النظريات المفسرة للعنف المدرسي لدى الطلاب

تتعدد المداخل و النظريات العلمية التي تناولت تفسير سلوك العنف وذلك نظرا لتعاقد السلوك وتغيره , وسوف نعرض بعض التفسيرات العلمية المختلفة لسلوك العنف بما يتضمنه كل تصنيف من نظريات علمية تساعد على الفهم الواضح لهذا السلوك على النحو التالي :
النظريات المفسرة للعنف لدى طلاب المدارس
تتعدد المداخل و النظريات العلمية التي تناولت تفسير سلوك العنف وذلك نظرا لتعاقد السلوك وتغيره , وسوف نعرض بعض التفسيرات العلمية المختلفة لسلوك العنف بما يتضمنه كل تصنيف من نظريات علمية تساعد على الفهم الواضح لهذا السلوك على النحو التالي :
أ‌- التفسيرات الفسيولوجية للعنف :
تتعدد الدراسات و الأبحاث الفسيولوجية التي حاولت وضع الأساس الفسيولوجي والشريقي لسلوك تشريحي للسلوك العنيف من خلال نظريات معينة وهي : النظرية البيولوجية : التي ترى ان العوامل البيولوجية هي الوحيدة أو الأكثر أهمية في تحديد السلوك العنيف وترى أن الأشخاص الذين يسلكون سلوك العنف لديهم سمات وخصائص بيولوجية معينة.
النظرية الفسيولوجية العصبية : وهي تشير إلى وجود علاقة بين العنف  والمخ حيث أوضحت أن هناك مناطق بعينها توجد في المخ لها علاقة مباشرة بالسلوك العنيف وأن تنبيه هذه المناطق يفجر السلوك العنيف لدى الفرد , وقد وجهت العديد من الانتقادات لتلك النظريات مما يشكك في صحتها.
ب- التفسيرات البيئية للعنف :
يري أصحاب هذا الاتجاه ان العنف يتأثر بالعوامل البيئة الفيزيقية , وقد توجهت معظم الدراسات لدراسة ثلاثة موضوعات بيئية في علاقتها بالعنف وهذه الموضوعات تشمل الضوضاء والازدحام والحرارة و وطبا لتفسيرات هذه النظرية فإن معظم الطلاب ينتمون لأسر تقطن في مناطق سكنية مزدحمة بما يساهم في انتشار ظاهرة العنف.
ج – التفسيرات النفسية للعنف : بعض علماء علم النفس قدموا تفسيرات نفسية مختلفة لسلوك العنف من خلال النظريات التالية : 
نظرية التحليل النفسي : نسب سيجموند فرويد العنف إلى تلك الدوافع الغريزية , كما اكد على الدور الذي يلعبه اللاشعور في الأداء العقلي وسلوك الفرد والذي يشمل كل من الدوافع الغريزية و الذكريات المؤلمة المكبوتة في الطفولة المبكرة.
نظرية الإحباط : يوصف الإحباط بانه شعور ذاتي يمر به الفرد عندما يواجه عائق ما يحول دون تحقيق هدف مرغوب أو نتيجة يتطلع إليها والإحباط يؤدي إلى الغضب و من ثم يؤدي إلى العنف.
وطبقا لتفسيرات هذه النظرية نجد أن الإحباط الذي يعاني منه الطلاب نتيجة عدم إشباع احتياجاتهم , بالإضافة إلى عدم اقتناع الطلاب بأهمية التعليم الفني ونظرة المجتمع المتدنية لهذا النوع من التعليم و عدم تلبيته لرغابتهم وإرضاء طموحاتهم مما يزيد من الشعور بالإحباط ويدفعهم إلى ممارسة العنف واتخاذ أهداف مضادة للمجتمع.
النظرية المعرفية السلوكية : تعتبر النظرية المعرفية السلوكية إحدى ثمرات النظرية السلوكية و العلاج السلوكي وقد تم صياغتها حديثا اعتمادا على نظرية التعلم الاجتماعي و تؤكد هذه النظرية على ان السلوك يتأثر بادراك البيئة وتأثيرها أثناء عملية التعليم , والسلوك غير الملائم ظاهريا ينشأ عن سوء التفكير و الإدراك المعرفي غير السوي وسوء الفهم .
ويفسر أصحاب هذه النظرية سلوك العنف باعتباره نتيجة لنماذج الفكر المشوه لدى الفرد , فهم يبحثون في الأفكار الخاطئة لدى الفرد في الوقت الراهن و التي أدت إلى هذا السلوك مثل الاعتقاد بان العنف هو وسيلة لحل المشكلات وأن الإنسان القوي دائما ما يحصل على ما يريد.
وطبقا لهذه النظرية فإن الطلاب الذين يمارسون العنف لديهم أفكار لا توافقية خاطئة والتي تؤثر على سلوكياتهم وتدفعهم للعنف نحو المحيطين بهم.
