المقدمة :-
لقد
شهدت العلاقات الدولية العديد من الحروب التى تختلف من حيث طبيعتها وطبيعة أطرافها
، الأمر الذى أدى إلى وجود أنواع مختلفة من الحروب ومع التطور التكنولوجي خاصة في
المجال العسكري أصبح هناك أربعة أجيال من الحروب تتطور بشكل كبير من فترة زمنية
إلى أخرى.
الجيل
الأول من الحروب: هي
التى كانت سائدة في الحروب القديمة وتعنى وجود جيشين نظاميين يواجههان بعضهما
البعض باستخدام تكتيكات خطية وعمودية ويستخدمون السيوف كأداه عسكرية.
الجيل
الثانى من الحروب: تم
تطوير هذه الحرب على يد الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى ، فتتطورت
الأدوات المستخدمة بدلاً من استخدام السيوف مثل حروب الجيل الأول فأصبحوا يستخدمون
المدفعية والطائرات وذلك بسبب التطور التكنولوجي الذي حدث في تلك الفترة، كما أنه
يعتمد على تكتيكات منضبطة ومازال يعتمد على العنصر البشري في الحرب، ومن أمثلة ذلك
النوع :” الحرب العالمية الأولى “
الجيل
الثالث من الحروب: لقد
ظهر هذا النوع على يد الجيش الألمانى، حيث يتميز ذلك النوع بالسرعة الفائقة وعنصر
المفاجأة ، وتم استخدام الطائرات والدبابات وأدوات التجسس والهجوم من الخلف بدلاً
من المواجهة المباشرة التى كانت تتميز بها الأجيال السابقة من الحروب، كما لديها
القدرة على نقل المعارك إلى الأرض
الجيل
الرابع من الحروب:
تعتبر
فكرة تلك الحروب ليست جديدة حيث تحدث عنها المفكر الصيني ” صن تزو” قائلاً إنه من الصعب
أن تدخل في حروب ضد قوة عسكرية أقوى بنفس الأسلحة المتناظرة، ومن ثم يجب البحث عن
أساليب مختلفة لإستخدامها بهدف إلحاق الخسائر بالقوة الكبرى، وفي رأيه يتمثل هذا
الأسلوب في استهداف وحدة المجتمع حيث عندما يتم تحطيم التماسك الاجتماعى سيؤدي إلى
تحطيم القوة العسكرية.
وتعود
جذور ذلك النوع من الحروب إلى الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية
والأتحاد السوفيتى ، حيث استخدما أساليب حديثة في القتال تعتمد الحروب السرية عبر
الأفراد والجماعات المدربة لإحداث اضطرابات في الدول والقيام بعمليات إرهابية،
فلقد قامت الولايات المتحدة بدعم تنظيم القاعدة ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان،
كما استطاعت القوات الفيتنامية في حرب فيتنام أن تهزم الولايات المتحدة التى
تعتبرأقوى جيش في العالم وإلحاقه بالخسائر البشرية والمادية وهذا خير مثال لحروب
الجيل الرابع حيث استطاعت قوى ضعيفة من تكبد الخسائر لقوة أكبر، وتعتبر
أحداث 11سبتمبر مثالأ أخر على تلك الحروب حيث توضح مدى قدرة قوة غير نظامية
والمتمثلة في تنظيم “القاعدة” في استهداف البرج التجاري الأمريكي وإلحاق الخسائر
بالولايات المتحدة واستهدافها في عقر دارها.
الفصل
الأول:
أولا
/ مفهوم هذه الحروب :-
لقد
ظهر مفهوم ” حروب الجيل الرابع ” في أواخر الثمانيات وأصبح واضحاً بعد الحرب
الأمريكية للعراق وذلك لإن الولايات المتحدة بعدما تكبدت خسائر فادحة مادياً
وبشرياً نتيجة إطالة هذه الحرب، تعلمت أنه من الضرورى عدم التدخل في مواجهات
مباشرة مع أعدائها بل تكون المواجهات بشكل غير مباشر
يطلق
على حروب الجيل الرابع ” الحروب اللامتماثلة ” أو “الحروب الغير متكافئة” والتى
تعنى وفقاً لأنطونيو إتسيفاريا – الأكاديمى العسكري الأمريكي – بأنها ” تلك
الحروب التى تعتمد على نوع من التمرد التى تستخدم فيه القوات غير النظامية كل
الوسائل التكنولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بهدف إجبار العدو – الذي
يمثل قوة نظامية- على التخلى عن سياسته وأهدافه الاستراتيجية
“. أما
ماكس مايورانيج -المحاضر في معهد الدراسات الاستراتيجية
بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى- فيعرف تلك الحروب بإنها تلك الحرب التى تكون
بالإكراه وتعمل على إفشال الدولة ثم فرض واقع جديد يراعى المصالح الأمريكية
ويتم زعزعة الاستقرار.
ثانيا:-أهداف
حروب الجيل الرابع :
لاتهدف
تلك الحروب إلى تحطيم المؤسسة العسكرية أو القضاء على قدرة الدولة .
ولكن
تهدف إلى إنهاك قوة الدولة المعادية والتآكل البطئ في إرادتها من أجل إجبارها على
تنفيذ ما تريده القوة التى تستخدم هذا النوع من الحروب.
كما
تهدف إلى إفشال الدولة من خلال عمليات بطيئة تنفذ في الدول المعادية بحيث يصبح
هناك جزء من أرض تلك الدولة لم يقع تحت سيطرتها، ومن ثم سيسهل ذلك سيطرة الجماعات
الارهابية على هذه المنطقة ويطلقون من خلالها العمليات الارهابية لضرب الدول
المعادية مثل ضرب المرافق الاقتصادية وخطوط المواصلات أي ضرب المؤسسات الحيوية
لإضعاف قوتها.
