مصر أرض الكنانة ومهد الحضارات وفخر العروبة
مقدمة :
مصرُ هي أُمُّ الحضاراتِ و أُمُّ الدنيا و بلدُ
الأهرامات، هي ألقابٌ كثيرةٌ أطلقَها الناسُ في العالمِ والوطن العربيّ على مصر
التي تقعُ شمالَ شرق قارة أفريقيا، وتعتبرُ قامةً شامخة عندَ الشعوبِ العربيّة،
فلا يمكنُ لأحدٍ أو مُتجرّئ أن يتخيّلَ الوطنَ العربيَّ من مشرقِه إلى مغربِه دونَ
مصر وشعبها العظيم، ففي مصر قامت أقدمُ الحضارات على ضفافِ النيل، وفي مقالنا هذا
سنتحدث عن حُبّ مصر.
مصر وطنا
مصر الوطن ، أم الدنيا، وسيدة الحضارات والتاريخ، والبلد
الغارق في عمق التاريخ إلى أبعد حد.
مصر وطننا عروس نهر النيل المتوجة، وهبة النيل، وبلاد
الخُضرة والسحر والجمال، وهي مهد أهمّ الحضارات الإنسانية، ففي كل شبرٍ منها شاهدٌ
على عظمة ما مرّ عليها، فالأهرامات التي تقف شامخةً، تحارُ بروعتها العقول، وتندهش
بسحرها الأرواح، أما المسلّات التي تنتشر في أماكن كثيرةٍ منها، فتعتبر من أجمل
التُحف الفنية التي تروي تاريخاً عظيماً وحقبةً تاريخيةً مذهلة. السائر في شوارع
مصر، يستطيع أن يلمسَ في كل زاويةٍ وشارعٍ فيها شيئاً قريباً ومحبباً إلى النفس،
مما يعزز انتماء القلب والروح، فتتعلق بها النفس أكثر فأكثر، وما يزيدُ شدة هذا
الانتماء قلوب أبنائها الطيبين وخفة دمهم وروحهم المتدفقة بالحياة، وعزيمتهم التي
لا تلين مهما فعلت بهم الحياة، وكأنهم يستمدون حبهم للأرض والمكان ولمصر من نهر النيل، هذا النهر العظيم أطول أنهار
الارض، الذي أضفى على مصر سحراً أخاذاً لا ينبغي لأحدٍ غيرها، فقد حولها من صحراء
قاحلة إلى جنةٍ خضراء تجود بما يحتاجه أهلها. يظهر حب أبناء مصر لها بطريقة تصرفهم
في أوقات المحن، فهم يتكاتفون يداً بيد لمواجهة كل ظرفٍ صعب، كما أنّ مصر نفسها
تتمتع بجاذبيةٍ رهيبةٍ، تجعل من جميع الافئدة والقلوب تأوي إليها، ففي الليل
مثلاً، تظهر السكينة في أجوائها وكأنّها تُعانق نجوم السماء، وتغفو في أحضان النيل
مثل عروسةٍ ساحرةٍ تتيه بدلالها، أمّا في النهار، عندما يسحب الليل أذياله تدبّ
الحياة في جميع أصقاعها، من صعيدها الأخضر الخصب الذي يُزهر فيه الزرع والشجر، إلى
شواطئ الإسكندرية التي تغفو على سواحل البحر الأبيض المتوسط، هذا البحر الساحر
الجميل، وإلى آثارها المنتشرة في كل مكان، من تمثال أبي الهول، إلى التماثيل
الذهبية والمعابد والمقابر الملكية. قدمت مصر عبر تاريخها الطويل، الكثير من
المواقف المشرفة للقضايا العربية، كما لعبت دوراً مهماً في الحفاظ على البيت
العربي الكبير، كيف لا، وهي الشقيقة الكبرى لكل بلاد العرب، وهي بلد التسعين مليون
مصري الذين لم يبخلوا يوماً بدمائهم لنصرة الوطن، فمصر أكبر من كل وصفٍ وأعظم من
كل الكلمات، فهي دولةٌ تتمتع بخصوصيةٍ لا تتمتع بها غيرها من الدول، وفيها من
الميزات والخصائص ما لا يملكه غيرها، لذلك فالانتماء لمصر لا يُعدّ خياراً وإنّما
فطرة لا يملك الإنسان أن يقاومها، فحبها يمشي مع الدم وتتعلق بها الروح، فهي بلد
الفن والجمال والحياة وبلد الضحكات الجميلة.
وواجب علينا تجاه مصرنا الحبيبه المحافظه عليها وطنا لنا
وأرضا تحملنا وسماءا تحفظنا بحفظ الله لها.
ترابها تبرا
تراب مصر هو أمننا وكنزنا وقد انعم الله على مصر بأرض
خصبة ونيل وفير ومصادر طاقة وخيرات لاتحصى فعندما سأل بنى إسرائيل موسى عليه
السلام أن يسأل الله أن يرزقهم من خيرات الأرض قال لهم اهبطوا مصر فان لكم ماسألتم
كما جاء في ذكر مصر فى الآية الكريمة :
(إِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ
طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ
مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ
بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا
فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ
بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ)
وهذا ان دل فإنما يدل على عظمة تراب مصر ووفرة الخير
بأرضها والواجب علينا نحوها الحفاظ عليها وحمايتها وأن نفدى كل ذرة رمل وتراب من أرضها بدمائنا ولا نفرط فيها أو
نتنازل أو نركع أياً كان الثمن أو المقابل فالأرض لاتباع والأوطان ليست سلعه
للصفقات أو المصالح السياسية والمشبوهة.
