الخميس، 8 مارس 2018

نظرية الذكاءات المتعددة


نظرية الذكاءات المتعددة
التعريف :
نظرية الذكاءات المتعددة (بالانكليزية: Multiple Intelligence) هي نظرية وضعها عالم النفس هاورد غاردنر عام 1983 وتقول بوجود العديد من الذكاءت وليس على قدرتين فقط هما التواصل اللغوي والتفكير المنطقي واللتين اعتبرتا تقليديا مؤشري الذكاء الوحيدين والمعتمدتا في اختبارات الذكاء (IQ).
عام 1990، اشار غاردنر إلى خمس قدرات اضافية وهي، بالاضافة للتواصل اللغوي والتفكير المنطقي، الذكاء البصري/المكاني، الذكاء الموسيقي/النغمي، الذكاء الجسمي/العضلي، ذكاء المعرفة الذاتية/معرفة النفس، ذكاء معرفة الاخرين، ولاحقا، اعترف غاردنر بامكانية وجود ذكاءات اخري على العلم اكتشافها. وحتى عام 2016، اضاف غاردنر ذكائين على النظرية وهما: ذكاء عالم الطبيعة و ذكاء التعليم. وكان قد ذكر عن امكانية اعتبار المعرفة الوجودية كذكاء منفصل الا انه لم يبت بالامر بشكل حاسم.
تعتبر نظرية هوارد غاردنر من النظريات المفيدة في معرفة أساليب التعلم وأساليب التدريس فأنها تكتشف مواطن القوة والضعف عند المتعلم.
والذكاء عند جاردنر عبارة عن مجموعة من المهارات تمكن الشخص من حل مشكلاته. وكذلك القدرات التي تمكن الشخص من إنتاج ماله تقديره وقيمته في المجتمع. والقدرة على إضافة معرفة جديدة والذكاء عبارة ليس بعد واحد فقط بل عدة أبعاد. ثم إن كل شخص متميز عن الآخرين. والذكاء يختلف من شخص إلى آخر. ==شرح خواص الذكاءت التسعة.
الأنواع :
الذكاء اللغوي (linguistic)
أو الذكاء الشفهي هو القدرة على استعمال اللغة والحساسية للكلمات ومعاني الكلمات ومعرفة قواعد النحو والقدرة على معرفة المحسنات البديعي والشعر وحسن الإلقاء. والقدرة على نقل المفاهيم بطريقة واضحة. والأشخاص الأذكياء لغوياً هم الشعراء والخطباء والمذيعون.
الذكاء الرياضي المنطقي (logical-mathematical)
قدرة الشخص الرياضية والمنطقية والتفكير المجرد وحل المشكلات. والأشخاص الأذكياء رياضياً: هم علماء الرياضيات والمهندسون والفيزيائيون والباحثون.
ذكاء معرفة الذات (intrapersonal)
قدرة الشخص على تشكيل أنموذج دقيق وواضح من نفسه واستعمال هذا النموذج بفاعلية في الحياة في مستوى أساسي ومعرفة مشاعر المتعة والألم. وهذه صفات العلماء والحكماء والفلاسفة.
ذكاء معرفة الاخرين (interpersonal)
هو قوة الملاحظة ومعرفة الفروق بين الناس وخاصة طبائعهم وذكاؤهم وأمزجتهم ومعرفة نواياهم ورغباتهم. وهذه صفات رجال الدين والساسة المتصفين بالفراسة وسعة المعرفة.
الذكاء الموسيقي والايقاعي (musical-rhythmic)هو القدرة على تميز الأصوات والإيقاعات. مثل المطربين والملحنين والعازفين.
الذكاء السطحي او البصري (spatial-visual)
سعة إدراك العالم والقدرة على التصور ومعرفة الاتجاهات وتقدير المسافات والأحجام. ومثل أولئك هم المهندسون والجراحون والرسامون.
الذكاء البدني والعضلي (bodily-kinesthetic)
وهو قدرة الشخص على التحكم في حركات جسده وعضلاته. مثل السباحين، والبهلوانات، والممثلين.
ذكاء علم الطبيعية (naturalist)
قدرة الفهم على الطبيعة وما فيها من حيوانات ونباتات والقدرة على التصنيف. ومثال ذلك المزارعون ـ الصيادون.

ذكاء الوجودية (existentialist)
وهم الأشخاص الذين لديهم قدرة على التفكير بطريقة تجريدية وهم الذين يفكرون بالحياة والموت. وهؤلاء الذين يفكرون في ما وراء الطبيعة أو ما بعد الموت.
ذكاء التعليم (teaching)
وهم الأشخاص الذين لديهم القدرة على ايصال المعلومات بأسلوب واضح .و أولئك هم المعلمون.
مزج الذكاءت
يشرح غاردنر ان مزج أكثر من ذكاء معا ينتج النوابغ. فمثلا، من لديه معدل ذكاء مرتفع في ذكائي المنطق والروحانيات يكون نابغة في العلوم النظرية مثل اينشتاين اما الشعراء فعندهم درجة عالية من ذكائي اللغويات والنغم. اما الرسامون فلهم درجة عالية من ذكاء االسطحي/البصري والذكاء العضلي.
نقد النظرية :
مبدء نظرية غاردنر ان تحديد الذكاء بالطريقة التقليدية ليس دقيقا. فالطالب الذي يتعلم عملية الضرب الحسابية ليس أذكى من الطالب الذي يجد صعوبة في تعلمها. كل ما يحتاجه الطالب الثاني هو اعتماد اسلوب مختلف عن الطالب الأول وقد يتفوق في مجالات اخرى عن الأول مثل الرياضة او الموسيقى او قد يكون مفهومه للرياضيات اعمق لما هو متعارف عليه. ومع ان هذه الفكرة منطقية، الا ان منتقدي النظرية ياخذون ضدها عدم وجود اي ابحاث علمية تدعمها.
من أهم انتقادات النظرية يدور حول تعريف الذكاء. يقول منتقوه ان غاردنر استعمل مفهوم الذكاء بشكل اعتباطي ومخالف للمعترف به، كما ان نظريته لا تعترف بوجود ذكاء بل تحول مفهوم الذكاء إلى ما يعرف تقليديا يالقدرات او الكفاءات. بالمقابل، يرد مؤيدوا النظرية ان تعريف الذكاء التقليدي هو منقوص وضيق ومحدود الافق وانه يجب تطوير المفهوم ليطابق الواقع.
ومن المفيد أن نذكر أن النظرية موجود من قبل وتم ذكرها في بعض المقالات قبل العام 1966 نشر الكاتب المصري أحمد امين مقال يتحدث عن النبوغ المتنوع لدى الأنسان ثم جمع هذا المقالات في كتاب فيض الخواطر في عام 1966.