الثلاثاء، 17 يوليو 2018

كيفية تطوير المناهج


كيفية تطوير المناهج
مقدمة :-
عمليّة تطوير المنهج تُعرّف عملية تطوير المنهج بأنّها: عمل تغييرات أو تعديلات في عنصر أو أكثر من عناصر منهج موجود وقائم؛ من أجل تحسينه لمواكبة المستجدات التربويّة والعلميّة، والتغيّرات في المجالات الثقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة بما يخدم حاجات المجتمع، ويُراعى بذلك جميع الإمكانيّات المتاحة من تكاليف وجهد ووقت.
يتفق الكثيرون على ضرورة تطوير المناهج الدراسية في التعلم كأحدى الخطوات الرئيسه لتطوير واصلاح التعليم ان لم تكن هي الخطوة الأولى حيث يجمع خبراء التربية على أن ضعف المناهج سبب في تدني المخرجات النوعية للتعليم بجانب العوامل الاخرى مثل المدرسة والأسرة والمعلم والأدارة بمختلف مستوياتها.

إن المناهج الدراسية هي الأداة الفعالة التي تستخدمها الدول في بناء وتشكيل افراد مجتمعاتها وفقاً لفلسفتها وثقافتها ومعتقداتها لأن هذه المناهج تعكس تطلعات وطموحات هذه المجتمعات وآمالها في أجيالها القادمة كما انها تعكس الواقع الذي تعيشه هذه المجتمعات وما تعانيه من أحداث وما يمر بها من أزمات حيث فطنت بعض الدول الى هذه الحقائق وقامت باجراء تعديلات واسعة وشاملة وأحدثت تطويرا هائلاً في مناهجها الدراسية مما ادى الى تقدم هذه الدول وتحقيقها مراتب متقدمة في مجال التعليم وغيره من المجالات ومن هذه الدول على سبيل المثال ( فنلندا، سنغافورة، ماليزيا، اليابان، المانيا).

الفرق بين التطوير والتغيير
يوجد فرق شاسع وكبير بين التطوير والتغيير ، ومن هذه الفروق ما يلي :
1)     التغيير يتجه نحو الأفضل أو ألا سوء ، بينما التطوير يتجه نحو الأفضل والأحسن .
2)     التغيير يحدث بإرادة الإنسان أو بدون إرادته بينما التطوير يحدث بإرادة الإنسان ورغبته الصادقة .
3)     التغيير جزئي إذ ينصب على جانب معين أو نقطة محددة بينما التطوير شامل ينصب على جميع جوانب الموضوع .
*التطوير عملية شاملة وديناميكية :
أ)     شاملة : لأنها تنصب على جميع الجوانب وتمس جميع العوامل المؤثرة في الموضوع
 ب)     ديناميكية : لأنها جميع العناصر التي تدخل فيها تكون في تفاعل مستمر ، وكل عنصر يؤثر في غيره من هذه العناصر .

أسباب تطوير المنهج :
 محاولة تلافي نقاط القصور والضعف التي أظهرتها نتائج تقويم المناهج القائمة؛ بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الكفاءة والفاعليّة. مواكبة المستجدّات والتغيرات الطارئة في كلّ من: العلوم النفسيّة، والأساسيّة، والتربويّة، والاجتماعيّة. الاستجابة لرغبات الرأي العام حول المناهج. الاستجابة لنتائج الأبحاث والدراسات العلميّة الخاصة بالمناهج. الارتقاء بواقع العمليّة التربويّة؛ اقتداءً بالدول المتحضرّة والمتقدمة. التماشي مع التطورات السياسيّة، أو التحولات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، سواء المحليّة، أم الإقليميّة، أم الدوليّة، والتي تستوجب تطوير المناهج القائمة.

أساليب تطوير المنهج القديمة والحديثة :
تباينت أساليب تطوير المنهج قديماً عنها حديثاً  فقد اتصفت أساليب التطوير القديمة بأنها جزئية  وعشوائية  وتعتمد على الآراء والانطباعات الشخصية دون الاهتمام بالتجريب .
قديما كنا نرى ان سير العملية التعليمية كان ينحصر بأداء المعلم في الدور الاول ثم تأتي النتائج من القسم الثاني وهو الطالب أما بالنسبة للبنية التحتية كانت ضئيلة ومع ازدياد الكم الهائل من البيانات والثورة المعلوماتية اصبح سباق الزمن هو الغاية .
تبدا مرحلة التطوير من ركائز اساسية وهي المعلم و الطالب والمدير والمنهاج المدرسي
فيجب على المعلم تعلم مهارات الحاسوب وان يكون لدية لغة انجليزية جيدة وان يخضع لدورات في كيفية التعامل مع الطالب ومع اختلاف المستويات العقلية فلكل معلم اسلوبه الخاص .
أما الطالب وهو النقطة الحساسة فيجب عليه تنمية روح التحدي من اجل تحسين مستوى من الادراك والفهم والمثابرة والسؤال ز
اما بالنسبة للمنهاج المدرسي فيجب ان يحتوي على الامور التي تهم الطالب في كل مرحلة عمرية فكثير من الطلاب يحبون أن يكون هناك مادة للطهي أو تصنيع الملابس أو تعلم الاتيكيت وغيرها الكثير من المواد التي قد تجذب الطالب بشكل اكبر من مناهج الرياضيات والعلوم
فمثلا يمكن دمج موضوع في اللغة العربية يتحدث عن المأكولات الشرقية ليصبح عمليا وهكذا نكون قد اكسبا المتعلم متعة التجربة .
أما دور المدير فيكون من خلال الارشاد وتصحيح الاخطاء ومتابعة النظام المدرسي وتشجيع الطلاب والمعلمين وتنظيم الرحلات والمسابقات وتكريم الاوائل .
ومن أهم أساليب التطوير القديمة في تطوير المناهج : مراجعة السلم التعليمي  أو مراجعة خطة الدراسة  أو تعديل الكتب المدرسية بإضافة مادة جديدة  أو حذف أخرى  أو إضافة بعض الموضوعات إلى المقررات الدراسية وحذف البعض الآخر  ومن الأساليب القديمة أيضاً الأخذ ببعض التجديدات التربوية  مثل الهوايات والدراسات العملية  ونظام الريادة والأسر  ومراجعة الطرق والوسائل والأدوات ونظم الامتحانات .
وقد أخفقت هذه الأساليب القديمة في إحداث تطوير أو تحقيق تحسين ملموس في الميدان التربوي  بسبب أنها جزئية  وعشوائية  حيث تنفذ دون تهيئة أو تخطيط أو دون استعداد لها  وبسبب اعتمادها على الآراء الشخصية لا على التجريب والأسس العلمية"
أما أساليب التطوير الحديثة : فقد اتسمت بالشمول  والإعداد السابق للتنفيذ  والتخطيط العلمي للتطوير  والتجريب  ومن مظاهر ذلك : ظهور نظم تعليمية جديدة للتعليم تختلف اختلافاً جوهرياً عن النظم السابقة التقليدية  فظهر مثلاً : نظام الساعات المعتمدة  ونظام المدرسة الشاملة  وغير ذلك من النظم التي تأخذ بالاتجاهات الحديثة في التربية والتعليم  كمراعاة ميول الدارسين  وجعل التقويم عملية مستمرة  وسير الدارس في الدراسة وفق استعداداته وقدراته  وتعويد الدارس تحمل المسئولية وإعطائه الثقة بنفسه  وتقوية حوافز الدارسين نحو الدراسة  وتيسير تحويل الدارس من قسم إلى آخر  أو من كلية إلى أخرى  وربط الدراسة بالحياة ، وإعداد الدارسين للحياة في ضوء التحديات المتجددة واستقراء المستقبل.

مكونات المنهج :
يوجد العديد من المكونات الأساسية للمنهج وهي متداخلة ومترابطة مع بعضها البعض

ويؤثر كلُ منها في الآخر ومحصلتها في النهاية هي إحداث تغير في سلوك الطالب ويمكن تلخيص أهم مكونات المنهج في العناصر التالية :
المحاور الأساسية
1/الأهداف
2/المحتــــــوى
3/طــرق التـدريس
4/الوســائل التعليمية
5/الأنشطة التــربوية
6/التقـــــــويم
7/الفرق بين التطوير والتغيير
8/أهمية تطوير المنهج
9/دواعي التطويـــر
10/خطوات تطوير المناهج
11/مجالات النشاط التي يمكن استخدامها في تالمطور المنهج
12/المصـــــــدر