ماءها كوثرا :
كما أنعم الله على مصر بترابها وخيراتها التي لاتعد ولا
تحصى ولا ينكرها إلا جاحد أو مزور أو فاسد أو جاهل أنعم عليها بكوثرها نهر النيل :
يعتبر نهر النيل من أطول انهار العالم حيث يبلغ
طوله 6650 مترا مربعا و يمتد بين عشرة دول
هامة تسمي بدول حوض النيل من بينها مصر و السودان و أثيوبيا.لولا وجود نهر النيل
لما الحياة تدب في البلاد خاصا دول حوض النيل التي تعتمد اعتمادا كليا علي مياه
نهر النيل للشرب و الزراعة و الصناعة.و لنهر النيل فرعان و هما في شرق قارة
إفريقيا
يوجد فرع النيل الأبيض أما في أثيوبيا فيوجد الفرع الذي
يسمي فرع النيل الأزرق.و كما قال المؤخر الياباني هيرودوت مقولته الشهيرة مصر هبة
النيل فمرت آلاف السنين و كل يوم تتأكد لنا هذه المقولة فليس هناك حياة في مصر
بدون نهر النيل العظيم و يعتبر نهر النيل من النعم التي انعم الله بها علي مصر و
شعبها. و كان لنهر النيل الفضل علي الإنسان المصري القديم منذ آلاف السنين
في معرفة الاستقرار و ترك الحياة البدائية و بداية
الحضارة المصرية علي ضفاف نهر النيلو يليها الحضارة الصناعية و معرفة الإنسان
المصري القديم للصيد. فحقا ان فضل نهر النيل علي مصر لا يعد و لا يحصي.فبسبب وجود
نهر النيل قامت الحضارة المصرية القديمة علي ضفافه و حتى هذه اللحظة يعتبر نهر
النيل شريان الحياة لمصر حيث يعتمد عليه أكثر من نصف الشعب المصري
في رزقهم و جلب رزقهم اليومي.و بالرغم من كل أفضال و
ايجابيات نهر النيل لمصر و شعبها الا انه يتلقي في المقابل من الشعب المصري
الإهمال و التلوث . فاغلب المصانع داخل مصر تلقي بمخلفاتها داخل مياه النيل و كذلك
مخلفات الزراعة يتم رميها في مياه نهر النيل بشكل يومي مما يضر الأسماك و الكائنات
الموجودة بداخل النهر.و يتم عقد الكثير من الاجتماعات و المؤتمرات أملين لوجود حل
و إنقاذ نهر النيل.
تاريخ مصر القديمة :
تاريخ مصر القديمة، يمتد في الفترة من مستوطنات ما قبل
التاريخ المبكر من شمال وادي النيل إلى الغزو الروماني في عام 30 ق.م.، ويرجع
تاريخ العصر الفرعوني من حوالي 3200 ق.م.، عندما أصبحت مصر السفلى ومصر العليا
دولة موحدة، حتى سقطت البلاد تحت الحكم اليوناني عام 332 ق.م.
( 2575 - 2135 ) أما فيما يتعلق بالدولة القديمة فقد
بدأت بالأسرة الثالثة (2780ق.م) وانتهت نحو 2230 ق.م، وبذلك تكون قد ضمت الأسر:
الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة. ويطلق الباحثون عليها اسم العصر المنفي نسبة
إلى مَنُف العاصمة، أو عصر بناة الأهرام بسبب ما شاده أهله من أهرامات لم يعرف لها
التاريخ مثيلاً.
حضارة مصر القديمة
تُعتبر مصر أرض الحضارات منذ أقدم العصور، حيث أقيمت
الحضارات فيها على ضفاف نهر النيل الذي يُعتبر رمز الخصب والاستقرار بالنسبة لشعوب
مصر القديمة وحتى الحديثة، وتبدأ حضارات مصر القديمة منذ أكثر من 5500 عام قبل
الميلاد، أي أنها أقدم الحضارات على الأرض، وقد تكونت على ضفاف نهر النيل مملكتان
هما مصر العليا ومصر السفلى، وفي عام 3200 قبل الميلاد أصبحت هاتين المملكتين تحت
حكمٍ واحد، وكان الحاكم عليهما الملك نارمر، الذي لقب مينيس، ومن هنا بدأ حضارة
مصر القديمة.
كانت عاصمة مصر القديمة تُعرف باسم ممفيس، وكانت تقع إلى
الشمال من قمة دلتا النيل.
تعتبر حضارة مصر القديمة أطول الحضارات عمراً وأعرقها،
وقد كانت بداياتها مع تطور الزراعة على ضفاف وادي النيل.
في الفترة ما بين 3500 قبل الميلاد و3000 قبل الميلاد
توحدت مصر، وبدأت المملكة القديمة، ومن ثم بدأ بناء الأهرامات في منطقة الجيزة.
بدأت الفترة المتوسطة الأولى في عام 2074 قبل الميلاد،
وأصبحت مصر قوية.
تعرضت مصر إلى غزو الهكسوس الذين احتلوا شمال مصر، لكنهم
طُردوا وعادت الوحدة لمصر وقام الفرعون أخناتون بإصلاحاتٍ دينية، ومن بعده حكم توت
عنخ آمون.
وصلت حضارة مصر القديمة إلى ذروتها في عهد رمسيس الثاني،
أما بداية الانحدار كان بعد غزو الملوك النوبانيين لمصر، ومن ثم تعرضت لاحتلال
الآشوريين.
تعرضت مصر أيضاً لغزو الفرس الذين طردوا الآشوريين، ومن
ثم تعرضت للغزو من قبل الإسكندر الأكبر.
ماتت كيلو باترا وضمت مصر إلى الإمبراطورية اليابانية.
تنقسم حضارة مصر القديمة إلى ستة فترات زمنية وهي:
المملكة القديمة، والفترة المتوسطة الأولى، والمملكة الوسطى، والفترة المتوسطة
الثانية، والمملكة الجديدة، والفترة المتوسطة الثالثة.
إنجازات الحضارة المصرية القديمة
ابتكار اللغة الديموطيقية واللغة الهيروغليفية، كما كانت
لها إنجازات عظيمة في مجالات الطب والعلوم والهندسة المعمارية.
تم ابتكار أساليب زراعية عظيمة فيما يخص أنظمة الري
والسدود.
ازدهرت الزراعة بشكلٍ كبير على ضفاف نهر النيل، وتم
إنتاج الكثير من المحاصيل، كما تم إيجاد طرق للتحكم في فيضان نهر النيل.
