السبت، 30 ديسمبر 2017

أنماط العنف المدرسي وأنواعه

أنماط العنف المدرسي
يتنوع العنف من فرد إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى ومن مجتمع لآخر , ومصدر التنوع هنا تحدده الأهداف و الدوافع التي تحرك سلوك الأفراد أو  الجماعات أو الحكومات ولذلك تنوعت مسميات العنف وتعريفاته , كما تعددت دوافعه و أشكاله ومظاهره والعوالم والأسباب المؤدية اليه وتعددت أيضا أنماطه وتصنيفاته , لذلك لا يمكن حصر أنماطه , لأن الحياة دائما تأتى بالجديد من مظاهر السلوك العنيف التي تختلف أنماطه ومسبباته بتغير الظروف التاريخية من زمان معين , ومكان معين , وثقافة معينة , فقد ذكر جون لوكا أن العنف له ألف وجه , وأن أشكال العنف مثل الأعداد تبدو لا متناهية , كما اكد ذلك قدري حنفي بقوله "للعنف تصنيفات تفوق الحصر , وهي تتوقف في النهاية على الهدف العملي للقائم بالتصنيف وعلى التعريف الإجرائي الذي يلتزم به وفى ضوء ما سبق يتم تصنيف أنماط العنف وأنواعه على النحو التالي :
1- العنف بشكل عام  :
فقد يصنف العنف بشكل عام إلى : 
أ‌- العنف العادي : وهو ذلك النمط من العنف الذي يستخدم في – بشكل عادي – اللطم و الدفع , والصفع وقد يعد تكرا مثل هذه الأشكال البسيطة للعنف شيئا عاديا أو مقبولا حيث تعتبر على سبيل المثال جزء من تربية الأطفال أو جزء من التفاعل بين الزوجين.
ب‌- العنف غير العادي : ويقصد به إساءة استخدام العنف عن طريق استخدام الأفعال العدوانية التي تتضمن اللكمات , والعض , والخنق , والضرب , وإطلاق النار , وتعد تلك الأفعال أشد أفعال العنف خطورة .
2- من حيث القائم بالعنف :
فقد يصنع العنف من حيث القائم به إلى :
أ‌- العنف الفردي وهو ذلك العنف الذي يحدث بين الأشخاص في الحياة اليومية مثل قيام شخص معين بقتل شخص اخر أثناء ثورة من الغضب أو لأنه العنف الذي يمارسه فرد بذاته لتحقيق أهداف وغايات شخصية , ويكون ضحية هذا النوع من العنف فردا واحدا.
ب‌- العنف الجمعي : وهو ذلك العنف الذي يتمثل في حالة الإرهاب أو الحرب كما يقصد بالعنف الجمعي أيضا أنه ذلك العنف الذي تمارسه مجموعات تحقيقا لأهداف عامه مجرده عن الغاية أو المصلحة الذاتية , وقد يأخذ العنف الجمعي عدة أشكال تتمثل في اغتيال الرؤساء , والشعب في ساحات المدينة و زرع المتفجرات في مراكز الشرطة أو في المؤسسات الرسمية كالمدارس والإبادة الجماعية لشعب أو طائفة.
3- من حيث طبيعة العنف :
 يتم تصنيف العنف من حيث طبيعته إلى :
أ‌- عنف لفظي : يعتبر من اشد أشكال العنف خطرا على سوية الحياة الأسرية , لأنه يؤثر على الصحة النفسية لأفراد الأسرة وبخاصة أن الألفاظ المستخدمة تسيئ إلى شخصية الفرد ومفهومه عن ذاته , ويتمثل العنف في الشتم والسباب.
ب‌- عنف بدني : يعتبر العنف البدني اكثر أنواع العنف الأسري شيوعا وذلك لملاحظته واكتشافه , ونظرا لما  يتركه من آثار على الجسد . ويشمل العنف البدني الضرب باليد و الضرب بأداة حادة و الخنق و الدفع ... الخ.
