يزيد بن معاوية
يزيد بن معاوية
بن أبي سفيان الأموي القرشي الدمشقي (ولد في 23 رمضان 26 للهجرة ومات يوم الثلاثاء
في 14 ربيع الأول 64 للهجرة[1] / 20 يوليو 647 ومات في 12 نوفمبر 683)، (حكم من 15
رجب 60 للهجرة إلى 14 ربيع الأول 64 للهجرة / 21 أبريل 680 إلى 12 نوفمبر 683).
ولد في خلافة الصحابي
عثمان بن عفان في عام 26 للهجرة. في قرية الماطرون
وأمه هي ميسون بنت بحدل الكلبية، طلقها معاوية
فيما بعد. عاش فترة من حياته في البادية بين أخواله.
تولى الخلافة بعد
وفاة والده في سنة 60 للهجرة ولم يبق من معارضي فكرة توليته العرش - الأربعة - عند
توليه الحكم غير الصحابي الحسين بن علي والصحابي عبد الله بن الزبير. في سنة 61 للهجرة
اتجه الصحابي الحسين إلى العراق بعد أن أرسل أهلها إليه بالقدوم وأن يصبح أميرهم، ولكنه
ما إن وصل هناك حتى تخلوا عن الفكرة ودخل الحسين في حرب مع جيش عبيد الله بن زياد انتهت
باستشهاده. مرت سنة 62 للهجرة بدون أحداث تذكر، ولكن معارضة الصحابي عبد الله بن الزبير
في الحجاز وتهامة أخذت في النمو فثار أهل المدينة المنورة في سنة 63 للهجرة على يزيد
وخلعوا بيعته وأظهر عبد الله بن الزبير شتم يزيد، قام يزيد بتجهيز جيش لمحاربة عبد
الله بن الزبير، وأهل المدينة إن رفضوا العودة في طاعته. انتهت سنة 63 للهجرة بانهزام
أهل المدينة واستمر حصار ومحاربة معارضي مكة المكرمة حتى وفاة يزيد في سنة 64 للهجرة.
وبعد وفاته ظلت
شخصيته مدار جدل بين المؤرخين والعلماء والعامة حول إسلامه أو كفره، وحول لعنه أو المنع
من لعنه، وحول نصبه العداء لآل البيت أو براءته من النصب، وحول شربه للخمر أو تبرئته.
نسبه
أما نسبه فهو:
يزيد بن معاوية بن أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وأمه هي: ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة
بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب، من كلب.
مشاركته في الفتوحات
الإسلامية
غزوة الطوانة
في سنة 45 للهجرة
أرسل معاوية يزيد بجيش إلى الروم ومعه زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر، فنزل في
دير سمعان ووجه الجنود ليقاتلوا وسميت باسم غزوة الطوانة وهناك أصابهم وباء الجدري
فتمثل بيتين في الوباء، فلما سمع معاوية كلامه حلف عليه إلا أن يلحق بالجيش، فكتب إليه
يزيد بيتين من الشعر يجيبهم فيها عليه.