تم بناء الأهرامات والمعابد وتمثال أبو الهول وأصبحت
الحضارة الفرعونية القديمة علامة بارزة في حضارة مصر القديمة، وكان يُعتبر فرعون
بالنسبة لهم رب الأرض.
يوجد العديد من الرسومات والكتابة التي بقيت شاهدةً إلى
اليوم ومحفورةً غلى الجدران والتي تمثل أقوال الآلهة المصريين.
كان للفن حصة كبيرة في الحضارة المصرية القديمة، حيث
تفنن المصربون القدماء في بناء المقابر والمعابد والتماثيل بمختلف الاحجام، كما
أبدعوا في التصاميم الهندسية.
مصر حديثا
قد كان لمصر في عصرنا الحديث فضائل جمة، وأعمال جليلة مهمة،
ولأهلها أيادٍ بيضاء على المسلمين، وهذا بحر ضخم خضم لكني سآتي على بعض درره
ولآلئه، فمن أدباء مصر الكبار :
مصطفى صادق
الرافعي، وهو الأديب الذي سخر قلمه الرائع للدفاع عن ثوابت الإسلام والرد على
خصومه، وعلى مثيري الشبهات الذين جعلوا القرآن غرضاً لهم، فألقمهم الحجر، ورد
عليهم في كتابه الجليل "تحت راية القرآن" وغيره رداً مفحماً، ولقد كان
وجوده بين أدباء عصره علامة فارقة؛ فإن معظم أدباء عصره كانوا بعيدين عن هذا
المضمار، نائين بأنفسهم عن الدخول في هذه القضايا الإسلامية التي كان من يتبناها
يُعرض نفسه لأشد أنواع الهجوم والبلاء الذي لا يطيقه كل أحد، هذا وقد كان ذلك
الأديب الكبير أصم لكن لم يمنعه صممه من الوصول إلى أعلى الدرجات في الأدب.
ومنهم : الأستاذ
سيد قطب الذي جمع بين الأدب الرفيع وتفسير القرآن على وجه لم يسبقه إليه غيره؛ إذ
إني لا أعلم تفسيراً في الأرض نحا نحو تفسيره في ربط مدلولات الآيات القرآنية
الكريمة بواقع الناس وأحوالهم وتصاريف زمانهم ، فقد أفلح في ذلك وأجاد بل أقول إنه
كان مُعاناً موفقاً، والله أعلم.
وقد كان من
الأدباء القلائل جداً الذين خاضوا غمار الدعوة إلى الله, تعالى، وخُتم له بالشهادة
إن شاء الله، وقد اتُّهم باتهامات عديدة صعبة خشنة من قِبَل خصومه وبعض أصحابه،
وبعد دراسة أقواله والاطلاع على أحواله، وسؤال بعض أقرانه ومعاصريه فإني أدين الله
تعالى بأنه بريء منها، وقد ركب متهموه مركباً صعباً عندما اتهموه بها، ولا أجد
فصلاً بينه وبين مَن اتهمه بها أفضل من قول أبي العتاهية :
إلى دَيّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
نعم هو أديب وقع
على الإسلام وأشرقت روحه وحَيِيَ قلبه به فتكلم في بعض أصول وفروع الشريعة بكلام
رائع جليل أصاب في أكثره، وفي بعضه ما في كلام البشر من الخطأ، وما يصيبهم من
الزيغ والزلل، لكن لا يصل إلى حد ما اتهمه به من اتهمه، فلم التشنيع والتهويل
وكثرة العويل وعدم حمل كلام الرجل على أحسن محامله، ورد متشابهة إلى محكمه ومجمله
إلى مبينه ؟
ومنهم الأستاذ
الكبير الأديب العالم أبو فِهرْ محمود محمد شاكر الذي كان له مواقف جليلة صدع فيها
بالحق, وفَنّد فيها الباطل بقوة, وله كتب عظيمة صارت هادية للأجيال وموجهة لها
ومرشدة, ولو لاين خصومه وتفاهم معهم لاجتمعت حوله القلوب والتف عليه الناس, لكنه
-رحمه الله تعالى- كان يشتد عليهم اشتداداً لا يفرق فيه غالباً بين داعية للإسلام
وعدو له, وبين محب للإسلام وشانىء ومبغض له, وهو بعد هذا كله قمة سامقة لا
يستطيعها الرويبضات التافهون، وله الكتاب المشهور الذي لا يستطاع الإتيان بمثله
ولا بنصفه، على وجازته وصغر حجمه، وهو "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا"
أبدع فيه أيما إبداع، وله أعمال أخرى جليلة، وآثار مضيئة.
وأما شعراء مصر
الذين كان لهم أثر عظيم في تجديد الشعر العربي بعد مدة انحطاط طويلة فعدد كبير
منهم الضابط المشارك في الثورة العرابية محمود سامي البارودي -وهو أول الكبار-
وأحمد شوقي الذي قيل فيه: لم يأت بعد أحمد المتنبي مثل أحمد شوقي, ومنهم حافظ
إبراهيم شاعر النيل, وأحمد محرم شاعر العروبة والإسلام, ومحمود غنيم.
شبابها مصر املها
الشباب .. طاقة, وهمة, وحماس, وحيوية, وتفكير, وإبداع ..
لذا لابد أن نرعاهم ونربيهم وندربهم، فهم في كل الأمم وعبر عصور التاريخ المتعاقبة
يشكّلون سياجا واقيا للدول والمبادئ, وفي كل معتركات الحياة ومجالاتها المختلفة
سياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا .. فهذا رسول البشرية صلى الله عليه وسلم
يرشدنا لأن نهتم بهم فـ (نصرني الشباب وخذلني الشيوخ)، ويقول صلى الله عليه وسلم :
(استوصوا بالشباب خيرا، فإنهم أرق أفئدة) .. ولما انتصر الجيش الإسلامي على دولة فارس
أعتى وأقوى إمبراطورية في العالم آنذاك على الرغم من قلة العدة والعتاد قال قائد
الجيش بابتسامة عريضة عن سبب انتصاره (نصرت بالشباب)..
