكن الفوائد التي تُقدمها لكِ ولطفلكِ تفوق بكثير أي تحديات. تذكري أنكِ تقومين بعمل مذهل. كل قطرة من حليبكِ هي هدية من الحب والتغذية.
لا تترددي في طلب الدعم من العائلة، الأصدقاء، أخصائيي الرعاية الصحية، أو استشاريي الرضاعة الطبيعية. هم هنا لمساعدتكِ على النجاح. احتضني هذه المرحلة الثمينة. استمتعي بالترابط الخاص الذي تُنشئينه مع طفلكِ. فكل لحظة من هذه الرحلة هي ذاكرة لا تُنسى. صحتكِ وصحة طفلكِ تستحقان كل هذا الجهد.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
كم مرة يجب أن يُرضع حديث الولادة؟
يجب أن يُرضع حديث الولادة 8-12 مرة خلال 24 ساعة في الأسابيع القليلة الأولى. هذا يساعد على بناء إدرار الحليب لديكِ ويضمن حصول طفلكِ على ما يكفيه من الحليب.
كيف أعرف أن طفلي يحصل على حليب كافٍ؟
يمكنكِ معرفة ذلك من خلال عدد الحفاضات المبللة (6-8 يومياً بعد اليوم الخامس)، وعدد الحفاضات المتسخة (3-4 يومياً)، وزيادة وزن الرضيع بانتظام، وسماع صوت بلع الحليب، وشعور طفلكِ بالرضا بعد الرضاعة.
هل الألم أثناء الرضاعة الطبيعية طبيعي؟
قد تشعرين ببعض الانزعاج الخفيف في بداية الرضاعة، خاصة في الأيام الأولى. لكن الرضاعة الطبيعية لا يجب أن تكون مؤلمة باستمرار. إذا كان هناك ألم شديد أو مستمر، فهذا غالباً ما يشير إلى إمساك خاطئ للرضيع بالثدي. اطلبي المساعدة من استشارية رضاعة طبيعية.
ما هي أفضل وضعية للرضاعة بعد الولادة القيصرية؟
بعد الولادة القيصرية، يُفضل الوضعيات التي لا تُسبب ضغطاً على جرح البطن. وضعية كرة القدم (Football Hold) ووضعية الاستلقاء على الجانب (Side-Lying Hold) تُعد من أفضل الخيارات المريحة في هذه الحالة.
هل يجب أن أتبع نظاماً غذائياً خاصاً أثناء الرضاعة الطبيعية؟
لا يوجد نظام غذائي سحري. لكن تناول نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية ضروري. ركزي على الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون. اشربي الكثير من الماء. استشيري طبيبكِ بشأن أي مكملات غذائية.
كم مدة صلاحية حليب الأم المخزن؟
يُمكن تخزين حليب الأم الطازج في درجة حرارة الغرفة لمدة 4 ساعات. في الثلاجة لمدة 4 أيام. وفي الفريزر لمدة 6 أشهر بشكل مثالي، وحتى 12 شهراً بشكل مقبول. تأكدي من كتابة تاريخ الشفط على العبوة.
ما هي علامات الجوع عند الرضيع؟
تشمل علامات الجوع المبكرة: مص الأصابع أو اليدين، تحريك الرأس بحثاً عن الثدي، فتح الفم أو إصدار أصوات مص، والتململ. البكاء هو علامة متأخرة على الجوع. حاولي إرضاع طفلكِ قبل أن يبدأ بالبكاء.
هل يمكنني الرضاعة الطبيعية إذا كنت مريضة؟
في معظم الحالات، نعم. الأجسام المضادة التي ينتجها جسمكِ لمكافحة المرض ستنتقل إلى طفلكِ عبر حليب الثدي، مما يوفر له حماية. ومع ذلك، استشيري طبيبكِ إذا كنتِ تتناولين أي أدوية أو إذا كانت حالتكِ الصحية تستدعي ذلك.
متى يمكنني البدء في استخدام شفاط الحليب؟
يمكنكِ البدء في استخدام شفاط الحليب بعد استقرار الرضاعة الطبيعية، عادةً بعد حوالي 3-4 أسابيع من الولادة. إذا كنتِ بحاجة إلى شفط الحليب لتخفيف الاحتقان أو لزيادة الإدرار في الأيام الأولى، يمكنكِ البدء مبكراً تحت إشراف استشارية رضاعة.
ما هو الفطام التدريجي؟
الفطام التدريجي هو عملية تقليل عدد الرضعات ببطء على مدار أسابيع أو أشهر. هذا يساعد جسمكِ على التكيف مع انخفاض إنتاج الحليب تدريجياً، ويُقلل من خطر احتقان الثدي، ويُعطي طفلكِ وقتاً للتكيف عاطفياً مع التغيير.
المراجع
- ↩ World Health Organization (WHO). (2021). Breastfeeding. Retrieved from https://www.who.int/health-topics/breastfeeding#tab=tab_1
- ↩ Centers for Disease Control and Prevention (CDC). (2023). Benefits of Breastfeeding. Retrieved from https://www.cdc.gov/breastfeeding/about-breastfeeding/why-it-matters/index.html
- ↩ American Academy of Pediatrics (AAP). (2022). Breastfeeding and the Use of Human Milk. Retrieved from https://publications.aap.org/pediatrics/article/150/1/e2022057988/188347/Breastfeeding-and-the-Use-of-Human-Milk
- ↩ Mayo Clinic. (2023). Breast-feeding: What's best for baby? Retrieved from https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/infant-and-toddler-health/in-depth/breast-feeding/art-20047138
- ↩ La Leche League International. (n.d.). How to Know Your Baby Is Getting Enough Milk. Retrieved from https://www.llli.org/breastfeeding-info/is-baby-getting-enough/
- ↩ Academy of Nutrition and Dietetics. (2023). Eating for a Healthy Breastfeeding Mom. Retrieved from https://www.eatright.org/health/pregnancy/breastfeeding-and-formula/eating-for-a-healthy-breastfeeding-mom
- ↩ National Institutes of Health (NIH). (2023). Breastfeeding and Breast Milk. Retrieved from https://www.nichd.nih.gov/health/topics/breastfeeding
تعليقات