الخميس، 8 مارس 2018

النظافة وأهميتها في حياتنا


النظافة
مقدمة عن موضوع النظافة
لا بد في مقدمة موضوع النظافة، من الاستهلال بالإشارة إلى أهميّة النظافة بشكل موجز، وذلك بذكر بعض عناوين هذه الأهميّة دون الخوض في تفاصيلها، التي تُترك للعرض وكذلك لا بد من الإشارة إلى عناوين بسيطة، لبعض الآثار المترتبة عليها، وأيضاً دون الخوض في التفاصيل، وأيضاً ذكر بعض ما يترتب إثرَ عدم وجودها على المجتمع، ووصف موجز لحال المجتمع الذي لا يهتم بالنظافة.
وكل ذلك يكون بعبارات موجزة، مختصرة، وجمل قصيرة، وفيها عنصر إثارة التشويق للقارئ على متابعة القراءة، فالمقدمة لا بد أن تتضمن بعض عناوين العرض، وينبغي أن يكون أسلوبها ممهداً بسلاسة للعرض، ولا ينتقل إلى العرض بشكل فجائي.
تعتبر النظافة من أهم مظاهر رقي الفرد والمجتمع على حد سواء، فالنظافة عنوان العلاقة والفهم السليم لما يكون عليه المظهر الصحي
العام للفرد، وللبيت، وللمجتمع وللمؤسسات وللبيئة من حوله، فالنظافة صمام أمان للصحة الفرديّة والمجتمعية على حد سواء، لها مجالاتها، وتترتب عليها آثارها، كما أنّ لانعدامها آثاراً وخيمةً أيضاً على الفرد، والمجتمع له تبعاً، فالأضرار التي تترتب على انعدام النظافة أكثر من أن تحصى، وكذلك نتائج النظافة وفوائدها عديدة جدا، وللنظافة مجالات متعددة، كما أنّ هناك سبلاً للمحافظة عليها.
إنّ المتابع للوضع الصحي العام في مجتمعاتنا، وحجم الأمراض، والأوبئة المنتشرة فيها، والتي في معظمها أمراض معديّة، تقوم بنقلها الحشرات متعددة الأنواع والأشكال، ليخرج باستنتاج واضح بأنّ العنوان في ذلك كله النظافة بكل أشكالها؛ نظافة الفرد، والمجتمع، وما فيه من مؤسسات ودوائر، ونظافة البيئة من حوله، فإهمال النظافة، يتسبب في أمراض حارَ معها الأطباء، وفيما يلي عرض تفصيلي عن موضوع النظافة، وأهميته، وما يترتب عليها، أو على عدمها من نتائج، وسنختم باقتراحات بناءة للخروج بمجتمع نظيف خالٍ من الأمراض المعدية.
ما هي النّظافة
هي مجموعة من الممارسات التي يقوم بها الإنسان يوميّاً أو شهريّاً أو موسميّاً ليحافظ على نفسه ومحيطه في أفضل صورة، وهي مفهوم متّصل بالطب، فضلاً عن ممارسات العناية الشّخصية والمهنيّة المُتّصلة بمعظم نواحي الحياة، وإن كانت على الأغلب مرتبطة بالنّظافة والمعايير الوقائية. في الآتي ثلاثة مواضيع تعبيريّة عن النّظافة.
النّظافة الشخصيّة وأهميّتها
النّظافة أساس الصّحة السّليمة للفرد؛ لأنّ البيئة التي يعيش بها سوف تؤثّر عليه نفسيّاً واجتماعيّاّ وجسديّاً، فمن منّا يصاحب الإنسان القذر؟ أو يعيش في بيئة غير نظيفة ومُتّسخة؟ ومن ذا الذي يقترب من آخر كريه الرّائحة؟ اهتم الفرد منذ الأزل بنظافته اليوميّة، فتراه يغسل وجهه فور الاستيقاظ من النّوم، وينظّف أسنانه مرّتين يوميّاً، ويغتسل ليرتدي ملابس أنيقة وناصعة البياض، فمن يراه يدخل السّرور إلى قلبه، كما أنّ المنزل النّظيف يُحبّب ساكنه فيه، وتنظيفه بشكل يوميّ يُحافظ عليه.