فيجب أن نعلم أن البركة والأمل في الشباب, لذا لا نلام
عندما نهملهم ونستصغر إمكانياتهم ونحتقر قدراتهم وخبراتهم أن تهرم مجتمعاتنا وتنحط
مبادئنا وتصدى عقولنا ويهزأ بنا الآخرون .
يكاد يتفق معي كل الحكماء أن الشباب هم العقل المدبر
والقيادات المحنكة لكل حياتنا ومؤسساتنا إذا ما احترمنا آراءهم وعلمناهم البناء
الصحيح والمتقن, ومزجنا حكمة الكبار بهمة الشباب من دون التقليل من شأنهم أو من أفكارهم
وقدراتهم، فمن المهم أن نضع لهم اللبٍِِنات الأولى في الجدار، وأن ندربهم التدريب
المناسب، ليتابعوا البناء بعد ذلك على أساس سليم, ومهم أيضاً أن نبقى إلى جانبهم
في بداية الطريق، ونشرف عليهم ونرعاهم حتى يشتد ساعدهم، لا أن نتركهم وحدهم ثم
نأتي لنوبخهم على أعمالهم في نهاية النهار، لأننا بذلك نكون قد قضينا على مواهبهم
وإبداعاتهم وعلى طموحاتهم وأحلامهم دفعة واحدة .
كثيراً ما نجد أن هناك حلقة مفقودة بين الكبار والشباب،
فبدلاً من أن يكون هناك لقاء وتعاون بين الجيلين، نجد صراعاً بينهما، قد يصل إلى
حد التسخط، ومن وجهة نظري أن السبب الرئيسي في ذلك هو غياب الحوار والنقاش وتبادل
الآراء ووجهات النظر، وهذا كله يؤدي بالنتيجة إلى انقطاع كبير بين الجيلين، ويزيد
الهوة بينهما.
إذن .. العلاقة معقدة ومتشابكة، والخلاف يعود باعتقادي
إلى أن بعض الكبار يرون أنهم دائماً على صواب في كل الأمور، ولا يقبلون رأياً
مغايراً، ويحاولون فرض آرائهم على جيل الشباب، ويقررون مصيرهم في كثير من المسائل،
مثل : تحديد رغباتهم وميولهم الدراسية، ومهنتهم، وحتى في القضايا الشخصية في
الخطوبة والزواج ونمط الحياة والسكن الذي يعيش فيه، بحيث يبقون قريبين منهم وفي
كنفهم، من باب الخوف والحرص عليهم .
إضافة إلى ذلك، هناك نظرة استخفاف إلى شباب اليوم، فيها
الكثير من السلبية وعدم الثقة فيهم وبإمكاناتهم وقدراتهم، الأمر الذي يعيق فتح
الطريق أمامهم للدخول إلى معترك الحياة .. في المقابل نجد بعض الشباب ينظرون إلى
الكبار نظرة لا تخلو من الغرور، وذلك من باب أن الشباب قادرون، بعكس الكبار، على
استخدام التكنولوجيا ومواكبة العصر والتقدم العلمي واستخدام التقنيات، كالحاسب
الآلي والإنترنت وغيرها، وامتلاكهم كفاءات ومهارات وقدرات ربما قد لا يتمتع بها من
هم أكبر منهم سنا .
ما أريد قوله أخيراً : هل نعمل على تلاقي الأجيال، ونمزج
بين الماضي والحاضر من أجل المستقبل، ونجعل الثقة متبادلة بدلاً من الشك والخوف،
ونعمل على التشجيع والثناء عوضاً عن التوبيخ والتجريح، ونترك أجنحة شبابنا ترفرف
حتى تتعلم الطيران؟ هذا ما سيجيب عليه الكبار…
أهم شخصيات وأبناء مصر
إمام الدعاه - الشيخ : محمد متولي الشعراوي :-
ولد الامام في 15/4/1911 بقرية دقدوس وهي إحدى المدن
بالدقهلية، وكان والده يشتغل بالزراعة، عندما كان طالب شارك بالأزهر في ثورة
الطلاب ضد الاحتلال، وكان مطارد بتهمة العيب في الذات الملكية من رجال المباحث بعد
ان القي ضد الملك خطبة.
وقد عمل لفترة طويلة من حياته استاذ بجامعة الملك عبد
العزيز ال سعود بالرياض بعد تخرجه من الازهر.
وفي الـ 21/7/1975 تعين مديراً عاماً لمكتب وزير شئون
الازهر، ثم ترقي لوكيل لوزارة شئون الازهر للشئون الثقافية بعدها بخمس سنوات، ثم بعد
ذلك أصبح وزيراً للأوقاف وظل فيها حتي عام 1978 ثم استقال من منصبه احتجاج منه على
البعض من القوانين التي رآها مخالفه لروح الشريعة الإسلامية.
المكتبة الاسلامية ثرية بالعديد من مؤلفاته وابرازها
(تفسير القران الكريم)، وكان يعقد المؤتمرات والندوات الدينية والمحاضرات بكل
العواصم بالعالم ليحمل رسالة الاسلام وكان يدعوا فيها الى السلام.
أمير الشعراء : أحمد شوقي :
اسمه احمد شوقي علي ويعتبر من رواد القرن العشرين، لقب
بأمير الشعراء بعد ان جاءت إليه من مختلف الدول العربية وفوداً كي تبايعه وذلك كان
في عام 1927 ليصبح أمير شعراء العرب، مئات من الكتب عنه وعديد من الدراسات
الأدبية، وكتب عنه أغلب الأدباء والنقاد ما لم كتب لغيره من مدح أسلوب شعره، إنه
رائد الشعر العربي بالعصور الحديثة.
وقدم للمكتبة العربية الكثير من دواوينه الشعرية وقصائده
ومسرحياته ورواياته، ومن أعماله البارزة الشوقيات وقد صدرت على أربعة أجزاء،
ومسرحيات مثل: علي بك الكبير ومجنون ليلي ومصرع كليوباترا ونهج البردة وقمبيز
والعديد من الأعمال التي ما زالت محتفظة بمكانتها بوسط والأدب الفكر العربي.
