العوامل و الأسباب المؤدية للعنف لدى طلاب المدارس
من خلال تحليل الدراسات التي تناولت موضوع العنف لدى طلاب المدارس أمكن التوصل إلى بعض العوامل المؤثرة على سلوك العنف على النحو التالي :
أ- العوامل الذاتية أو الشخصية : ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى :
العوامل الجسمية والفسيولوجية : والتي تتعلق بالشكل العام و حالة الطول والوزن وإمكانيات الجسم الخاصة , والعجز الجسمي , والصحة العامة , والوراثة , والأداء الحركي وغير ذلك.
العوامل العقلية المعرفية : وتشمل الوظائف العقلية مثل الذكاء العام و العمليات العقلية العليا كالإدراك و الحفظ و التذكر و الانتباه., والتخيل و التحصيل الدراسي والتركيز وتأثر الإخفاق في تلك العمليات على السلوك و أيضا تبنى الطالب بعض الأفكار الخاطئة.
العوامل النفسية الانفعالية : وتتضمن الانفعالات المختلفة مثل الحب , والكره والخوف والقلق والغضب والإحباط والألم النفسي وعدم القدرة على التعبير عن النفس وعدم الثقة في النفس أو في الآخرين وعدم الشعور بالأمان وما يرتبط بذلك من ثبات انفعال أو عدمه وتأثير تلك الانفعالات على السلوك.
ب- العوامل البيئية و الاجتماعية : ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى:
عوامل بيئية داخلية تتمثل في (الأسرة) وعوامل بيئية خارجية تتمثل في (الزملاء – المدرسين – إدارة المدرسة – وسائل الإعلام – المجتمع ككل ) وهي على النحو التالي :
عوامل بيئية داخلية (الأسرية) : ويمكن تقسيم العوامل الأسرية التي تؤدي للعنف لدى طلاب المدارس إلى ما يلي:
عوامل مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية غير السوية : حيث يعتبر أسلوب التنشئة الاجتماعية و معاملة الوالدين بالأسرة احد العوامل التي تلعب دورا هاما في تشكيل سلوك العنف للأبناء , فالقسوة الزائدة أو التدليل الزائد , وأساليب العقاب التي يستخدمها الوالدين مع الطفل , وكذلك اتجاهاتهم نحو الطفل أو التفرقة في المعاملة بين الأبناء في الأسرة كلها عوامل تدفع الطالب إلى سلوك العنف.
عوامل مرتبطة بالتفكك الأسري : ويتضح ذلك في العديد من المواقف المتمثلة في الخلافات الوالدية المستمرة و الانفصال أو الطلاق و الهجر و التي يمر فيها الطفل بمواقف و خبرات وأحداث غير سوية مما يؤدي إلى شعور الأبناء بالقلق والتوتر والاندفاع إلى السلوك السبي المنحرف ومنه العنف.
وهناك عوامل مؤدية للعنف المدرسي ومظاهره وهي:
يعتبر العنف المدرسي علامة لسوء التكيف ويعتبر من المشكلات التي تتطلب التوجيه , وهناك وجهة نظر قدمت ثلاث تفسيرات مختلفة لأسباب مشكلة العنف داخل المدرسة وهي :
1- العنف المدرسي يعتبر عرضاً لضغوط موجودة في الأسرة وملقاة على الطالب.
2- عنف الطالب دليل على إهماله , والى الافتقار إلى الضبط الأسري , أو دليل على سيادة اتجاهات معادية للسلطة من جانب الآباء و الطلاب معاً, ولذلك فالحل لمثل هذا الموقف يتمثل في الاعتماد على الإجراءات القانونية.
3- عنف الطالب داخل المدرسة يعتبر نتيجة منطقية لعجز النسق المدرسي على إمداد عمل الفصل المدرسي بما يلزمه من احتياجات أساسية وعجزه عن توفير العلاقات الاجتماعية البناءة والمشبعة داخل المدرسة.
عوامل مرتبطة بوجود العنف داخل الأسرة : حيث أن وجود أنواع العنف المختلفة داخل الأسرة سواء الموجه من الزوج للزوجة أو من الزوجة للزوج أو العنف من احد الوالدين أو كلاهما على الأبناء أو العنف بين الأبناء وبعضهم البعض مع سيادة بعض القيم التي تشجع على العنف داخل الأسرة تعد جميعا عوامل مؤدية إلى العنف لدى الأبناء , حيث تشير بعض الدراسات إلى تأثير الاضطرابات والخلافات الأسرية والعنف الأسري على سلوك الأبناء وممارستهم للعنف.
عوامل بيئية خارجية ( الزملاء – المدرسين – المدرسة – إدارة المدرسة – وسائل الإعلام – المجتمع ) ويمكن تقسيم تلك العوامل إلى ما يلي :
عوامل مرتبطة بالزملاء : فالعلاقة بالزملاء لها تأثير كبير على سلوك الطلاب , فنجدهم يقلدون زملاؤهم في الزي و اللغة و الألفاظ و السلوك سواء كان إيجابيا أو سلبيا , ويعد زملاء السوء من اكثر العوامل المؤدية إلى العنف المدرسي وذلك من خلال قيامهم بتشجيع الطلاب على عدم الالتزام بالنظام المدرسي وتشجيعهم على سلوك العنف تجاه الآخرين.
