التنمية الإجتماعية في الريف Rural development
التنمية الإجتماعية في الريف Rural development |
التنمية عموماً
لقد حدث تطور كبير وسريع في الحياة الحضرية و
الاجتماعية في العصر الحديث من حيث العلوم و الفنون والادب والتقنية العالية من
الحركاتن العلمية الحديثة المستمرة التي
كشفت عن القوانين المادية المودعة في الوجود وكيفية تسخيرها لتحقيق سعادة الانسان
في شتى مجالات الحياة و لقد انبثق من مظاهر هذا التطور الهائل الذي حصل تنمية
حضارية واجتماعية هائلة اثرت في سلوك الانسان و نظام المجتمع تأثيرا كبيرا من حيث3
علاقة الانسان بالعالم الخاريجي عندما سخر في اطار تلك التنمية ثوابت الحياة لمزيد
من الرفاهية والقضاء على الاثار المدمرة للجهل والجوع والمرض بحيث حصل الانسان على
نتائج باهرة في المجتمعات التي حدثت فيها التنمية في ظل ذلك التقدم المادي الكبير
غير أن تجارب الأيام اثبتت أن تلك النتائج لم تشبع دوافع الانسان الجوهرية وبقيت
مساحات مهمة منها فارغة فراغا مخيفا.
ولان الحاجات الإنسانية ليسا مادية فحسب بل
هي حاجات شاملة شمول دوافع الانسان المتنوعةمنها المادية و المعنوية التي تمثل اخص
خصائصة الذي تميزه عن عالم الحيوان.
ولذلك فإن التنمية الحضارية الحديثة بقدر ما
خدمت الانسان , سببت له ازمة نفسية و اجتماعية و أخلاقية خطيرة , اى ان التنمية
بحجمها المادي المتعدد لم تحل مشكلة للإنسان مع نفسه و مع الاخرين الذين يختلفون
معه في الدين و اللون والعنصر بسبب ان تلك التنمية لم تأخذ مداها الشامل والكامل
في المصدر.[1]
مفهوم التنمية
توظيف جهود الكل من اجل صالح الكل خاصة بتلك
القطاعات و الفئات الاجتماعية التي حرمت في السابق من غرض النمو و التقدم.
فالتنمية لا تهتم بجانب واحد فقط الاجتماعي
أو الاقتصادي أو السياسي وانما تشمل كل جوانب الحياة على اختلاف صورها واشكالها
فتحدث فيها تغيرات كيفية و كمية عميقة و شاملة. [2]
مفهوم تنمية المجتمع الريفي
عرف البنك الدولي التنمية الريفية بأنها.
استراتيجية منظمة بهدف تطوير الحياة
الاقتصادية و الاجتماعية لمجموعة من الناس هم فقراء الريف وتنظم هذه الاستراتيجية
توزيع منافع التنمية حتى تشمل من هم أكثر فقراً بين الساعين على رزقهم في المناطق
الريفية , وتمتد اهداف التنمية الريفية الى ما هو أبعد من أي قطاع محدد , فهي تشمل
تطوير أي نتائج و زيادة فرص العمل مما يحقق بالتالي دخول أعلى للجماعات المستهدفة
بالإضافة الى تحقيق قدر أدنى من مستويات
الغذاء و الماوى و التعليم و الصحة.
ومن الواضح ان رركز ها التعريف على الفئة
الفقيرة المحرومة و التي عانت من ظروف التخلف وقتا طويلا من الزمن و هو يؤكد على
تكامل وشمول خطط وبرامج التنمية الريفية و تكاملها. [3]
علم الاجتماع الريفي :
أولا موضوع علم الاجتماع الريفي
يعتبر علم الاجتماع الريفي من أقدم فروع علم
الاجتماع , حيث نشأ لأول مرة في الولايات المتحدة الامريكية كفرع لعلم الاجتماع
يهتم بدراسة و تحليل البيئة الاجتماعية الريفية و علاقتها بالبيئات الأخرى و
المشكلات التي تهدد هذه البيئة كما قدم العديد من علماء الاجتماع الأمريكيين
اسهامات و دراسات علمية حول الحياة الاجتماعية الريفية. [4]
ثانياً : المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع
الريفي
تعتبر المفهومات لغة أساسية في كافة
ابلنظريات و البحوث العلمية كما أن التحديد العلمي لها يعد خطوة لا محدودة في سبيل
تمهيد الطريق أمام الباحث العلمي لفهم الظاهرة المتدارسة. ونظراً لان بعض
المفهومات التي يزخر بها علنم الاجتماع بصفة عامة و علم الاجتماع الريفي بصفة خاصة
في حاجة دائما الى مزيد من التوضيح الفكري
والتحديد العلمي وسوف تشمل هذه المفاهيم العديد من المفهومات مثل القيم ,
التنمية و التنمية الريفية.
أولا القيم :
أفلحت ظاهرة القيم في استقطاب اهتمام
الباحثين و العلماء على اختلاف انتاامئاتهم العلمية و الايدلوجية و ما زال هذا
الاهتمام يتعاظم يوماً بعد يوم. [5]
ثالثا نماذج البحوث الأنبيريقية للريف في
العالم الثالث
نستطيع ان نجد انعكاسا للاتجاهات النظرية
السابقة في البحوث الانبيريقية التي أجراها الباحثون المهتمون بدراسة الريف في
العالم الثالث والتي نعرض فيما يلي نماذج منها
1- التغير الاجتماعي في المجتمع القروي
تعد دراسة (عاطف غيث) عن (القرية النتغيرة)
من الدراسات الرائدة بحيث تبرز أهمية دراسة قرية (القيطون) بسبب كونها دراسة كلية
موجهة لرصد مظاهر التغير الاجتماعي من مجتمع قروي حيث حاولت الدراسة رصد مظاهر
تغير البناء الاجتماعي ككل و في صورة الكلية الشاملة وهو امر من الصمود الى حد
كبير و اعتمد دراسة القيطون على دراسة مسائل محددة تمثلت في العائلة و الحياة
الاقتصادية و الثقافية و المادية
2-
البناء السياسي في الريف المصري
حاول (أحمد زايد) في دراسته ( البناء السياسي
في الريف المصري تحليل لجماعات الصفوة القديمة و الجديدة) تحليل البناء السياسي
العائم في الريف المصري من خلال اتخاذ جماعات الصفوة من خلال فهمهم هذا البناء حيث
رأى ان التحليل في بناء جماعات الصفوة و العلاقات بين هذه الجماعات من ناحية
وبينها وبين السلطة المركزيو من ناحية أخرى. [6]
[2]) رشاد احمد عبد اللطيف : التنمية الاجتماعية في اطار مهنة
الخدمة الاجتماعية , دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر , سنة 2007 , ص76.
[4]) الدكتور كمال التابعي : دراسات علم الاجتماع الريفي ,
ممتبة الانجلو المصرية , من ص13-25. سنة 2004م.
[6]) د. محمود عبد الحميد حمدي , ناجي بدر إبراهيم : التغير
في بناء المجتمع الريفي , دار المعرفة الجمعية , 22/2/1998م.