كما
تعمل على خلق حالة من التعقيد السياسي سواء على مستوى المنظمات الدولية التى تقوم
بمهام مختلفة أو محلية .
بالإضافة إلى أن هذه الحرب من الناحية السياسية
يمكن أن تؤثر على جوانب مختلفة فمثلاً أن موقف الأمني في بلد ما له تأثير مباشر
على قدرة الدولة في الحصول على قروض، وهو ما يعطى حروب الجيل الرابع طرقاً مختلفة
للتأثير على موقف الدولة أو القيام بفعل تمهيدي كافِ للتأثير على الحالة المالية
للدولة المستهدفة وتشجيعها على المفاوضات، ومن ثم فالهدف هو إحداث حالة من الشلل
في العملية السياسية للدولة المستهدفة.
كما
تهدف التنظيمات التى تقوم باستخدام مثل هذه الحروب إلى تحقيق نجاح سياسي وليس
عسكري، وتركز على تغيير عقول صناع القرار أي تغيير أراء وسياسات صانعى القرار في
الاتجاه الذي يرغب فيه الخصم وذلك من خلال الضغط النفسي والإعلامى.
الفصل
الثاني :-
أولا:-عناصر
حروب الجيل الرابع
1-الإرهاب
.
2-قاعدة
إرهابية غير وطنية أو متعددة الجنسيات .
3-حرب
نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام والتلاعب النفسي .
4-تستخدم
كل الضغوط المتاحة - السياسية والأقتصادية والاجتماعية والعسكرية .
5-استخدام
تكتيكات حروب العصابات والتمرد .
ثانيا:-خصائص
وسمات حروب الجيل الرابع :
تتسم
تلك الحروب بوجود جماعات وأفراد لايرتبطون مباشرة بالدولة ويعملون داخل الدولة
المعادية المراد استهدافها ومن الصعب الكشف عنهم ، وتعمل تلك الجماعات والأفراد
بشكل مشتت على أرض الدولة المعادية فهي تتم على نطاق واسع وغير محدد المساحة
الجغرافية وذلك على عكس الحروب التقليدية التى يكون مسرح العمليات فيها معروف
للطرفين “الجيشين النظاميين”. كما يتم استخدام الوسائل التكنولوجية والفكرية
والاقتصادية ويلجأ الطرف الأضعف إلى استخدام الوسائل التكنولوجية لحسم الحرب
لصالحه وذلك على عكس الحروب التقليدية التى يستخدم فيها الاسلحة التقليدية وبطرق
مباشرة. كما تستغرق تلك الحروب فترات طويلة نظراً لأعتمادها على تكتيكات حرب
العصابات والمثال الواضح لتلك السمة هو الحرب على الارهاب.
لا
تقتصر أهداف تلك الحرب على المنشأت العسكرية أو المقاتلين ولكنها تشمل مجموعة
واسعة من الأهداف التى لها أهمية سياسية واقتصادية واجتماعية حيث يتم استهداف نقاط
الضعف للخصم المستهدف. وتعتبر الهجمات الغير متكافئة أكثر توتراً وأكثر إبداعاً
وأكثر ضرراً نظراً لإستخدام وسائل تكنولوجية حديثة مثل: قرصنة مواقع الألكترونية لمؤسسات
الدولة المعادية فيتم نشر الفيروسات التى تدمر أجهزة الدولة واختراق شبكة
المعلومات والتجسس الإلكترونى والإرهاب الإلكترونى، واستخدام طائرات بدون طيار
وسيارات مفخخة ، فالمستهدف من تلك الهجمات الارهابية هما السلطة الحاكمة والسكان
معاً وذلك على عكس الحروب التقليدية التى يكون المستهدف الجيش والسلطة الحاكمة.
تتمثل
السمات الاجتماعية لتلك الحروب في تدهور فكرة الدولة وتعاظم حالة من الولاء
لثقافات بعينها في العالم أسره وهذا يؤدي إلى إضعاف التجانس المجتمعي ويتفاقم
الأمر في الدول ذات المجتمعات المنفتحة.
كما
انتهت احتكار الدولة للحرب ويتم استغلال المسؤلية السياسية للدول تجاه مواطنيها
لتطوير استراتيجيات لإجبار الدولة على انتهاج سلوك سياسي معين وتشجيع ظهور كيانات
من غير الدول مثل: القبائل أوالجماعات العرقية أوالدينية أوالمذهبية.
لقد لعبت العولمة دور كبير في التأثير على تلك
الحروب حيث ساعدت في انتشار الجماعات الارهابية على نطاق واسع واستخدامهم للأساليب
غير التقليدية لمواجهة الأمن والسلم الدوليين، وقامت بالاستفادة من توظيف الأدوات
التى نتجت عن العولمة وخاصة في مجال التقدم التكنولوجي حيث عملت على توفير شبكات الانترنت
لتسهل عملية التواصل فيما بينها ، كما تقوم باستخدام وسائل الاعلام المختلفة
للترويج إلى أفكارها وتستخدم بهدف شن حروب نفسية على سكان المناطق المستهدفة مثل
نشر فيديوهات على موقع يوتيوب أو مواقع التواصل الاجتماعي أو موقع خاص بالجماعات
الارهابية على الانترنت.
ثالثا:-الأدوات
المستخدمة في حروب الجيل
الرابع:
هناك
العديد من الأدوات التى يتم اللجوء إليها في تلك الحرب منها: الإرهاب والتظاهرات
بحجة السلمية، الإعتداءات على منشأت عامة.
ومنهاالتمويل
غير المباشر لإنشاء قاعدة إرهابية غير وطنية داخل الدولة بحجج دينية أو عرقية.
