ما من شك في آن المواد المخدرة في ازدياد سريع , حيث تباينت الأنواع فمنها ما هو خام , والمشتق , والمخلق , كما انتشرت هذه المواد بين فئات الناس دون تفرقة وان كان لا يوجد إحصاء دقيق لمعدلات انتشار الإدمان.
وتعتبر مشكلة تعاطي المخدرات أو إدمانها من المشاكل الاجتماعية التي تؤثر على بناء المجتمع وأفراده بما يترتب عليها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية وصحية سيئة تنسحب على كل من الفرد والمجتمع ، كما أنها ظاهرة اجتماعية مرضية تدفع إليها عوامل عديدة ، بعضها يتعلق بالفرد ، والآخر بالأسرة ، والثالث بالبناء الاجتماعي العام للمجتمع وظروفه ، وتتضح خطورة هذه المشكلة في أثر سلوك المتعاطين أو المدمنين على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والقانونية في المجتمع الذي يعيشون فيه ، حيث يتمثل ذلك من الناحية القانونية في ازدياد معدلات المخالفات والجرائم التي يرتكبونها نتيجة الاستغراق في السلوك المنحرف ، الأمر الذي يتطلب مزيداً من إجراءات الشرطة والقضاء لمواجهة هذه المشكلة ، كما يتمثل الجانب الاقتصادي في الخسائر التي تعود على المجتمع جراء فقده لهذه العناصر البشرية التي كان من الممكن أن تساهم في عملية البناء والتنمية في المجتمع، حيث يعتبر المتعاطون خسارة على أنفسهم وعلى المجتمع من حيث أنهم قوى عاملة معطلة عن العمل والإنتاج يعيشون عالة على ذويهم وعلى المجتمع ، وإن أنتجوا فإنتاجهم ضعيف لا يساعد على التقدم أو التنمية بل قد يكونون في مستقبل حياتهم عوامل هدم وتعويق لعملية الإنتاج . بالإضافة إلى ذلك ضعف أداء وكفاءة المتعاطي أو المدمن لعمله وسوء إنتاجه لأن الإنتاج يتطلب عقولاً وأبداناً صحيحة، وهذا لا يكون متوفراً نتيجة تعاطي المخدرات أو غيرها من المظاهر المرضية التي تهدد أمن المجتمع.