الثلاثاء، 23 مايو 2017

العوامل و الاسباب المؤدية للعنف المدرسي

العوامل و الاسباب المؤدية للعنف المدرسي
رسم كاريكاتيري عن العنف المدرسي اسباب وعوامل

العوامل و الاسباب المؤدية للعنف لدى طلاب المدارس

من خلال تحليل الدراسات السابقة التي تناولت موضوع " العوامل و الاسباب المؤدية للعنف المدرسي" المدارس أمكن التوصل الى بعض العوامل المؤثرة على سلوك العنف على النحو التالي : 

أولاً : العوامل الذاتية او الشخصية : ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى :

العوامل الجسمية والفسيولوجية :

والتي تتعلق بالشكل العام و حالة الطول و الوزن وامكانيات الجسم الخاصة , والعجز الجسمي , والصحة العامة , والوراثة , والاداء الحركي وغير ذلك.

العوامل العقلية المعرفية :

وتشمل الوظائف العقلية مثل الذكاء العام و العمليات العقلية العليا كالإدراك و الحفظ و التذكر و الانتباه.
 يالإضافة إلى التخيل و التحصيل الدراسي و التركيز وتأثر الإخفاق في تلك العمليات على السلوك و أيضا تبنى الطالب بعض الافكار الخاطئة.

ثانياً :العوامل النفسية الانفعالية : 

وتتضمن الانفعالات المختلفة مثل الحب , والكره والخوف و والقل و الغضب و الإحباط و الالم النفسي وعدم القدرة على التعبير عن النفس و عدم الثقة في النفس او في الآخرين وعدم الشعور بالأمان.
وما يرتبط بذلك من ثبات انفعال او عدمه و تأثير تلك الانفعالات على السلوك.

العوامل البيئية و الاجتماعية : 

ويمكن تقسيم هذه العوامل الى عوامل بيئية داخلية تتمثل في (الاسرة) وعوامل بيئية خارجية تتمثل في (الزملاء – المدرسين – إدارة المدرسة – وسائل الإعلام – المجتمع ككل ) وهي على النحو التالي :

عوامل بيئية داخلية (الاسرية) : 

ويمكن تقسيم العوامل الاسرية التي تؤدي للعنف لدى طلاب المدارس الى ما يلي:
عوامل مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية غير السوية : 
حيث يعتبر اسلوب التنشئة الاجتماعية و معاملة الوالدين بالأسرة احد العوامل التي تلعب دورا هاما فى تشكيل سلوك العنف للأبناء وهي من أهم العوامل و الاسباب المؤدية للعنف المدرسي.
فالقسوة الزائدة او التدليل الزائد  وأساليب العقاب التي يستخدمها الوالدين مع الطفل.
وكذلك اتجاهاتهم نحو الطفل او التفرقة فى المعاملة بين الابناء في الاسرة كلها عوامل تدفع الطالب الى سلوك العنف.
عوامل مرتبطة بالتفكك الاسري : 
ويتضح ذلك في العديد من المواقف المتمثلة في الخلافات الوالدية المستمرة و الانفصال او الطلاق و الهجر,
تلك الأمثلة يمر فيها الطفل بمواقف و خبرات وأحداث غير سوية مما يؤدي إلى شعور الابناء بالقلق و التوتر و الاندفاع الى السلوك السبي المنحرف ومنه العنف.
عوامل مرتبطة بوجود العنف داخل الاسرة :
حيث أن وجود انواع العنف المختلفة داخل الاسرة سواء الموجه من الزوج للزوجة او من الزوجة للزوج او العنف من احد الوالدين او كلاهما على الابناء أو العنف بين الابناء و بعضهم البعض.
مع سيادة بعض القيم التي تشجع على العنف داخل الاسرة تعد جميعا عوامل مؤدية الى العنف لدى الابناء.
حيث تشير بعض الدراسات الى تأثير الاضطرابات و الخلافات الاسرية و العنف الاسري على سلوك الابناء وممارستهم للعنف.

عوامل بيئية خارجية :

( الزملاء – المدرسين – المدرسة – إدارة المدرسة – وسائل الاعلام – المجتمع من أهم  العوامل و الاسباب المؤدية للعنف المدرسي. ويمكن تقسيم تلك العوامل الى ما يلي :

عوامل مرتبطة بالزملاء :