ومنها
التهيئة لحرب نفسية من خلال الإعلام والتلاعب اللفظي، واستخدام محطات فضائية تعمل
على تزوير الحقائق والصور، وكذلك استخدام وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ومن
بينها مواقع التواصل الاجتماعي facebook و twitter ,.
ومنها
استخدام تكتيكات حرب العصابات، ضرب طبقات المجتمع بعضها البعض. حيث بعد أن تعرضت
الولايات المتحدة الأمريكية إلى انخفاض في شرعيتها الدولية بشكل ملحوظ بعد تورطها
في العراق والسياسة العدوانية التى تم استخدامها الرئيس “جورج بوش الابن” مما أدى
إلى معارضة الرأى العام العالمى والمحلى، وعندما أتت إداره “أوباما” لم تستطع
تطبيق مشروع الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، ومن ثم تم الاعتماد على الحروب غير
النظامية لزعزعة الاستقرار وإفشال الدولة.
القصل
الثالث:-
أثر
حروب الجيل الرابع علي الأمن القومي العربي:-
ويتناول
هذا الفصل مبحثيين:-
المبحث الأول: انعكاسات تنظيم الدولة الاسلامية
على الأمن القومى العربي والذي يتناول فيه تأثير ذلك التنظيم على سوريا والعراق
ومصر وليبيا ودول الخليج ،
المبحث الثانى: ردود الأفعال الدولية والاقليمية
على تمدد التنظيم والذي يتناول فيه التحالف الدولى لمواجهة ذلك التنظيم وموقف
جامعة الدول العربية.
المبحث
الأول
انعكاسات
تنظيم الدولة الاسلامية على الأمن القومى العربي
يعتمد
تنظيم الدولة الاسلامية على الجانب النفسي من خلال الحرب الإعلامية إلى جانب
قدراته العسكرية التى توصف بإنها وحشية – والتى لا تمت للإسلام بصلة – والذي استطاع السيطرة على كثير من الأراضي
العراقية والسورية، وهناك عوامل أخرى سهلت من انتشاره وهى الموارد المالية الهائلة
التى مكنته من زيادة تسليحه وممتلكاته، والاستفادة القصوى من الضباط العراقيين
السابقين بالجيش العراقي الذي تمكن من الإنضمام إليه أثناء الإحتلال الأمريكي مما
أكسبه خبرة عسكرية بالإضافة إلى إعتماده على العمل المسلح. ويعامل سكان المناطق
التى يسيطر عليها معاملة سيئة خاصة الأقليات سواء كانوا يزيديين أو مسيحيين فإما
يجبروهم على الدخول في الاسلام عنوةً أو قتلهم أو سبي نسائهم وخطف الأطفال وبيعهم
في الأسواق أو دفع جزية، ومن ثم يعتبر مصدر تهديد الجماعات التى عاشت مستقرة منذ
آلاف السنيين.[75]
يعتبر
التنظيم الديمقراطية دين كفر ويرفض الانتخابات والأحزاب والمشاركيين فيها، وبذلك
فهو يتحدى الغرب الذي يعتبرهم دار كفر الذين فرضوا ذلك النظام بعد الحرب العالمية
الثانية، ومن ثم قاموا بإعلان دولة الخلافة وتعيين “البغدادى” خليفة للمسلمين ،
ومن ثم فيمثل ذلك تمرد على النظم العربية.
أولاً:
انعكسات التنظيم على الأمن القومى العراقى والسورى:
ومن
المعلوم أن بدايات ظهور ذلك التنظيم في العراق عام 2003 حيث كان يحارب القوات
الأمريكية التى احتلت العراق ثم تحول هدفه إلى استهداف مؤسسات الدولة العراقية،
وبالرغم من ذلك إلا إننا لم نسمع عن ذلك التنظيم إلا بعد ثورات الربيع العربي
وخاصة بعد الثورة السورية والذي عمل على استغلال الأوضاع غير المستقرة التى انشرت
بعد تلك الثورات، وقام التنظيم بنشر خريطة لتصور الدولة الإسلامية التى يسعى
لإقامتها والتى تضم العراق وسوريا والكويت.
لقد
سيطر قوات التنظيم على الكثير من المدن والمحافظات العراقية كما اجتاح المرافق
العسكرية التابعة للجيش العراقي وبالتالى استطاع التنظيم من إيصال العراق إلى حافة
الانهيار. فنلاحظ أن الغزو الامريكى للعراق ساهم في إفشال الدولة العراقية وذلك من
خلال القرارت التى اتخاذها الحاكم الأمريكى في العراق ومن تلك القرارات: حل حزب
البعث وحل الجيش والشرطة وكل الوزارات والبيروقراطية المرتبطة بحزب البعث، ومن
أخطر تلك القرارات هي حل الجيش والشرطة الذي ترتب عليها وجود أفراد لديهم القدرة
على حمل السلاح ولديهم تدريب عسكرى قوى وانتماءات قبلية ومذهبية وبالتالى انتموا
هؤلاء الأفراد إلى التنظيمات الإرهابية التى تحارب الاحتلال الأمريكى في بادئ
الأمر ثم تحوله إلى استهداف مقدرات ومؤسسات الدولة العراقية. كما قام بنهب العديد
من الأموال من المصارف العراقية والسيطرة على الأماكن التى تحتوى على النفط
والأثار ليحصلوا منها على تمويل.[77]
نتج
عن اجتياح التنظيم للموصل والسيطرة عليها دون مقاومة تُذكر حوالى أكثر من نصف
مليون عراقي نازح من الأماكن التى سيطر عليها، فذكرت الأمم المتحدة أن ما يقرب من
500 ألف شخص اضطروا إلى النزوح من الموصل بعد السيطرة عليها من قبل الجماعات
الإرهابية. ولقد كشفت لجنة الهجرة والمهاجرين عن نزوح أكثر من سبعين ألف شخص من
محافظة الأنبار وأكدت على هجرة الآلاف من المدنيين بعدما تم اجتياح العراق من قبل
ذلك التنظيم. مما أدى إلى قيام حكومة إقليم كردستان بإنشاء مخيمات للآجيئين الذين
تم نزوحهم من الأراضي العراقية التى سيطر عليها التنظيم، وذكر “ديندار زيباري” –
مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان- أن هناك ربع مليون نازح دخلوا
الاقليم” .
