الحمد لله ربالعالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان من يومنا هذا إلى يوم الدين ، أما بعد. . فسوف أتطرق في بحثي إلى ظاهرة الطلاق التي تفشت و بكثرة في مجتمعاتناالإسلامية خصوصاً في الآونة الأخيرة ، و هو ما أثار فضولي للبحث في تفاصيل هذهالظاهرة و أهم مسبباتها و آثارها المدمرة للمجتمع بمتخلف فئاته ، و ما له من آثارنفسية و اجتماعية خطيرة تعمل على تصدع المجتمع و انهياره ، و مما لا شك بأن معظمالباحثين و المفكرين قد اهتموا بتنظيم العلاقة بين الزوجين على مر العصور ، لمالهذه العلاقة من تأثيرات في محيطها و قد كتبت بحثي في هذا الصدد ، فإن وفقت في ذلكفهو حسبي و إن لم استطع فقد حاولت.
{{ إن أبغض الحلال عند الله الطلاق }}
إن المتمعن في هذه الآية المباركة يرى أن البارئ عز وجل قد أحل الطلاق ، ولكنه أبغضه في الوقت نفسه ، وتعالى لا يبغض شيء إلا إذا كان سيئا ، فسبحانه يمقت كل ما يسيء إلى علاقة إنسانية ويهدر رابطة بين اثنين وفق الله بينهما بالحلال .
فالطلاق حق شرعه الله ، ولكنه وضع له قيود وضوابط فهو ليس حقا مطلقا ، وإنما هو تشريع إلهي وضع حكل أخير بعد أن تنقطع كل حبال التواصل والحب فيكون الطلاق نهاية المطاف .
و يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو " أبغض الحلال " لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.
ومما لا شك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق فصولاً واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها. ويهتم الدين ورجال الفكر وعلماء الاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، كل يحاول من جانبه أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها.