السبت، 30 ديسمبر 2017

مواجهة ظاهرة العنف المدرسي "علاج وحلول"

سبل المواجهة والعلاج لظاهرة العنف المدرسي
أولاً : كيفية الوقاية من العنف 
إن الخطوتين الأوليتين من النموذج الصحي العمومي تقدم معلومات هامة حول المجهرات السكانية التي تطلب مدخلات وقائية بالإضافة إلى عوامل احتمال التعرض للخطر و الوقاية التي تحتاج لتحديها و التصدي لها وإن وضع هذه المعرفة في ميدان الممارسة هدف مركزي في الصحة العمومية.
ثانياً : أنماط الوقاية
 تتميز مداخلات الصحة العمومية فيما يتعلق بطرق الوقاية إلى ثلاث مستويات: 
1- الوقاية الأولية : وهي الأساليب التي تهدف إلى منع العنف قبل حدوثه.
2- الوقاية الثانوية : وهي الأساليب التي تركز على اكثر الاستجابات المباشرة على العنف , كالرعاية قبل الوصول إلى المشفى , والخدمات الاسعافية أو معالجة الأمراض المنقولة جنسيا التالية للاغتصاب.
3- الوقاية الثالثة : وهي الأساليب التي تركز على الرعاية طويلة الأمد في أعقاب العنف كإعادة التأهيل و إعادة الدمج مع المجتمع ومحاولات تقليل الرضوح أو انقاص العجز الطويل الأمد المرتبط بالعنف.
وتعرف هذه المستويات الثلاثة من الوقاية بأشكالها الزمنية فيما إذا حدثت الوقاية قبل العنف أو بعده مباشرة أو خلال مدة طويلة ومع أنها تطبق على ضحايا العنف وفي مواقع الرعاية الصحية فإن جهود الرعاية الصحية الثانوية والثالثية لها علاقة وثيقة الصلة بمرتكبي العنف(الجناة) وتطبق أيضا في المواقع القضائية كاستجابة للعنف.
ثالثا : الحلول وكيفية تفادي العنف المدرسي 
إن كشف أسباب ظاهرة العنف المدرسي يشكل الخطوة الأولى لمعالجتها والتصدي لها , لذلك نرى الحلول لمواجهة هذه الظاهرة تندرج تحت بابي العلاج والوقاية.
1- علاج ظاهرة العنف المدرسي :
نرى أن أي كبح فعال للعنف المدرسي يجب أن يكون مرتبطا بسلسلة عقوبات واضحة ومحددة تنتمي إلى مجموعة قوانين مترابطة يفرضها مجلس إداري , ويجد أن تنسجم العقوبة مع حجم الجرم, فيتصدى مدير المدرسة للأفعال الصغيرة , وتحال الأفعال الأقوى إلى مجلس المدرسة التأديبي , فيما تقع الأفعال الجسمية مثل العنف الجسدي والاعتداء الجنسي وحمل السلاح وابتزاز المال بالتهديد وبيع المخدرات تحت طائلة القانون المدني.
2- الوقاية من ظاهرة العنف المدرس :
مسئولية وزارة التربية , ويمكن ترجمتها تحت ثلاثة أبواب :
أ‌- من الناحيتين الإنسانية و الاجتماعية :
يجب إعطاء أولوية للتربية الأخلاقية , وهذا يحتم إيضاح حقوق الطلاب وواجباتهم عبر عقد خطي بين المدرسة من ناحية والطالب وذويه من ناحية أخرى. 
وعلى المدرسين احترام الطلاب ومساعدتهم في كل مشكلة يوجهونها , مثل سوء المعاملة والوصول في الوقت المطلوب وتصحيح الفروض والامتحانات ضمن مهلة محددة. وهذا يعني اختيار للمدرسين على أسس مدروسة تحدد كفاءتهم ونظرتهم لعملهم وللتلميذ.
ب- من الناحية الإدارية :
يجب اختيار الإداريين على أسس واضحة أيضا , تجمع بين الكفاية العلمية والإدارية والرجاحة الخلقية. وكما تستتبع تنشئة المعلمين دورات مستمرة , هكذا تستتبع تنشئة الإداريين دورات في التدريب الإداري. 
 جـ - من الناحية التربوية :
ينبغي تنشئة الطلاب , منذ المرحلة الابتدائية , علي التعبير الشفوي والكتابة بلغة جلية , من أجل عرض أفكارهم بوضوح و اجتناب الوقوع في الغموض وسوء التفاهم . ومن الضروري تقوية روح الإنجاز والإبداع لدى الطلاب عبر توزيع الجوائز واعتماد لوائح الشرف , مع تشجيع الطلاب الضعفاء.