اهتمّ الإسلام بالنّظافة واعتبرها من الإيمان، فيقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” وحضّ على الاستحمام يوم الجمعة، بالإضافة للوضوء اليوميّ خمس مرّات باليوم، الأمر الذي يجعل أعضاء الجسم بعيدة عن الأوساخ والأوبئة والجراثيم والميكروبات. تعبّر النّظافة عن الرّقي والحضارة، فكثير من البلاد النّظيفة قدوة للبلدان الأخرى، فهناك من الدّول من لا تجد في شوارعها ورقة واحدة، على خلاف مدن أخرى مُنفّرة للسّياح فلا يزورها أحد. والاهتمام بالنّظافة مطلب عصريّ يتمنّاه الجميع ويبدأ بالإرشاد والتّوجيه، فإذا تربّى الطّفل على النّظافة سيبقى نظيفاً، حيث تلعب التنشئة هنا عاملاً مهماً، ومن ناحية أُخرى تعاني الدّول التي تسعى للحضارة والعصريّة من دفع مواطنيها إلى النّظافة الدّائمة لبيئتهم؛ لأن تغيّر العادات صعب جداً ويتطلّب وقتاً للممارسة.
يحمل الإنسان أخلاقه معه أينما ذهب، فإذا كان نظيفاً يكون سلوك النّظافة مُرافقاً له، فلا يجعل ما حوله في فوضى من القاذورات والأوساخ، بل يحافظ على المكان المتواجد فيه كالمتنزّهات العامّة أو الفصل المدرسيّ أو غرفته الخاصّة أيضاً، ودعا الإسلام إلى إماطة الأذى عن الطريق من رفع القمامة وإزالة الحجارة والزّجاج المُتكسّر والأوراق وما يتراكم من رمال، وما يعيق الطّريق والسّائرين، وأثاب على المسلم النّظيف وأكرمه بالأجر والثّواب في الدّنيا والآخرة.
إنّ الحياة السّعيدة تأتي من كلّ ما نراه حولنا وتأثيره علينا، فالأشجار المورقة والأعشاب الخالية من بقايا الأطعمة والمشروبات، والبحر الأزرق الصّافي، كلّها مباعث للسّرور، والحفاظ عليها بصورة صحيحة يُسعد الجميع، والهواء النّظيف يؤمّن لك رئتين جيّدتين تعيش بهما طويلاً، فإشعال الأدخنة سيلوث الجو ويصنع الحرائق ويدمّر البيئة ويدمّر الرّئتين والجهاز التّنفسي؛ لأنّك أحد عناصرها المهمّة، فانتبه لكل ما تفعل، وكن حريصاً على نظافة ما حولك كي تعيش عيشة هانئة.
تعتبر المدرسة المكان الأول الذي تنطلق منه المسيرة التعليمية، كما تعد هامة بجميع طواقمها من معلمين ومدراء وطلاب، ولا تقل مرافق المدرسة وأبنيتها أهمية عن العناصر البشرية المكونة للمدرسة، لذلك يعتبر عنصر نظافة المدرسة أساسياً في هذه المسيرة، وذلك لأهميتها على الصعيد الخاص بالطلاب والمعلمين، بحيث إن سمعة المدرسة وهويتها تبرز من خلال النظافة.
تظهر نظافة المدرسة في جوانب متعددة، كنظافة الغرف الصفية، ونظافة الساحة المدرسية، وكذلك نظافة حديقة المدرسة وزراعتها بالورود والأشجار، ونظافة الطريق الخاص المؤدي إلى المدرسة، ولا يقتصر عمل النظافة في المدرسة على موظفي النظافة، بل يشارك المعلمون والطلاب على حد السواء في عملية النظافة، ويتجسد ذلك في يوم النظافة العالمي، بحيث تقوم وزارة التربية والتعليم بتخصيص هذا اليوم لقيام الطلاب بأعمال نظافة داخل المدرسة، وزراعة الأشجار المختلفة في حدائقها، وكذلك المسابقات التي تقام على مستوى المحافظات في مجالات النظافة، وتخصيص ساعات في الإذاعة المدرسية من أجل الحديث عن أهمية النظافة، وحث الطلاب على النظافة، ويبرز دور المرشدين داخل المدارس من خلال عقد الدورات للقيام بذلك، ووضع الملصقات وروسومات الكاريكاتير التي تحفّز الطلاب على الحفاظ على نظافة المدرسة.