هدي شعراوي :-
وهي هدي محمد سلطان باشا، ولدت بـ المنيا في 23/6/1879
وتزوجت وهي في الـ 13 من عمرها، من ابن عمتها الثري الوجيه علي شعراوي باشا، وهو
واحداً من اركان الحركة السياسية بهذا الوقت، وفي عام 1923 قامت بتشكيل الاتحاد
النسائي المصري، فكانت مشاركة في اول مؤتمرات الاتحاد النسائي العالمي.
وأنها السبب بقانون تحديد السن كحد ادني السادسة عشر
للزواج بالنسبة للفتيات اختيرت لتكون نائبة رئيس الاتحاد النسائي الدولي عام 1935
بمؤتمر اسطنبول.
ولها العديد من مواقفها الوطنية المشرفة، فهي من اتهمت
الانجليز بأنهم الذين ادخلوا الكوليرا لمصر، كما انها اول سيدة عربية تخرج للتظاهر
ضد الاحتلال، وطالبت بقوانين جديدة من اجل حرية المرأة.
وكرمت بكل انحاء العالم فقد حصلت على الوشاح الاكبر من
الملك فاروق من نيشان الكمال، كما انعم عليها بميدالية الاستحقاق اللبنانية
الفخرية من رئيس الجمهورية اللبنانية، واهداها أيضاً رئيس الجمهورية السورية
لنيشان الاستقلال المرصع لأنها كانت اول سيدة قد حصلت على هذا النيشان.
وتوفيت هدى شعراوي في 13/12/1947 وحضر جنازتها عديداً من
رؤساء الدول والملوك وقد كتب الشعراء فيها العديد من قصائد الرثاء.
مصر ولادة العظماء، والمفكّرين، والعلماء، والقادة، يشهد
لها تاريخها، وحضارتها عظمة أبنائها الذين قدّموا لها إنجازات خُلّدت في صفحات
الكتب، والمجلدات، وفي قلوب المصريين، والعالم العربي، والغربي ككل.
سوف أعرض بعضاً من فيض العظمة المصرية المتمثلة في
إنجازات العظماء من القادة، والأدباء، والمفكرين الذين تعاقبوا على مصر، وحفروا
بحروفٍ من ذهب أسماءهم في قلب التاريخ العربي المعاصر.
عظماء مصر في سطور
أول رئيس لمصر ( محمد نجيب)
اللواء أركان حرب محمد نجيب (19 فبراير 1901 - 28 أغسطس
1984) سياسي وعسكري مصري، أول رئيس لجمهورية مصر بعد إنهاء الملكية وإعلان
الجمهورية في (18 يونيو 1953)، كما يعد قائد ثورة 23 يوليو 1952 التي انتهت بعزل
الملك فاروق ورحيله عن مصر.[6] تولى منصب رئيس الوزراء في مصر خلال الفترة من (8
مارس 1954 ـ 18 أبريل 1954)، وتولى أيضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة
المصرية ثم وزير الحربية عام 1952.
ولد محمد نجيب بالسودان، والتحق بـكلية غردون ثم
بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918، ثم التحق بالحرس الملكي عام 1923. حصل على
ليسانس الحقوق في عام 1927 وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليها. حصل على
دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات
العليا في القانون الخاص عام 1931.
في ديسمبر 1931 رقي إلى رتبة اليوزباشي (نقيب) ونقل إلى
سلاح الحدود عام 1934 في العريش، ثم أصبح ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش
المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، وقد أسس مجلة الجيش المصري عام 1937 ورقي
لرتبة الصاغ (رائد) في 6 مايو 1938. قدم محمد نجيب استقالته عقب حادث 4 فبراير
1942 الذي حاصرت فيه الدبابات البريطانية قصر الملك فاروق لإجباره على إعادة مصطفى
النحاس إلى رئاسة الوزراء، وقد جاءت استقالته احتجاجاً لأنه لم يتمكن من حماية
ملكه الذي أقسم له يمين الولاء، إلا أن المسؤولين في قصر عابدين شكروه بامتنان
ورفضوا قبول استقالته. رقي إلى رتبة القائمقام (عقيد) في يونيو 1944. وفي تلك
السنة عين حاكماً إقليمياً لسيناء، وفي عام 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينة في
العريش. ورقي لرتبة الأميرالاي (عميد) عام 1948.
شارك في حرب فلسطين عام 1948 وأصيب 7 مرات، فمنح نجمة
فؤاد العسكرية الأولى تقديراً لشجاعته بالإضافة إلى رتبة البكوية، وعقب الحرب عين
مديرا لمدرسة الضباط، وتعرف على تنظيم الضباط الأحرار من خلال الصاغ عبد الحكيم
عامر، وفي 23 يوليو عام 1952 نفذت الحركة خطة يوليو والتي سميت بـ(الحركة التصحيحية)
وانتهت بتنازل الملك فاروق عن العرش لوريثه ومغادرة البلاد، وفي عام 1953 أصبح
نجيب أول رئيس للبلاد بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية.
عباس
محمود العقاد :
عباس محمود العقاد (و. 28 يونيو 1889 - ت. 12 مارس 1964)
شاعر ووكاتب وناقد مصري.
عُرف العقاد منذ صغره بنهمه الشديد في القراءة، وإنفاقه
الساعات الطوال في البحث والدرس، وقدرته الفائقة على الفهم والاستيعاب، وشملت
قراءاته الأدب العربي والآداب العالمية فلم ينقطع يومًا عن الاتصال بهما، لا يحوله
مانع عن قراءة عيونهما ومتابعة الجديد الذي يصدر منهما، وبلغ من شغفه بالقراءة أنه
يطالع كتبًا كثيرة لا ينوي الكتابة في موضوعاتها حتى إن أديباً زاره يوماً، فوجد
على مكتبه بعض المجلدات في غرائز الحشرات وسلوكها، فسأله عنها، فأجابه بأنه يقرأ
ذلك توسيعاً لنهمه وإدراكه، حتى ينفذ إلى بواطن الطبائع وأصولها الأولى، ويقيس
عليها دنيا الناس والسياسة.