ونتيجة
لتلك الأفعال الشنيعة التى يرتكبها التنظيم قامت قوات البشمركة الكردية بقيادة
المعارك ضد ذلك التنظيم نظراً لضعف الجيش العراقي، وكانت تقوم تلك القوات باستخدام
حرب العصابات ضد الانظمة العراقية المتعاقبة ثم تحولت إلى قيادة الحرب ضد تنظيم
الدولة الإسلامية، وبالتالى يعمل الغرب على دعم إقليم كردستان العراق من خلال
تقديم مساعدات إنسانية وعسكرية.
منذ
قيام الثورة السورية في 2011 وتحولت إلى حرب أهلية مسلحة بين نظام بشار الأسد والمعارضة التى تضم العديد من الفصائل حتى
التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية، ونظراً لوجود عدم
استقرار في سوريا سهل ذلك من انتشار التنظيم. حاول التنظيم التمدد نحو المناطق
الكردية شمال شرق سوريا في منطقة كوبانى ولكن ُوجد تصدى لها بشكل كبير من قبل قوات
الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطى، ودرات معارك طاحنة بين ذلك
التنظيم وبين تلك القوات بالإضافة إلى كتائب الجيش الحر والبشمركة العراقية مما
أدى إلى تقهقر تنظيم الدولة الاسلامية من منطقة كوبانى وبعض المناطق الكردية، مما أدى
إلى قيام التنظيم بتحويل هجماته من الشمال الشرقي إلى وسط البلاد السورية حيث قوات
النظام. وبالفعل لقد حقق التنظيم انتصارات في هذه الجبهة فسيطر على مدينة تدمر
الأثرية وسيطرته على محافظة الرقة وبعض مناطق الحسكة ومعظم مناطق بير الزور وبعض
النقاط في حلب وحمص.
لم
يقتصر التنظيم علي هذا الدمار بل قام بتدمير معالم الحضارة وتاريخ العرب من أضرحة
ومتاحف ومساجد تاريخية ومكتبات في العراق وسوريا بالاضافة إلى نهب التماثيل
والأعمال الفنية والمخطوطات، وذلك يذكرنا بما فعله المغول عندما هاجموا على الدولة
العباسية في العراق. فبالنسبة لأثار العراق، دُمر متحف الموصل وحرق الالاف من
الكتب والمخطوطات النادرة، واجتاح مسلحو التنظيم المكتبة المركزية بالموصل وكذلك
الأضرحة مثل ضريح الشيخ فتحى الذي يعود تاريخه إلى عام 1050م، ومرقد الشيخ قضيب
البان والذي يعود تاريخه إلى عام 1150م، وجامع الامام الباهر الذي يعود تاريخه إلى
1240م. ويستخدم التنظيم المطارق وأدوات الحفر لتدمير التماثيل الضخمة وفق ما ظهر
في التنظيم. وبالنسبة لسوريا، فقد قام بتدمير مدن أثرية بأكملها مثل تدمر والتى
تعد حضارة كاملة من عدة عصور وكذلك حلب التى تحمل أثار إسلامية، فقام التنظيم
بتدمير الكنائس والأديرة وزوايا ومقامات
ومرافق لها خصوصيتها عند السوريين.
ثانياً:
انعكاسات التنظيم على الأمن القومى لبيبا:
لم
يقتصر تهديد التنظيم على العراق وسوريا فقط بل امتد إلى ليبيا، فبعدما قامت الثورة
الليبية ضد نظام القذافى سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية مسلحة والذي أدى إلى تدخل
الدول الغربية في ليبيا وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن الذي ينص على ” فرض حظر جوى
على ليبيا” مما نتج عنه تراجع قوات القذافي، وأسهم في إفشال الدولة الليبية
وانهيارها من خلال وجود انقسام بين القوى السياسية داخل ليبيا وغياب الدولة مما
أدى إلى وجود بيئة خصبة لنمو الجماعات الارهابية، ومن ثم سرعان ما تمدد تنظيم
الدولة الاسلامية إلى ليبيا واعترف “البغدادى” – زعيم التنظيم- بانضمام أقاليم
برقة وطرابلس وفزان الليبية إلى دولة الخلافة.
فلقد
سيطرالتنظيم على كثير من المدن الليبية مثل بنغازى وسرت وطرابلس، وتبنى أعمال
إرهابية في هذه المناطق لنشر الرعب والفزع في نفوس المواطنين، كما لديها مكاتب
إعلامية في برقة وطرابلس لنشر الدعوة، وقامت في برقة العديد من الأنشطة مثل الحسبة
والتى تشمل حرق علب السجائر وهدم التماثيل والأضرحة وإقناع المسلمين بالإقلاع عن
الأنشطة التجارية، واستغلوا حالة الهدوء النسبي بطرابلس فقاموا بأنشطة الدعوة من
خلال اللقاءات والتعارف وتوزيع الأموال النقدية، واستهداف الرموز الأجنبية في
ليبيا مثل الهجوم على السفارة الجزائرية.