إن لنظافة المدرسة أهمية كبيرة في حياة الطالب، بحيث إن نظافة غرفة الصف تساعد في زيادة التركيز لدى الطالب، وتوفر له الأجواء المناسبة للراحة النفسية وسرعة تلقي المعلومة، كما تعطي انطباعاً جيداً عن المدرسة للزائرين، كأهالي الطلاب ومندوبي وزارة التربية والتعليم وغيرهم، وتضفي رونقاً خاصاً على سمعة المدرسة، وتشجع الأهالي على إعطاء الأهالي الثقة، وعدم الخوف على صحة أبنائهم، كما تتيح نظافة المدرسة أقامة الحفلات، وإحياء المناسبات الوطنية: كحفلات التخرج، وعيد الاستقلال، واليوم المفتوح، كما لنظافة دورة المياه داخل المدرسة آثار إيجابية من الناحية الصحية للطلاب والمعلمين، بحيث تمنع انتشار الأمراض بين الطلاب، وخاصة الأمراض المعدية، والتي تنتشر نتيجة استخدام دورات المياه في الأماكن العامة، وتساعد نظافة الغرف الصفية في توفير البيئة المناسبة للطلاب الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي: كالربو، وضيق التنفس، والتهاب الرئتين وغيرها من الأمراض، وترسّخ مفهوم النظافة لدى الطالب في حياته اليومية: كالبيت والشارع وغيرها من الأماكن العامة.

النظافة بين البيت والمدرسة
النظافة عامل أساسي للفرد، ولذلك يجب المحافظة على النظافة البد نية والمنزلية والمدرسية والصحية " النظافة من الأيمان" .
وللنظافة مجالات متعددة:
• النظافة البد نية:
1) يجب الاستحمام اليومي للبدن
2) المحافظة على غسل الملابس وارتداء الملابس النظيفة
3) المحافظة على الأسنان: يجب غسل الأسنان يوميا ثلاث مرات, وغسل الأسنان بعد الأكل
عامل ضروري لتجنب التسوس.
4) المحافظة على نظافة الأذن والعين.
5) نظافة الشعر
• نظافة المنزل:
1) يجب المحافظة على نظافة سريري وغرفتي
2) يجب المحافظة على نظافة المنزل وعدم رمي
القاذورات والأوراق والأوساخ فيه
• نظافة المدرسة:
1) الحافظة على الصف ونظافته
2) المحافظة على طاولتك ومقعدك
3) المحافظة على كتبك المدرسية وعدم إتلافها
4) المحافظة على جدران الصف والساحة المدرسية نظيفة
5) وضع سلة للقمامة في الفصل لإلقاء المخلفات بها
إن الله يحب النظافة
قال تعالى: " وثيابك فطهر" صدق الله العظيم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة.."
في هذا الحديث الشريف يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى طيب في صفاته وأقواله وأفعاله، فالله تعالى يحب من عباده أن يطيعوه بالطيبات من الأقوال والأفعال، فيحب لعباده أن يتناولوا من طيبات الطعام والشراب والزينة. ويعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله نظيف يحب المؤمن النظيف في جسمه وقلبه وثيابه وبيته ومسجده وبلده.
وقد دعا الإسلام إلى سبل النظافة كالغسل والوضوء والسواك وتقليم الأظافر وإزالة الأوساخ. فعلينا أن نعمل بهذا الحديث فنضع بقايا الطعام والأوراق في سلة المهملات ، وإذا وجدنا حجرا أو زجاجا في وسط الشارع علينا أن نساهم في إزالته من وسط الطريق حتى لا يؤذي المارة، وان لا نكتب على جدران حجرة الصف فبذلك يحبنا الله ويحبنا الناس.