العوامل المرتبطة بالمدرسين : أن شخصية المدرسة عامل له أثره الكبير في عقول الطلاب ونفوسهم وسلوكهم إذ انهم يتأثرون بمظهره وشكله وحركاته وإرشاداته وإيماءاته وألفاظه التي تصدر عنه وسلوكه الذي يبدر منه , فالمدرس يمثل القدوة ويؤدي تلفظ بعض المدرسين بألفاظ خارجية غير لائقة مع التلاميذ إلى انتهاجهم النهج نفسه مع زملائهم ومدرسيهم , كما أن العلاقة بين المدرس و التلميذ في المدرسة تعتبر عاملا مؤثرا في شخصية التلميذ وسلوكه , فمعاملة المدرس التي تتسم بالقسوة والعنف والأمر والنهي والوعيد والتهديد تخلق شعورا لدى بعض الطلاب بكراهية المدرس والمادي الدراسية والمدرسة مما يدفعهم إلى سلوك العنف مع المحيطين بهم سواء داخل أو خارج المدرسة كما تؤثر ظاهرة الدروس الخصوصية التي يقوم بها بعض المدرسين على العلاقة بينهم وبين التلميذ داخل الفصل فقد تؤثر سلبيا على العلاقة بين التلميذ والمدرس.
العوامل المرتبطة بالمدرسة تعتبر العوامل المرتبطة بالمدرسة كمؤسسة تعليمية من العوامل الهامة المؤدية إلى العنف المدرسي , ومن هذه العوامل النظام المدرس (اللوائح) الذي من المفترض أن يحقق الضبط الأخلاقي والسلوكي والذي يترتب على مخالفته العقاب من قبل المدرسة والعقاب في النظام المدرسي يلعب دورا هام في حفظ النظام داخل المدرسة ولكن يجب البعد عن تطبيق العقوبات البدنية والتي تهدف إلى إحداث الألم والضرر بالطلاب كالضرب لان هذه العقوبات تسبب ضررا نفسيا بالغا كم أنها تدفعهم لسلوك العنف لان العنف يولد عنفا.
العوامل المرتبطة بإدارة المدرسة : يعد مدير المدرسة المسئول عن رسم السياسة العاملة للمدرسة و التي بمقتضاها يتم توجيهه للمدرسين والطلاب , ولذلك يجب ان تكون إدارته للمدرسة إدارة ديمقراطية غير متسلطة تراعي احتياجات الطلاب ومشاركتهم في الحياة المدرسية وتراعي كذلك العلاقات الاجتماعية بين العاملين بالمدرسة و الطلاب في اطار مناخ مدرسي مناسب وأن تكون إدارته تهذيبية لسلوك الطلاب وهذه العوامل إذ لم تراعى فسوف تؤدى إلى العنف المدرسي.
العوامل المرتبطة بوسائل الإعلام : تلعب وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية دورا هام في انتشار ظاهرة العنف المدرسي , فلا شك أن لوسائل الإعلام علاقة بانتشار سلوك العنف في المجتمع عامة والمدرسة خاصة من خلال ما يعرض في السينما أو التليفزيون أو القنوات الفضائية من أفلام أو مسلسلات سواء عربية أو أجنبيه تبرز سلوك العنف ويعض القيم الهابطة حيث يقضي الأبناء معظم وقتهم أمام التليفزيون أو الكمبيوتر بدون توجيه أو رقابة من الأسرة ,حيث تشير بعض الدراسات إلى التأثير السلبي لوسائل الإعلام على تبنى الطلاب لقيم سلبية تؤثر على سلوكياتهم وتدفعهم للعنف.
العوامل المرتبطة بالمجتمع ككل : يعتبر انتشار العنف في المجتمع وبين أفراده وطبقاته المختلفة من أكثر العوامل المؤدية إلى العنف المدرسي , حيث ان الطلاب يشاهدون أحداث العنف المتكرر يوميا من خلال معايشتهم لا حداث الحياة اليومية في المجتمع لحظة بلحظة مما يخلق مناخا مساعدا على الانضمام لجماعات العنف كما ان القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع تعتبر احدى العوامل المؤثرة في ظاهرة العنف المدرسي حيث يؤدي انتشار بعض القيم السلبية و منها استخدام العنف في كثير من المواقف كوسيلة لحل الخلافات و تحقيق المطالب والرغبات مما يؤدي إلى تعزيز وتدعيم سلوك العنف لدى الطلاب.
وكذلك وجود مشكلات اقتصادية لأسر بعض الطلاب قد تدفعهم إلى عدم التكيف و بالتالي العنف , هذا بالإضافة إلى مشكلات اقتصادية خاصة بالمجتمع كغلاء وانخفاض مستويات معيشة الأسر وضعف أداء الأجهزة و المؤسسات الاقتصادية بالدولة وانتشار الفقر و ظهور التكدس السكاني في بعض المناطق ووجود العشوائيات مع افتقارها إلى الخدمات , والبطالة و مشكلات الحياة اليومية.