ثالثاً:
انعكاسات التنظيم على الأمن القومى المصري:
أما
بالنسبة لمصر فلقد ظهرت العديد من الجماعات الارهابية الناشطة في سيناء خاصة بعد
ثورة 30يونيو والإطاحة بحكم الاخوان المسلمين، وهذه الجماعات الإرهابية أعلنت
ولائها لتنظيم الدولة الاسلامية مثل أنصار بيت المقدس وهناك بعض الخلايا الإرهابية
المنفردة التى قد تكون تابعة للإخوان المسلمين والتى أعلنت ولائها للتنظيم لتقوى
به ضد النظام الحاكم. وهذا الوضع يؤكد الترابط بين التنظيمات الإرهابية والتى تهدف
لإفشال النظام وإسقاط الدولة وإغراقها في حالة من عدم الأستقرار. ولقد قام التنظيم
بإحدى العمليات الأرهابية التى استهدفت 21 مصري قبطى في ليبيا ذبحاً، وأظهر هذا
الفيديو الذي بثه التنظيم مدى المعاملة السيئة التى يعامل التنظيم بها الأسرى كما
ظهر البحر ملون بالدم ليدل على دموية التنظيم. فأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي بيان
ينعى فيه أهالى هؤلاء الرهائن الذين ذبحوا على يد التنظيم وإعلان حداد 7 أيام.[85]
ويتضح
أن الهدف من إعدام الرهائن المصريين هو إحراج النظام المصري فمنذ أن أُعلن التحالف
الدولى ضد التنظيم كان موقف مصر رافضة للتدخل العسكري ويقتصر دورها على تقديم
الدعم اللوجيستى والمعلوماتى فقط، ولكن بعد تلك الحادثة سرعان ما تخلت مصر عن هذا المبدأ
حيث قامت القوات المسلحة المصرية بتوجيه ضربة جوية لمعاقل التنظيم بمدينة درنة
الليبية فضلاً عن عملية برية استهدفت قتل وأسر عدد من أعضاء التنظيم وذلك وفقاً
لما رددته وكالات الأنباء ولم تنفيه القاهرة، ومن ثم هناك تهديد للأمن القومى
المصري من جانب الحدود مع ليبيا نظراً لانتشار الجماعات الارهابية وكذلك في سيناء.
رابعاً:
انعكاسات التنظيم على الأمن القومى الخليجي:
لقد
برزت مخاوف الدول الخليجية من تمدد التنظيم واحتلاله للعديد من الأراضي العراقية
والسورية وتحوله من أسيا إلى شمال أفريقيا حيث قام بتنفيذ عمليات إرهابية في مصر
وسيطرته على عدد من الأراضي في ليبيا، يكمن خطورة التنظيم على أمن دول الخليج في
احتلاله لأراضي عراقية وسورية على الحدود مع السعودية والكويت والأردن، وهناك توجس
من التدخل المتزايد العسكري لإيران في العراق وتكون بمواقة أمريكية نظراً لضعف
الجيش العراقي. كما يوجد العديد من الشباب الخليجى سواء كان سعودى أو أردنى أو
كويتى انضموا إلى التنظيم، كما تبنى التنظيم أعمال إرهابية في بعض الدول الخليجية
بهدف بث روح الطائفية التى استهدفت الشيعة في شبه الجزيرة العربية وظهر ذلك من
خلال استهداف مساجد شيعية في الكويت والسعودية. وظهر مخطط للتنظيم بتقسيم السعودية
إلى خمس ولايات ، كما تتمثل خطورة التنظيم في اعتماده على أليات عابرة للقارات.
كما قام التنظيم رداً على انضمام الأردن في التحالف الدولى بقتل الطيار الأردنى
معاذ الكساسبة بأبشع أنواع القتل حيث تم حرقه وهو في قفص حديدي محبوس.
لم
يقتصر تهديد التنظيم على الأمن القومى العربي على سيطرته لأراضي عراقية وسورية
وليبية أو أنه تسبب في وجود أزمة اللاجئين والنازحين، وإنما يعمل على نشر الخوف
والرعب في نفوس المواطنيين من خلال الجرائم الوحشية التى يرتكبها التنظيم مثل: قتل
الأطفال في الأماكن التى يسيطرون عليها حيث هناك واقعة تثبت ذلك وهى قتل حوالى
13طفل في الموصل بسبب مشاهدتهم لمباراة في تلفزيون ويرون هذا أنه يخالف الشرع، كما
يقومون بتعليم الأطفال الصغار القتل، ويخطفون النساء وبيعهن في الأسواق، كما
يعاقبون جنودهم الذين يتركون صفوفهم ويريدون العودة إلى منازلهم، والقيام بالاتجار
بالأعضاء البشرية في السوق السوداء، والخطورة الكبرى في استخدام سلاح كيماوى في
عام 2014 _والذي يعتبر من أنواع أسلحة الدمار الشامل- حيث قام باستخدام الكلور ضد
المدنيين والقوات العراقية وفي يوليو 2015 قام باستخدام غاز الخردل ضد الأكراد
العراقيين.
لم
يقتصر استهداف التنظيم لقتل وذبح المدنيين والعسكريين العرب بل امتد ليشمل استهداف
الرعاه الأجانب الذين يعملون في البلاد العربية وذلك باسم الدين. فالبداية كانت
قتل الرهينة الأمريكى “جيمس فولى” في عام 2014 والذي كان يعمل صحفياً ثم قام بقطع
رقبة الصحفى الأمريكى “ستيفن سوتلوف” والذي كان مخوطفاً من مدينة حلب السورية
أثناء تغطيته للثورة السورية وذلك رداً على الضربات الجوية التى تقوده الولايات
المتحدة. بعد أن ذبح التنظيم الإرهابى كلا من الصحفيين الأمريكيين “جيمس فولى”
و”ستيفن سوتلوف”، اتجه إلى تهديد المملكة المتحدة البريطانية ونشر فيديوهات تظهر
احتجازه لموظف فى أعمال الإغاثة بريطانى الجنسية يدعى ديفيد هينز. فى 19 أبريل
الماضى نشر تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، فيديو يظهر إعدام 28 شخصاً إثيوبياً
مسيحياً بعدما “رفضوا دفع الجزية” أو اعتناق الإسلام، حسبما ذكر التنظيم.