وكتب العقاد عشرات الكتب في موضوعات مختلفة، فكتب في
الأدب والتاريخ والاجتماع مثل: مطالعات في الكتب والحياة، ومراجعات في الأدب
والفنون، وأشتات مجتمعة في اللغة والأدب، وساعات بين الكتب، وعقائد المفكرين في
القرن العشرين، وجحا الضاحك المضحك، وبين الكتب والناس، والفصول، واليد القوية في
مصر.
ووضع في الدراسات النقدية واللغوية مؤلفات كثيرة، أشهرها
كتاب "الديوان في النقد والأدب" بالاشتراك مع المازني، وأصبح اسم الكتاب
عنوانًا على مدرسة شعرية عُرفت بمدرسة الديوان، وكتاب "ابن الرومي حياته من
شعره"، وشعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي، ورجعة أبي العلاء، وأبو نواس
الحسن بن هانئ، واللغة الشاعرية، والتعريف بشكسبير.
وله في السياسة عدة كتب يأتي في مقدمتها: "الحكم
المطلق في القرن العشرين"، و"هتلر في الميزان"، وأفيون
الشعوب"، و"فلاسفة الحكم في العصر الحديث"، و"الشيوعية
والإسلام"، و"النازية والأديان"، و"لا شيوعية ولا
استعمار".
وهو في هذه الكتب يحارب الشيوعية والنظم الاستبدادية،
ويمجد الديمقراطية التي تكفل حرية الفرد، الذي يشعر بأنه صاحب رأي في حكومة بلاده،
وبغير ذلك لا تتحقق له مزية، وهو يُعِدُّ الشيوعية مذهبًا هدَّامًا يقضي على جهود
الإنسانية في تاريخها القديم والحديث، ولا سيما الجهود التي بذلها الإنسان
للارتفاع بنفسه من الإباحية الحيوانية إلى مرتبة المخلوق الذي يعرف حرية الفكر
وحرية الضمير.
وله تراجم عميقة لأعلام من الشرق والغرب، مثل "سعد
زغلول، وغاندي وبنيامين فرانكلين، ومحمد علي جناح، وعبد الرحمن الكواكبي، وابن
رشد، والفارابي، ومحمد عبده، وبرنارد شو، والشيخ الرئيس ابن سينا".
وأسهم في الترجمة عن الإنجليزية بكتابين هما "عرائس
وشياطين، وألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي".
نجيب محفوظ :
روائي، وكاتب مصري، دوّن بقلمه العديد من الأعمال
الروائية والكتب الأدبية الواقعية، والتي جعلت منه منارةً ثقافية، وأدبيّة لكل
أبناء الوطن العربي، والعالم. عاش في فترة ما بين عام ألف وتسعمئة وأحد عشر إلى
عام ألفين وثمانية، وترك إرثاً روائياً وثقافياً ومخزوناً أدبياً عظيماً لا يزال
يشهد له حتذى الآن. حصل الروائي نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، وكان أوّل
عربي يحصل على هذه الجائزة آنذاك، من أعمالة الروائية: بين القصرين، وعبس الأقدار،
وخان الخليلي، وقصر الشوق، والحب فوق هضبة الهرم.
أحمد زويل :
عالم وبروفسور كيميائي مشهور على مستوى العالم، مواليد
القاهرة سنة ألف وتسعمئة وستة وأربعين، أبدع في مجال العلوم الحيويّة والكيميائية،
وصمّم ميكروسكوب لتصوير أشعة الليزر في جزء من الثانية، كما استطاع تطوير نظامٍ
ليزريّ لتصوير حركة الذرات في التفاعل الكيميائي وطريقة التحامها معاً ضمن التفاعل
الكيميائي القائم. أحمد زويل من العلماء الذين أثّروا في النهضة الغربية؛ حيث قام
بنشر حوالي ثلاثمئة وخمسين بحثاً علمياً في المجلّات العلمية المتخصصة بالكيمياء،
وعلوم الفيزياء، وضمّ إلى قائمة أهم العلماء في العالم مع علماء عظام أمثال: أينشتاين،
وأديسون، وحصل على جائزة نوبل في العلوم سنة ألفٍ وتسعمئة وتسعة وتسعين لأبحاثه في
مجال الكيمياء المتقدمة.
ريادة
مصر تكون بعملها وانتاجها وساعد أبنائها:
عندما
حثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي إتقان العمل بقوله إن الله يحب إذا عمل
أحدكم عملا أن يتقنه فإنه رفع منزلة الإتقان إلي أسمي المنازل وجعله سبيل رضوان
الله وحبه,
وجعلنا نتدبر وندرك أنه أساس نهضة الأمة, وعلو
شأنها, واستقامة حياتها, فهو الذي ينفع الناس ويقيم البناء القوي الشامخ, والمجتمع
الصالح الظافر, وهو دليل علي الحرص علي أداء الواجب كاملا في العمل, واستنفاد
الجهد في ابلاغه تمام الإحسان, كما أنه برهان واضح علي إخلاص المرء لشغله وعنايته
بإجادته, وعدم استهانته بما كلف به, وعدم تفريطه في حقوق وطنه.
واهتمام
المصطفي صلي الله عليه وسلم باتقان العمل يؤكد أنه مسلك قويم لكل اصلاح, وضمان قوي
لكل تقدم, وثروة عريضة من الشرف تسعي إلي صيانة الحياة, وإسعاد الأحياء بثمرة طيبة
دانية للإيمان الطاهر والعمل الصالح, وتوجيه كريم يجمع الفضل والنبل, وينشد الكمال
في نسقه العالي وتغليبه علي كل شيء في الحياة, إن من الواجب علي كل عامل أن يجود
عمله, ويبذل كل جهده, لإحسانه وإحكامه, ولا ينسي أن الله يراقبه في عمله, ويراه في
مصنعه وفي مزرعته وفي أي مجال من مجالات سعيه, وأنه سبحانه كتب الإحسان علي كل شيء
وسوف يري العمل ورسوله والمؤمنون حيث يقول: وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله
والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.