غزوة القسطنطينية
وفي سنة 49 للهجرة،
بدأ معاوية بتجهيز جيش كبير ليغزو القسطنطينية، وجعل هذا الجيش بقيادة ابنه يزيد،وأرسل
مع ابنه بسر بن أرطأة، وسفيان بن عوف، وفضالة بن عبيد الأنصاري. وتم تقسيم الجيش الإسلامي
إلى جيش بحري وجيش بري، وعلى عرش الدولة البيزنطية قسطنطين الرابع، والذي استعد لإيقاف
الغزوة. واشترك في هذه الغزوة الكثير من الصحابة وأبنائهم مثل: أبو أيوب الأنصاري،
عبد الله بن عباس، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر، الحسين بن علي وأبو ثعلبة
الخشني. ويعود السبب في اشتراك الكثير من الصحابة وأبنائهم في هذه المعركة هو حديث:
يزيد بن معاوية أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر
مغفور لهم يزيد بن معاوية "حديث نبوي، صحيح البخاري"
بعد وصول الجيش
الإسلامي إلى القسطنطينية تم محاصرتها من البر والبحر بأعداد كبيرة من الجند والسفن،
بدأ الهجوم من الجهة الشرقية في محاولة لاختراق الدفاعات والاقتراب من أسوار المدينة،
وبعد ذلك بدأ الهجوم في البحر حيث قام عبد الله بن قيس بمهاجمة السفن البيزنطية وتدميرها
وأخذ راكبيها أسرى إلى يزيد. حاول يزيد استغلال هذه الفرصة، فأمر بقتل الأسرى أمام
أنظار البيزنطيين، إلا أن هذه المحاولة لم تنجح في إضعاف البيزنطيين وهمتهم، بعد ذلك
بدأ البيزنطيون برد الهجوم على المسلمين فهاجموهم بالنار الإغريقية والتي ساهمت في
هزيمة المسلمين. في نهاية المعركة مرض الصحابي أبو أيوب الأنصاري مرض الموت فطلب من
يزيد أن يدفنه عند أقرب مسافة من العدو، وبعد وفاة أبي أيوب الأنصاري سار يزيد بالجيش
إلى أقرب موضع قدر عليه ثم دفنه، ورغم انتهاء المعركة إلا أن الحرب لم تنته حيث استمر
الحصار حتى سنة 60 للهجرة، رغم عودة يزيد إلى دمشق ثم حجه بالناس في نفس العام.
اختياره ولياً
للعهد
المرشحون لخلافة
معاوية
لم يكن يزيد أحد
المرشحين لخلافة معاوية لحكم المسلمين في بادئ الأمر، بل حدد الخليفة معاوية بن أبي سفيان أن الخلفاء من
بعده سيكون واحداً من ستة أشخاص سماهم، وهم: سعيد بن العاص، عبد الله بن عامر، الحسن
بن علي، مروان بن الحكم، عبد الله بن عمر، عبد الله بن الزبير.
ووصفهم معاوية
بصفات حسنة كالفقه، والاهتمام بالحدود، والكرم، والدهاء. ولم يفكر الصحابي معاوية في
أخذ البيعة ليزيد إلا بعد وفاة الحسن بن علي،[24] وكان يرى أنه لم يبق إلا ابنه وأبناء
الصحابة وابنه أحق، لتمرسه السياسة ومعرفته بحاله وأن أهل الشام لا يقبلون إلا أموياً
لذا قال ابن كثير، وابن خلدون: يزيد بن معاوية ولما كان يتوسم فيه من النجابة الدنيوية، وسيما أولاد الملوك ومعرفتهم
بالحروب وترتيب الملك والقيام بأبهته، وكان يظن أنه لا يقوم أحد من أبناء الصحابة في
الملك مقامه يزيد بن معاوية "البداية والنهاية، ابن كثير"
أخذ البيعة له
أهل دمشق
طرحت فكرة البيعة
أولاً على أهل دمشق،فصعد خليفة المسلمين معاوية على المنبر وأعلن أنه اختار يزيداً
خليفة بعده فرضي أهل دمشق وبايعوه بدون أي اعتراض.
الوفود من الأمصار
في سنة 51 للهجرة
أرسل الخليفة معاوية إلى البلدان بأن يفد إليه الناس، فكان مماً أتى:
وفد أهل الشام
الضحاك الفهري.
ثور السلمي.
عبد الله الأشعري.
عبد الله الفزاري.
عبد الرحمن الثقفي.
حسان الكلبي.
وفد أهل البصرة
الأحنف بن قيس
التميمي.
وفد أهل المدينة
محمد الأنصاري.
واجتمع الخليفة
بهم ما عدا ممثل أهل المدينة فتكلم معه على انفراد، وقال كل واحد منهم رأيه.
أهل الحجاز
بعدما بايعت الوفود
ليزيد، أرسل معاوية ابن أبي سفيان إلى واليه على المدينة مروان بن الحكم بأخذ البيعة
ليزيد، فخطب مروان فيهم وحض الناس على الطاعة وحذرهم الفتنة، ودعاهم إلى بيعة يزيد
وشبهها بعهد أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب. إلا أن عبد الرحمن بن أبي بكر رفض البيعة
وأنكر أن تكون متشابهتين مما أدى لحصول خلاف بينه وبين مروان.
إلا أن أهل المدينة
رفضوا مرة أخرى.