ومما
سبق يتضح لنا تهديد داعش لأمن الدول العربية كافة ولكن التهديد الأكبر لسوريا
والعراق بسبب سيطرتهم على الأراضي وكذلك النفط والاثار والمصارف لكى يكون لديه
تمويل تستيطع من خلاله الاستمرار في السيطرة على مناطق أكثر، كما أنهم يهددون
العالم بأكمله وليس فقط الدول العربية حيث
قامت العديد من العمليات الارهابية في عدد من الدول الأوروبية مثل أحداث الإرهاب
في باريس وأعلن التنظيم عن مسؤوليته عنها.
المبحث
الثانى
ردود
الأفعال الدولية والاقليمية على تمدد التنظيم
أولاً:
ردود الأفعال الدولية على تمدد التنظيم:
من
انعكاسات امتداد تنظيم الدولة الاسلامية هو التدخل الخارجي في كلاً من سوريا
والعراق تحت ستار مكافحة الإرهاب. ففي الذكرى الثالثة عشر لأحداث 11سبتمبر وجه
الرئيس الأمريكى “باراك أوباما” استراتيجية لمواجهة التنظيم في العراق وسوريا، كما
أكد على تكوين تحالف دولى والتى تشمل خطته أربع محاور وهي: القيام بحملة منظمة من
الضربات الجوية ضد التنظيم والتنسيق مع الحكومة العراقية لضرب أهدافاً للتنظيم
وتوسيع تلك الضربات لتشمل سوريا، وإرسال مستشاريين عسكريين إلى العراق دون أن يكون
لهم دور في قتال بري ولكن يقتصر دورهم في مساندة القوات العراقية والكردية في مجال
التدريب والتخابر، منع مصادر تمويل التنظيم وتحسين الاستخبارات وتعزيز الدفاعات
وظبط تدفق المقاتلين الأجانب إلى التنظيم، توفير المساعدات الإنسانية للمدنيين
الأبرياء الذين شردهم التنظيم، التأكيد على عدم التدخل البري للولايات المتحدة حتى
لايتكرر ما حدث في العراق.
ويضم
ذلك التحالف العديد من الدول الغربية والعربية لتقديم المساعدات العسكرية
والإنسانية والدعم اللوجيستي والمالي، ومن الدول المشاركة في ذلك التحالف:
الولايات المتحدة الأمريكية والتي قامت بتوجيه ضربات جويه لمواقع التنظيم في
العراق وسوريا، وأرسلت حوالي 1600 عسكري أمريكي لتقديم الدعم للقوات العراقية
للتدريب والإستخبارات، كما تلتزم بعدم التدخل العسكري البري ضد التنظيم. ونشرت
كندا عشرات العسكريين بشمال العراق لتقديم المشورة للقوات الكردية, كما قامت
بتقديم نحو 28مليون دولار كندي للمساعدات الإنسانية للمدنيين المنكوبيين في
المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وبالنظر
إلى فرنسا فهي أول دولة تنضم إلى التحالف حيث أُثيرت مخاوفها من أن العمل العسكري
في سوريا من شأنه خلق فراغ قد تشغله قوات بشار الأسد، كما دعت إلى تدريب المعارضين
المعتدلين في سوريا، وتعهد الرئيس الفرنسي “أولاند” بتقديم مساعدات عسكرية للعراق
في حربه ضد التنظيم، وأشارت فرنسا بأنها ستنفذ ضربات جوية في العراق وإرسال قوات
خاصة لتدريب القوات المسلحة العراقية وتزويد الأكراد بالأسلحة. وقدمت بريطانيا
رشاشات ثقيلة وذخائر إلى القوات الكرية، كما شاركت في القصف الجوي ضد التنظيم. أما
بالنسبة لأستراليا فأعلنت عن نشر 6000 عسكري في الإمارات في إطار التحالف الدولي.
وسلمت ألمانيا ثلاث دفعات للمقاتلين الأكراد ( 30 نظام صواريخ مضاد للدبابات
و16000 بندقية هجومية و8000مسدس )، كما يقوم جنود ألمان بتدريب أفراد من قوات
البشمرجة الكردية.
ودعت
الولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع التحالف ليضم أكبر عدد من الدول الموجودة في
المنطقة, وكشفت الولايات المتحدة عن مشاركة خمس دول عربية في أول غارة جوية شنتها
على مواقع التنظيم في سوريا وهما: السعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن.
وبالنسبة لمصر فقد أكد الرئيس “عبد الفتاح السيسي” على عدم مشاركة مصر عسكرياً
خارج أراضيها ولكن دورها في التحالف سوف يقتصر على العمل ذو الطبيعة الإستراتيجة
واللوجيستية و القيام بعمليات عسكرية يتم تنفيذها داخل حدودها وليس خارجها أي على
جهتين سيناء وليبيا.
ولقد
أعلن رئيس الوزراء التونسي ” الحبيب الصيد” في يوم 3/10/2015 انضمام تونس إلى
التحالف الدولى وستكون مهمتها المشاركة من خلال تبادل المعلومات الإستخبارتية التى
تساعد في محاربة الإرهاب في تونس، حيث قام التنظيم بالهجوم على متحف باردو الشهير
والذي أسفر عن قتل شرطى تونسي و21سائحاً أجنبياً وذلك في 18/3/2015 والهجوم الثانى
في 26/6/2015 على فندق بولاية سوسة وقتل 38 سائحاً بينهم 30 بريطنياً.