إن
الاتقان لا يكون في شيء الا زانه, ولا ينزع من شيء إلا شأنه, والمتقن فاضل محسن
راسخ شامخ, يشع ضياء الحق علي قلبه, ويمتد نور الهدي إلي فكره, ويقوم بفضائل لا
ترقي اليها شبهة, ولا يبتعد مهما حدث عن الصراط المستقيم, ولا يشرد عن الحقائق
التي لابد من التزامها, وعمله الصادق المخلص الذي لا هوي معه محاط بالتقوي, مؤيد
بالحق, حريص علي حقوق الله وحقوق الناس, حارس لشتي الأعمال من دواعي التفريط
والتقصير والاهمال معتصم بالفضيلة ووضع كل شيء في مكانه الجدير به واللائق له, وهو
يعرف ربه ويذكر حقه كما يعرف أنه سوف يسأل يوم القيامة عن عمله, قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم: لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع: عن عمره فيم
أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن عمله ماذا
عمل فيه؟.
ولاشك
في أن وطننا الحبيب يطالب الجميع بالإتقان حتي ينهض. ويحقق آماله, ويريد من كل
عامل في مصر أن يزكي قلبه بالاخلاص, وينقي لبه بالإحسان, ويعلم أنه لن تعلو عندها
مرتبته إلا بحسن العمل وجودة الانتاج, وسلامة الصنع ونبل المقصد ويجب دائما إجلال
المتقين, فهم أبرار مخلصون, قلوبهم مصابيح الهدي والطهر, وعملهم نقي من الشوائب
والعطوب والآفات, متجرد من مواطن الزلل وخداع الناس يتحري الصدق في كل شيء ويعتصم
بالعمل الصالح وثوابه الجزيل الذي ينادي: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا
نضيع أجر من أحسن عملا صدق الله العظيم.
أشهر القصائد والأناشيد التي قيلت عن مصر
لنشيد الوطني المصري القديم (1929-1936)
اسْلَمِي يا مِصرُ إنَّني الفِدا ذِي يَدِى إنْ مَدَّتِ
الدُّنيا يَدا
أبداً لنْ تَسْتَكِينِ أبدا إنَّني أَرْجُو مع اليومِ
غَدَا
وَمَعي قلبي وعَزْمي للجِهَاد ولِقَلْبِي أنتِ بعدَ
الدِّينِ دِيْن
لكِ يا مِصْرُ السلامة وسَلامًا يا بلادي
إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي/ واسْلَمِي
في كُلِّ حين
أنا مِصْرِيٌّ بناني من بنى هرمَ الدَّهرِ الذي أَعْيا
الفَنا
وَقْفَةُ الأهرامِ فيما بَيْنَنَا لِصُروفِ الدَّهرِ
وَقْفَتي أنا
في دِفَاعِي وجِهَادِى للبلادِ لا أَمِيلُ لا أَمَّلُّ
لا أَلِيْن
لكِ يا مصرُ السَّلامة وسَلامًا يا بلادي
إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي/واسْلَمِي
في كُلِّ حين
النشيد الوطني المصري الحالي
تبدل النشيد الوطني المصري عدة مرات، ليستقر أخيراً على
قصيدة (بلادي بلادي)، حيث اعتمدت قصيدة الشاعر المصري محمد يونس القاضي، كنشيدٍ
وطني لجمهورية مصر العربية عام 1978، في عهد الرئيس المصري أنور السادات.
كما قام على تلحينه، وتوزيعه، الموسيقار المصري محمد عبد
الوهاب، ومن كلمات النشيد:
بِلادي بِلادي بِلادي، لَكِ حُبِّي وفُؤادي
مصر يا أمَّ البلادْ، أنتِ غَايتي والمرادْ/ وعلى كلِّ
العبادْ، كَمْ لنيلكِ مِن أيَادي
مِصرُ أنتِ أغلى دُرَّة فوقَ جَبينِ الدهرِ غرَّة/ يا
بِلادي عِيشي حُرَّة واسلَمي رَغمَ الأعادي
مِصرَ يا أرضَ النَعيمْ سَدَّت بالمـجدِ القَديمْ مقصَدي
دَفعُ الغريمْ وعلى الله اعتِمـادي
مِصرُ أولادكِ كرِامْ أوفياءٌ يرعوا الزِمام/ نحنُ حَربٌ
وسلامْ وفِداكِ يِا بلادي
أشعار أحمد شوقي في حب مصر
أحمد شوقي (1868-1932)؛ الملقب بأمير الشعراء، يعتبر
واحداً من أبرز الشعراء العرب، وأقدرهم على البيان، كما أنَّ له قصائد عدة في حب
مصر، نذكر منها:
جعلنا مِصْرَ مِلَّةَ ذي الجَلالِ وألفنا الصّليبَ على
الهِلالِ
وأقبلنا كَصفٍّ مِن عوالِ يشدُّ السَّمْهَرِيُّ
السَّمْهَرِيّا (السمهري الشديد من الأوتار)
نرومُ لمصرَ عزًّا لا يرامُ يَرِفُّ على جَوانِبهِ
السَّلامُ
وينعَمُ فيه جيِرانٌ كِرامُ فلنْ تَجدَ النَّزيلَ بنا
شَقيَّا
نَقومُ على البنايةِ محسنينا ونعهَدُ بالتَّمامِ إلى
بَنينا
إليْكِ نَموتُ ـ مِصْرُ ـ كما حَيينا ويَبقى وجهُكِ
المفديُّ حيَّا
شوقي يستسقي ماء النيل
يا ساكني مِصرَ إنّا لا نَزالُ على عَهْدِ الوَفاءِ وإنْ
غِبْنا مُقِيمِينَا
هَلَّا بَعَثتُمْ لنا مِن ماءِ نَهرِكُمُ شيئاً نَبُلُّ
به أَحْشاءَ صادِينَا
كلُّ المَناهِلِ بَعدَ النِّيلِ آسِنَةٌ ما أَبْعَدَ
النِّيلَ إلاّ عَنْ أَمانِينَا
أمير الشعراء مشتاقاً لمصر
وَطَنِي لَوْ شُغِلْتُ بالخُـلْدِ عَنـــــــْه
نَازَعَتْنِي إلَيْه في الخُــــلْدِ نفْسِي
وَهَفا بالفؤادِ في سَــلْسَبِيــــــــــلِ ظَمَـــــأٌ
للسَّــــوادِ من عَيْنِ شَمْسِ
شَهِدَ الله
لَمْ يَغِبْ عَنْ جفـــوني شَخْصُهُ سَاعــــةً ولَمْ يَخْلُ حِسي
قصيدة
الشاعر ( حافظ إبراهيم ) مصر تتحدث عن نفسها :
وَقَفَ
الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً كَيفَ
أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي
وَبُناةُ
الأَهرامِ في سالِفِ الدَه رِ
كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي
أَنا
تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَر قِ
وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي
أَيُّ
شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ النا سَ
جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي
فَتُرابي
تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ وَسَمائي
مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ
أَينَما
سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ عِندَ
زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ
وَرِجالي
لَو أَنصَفوهُم لَسادوا مِن كُهولٍ
مِلءِ العُيونِ وَمُردِ
لَو
أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا مُعجِزاتِ
الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ
إِنَّهُم
كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ
فَإِذا
صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها كُنَّ
كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ
أَنا
إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي لا
تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي
ثورة 25 يناير
الثورة المصرية 2011، ثورة 25 يناير، يوم الغضب، سلسلة
من المظاهرات في مختلف محافظات مصر بدأت في يوم 25 يناير 2011 الذي يتزامن مع
الاحتفال بعيد الشرطة. وقامت المظاهرات تنديدا بقمع الشرطة، وقانون الطوارئ،
البطالة، رفع الحد الأدنى من الأجور الأساسية، أزمة المساكن، إرتفاع أسعار المواد
الغذائية، الفساد، سوء الظروف المعيشية.[9] ودعت المظاهرات بشكل أساسي إلى إسقاط
نظام الرئيس حسني مبارك، الذي تولى السلطة من 30 عام.
في 11 فبراير، أعلن نائب الرئيس عمر سليمان تنحي مبارك
عن منصب الرئاسة وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة ادارة شئون البلاد.
وحسب المصادر
الرسمية فقد غادر مبارك وعائلته القاهرة متجها إلى منتجع شرم الشيخ قبيل إعلان
تنحيه.
ثورة 30 يونيو :
لم تكن ثورة 30 يونيو 2013 علامة فارقة في تاريخ مصرفقط
بل قلبت الموازين والحسابات العالمية التى خططت لتغيير خريطة الشرق الاوسط مرة
اخرى على غرار ماحدث قبل مائة عام فى اتفاقية سايكس بيكو .
فجاءت استعادة للدولة المصرية التي تعرضت لمحاولة إعادة
تشكيل هويتها وطابعها الفكري والثقافي، خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى
التي اتسمت بالتخبط وعدم القدرة على اتخاذ القرار السليم في القضايا الداخلية
والخارجية، واتباع سياسة التهميش والإقصاء للقوى المدنية والليبرالية، ونشر خطاب
الكراهية والتفرقة بين المجتمع، مما أدى في نهاية المطاف الى خلق حالة من عدم
الثقة بين النظام والقوي السياسية والمجتمعية.
عام وثلاثة أيام فقط قضاها في الحكم الرئيس محمد مرسى ،
لكنه ارتكب خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب في خلال هذه المدة
الزمنية الضائعة من عمر مصر والتي كانت البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم
للبناء والتقدم والنمو والاستقرار.
ولم ينتظرالشعب اكثر من ذلك فخرج عن بكرة ابيه لينهى حكم
جماعة الاخوان التى كشفت عن نواياها فى تحقيق مخطط حلم الخلافة .
وما إن استشعر الشعب المصري بأن هناك خطراً يحيق بالوطن،
وأن الرئيس الأسبق وجماعته باتا يشكلا تهديداً خطيراً للسلم والأمن العام فى
المجتمع المصرى. أطلق الشعب المصري ثورته في 30 يونيو ، ليصنع تاريخه من جديد،
ودوت في جميع ميادين القاهرة والمحافظات هتافات موحدة لملايين المتظاهرين التي
أعلنت تمردها، وطالبت بسحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة .
الخاتمة :
تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية حيث أبدع الإنسان
المصري وقدًّم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم.
حضارة رائدة في ابتكاراتها وعمائرها وفنونها حيث أذهلت
العالم والعلماء بفكرها وعلمها، فهي حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان
المصري وتركت في عقله ووجدانه بصماتها. لقد كانت مصر أول دولة في العالم القديم
عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء
حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التي صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة
الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة في العالم
لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أُما للحضارات
الإنسانية. إن لمصر دورها الحضاري والتاريخي والديني حيث كانت المكان الذي احتضن
الأنبياء، والأرض التي سارت خطواتهم عليها، فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه
السلام وتزوج من السيدة هاجر، وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيرا وتبعه
إليها أبوه يعقوب، ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وموسى عليه السلام على أرضها،
وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح طفلاً ويوسف
النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة في أرضها، وقد اختار الله سبحانه وتعالى مصر
بالذات لتكون الملجأ الحصين الذي شاءت السماء أن يكون واحة السلام والأمان على
الدوام وملتقى الأديان السماوية. لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر
مهدا للحضارة الفرعونية، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة
القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية.
ولقد اتسم شعب مصر على طول التاريخ بالحب والتسامح والود
والكرم الذي تميز به هذا الشعب حيث امتزج أبناء مصر في نسيج واحد متين.