د- التفسيرات النفسية الاجتماعية للعنف :
ينظر بعض علماء علم النفس الاجتماعي إلى سلوك العنف على انه سلوك مشكل ينتج عن تفاعل شخصية الفرد مع البيئة وهذا يتضح من خلال نظرية التعليم الاجتماعي حيث يعد ألبرت باندورا أحد المدافعين عن تفسيرات التعلم الاجتماعي للعدوان والعنف , ويرى ان الوسيلة الأساسية لتعلم السلوك هي من خلال الملاحظة للنماذج , والنماذج هي أفراد يمكن تقليد سلوكهم.

هـ- التفسيرات الاجتماعية للعنف :
قام علماء الاجتماع بتركيز اهتماهم على الكشف عن اهم العوامل الاجتماعية المسببة لهذه الظاهرة و من النظريات الاجتماعية المفسرة للعنف.
نظرية الثقافة الفرعية : قدم مارفن وولفانج نظرية عن الثقافة الفرعية و تكشف هذه النظرية عن أن هناك ثقافة فرعية للعنف وتتميز بان لها اتجاهات إيجابية نحو العنف , وأن هذه الاتجاهات تشجع على ظهور سلوك العنف في كثير من الظروف وأنها تعد في الواقع جزء من الثقافة العامة السائدة في المجتمع , وليس من الضروري ان يعبر أعضاء الثقافة الفرعية عن العنف في جميع المواقف , ومع ذلك فغن العنف بعثير جزء من أسلوب حياتهم , كما انهم لا ينظرون إلى العنف على أنه تصرف غير أخلاقي , بالإضافة إلى أنهم يشعرون بالذنب نتيجة عدوانهم.
وطبقا لتفسيرات هذه النظرية فإن طلاب التعليم الفني ينتمون لأسر تعاني من تدني المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والتعليمي ويقطنون في أحياء حضرية متخلفة أو عشوائية يتسم سكانها بمثل هذه السلوكيات العنيفة القائمة على البلطجة والتعصب , فنجد أن الطالب نفسه في وسط بيئة معظم سلوكياتها عنيفة سواء في الأقوال أو الأفعال .
نظرية الضبط الاجتماعي : تنظر هذه النظرية للعنف على أنه نتاج لفقدان الارتباط بالجماعات الاجتماعية التي تنظم وتوجه السلوك على انه نتيجة لا معيارية وفقدان التوجه و الضبط الاجتماعي الصحيح حيث يجرفهم التيار إلى العنف و كما تنظر اليهم على انه تفكك يحدث في المعايير التي تمثل مقاييس للسلوك الشخصي وذلك لأن التفكك الاجتماعي يؤدي بدوره إلى التفكك الشخصي و عدم ضبط الشخص لسلوكياته تجاه الآخرين.
وتنطبق هذه النظرية على الفترة الحالية التي يمر بها المجتمع المصري و الذي ازداد فيها السرقات والقتل والنهب بعد ثورة 25 يناير بشكل واضح نتيجة اهتزاز القيم والتأكد من اعتداء ذوى السلطة على ممتلكات البلد فاتبعوا نفس الأسلوب والذي أثر في الطلاب الذين فقدوا القدوة و تبنوا هذه القيم وذلك السلوك إما تعبيرا عن إحباطهم وإما تقليدا لهم وإعجابا بسلوك الجريمة.
نظرية الصراع : يركز أصحاب نظرية الصراع على مسلمة أساسية هي أن العنف الذي يحدث في المجتمع إنما هو ميراث للظلم التاريخي , بالإضافة إلى ماتعاني منه الأقليات من عدم الحصول على نصيب عادل من الثروة والقوة , مازال الكثير يعيشون تحت خط الفقر , مما يجعلهم يكنون للقانون قليلا من الاحترام , فالمسلمة التي يركزون عليها هي أن العنف نتاج القهر الذي يتعرض له الناس و بل إن ضحايا القهر يستخدمون غالبا الأسلحة التي استخدمت ضدهم أو أنهم تحت ضغط الاضطراب والإحباط الذي يعانون منه فهم يحتدون غالبا في وجه أصدقائهم وجيرانهم بدلا من الأشخاص الذين يقهرونهم.
وطبقا لتفسيرات هذه النظرية فإن معظم الطلاب ينتمون لأسر تقطن مناطق سكانية عشوائية مزدحمة تعاني نقص الخدمات نتيجة انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي وهذا التفاوت في الثروة والدخل بين الطبقات الفقيرة والغنية يزيد من استعمالهم للعنف.
نظرية الأنصاف الأيكولوجية : وتفسر نظرية الانساق الأيكولوجية العنف باعتباره نتاجا لعملية التفاعل بين الفرد كنسق صغير وبين الانساق الأخرى المحيطة به في البيئة والتي لها تأثير عليه حي تتراوح هذه الانساق من انساق صغيره مثل الأسرة والأصدقاء إلى انسق اكبر منها مثل المدرسة و المجتمع.
وطبقا لتفسيرات النظرية الأيكولوجية فان العنف لدى طلاب المدارس ناتج عن العلاقة التفاعلية بين الطلاب وبيئاتهم سواء الأسرية أو المدرسية أو البيئة المحيطة وبذلك يكون السلوك متأثرا بطبيعة هذه العلاقات إيجابا أو سلبا.