بعد رفض أهل المدينة
التام لمبايعة يزيد بسبب فكرة تولية ابن الخليفة حاكماً من بعده، قرر معاوية بن أبي
سفيان أن يزور المدينة في طريقه للحج في عام 51 للهجرة، فتوجه إليها مع ألف من أهل
الشام ومعه ابنه يزيد. فلما اقترب من المدينة خرج عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن
أبي بكر، وعبد الله بن الزبير منها إلى مكة. ولما وصل معاوية إلى المدينة خطب فيهم
وقال:‹قد بايعنا يزيد فبايعوه›، ثم توجه إلى مكة.
آراء المؤرخين
يزيد بن معاوية كما وقع في عهد معاوية لابنه يزيد، وإن كان فعل معاوية
مع وفاق الناس له حجة في هذا الباب. والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون
من سواه إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد
عليه حينئذ من بني أمية ... وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء
الريب فيه فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق يزيد
بن معاوية
بعد وصية الخليفة
ليزيد، خرج يزيد إلى قرية حوارين وفي شهر رجب توفي الخليفة معاوية فصلى عليه الضحاك
بن قيس الفهري ودفنه في مقبرة باب الصغير، وبعدها أرسل إلى يزيد ليحضر.
أعماله
بسبب عدم رواية
المؤرخين للكثير من أخباره، فإنه لم ينقل في الكتب إلا الأحداث المهمة التي حصلت في
عهده. مع ذلك فإن في عهده تم توسيع إحدى قنوات نهر بردى ونسبت إليه (قناة يزيد). كما
فرض الخراج على أراض يهود السامرة، وفرض على كل شخص خمسة دنانير.
الفتوحات الإسلامية
في عهده
جبهة إفريقية
في عام 63 للهجرة
غزا عقبة بن نافع السوس القصوى فغنم وسلم ثم
عاد وقتل على يد كسيلة. ثم حدثت معركة بين
كسيلة وزهير بن قيس البلوي وانتصر فيها.
جبهة الروم
سار يزيد على خطة
أبيه في الصوائف، ففي عام 61 للهجرة، أرسل مالك بن عبد الرحمن الخثعمي إلى أرض الروم،
ثم أرسل صائفة بقيادة مالك بن عبد الله إلى مدينة قونية، وشارك فيها الخثعمي.[31] وكذلك
أرسل صائفة أخرى في عام 62 للهجرة بقيادة الحصين بن النمير السكوني. وفي نفس العام
غزا عبد الله بن أسد بن كرز القسري، قيسارية. وفي عام 64 للهجرة غزا يزيد بن أسد أرض الروم.
جبهة المشرق
في عام 62 للهجرة
غزا سلم بن زياد، خوارزم فغنم مالاً كثيراً. ثم اتجه إلى سمرقند فصالحوه. وولى المنذر بن الجارود السند في هذه السنة وثغر
قندابيل، ولما مات أخذها ابنه الحكم. ثم أرسل سنان بن سلمة ففتح الموقان. ثم أرسل عبد
الرحمن بن يزيد الهلالي. كما وصل المسلمون إلى بخارى، وخجنده، ويارقند وختن في شمال
شرق جبال الهملايا.
روايته للحديث
أخذ يزيد الحديث
من والده معاوية صاحب الرسول فحفظ منه، وسمع من يزيد أقاربه كابنه وأمه وابن عمه، وذكره
أبو زرعة في الطبقة العليا التي تلي الصحابة، وله حديث في مراسيل أبي داود. إلا أن
المحدثين تركوا الحديث عنه وأسانيده؛ لأنهم نقموا عليه الأحداث التي حصلت في عهده،
رغم أن الإسناد إليه ظل متصلاً حتى زمن ابن الجوزي على الأقل، حيث قال: ‹وإسنادنا إليه
متصل›.
روى عن
روى يزيد الحديث
عن:
والده: الصحابي
معاوية.
روى عنه
روى عنه الحديث:
ابنه خالد.
الخليفة الأموي
عبد الملك بن مروان.
أمه ميسون بنت
بحدل.
مروياته
روى عدة أحاديث
في الفقه في الدين وفي الوضوء وغيرها، ومما رواه عن أبيه الصحابي معاوية بن أبي سفيان:
"من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"