 فالعلاقة بالزملاء لها تأثير كبير على سلوك الطلاب , فنجدهم يقلدون زملاؤهم في الزي و اللغة و الالفاظ و السلوك سواء كان ايجابيا او سلبيا.
ويعد زملاء السوء من اكثر العوامل المؤدية الى العنف المدرسي و ذلك من خلال قيامهم بتشجيع الطلاب على عدم الالتزام بالنظام المدرسي وتشجيعهم على سلوك العنف تجاه الآخرين.
العوامل المرتبطة بالمدرسين :
ان شخصية المدرسة عامل له اثره الكبير فى عقول الطلاب و نفوسهم و سلوكهم اذ انهم يتأثرون بمظهره و شكله وحركاته وارشاداته و ايماءاته والفاظه التي تصدر عنه وسلوكه الذي يبدر منه.
فالمدرس يمثل القدوة ويؤدي تلفظ بعض المدرسين بألفاظ خارجية غير لائقة مع التلاميذ الى انتهاجهم النهج نفسه مع زملائهم ومدرسيهم , كما ان العلاقة بين المدرس و التلميذ في المدرسة تعتبر عاملا مؤثرا فى شخصية التلميذ وسلوكه.
فمعاملة المدرس التي تتسم بالقسوة و العنف و الأمر والنهي و الوعيد والتهديد تخلق شعورا لدى بعض الطلاب بكراهية المدرس و المادي الدراسية و المدرسة مما يدفعهم الى سلوك العنف مع المحيطين بهم سواء داخل او خارج المدرسة.
كما تؤثر ظاهرة الدروس الخصوصية التي يقوم بها بعض المدرسين على العلاقة بينهم وبين التلميذ داخل الفصل فقد تؤثر سلبيا على العلاقة بين التلميذ والمدرس .
العوامل المرتبطة بالمدرسة :
تعتبر العوامل المرتبطة بالمدرسة كمؤسسة تعليمية من  العوامل و الاسباب المؤدية للعنف المدرسي.
 ومن هذه العوامل :
النظام المدرسي (اللوائح) الذي من المفترض أن يحقق الضبط الاخلاقي و السلوكي و الذي يترتب على مخالفته العقاب من قبل المدرسة.
و العقاب فى النظام المدرسي يلعب دورا هام في حفظ النظام داخل المدرسة ولكن يجب البعد عن تطبيق العقوبات البدنية و التي تهدف الى إحداث الألم والضرر بالطلاب كالضرب.
لأن هذه العقوبات تسبب ضررا نفسيا بالغا كم أنها تدفعهم لسلوك العنف لان العنف يولد عنفا .
العوال المرتبطة بإدارة المدرسة : يعد مدير المدرسة المسئول عن رسم السياسة العاملة للمدرسة و التي بمقتضاها يتم توجيهه للمدرسين والطلاب.
ولذلك يجب ان تكون إدارته للمدرسة إدارة ديمقراطية غير متسلطة تراعي احتياجات الطلاب ومشاركتهم في الحياة المدرسية وتراعي كذلك العلاقات الاجتماعية بين العاملين بالمدرسة و الطلاب في اطار مناخ مدرسي مناسب.
وأن تكون ادارته تهذيبية لسلوك الطلاب وهذه العوامل اذ لم تراعى فسوف تؤدى الى العنف المدرسي.
العوامل المرتبطة بوسائل الاعلام :
تلعب وسائل الاعلام بأشكالها المختلفة المقروءة و المسموعة و المرئية دورا هام في انتشار ظاهرة العنف المدرسي وتعد أحد أكبر  العوامل و الاسباب المؤدية للعنف المدرسي.
فلا شك ان لوسائل الاعلام علاقة بانتشار سلوك العنف في المجتمع عامة و المدرسة خاصة من خلال ما يعرض في السينما أو التليفزيون او القنوات الفضائية من أفلام أو مسلسلات سواء عربية أو أجنبيه تبرز سلوك العنف وبعض القيم الهابطة.
حيث يقضي الابناء معظم وقتهم أمام التليفزيون او الكمبيوتر بدون توجيه او رقابة من الاسرة ,حيث تشير بعض الدراسات الى التأثير السلبي لوسائل الاعلام على تبنى الطلاب لقيم سلبية تؤثر على سلوكياتهم و تدفعهم للعنف.
العوامل المرتبطة بالمجتمع ككل :
يعتبر انتشار العنف في المجتمع وبين افراده وطبقاته المختلفة من أكثر العوامل المؤدية الى العنف المدرسي.
حيث ان الطلاب يشاهدون أحداث العنف المتكرر يوميا من خلال معايشتهم لا حداث الحياة اليومية  في المجتمع لحظة بلحظة مما يخلق مناخا مساعدا على الانضمام لجماعات العنف.
كما ان القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع تعتبر احدى العوامل المؤثرة في ظاهرة العنف المدرسي.
حيث يؤدي انتشار بعض القيم السلبية و منها استخدام العنف في كثير من المواقف كوسيلة لحل الخلافات و تحقيق المطالب والرغبات مما يؤدي الى تعزيز وتدعيم سلوك العنف لدى الطلاب.
وكذلك وجود مشكلات اقتصادية لأسر بعض الطلاب قد تدفعهم الى عدم التكيف و بالتالي العنف.
هذا بالإضافة الى مشكلات اقتصادية خاصة بالمجتمع كغلاء وانخفاض مستويات معيشة الأسر وضعف أداء الاجهزة و المؤسسات الاقتصادية بالدولة.
بالإضافة إلى انتشار الفقر و ظهور التكدس السكاني في بعض المناطق ووجود العشوائيات مع افتقارها الى الخدمات , والبطالة و مشكلات الحياة اليومية .