ج‌- عنف حركي : بأنه استجابة الفرد الحركية التي تتميز بالشدة والقوة والحدة وتظهر عندما يتعرض الفرض لموقف حصري يدافع فيه عن ذاته. ويتخذ هذا الأسلوب في الاستجابة عدة أشكال ومنها على سبيل المثال الألعاب الرياضية العنيفة.
د‌- العنف الجنسي : وقد يقع داخل نطاق الأسرة أو خارجها وفي تلك الحالتين يحاط بالتكتم الشديد والحيلولة دون وصول الحالات إلى القضاء و الشرطة لأن شان ذلك الإساءة إلى سمعة الأسرة ومستقبل أفرادها في المجتمع.
4- من حيث اتجاهات العنف :
يصنف العنف من حيث اتجاهاته إلى:
أ‌- العنف الإجرائي أو السلوكي : بانعدام توفر الإشاعات الدائمة للفرد لدوافعه وغرائزه – يحدث سوء التكيف , إلا أن هناك اختلافا في سوية الأفراد وسلوكهم من حيث تكيفهم أو انحرافهم وقد يتسم السلوك المنحرف عند بعض الأفراد بعدم الانضباط والعنف والقسوة أو اللامبالاة الاجتماعي وكلها تؤدي إلى لسبية في عملية التطبيع الاجتماعي. فالإفراط في التنشئة يؤدي إلى التبعية والتراخي يؤدي إلى العدوانية وعنف السلوك. والعنف الإجرائي أو السلوكي يشمل الهجوم الجسمي من (ضرب , ورفص , وعض , وإيذاء بدني) و أيضا العنف الذي يشمل الهجوم اللفظي من (شتائم , ونكات غير لائقة , وتهكم , وإثارة الفتن , وأصوات عالية) كما أنه شيمل أيضا في التعدي على الممتلكات سواء بالاغتصاب لحقوق الآخرين  في الممتلكات أو بالحرق والتدمير لها.
5- من حيث توجهات أو مجالات العنف : 
يصنف العنف من حيث مجالاته إلى :
أ‌- العنف الأسري :
وهو ذلك العنف الذي يعد من المشكلات الرئيسية التي ظهرت في المجتمع الحديث ,وتتعدد أساليب وأشكال العنف داخل نطاق الأسرة سواء على مستوى السلوك و الأفعال أو على مستوى الأفراد. فقد يتضمن شكل العنف الأسري عنف الكلمات أو عنف الأفعال و السلوك.
وتتعدى أشكال العنف على مستوى الأفراد , فقد يأخذ العنف الأسري شكل الإساءة للطفل , أو الإساءة للأزواج أو الإساءة لكبار السن وقد يمتد ليشمل الإساءة للإخوة والإساءة للآباء.
ب- العنف الطلابي :
وهو احد أنواع العنف الذي يقلق  السلطة السياسية في المجتمع , حيث يمثل الطلاب قوة لا يستهان بها في المجتمع. وقد طرحت عدت تفسيرات حول العنف فالطلابي في محاولة لتوضيح تلك المشكلة فقد يعد تفسير برنوبتلهايم من أقوى التفسيرات التي طرحت للعنف الطلابي. فقد بنى بتلهايم تفسيره للعنف الطلابي على افتراض وجود خواء أخلاقي في حياة الشباب الجامعي الثائر , وبالتالي الإحساس بضياع الحياة و تفاهتها.
هذا الخواء الروحي و الفراغ الأخلاقي في حياة الطالب الجامعي يعوضان – كما توصي بذلك تصورات الطلبة – بتبني أهداف اجتماعية قريبة , ذات بريق أخلاقي وهاج كالاحتجاج على التمييز بين الطلاب في القبول , أو بالثورة على النظام الاجتماعي القائم برمته.
ج - العنف الاجتماعي الطبقي :
ويظهر شكله في المجتمع عندما يكون هناك تفاوت طبقي ينجم عن سوء توزيع في ثروة المجتمع فيقسم معه المجتمع إلى طبقات يصبح لكل منها سلوك يحدده الوضع الاقتصادي والمكانة الاجتماعية لكل طبقة ويكون الصراع بين هذه الطبقات أمرا حتميا ويصبع العنف هو المحصلة النهائية لهذا الصراع الطبقي.