بالإضافة
إلى وجود محاولات غربية للتحرك ضد التنظيم منها: استصدار الولايات المتحدة
الأمريكية من مجلس الأمن في شهر أغسطس 2014 قرار رقم (2170) تحت البند السابع يشرع
فيه الحرب ضد التنظيم المسلح نتيجه لتمدده في العراق وسوريا واستهدافه بالقتال
والحصار، والمحاولة الأخرى هى اجتماع قمة الناتو في بريطنيا بحضور الرئيس الأمريكى
“أوباما” وكان ذلك الاجتماع بالتزامن مع استهداف الطائرات الأمريكية مواقع التنظيم
في العراق والذي أبدى استعداده لمساعدة العراق.
ثانياً:
ردود الأفعال الإقليمية على تمدد التنظيم:
ولقد
عقد اجتماع جدة 11سبتمبر بحضور وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” ووزراء خارجية
دول الخليج الستة والأردن ومصر بالإضافة إلى تركيا، ويهدف هذا الإجتماع إلى بلورة
جهود تلك الدول مجتمعة في التحالف الدولى ضد التنظيم بقيادة الولايات المتحدة،
وتعود أهمية هذا الإجتماع في إدراك تلك الدول أن الحرب المرتقبة ليست سهلة نظراً
لإعتماد التنظيم على أساليب حرب العصابات، كما تأتي أهمية الإجتماع من أهمية الدول
المشاركة فيه؛ وهي دول الخليج الست (السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت
وعمان) بما تمثله من ثقل اقتصادي وسياسي، إلى جانب مصر بما تمثله من ثقل إقليمي
وعسكري، والأردن لأهمية موقعها، وتركيا والولايات المتحدة بما تمثلانه من ثقل
إقليمي وسياسي وعسكري.
نظراً
لما يمثله التنظيم من تهديد لجميع الدول العربية وتوجس هذه الدول من أن يمتد التنظيم
إلى غير سوريا والعراق، لقد وقع اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة
وتضمن الحاجة لإنجاز دول الجامعة العربية موقف أقوى في التحالف والعمل على تفعيل
خطة عمل لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع التمويل للتنظيم. ولقد دعى
الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تعاون عربي قوى لمواجهة التنظيم سياسياً
وفكرياً وعسكرياً، وضرورة تعزيز اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتى تنص على إنه
إذا وقع أى تهديد على أى دولة العربية يعتبر تهديد على جميع الدول الدول
العربية.[97]
ولقد
أكد مجلس جامعة الدول العربية على الالتزام بقرار مجلس الأمن (2170) بشأن منع
القيام بتوريد الأسلحة أو تقديم المشورة الفنية أو مساعدة الجماعات والتنظيمات
الارهابية، وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الحضارات
والأديان.
الفصل
الرابع:-
أولا:-مواجهة
هذا النوع من الحروب
لمواجهة هذا النوع من الحروب, لابد من:
1-تجهيز المؤسسة العسكرية لمواجهة حروب الجيل الرابع وتغيير أساسيات عملية التدريب العسكري لكل من الجنود والضباط وتوفير المعدات العسكرية الملائمة، بما يضمن تحقيق أكبر قدر من الجاهزية لمثل تلك الحروب، بالإضافة إلى خلق بيئة تدريبية مشابهة لبيئة الحرب وطرق الإنزال المختلفة ومواكبة تغيرات الطقس وتضاريس أرض المعركة. (15)
2- تحديد الأسباب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي أدت إلى ظهور تلك الجماعات المسلحة في مجتمع أو ثقافة ومجابهتها بطرق سلمية. وتحديد نقاط الضعف وعلاجها في الأنظمة لتلافي تدخل الدول المعادية من خلالها.
3- إعادة البناء الداخلي للمجتمع وإعادة بناء الثقة بين أبناء المجتمع فيما بينهم من جهة وبينهم وبين الدولة من جهة أخرى.
4- ضرورة تعاون الحكومات والمنظمات الدولية لإيجاد آلية سياسية لمجابهة الفاعلين من غير الدول بشكل لا يخل بسيادة الدولة المعتدى عليها, وفرض العقوبات على تمويلهم وتدريبهم.
5- تأهيل الإعلام ليكون على دراية كاملة بالظروف التي تحارب خلالها الجيل الأربع من الحروب، وأن يتحلى بالمسؤولية تجاه ما يمكن أن يعوق أو يُفشل مجهود القوات المسلحة وأن يتمتع بالحرفية والموضوعية.
6-على الدول مجابهة الأخطار التي تمثلها قوى الجيل الرابع من الحروب على أراضيها على الصعيد الوطني والثقافي والحفاظ على فكرة الدولة القومية منعاً لتفشي أزمات الهوية، والعمل على أن تضبط الدول سياساتها الداخلية وأن تحقق استجابة سريعة للمشاكل الداخلية بغية تجنب استغلالها.
7- بناء وتأهيل الشباب القادر على مواجهة الحرب الإلكترونية في محاربة الإرهاب ومحاصرته.
8- إعطاء الأولوية لإقامة توازن بين استخدام الإجراءات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والمعلوماتية، وضرورة التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية أثناء العمليات العسكرية، خاصة عمليات القصف الجوي، تجنباً لخسارة المعركة الإعلامية والأخلاقية مع قوى الجيل الرابع من الحروب.
