نظرية التدريس بمفهومها اللغوي والتربوي |
مفهومها اللغوي
التدريس لغة : أصل الدرس : الانمحاء و منه " درس
الشيء و الرسم يدرس دروسا : عفا "
و هذا أصل المادة في استعمالها الأول .
و لما كان ما انمحى يحتاج في إظهاره إلى بذل الجهد لاستخراجه, سمي ما بذل فيه جهد لقراءته,
و حفظه و فهمه درسا. قال الراغب : "درس الكتاب و درست العلم : تناولت أثره بالحفظ
. و لما كان تناول ذلك بمداومة القراءة عبر (بضم العين) عن إدامة القراءة بالدرس"
فالتدريس من خلال ما ذكر: هو بذل الجهد
للقراءة, أو للحفظ, أو للفهم, أو للإفهام.
التدريس اصطلاحا : (التدريس) –من حيث الاصطلاح- هو نشاط تعليمي تعلمي يقوم به المدرس (الأستاذ = التلميذ)
مجموعة من المعارف و المهارات و القيم و السلوكات لتوظيفها في وضعيات مختلفة .
وهذا المعنى الاصطلاحي له تعلق بالمعنى
اللغوي من حيث إن التدريس في الوضع الثاني يقوم كذلك على القراءة و الحفظ و الفهم و الإفهام و التدريس في هذا المستوى الثاني
يحتاج الى الدقة في التخطيط و الضبط في التنفيذ و التقويم .
و هنا لابد من التمييز بين مستويين للتدريس :
النظرية في اللغة
: مشتقة من مجرَّد النظر ، القابل للخطأ والإصابة
وهي خارجة أيضاً عن نتاج البحوث العلمية
المبنية عن تجارب واقعية ملموسة ؛
هي مجرد خاطر مبني على فكر سارح ، وهي بالاتفاق
قابلة للصواب والخطأ
والنظريات يختلف صوغها من علم الى علم فالنظريات
في علوم الحياة تحتلف عن النظريات في علوم الفيزياء
مثال
النظريات في علم الحياة ( أشبه ما تكون
بتفسير لظاهرة معينة ! ) . والنظرية في حقيقتها تنتج عن الفرضيات .
أي ان العالم ( المتخصص ) يلاحظ ما يجري
في الطبيعة اولا ، ثم يسأل الاسئلة الثلاثة المشهورة : لماذا وكيف ومتى ثانيا ، ثم
يأتي ببعض ( الفرضيات ) التى قد تفسر الظاهرة ثالثا ، ثم يقوم باختبار هذه الفرضيات
رابعا ، ثم يقوم باختيار الفرضية التى ثبتت في الاختبار خامسا ، ثم يطلق النظرية سادسا
.
مفهومها التربوي
نظرية التدريس : هى إطار فكرى قائم على
مجموعة من الأفكار و الحقائق والمفاهيم والمعتقدات والمهارات والأداءات التى تشكل نسقا
فكريا للمعلم وهى بذلك تهدف إلى إحداث التعلم وتحسين أداء المعلمين فى بيئة الصف الدراسى
وذلك من خلال مساعدة المعلم على تحديد إجابات للأسئلة التالية : لماذا نعلم؟ كيف نعلم؟
ماذا ندرس؟ ما نتيجة التدريس؟
تعد نظرية التدريس محورا نظريا تنبثق منه
الخلفية التي يعتمد عليها أي أطار مرجعي، أو نظرية ممارسة أو مخطط تدريسي، فغياب النموذج
الذي يتصف بالوضوح، والدقة، والبساطة، يحول دون نهوض عمليات التدريس وتقدمها وتطورها.
وقد ظهرت محاولات عديدة للنظر في الاطار التدريسي لكنها لم تتجاوز نماذج وطرائق وأساليب
لم تتسق في خصائصها مع الخصائص النظرية مما أخر ظهور نظرية التدريس.