خطوات تطوير المنهج :
تمر عملية تطوير المنهج بمجموعة من الخطوات تتمثل فيما يلي :
(1) تهيئة المسئولين عن العملية التعليمية ذهنياً ونفسياً لتقبل عملية التطوير .
(2) تحديد التوجهات المستقبلية لسياسة النظام التعليمي وفلسفته .
(3) تقويم النظام التعليمي الحالي في ضوء تلك التوجهات .
(4) وضع خطة لتطوير المنهج .
(5) تنفيذ الخطة المقترحة .
(6) تجريب المنهج المقترح .
(7) الاستعداد لتعميم المنهج المطور .
(8) تعميم المنهج المطور ومتابعته .
وفيما يلي عرض موجز لكل خطوة من خطوات تطوير المنهج
(1) تهيئة المسئولين عن العملية التعليمية ذهنياً ونفسياً لتقبل عملية التطوير :
حتى لا يفرض التطوير على المسئولين عن العملية التعليمية دون أن يشاركوا فيه أو يدركوا مراميه ، ومن ثم يصبحوا عقبة في سبيل تنفيذ المناهج المطورة ، لذا ينبغي تهيئتهم ذهنياً ونفسياً قبل القيام بعملية التطوير ، وذلك حتى يدركوا صورة الواقع التي تعيشها المناهج (التي يرجى تطويرها) ، وما تتضمنه من أوجه القصور والنقص ، وبذلك يشعرون بأهمية تطويرها ، ويمكن أن تؤدي وسائل الإعلام والتدريب والتوجيه دوراً أساسياً في تحقيق ذلك ، من خلال عرضها لمشكلات النظام التعليمي والآراء التربوية للمتخصصين وتصريحات المسئولين ، والهم من هذا كله هو طرح وسائل الإعلام للتوجهات المستقبلية للتعليم وعائداتها على المجتمع ومتطلباته .
(2) تحديد التوجهات المستقبلية لسياسة النظام التعليمي وفلسفته :
لتحقيق هذه الخطوة لابد من تشكيل مجلس قومي للتعليم يضم كوادر من رجال التعليم ( مربين ، مدراء ، موجهين ) ، وأساتذة الجامعات ، والخبراء والمتخصصين في شئون التعليم ، والمسئولين السياسيين ، والمسئولين عن التخطيط القومي ، وعلماء الدين ، وممثلين لمراكز الإنتاج ، وأولياء الأمور .
وتتلخص اختصاصات هذا المجلس في :
– تحديد التوجهات المستقبلية لسياسة النظام التعليمي وفلسفته ، وترجمتها في صورة أهداف تربوية يرجى تحقيقها من خلال عملية تطوير المناهج ، على أن تراعى في ذلك مصلحة الفرد والمجتمع .
– تحديد السلم التعليمي ومراحله ، والأهداف العريضة لكل مرحلة والصورة العامة لمناهجها .
– رسم خطط التطوير .
– تعبئة كافة الجهود لتوفير الإمكانات اللازمة ( بشرية ، مادية ، فنية … إلخ) لتنفيذ هذه الخطط .
– القيام بدراسات مسحية لكافة جوانب الحياة ( الاقتصادية ، والاجتماعية ، والصناعية ، والزراعية ، والصحية) ، لتحديد مطالب المجتمع على المدى القريب والمدى البعيد .
– متابعة التنفيذ بعمليات تقويم مستمرة .

(3) تقويم النظام التعليمي الحالي في ضوء تلك التوجهات :
وهنا ينبغي تقويم النظام التعليمي تقويماً بنياً على أسس علمية في ضوء التوجهات السابق تحديدها وأولويات عملية التطوير ، للوقوف على وضع النظام التعليمي الحالي من الصورة المرغوبة قرباً أو بعداً .
وحتى يتحقق ذلك ، فمن الضروري أن يكون التقويم شاملاً لجميع جوانب العملية التعليمية ، مثل سياسة النظام التعليمي الحالي ، وفلسفته ، والإدارة التربوية ، والمقررات الدراسية ، والأنشطة التربوية ، والمربي … إلخ .
كما ينبغي أن يتضمن تقويم هذا الواقع آراء جميع المتخصصين والمهتمين بالعملية التعليمية ، هذا .. إلى جانب ضرورة استخدام أساليب تقويم موضوعية يمكن من خلالها الاطمئنان إلى صحة ما نتوصل إليه من نتائج عملية التقويم .
وتتطلب هذه العمليات المتشعبة للتقويم وجود جهاز متخصص حتى يتمكن من القيام بها على أساس علمي سليم ، وهذا الجهاز يتم تشكيل أعضائه من أساتذة كليات التربية والمسئولين بوزارة التربية والتعليم ، وتتحدد مسئوليات هذا الجهاز في :
– تحديد أهداف عملية التقويم .
– تحديد جوانب النظام التعليمي المراد تقويمها في ضوء الأهداف المرجوة .
– اختيار الوسائل والأساليب وأدوات القياس اللازمة وإعدادها لعملية التقويم .
– تجهيز القوى البشرية المدربة اللازمة بعملية التقويم .
– القيام بعملية التقويم ، وتجميع البيانات ورصدها رصداً يساعد على تحليلها واستخلاص النتائج منها ، بحيث يمكن تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف في النظام التعليمي ، وتحديد موضع هذا النظام من الصورة المرغوبة.
(4) وضع خطة لتطوير المنهج :
في ضوء التوجهات المستقبلية للتعليم والإمكانات المتاحة في المجتمع ، يلزم وضع خطة شاملة لتطوير المنهج ، وهذه الخطة تتضمن ما يلي :
– بلورة جوانب المنهج ومجالاته التي سينصب عليها التطوير .
– تحديد الطرق والوسائل والأساليب التي ستتبع في كل جانب ، حتى تتحقق الأهداف المنشودة ، على أن تكون في صورة مقترحات .
– وضع خطة عامة لتجريب هذه المقترحات وإجراء الاستعدادات اللازمة لوضعها موضع التنفيذ .
(5) تنفيذ الخطة المقترحة :
بعد الانتهاء من تحديد توجهات التعليم المستقبلية والقيام بعملية تقويم شاملة ووضع خطة للتطوير ، تأتي مرحلة تنفيذ الخطة المقترحة ، وهنا ينبغي الالتزام ببنود الخطة المقترحة وتنفيذها بكل دقة ، مع الأخذ في الحسبان أن الخطة المقترحة هي مشروع مرن يحتمل التعديل أثناء التنفيذ إذا اقتنع القائمون بعملية التطوير بأن في تعديل الخطة تحسيناً وتطويراً لها .
(6) تجريب المنهج المقترح :
بعد تطوير جوانب المنهج السابق تحديدها وفقاً للخطة المقترحة ، وبعد اقتراح المقررات والتنسيق بينها ، وتأليف الكتب الدراسية ، واختيار استراتيجيات تدريسها وتنفيذها .. وغير ذلك من إجراءات تطويرية تحقق الأهداف المرجوة .. تأتي مرحلة تجريب المنهج المطور ، وعرضه على محكمين ذوي خبرة قبل تعميمه وتطبيقه ثم تجريبه في المدارس التي تمثل الواقع الفعلي لتنفيذ المنهج .
ويساعد التجريب على تحديد نواحي القوة والضعف في تنفيذ المناهج المطورة وتحديد مشكلات التطبيق ، لذا ينبغي أن تشرف على التجريب هيئة علمية متخصصة على مستوى رفيع من القدرة والمهارة والإمكانات ، مثل مراكز البحوث التربوية في الجامعات أو وزارة التربية والتعليم ، ومراكز تطوير المناهج .
ويجب أن يستهدف التجريب التقويم العلمي للمنهج المطور ، مع الاستعانة بجميع أساليب التقويم من زيارات ومناقشات واستبانات واجتماعات واختبارات ومقاييس وتجريب في الفصول الدراسية ، وتجميع التغذية الراجعة Feed – Back ، للوقوف على أوجه القوة والضعف في المنهج المطور والمشكلات الناجمة عن تطبيقه .
(7) الاستعداد لتعميم المنهج المطور :
وفي هذه الخطوة ، ينبغي تهيئة الظروف المناسبة لتعميم المنهج المطور ، من حيث رصد وتوفير الميزانيات اللازمة ، وإعداد الكتب ، وتجهيز المدارس بما يلزمها من معامل وأدوات وأجهزة ووسائل تعليمية … إلخ ، وتدريب المربين والموجهين وفقاً لمتطلبات المنهج المطور ، هذا إلى جانب إعداد وتجهيز طرق وأساليب ووسائل التقويم اللازمة لذلك .
(8) تعميم المنهج المطور ومتابعته :
بعد الانتهاء من عمليات الإعداد والاستعداد ، تأتي مرحلة تعميم المناهج المطور  ويلزم لذلك وضع خطة زمنية محددة تتم خلالها عملية التعميم ، مع الإشراف والتوجيه  والحرص الدائم على تنفيذ المنهج المقترح بالروح التي دفعت إلى التطوير وحددت أهميته واتجاهاته .
وجدير بالذكر ، أن تعميم المنهج المطور لا يمثل الخطوة الأخيرة في بناءه  فلابد أن يخضع هذا المنهج لمتابعة مستمرة وتقويم علمي مستمر وفق خطة محددة ، وباستخدام الأساليب المناسبة ، بهدف :
– التعديل المستمر  وسد الثغرات التي تظهر أولاً بأول في الجوانب المختلفة للمنهج المطور ، ويمكن أن يتم ذلك بتكوين لجان خاصة ، تكلف كل لجنة منها بمتابعة أحد جوانب المنهج ، وتقويمه ، والكشف عن النقاط التي تحتاج إلى تعديل أو تغيير في أي جانب من جوانب المنهج .
– تكوين النواة التي يبنى عليها التطوير المقبل .
وهكذا نجد أن عملية تطوير المنهج عملية متصلة ومستمرة باستمرار الحياة ، وهي في الواقع عملية ليست لها نهاية ، لأن نهايتها في حقيقة الأمر ما هي إلا بداية لتطوير جديد … وهكذا.