لمواجهة هذا النوع من الحروب, لابد من:
1-تجهيز المؤسسة العسكرية لمواجهة حروب الجيل الرابع وتغيير أساسيات عملية التدريب العسكري لكل من الجنود والضباط وتوفير المعدات العسكرية الملائمة، بما يضمن تحقيق أكبر قدر من الجاهزية لمثل تلك الحروب، بالإضافة إلى خلق بيئة تدريبية مشابهة لبيئة الحرب وطرق الإنزال المختلفة ومواكبة تغيرات الطقس وتضاريس أرض المعركة. (15)
2- تحديد الأسباب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي أدت إلى ظهور تلك الجماعات المسلحة في مجتمع أو ثقافة ومجابهتها بطرق سلمية. وتحديد نقاط الضعف وعلاجها في الأنظمة لتلافي تدخل الدول المعادية من خلالها.
3- إعادة البناء الداخلي للمجتمع وإعادة بناء الثقة بين أبناء المجتمع فيما بينهم من جهة وبينهم وبين الدولة من جهة أخرى.
4- ضرورة تعاون الحكومات والمنظمات الدولية لإيجاد آلية سياسية لمجابهة الفاعلين من غير الدول بشكل لا يخل بسيادة الدولة المعتدى عليها, وفرض العقوبات على تمويلهم وتدريبهم.
5- تأهيل الإعلام ليكون على دراية كاملة بالظروف التي تحارب خلالها الجيل الأربع من الحروب، وأن يتحلى بالمسؤولية تجاه ما يمكن أن يعوق أو يُفشل مجهود القوات المسلحة وأن يتمتع بالحرفية والموضوعية.
6-على الدول مجابهة الأخطار التي تمثلها قوى الجيل الرابع من الحروب على أراضيها على الصعيد الوطني والثقافي والحفاظ على فكرة الدولة القومية منعاً لتفشي أزمات الهوية، والعمل على أن تضبط الدول سياساتها الداخلية وأن تحقق استجابة سريعة للمشاكل الداخلية بغية تجنب استغلالها.
7- بناء وتأهيل الشباب القادر على مواجهة الحرب الإلكترونية في محاربة الإرهاب ومحاصرته.
8- إعطاء الأولوية لإقامة توازن بين استخدام الإجراءات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والمعلوماتية، وضرورة التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية أثناء العمليات العسكرية، خاصة عمليات القصف الجوي، تجنباً لخسارة المعركة الإعلامية والأخلاقية مع قوى الجيل الرابع من الحروب.
ثانيا:
الخاتمه:-
مما
سبق يتبين أن تنظيم داعش يعتبر من أخطر التنظيمات الإرهابية التي يواجهها العالم
بأكمله وليس فقط المنطقة العربية التى سيطر التنظيم على مساحات كبيرة منها، وترجع
خطورة هذا التنظيم إلى اعتماده على أساليب غير تقليدية؛ فنجد أن التنظيم له القدرة
على جذب عدد كبير من الشباب من كل دول العالم حتى الدول ذات الديمقراطيات الراسخة
.
كما
أن التنظيم يعتمد على الإرهاب الالكتروني فيقوم بنشر كل العمليات التي يقوم بها في
صورة تقارير مصورة وتسجيلات مرئية عالية الجودة على الموقع الرسمي له والمسمى
“بولاية البركة” ونجد أن التنظيم له العديد من المجلات الإلكترونية التي تصدر
بلغات مختلفة والقنوات التعليمية بالإضافة إلى التطبيقات على الهواتف المحمولة مثل
“صليل الصوارم” التي تؤثر على الأطفال والشباب.
بالرغم
من تشكيل التحالف الدولى لمواجهة التنظيم عسكرياً والذى يتكون من حوالى 50 دولة
إلا إنه لا يمكن أن يتم القضاء على داعش باستخدام الأساليب العسكرية فقط، فضرب
التنظيم في مكان لا يحول دون ظهوره في مكان أخر، كما أن المواجهة العسكرية تكلفتها
المادية والبشرية هائلة ، وأن أفكار التنظيم انتشرت بشكل كبير ولها تأثير بالغ على
الكثير من الأفراد من الفئات العمرية المختلفة وخاصة الشباب الذي يعاني من
الاغتراب، ولذلك لابد من مواجهة ثقافية وفكرية للتنظيم .تنظيم داعش يعتمد كثيرا
على الاعلام ويسميه ب “الجهاد الإعلامى.
_________________________________________________
قائمة
المراجع:-
1-محمد
فريد ابراهيم موسى، حروب الجيل الرابع في الاستراتيجية الأمريكية بالشرق الأوسط
بالتطبيق على مصر، رسالة ماجستير، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، القاهرة، 2015.
2-شادى
عبدالوهاب، الحروب غير المتماثلة وأثرها على الاستراتيجية العسكرية، مجلة
السياسة الدولية، العدد200، إبريل 2015.
3-أحمد شعيشع، الشرق الأوسط: الجيل الرابع من الحروب، مؤسسة
فكر، 10/12/2014، متاح على http://www.fekr-online.com
5-رشا
يوسف، الجيل الرابع من حروب غير نمطية، المرصد المصري،18/2/2016، متاح علىhttp://www.marsdmasry.com
6-سماح
عاشور، ما معنى ” الجيل الرابع من الحروب”
، جريدة الدستور، 23/2/2015، متاح علىhttp://www.dostor.org
7-عمرو عكاشة، حروب الجيل الرابع والأمن
القومي المصرى، جريدة الوفد، 30/1/2014، متاح على الرابط التالى :http://www.alwafd.org
8- أحمد
شعيشع، الشرق الأوسط: الجيل الرابع من الحروب، مؤسسة فكر، 10/12/2014، متاح
على http://www.fekr-online.com
9- محمد
فريد إبراهيم موسى، حروب الجيل الرابع في الاستراتيجية الامريكية بالشرق الاوسط
بالتطبيق على مصر،رسالة ماجستير، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة،
2015