اتجاهات وأساليب الإدارة الحديثة في المؤسسات
المقدمة :
تعد القيادة محور مهما في العملية الإدارية حيث تشـكل مع التنظيم والتخطيط والرقابة ممارسة متكاملة تعطي المنظمة النجـاح، وتعـد القيـادة نـبض العمليـة الإداريـة ومفتاحهـا وذلـك لان أهميتهـا تنبـع مـن كونها تسري في جوانـب العمليـات الإداريـة كلهـا فتجعـل الإدارة أكثـر ديناميكيـة وفاعليـة وتعمـل أداة لتحقيـق أهدافها، وفـي ظل التطورات العالميـة الحالية ومتطلباتها عاشت منظمات الإعمال العراقية محـاولات مستمرة لتحسين أدائها من خلال تطبيق العديد من المداخل ’كإدارة الجودة ومواصفات الأيزو ISO 9000 وغيرها بقصد الصمود إمام المنافسة العالمية والعمل بروح الفريق والتركيز على الابتكـار وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى إن تميز المنظمات كان يسـتند أولا للأداء القيادي، إذ أصبحت القيادة المعيار الذي يلعب دورا في تحديد نجاح المنظمات والقيادة الرائدة هي إحدى الركائز الأساسية لنجاح أي منظمة مهما كان مجال عملها وهي بمثابة حجر الزاوية لأي جهد يهدف إلـى تحقيـق التفـوق فـي إطـار تحقيـق أهداف تنظيميةPeters& Waterman, 1982:13) )
إدارة الجودة الشاملة :
بعد عقود متتالية من العمل في علم الإدارة ومناهجها وطرقها المتعددة، حتى غدت عند بعضهم تقليدية، ابتكر علماء الإدارة مفهوم "إدارة الجودة الشاملة"، وهي إدارة تقوم على الالتزام الذاتي للموظف، وعلى أسلوب العمل أو العملية الإدارية بشكل جماعي، وعلى نهج التحسين والتطوير المستمر للنتائج، مع بيان المقارنات بشكل منهجي ودائم من خلال إدارة أفقية مرنة تسعى لنشر الثقافة والثقة بين عموم العاملين، وليست بشكل رأسي هرمي كما هو معتاد في علم الإدارة.
لقد كان المعتقد أن تقديم الخدمات بشكل رخيص والقدرة السريعة على تصريفها في الأسواق، يعني أن العملية الإدارية ناجحة، لكن تبين أن التأخير في الإنتاج ضمن معايير الأداء الأحسن والأتقن يعتبر الأمثل والأفضل في الإدارة.
إدارة التميز : إستراتيجيات التميز difference Strategic
تستند استراتيجية التميز إلى قدرة المنظمة على تقـديم قيمـة متميـزة ومتفـردة للزبـائن عبـر صـيغ مختلفـة منها الجودة المتميزة، خدمة الزبون، التصميم، العلاقات الوطيدة مع الموردين، الإعلان المؤثر...الخ، وأوضح (Porter) إن استراتيجية التميز لا تعني إن المنظمة لا تعير الاهتمام لتخفيض الكلفة إذ إن ذلـك ليس هو الغرض الرئيس من هذه الاستراتيجية وان العلاقة بين استراتيجية قيادة الكلفة واستراتيجية التمايز هي علاقة تبادلية ذلك إن النشاطات المطلوبة لبلوغ التمايز (لاسيما البحث والتطوير وتصميم المنتج) تستدعي الإنفاق ويتوجب على المنظمة التي تعتمد هذه الاستراتيجية إن تحاول تخفيض التكاليف في الجوانب غير ذات الصلة المباشرة بمصدر التمـايز إن نجـاح هـذه الاستراتيجية يتوقـف بشـكل رئيسـي على تقيم الزبون لخصائص الخدمة المقدمـة له والتي تجعل منه متميزا (Porter, 1980:306) وتؤسس استراتيجية التميز على تميز المشترين بشي ما يكون مختلفا أو متفردا والذي يجعل خدمة المنظمة متميزة عن تلك الخاصة بالمنافسين (ديفيد وروبرت، 2008: 322) ، حيث تبني هذه الاستراتيجية على فكـرة تميـز منتجاتهـا أو خـدمات المنظمـة عـن بـاقي المنتجـات والخـدمات المعروضـة فـي السـوق ويتوقـف ذلـك على مـا يـتم إشـباعه لدى الزبـائن بشـكل مختلـف عما يشـبعه المنافسـون ليتناسـب مع حاجاتهم ورغباتهم خصوصا أولئك الذين يهتمون بالتميز والجودة أكثر من اهتمامهم بالسعر وحسب (Levitt) كي يكون هناك تميز يجب أن يكون المنتج المميز غير قابل للتقليد من طرف المنافسين أو على الأقل صعب التقليد، كما يجب أن يكون الزبون مقدار لهذا التميز وعلى استعداد أن يدفع ثمنه، بالإضافة إلى وضوح التميز من خلال المنفعة التي تعود على الزبون من وراء استهلاك المنتج المميز (Levitt, 1986:49) ، ونواحي التميز عديدة ولا يمكن حصرها نظرا لتعدد رغبات وحاجات المستهلك، فالجودة العالية، انخفاض تكلفة الصيانة، سهولة استخدام والحصول على المنتج، تسهيلات الـدفع، دقة مواعيـد التسليم، سرعة تلبيـة الطلبات، طول عمـر المنتج، كلها خصـائص ومقاييس يمكن أن تتخذها المؤسسة سبيلا للتمييز، والصعوبة الأساسية في إتباع هذه الاستراتيجية هي أن المنافسين سرعان ما يقلدون الأفكار الجديدة خاصة المعتمدة على التطور التكنولوجي، وذلك بشراء التكنولوجيا التي تمكنهم من إضافة خصائص جديـدة لمنتجـاتهم، لـذلك تتطلـب هـذه الاستراتيجية وجـود بعـض الشـروط منها: - أن يقدر المستهلك قيمة الاختلافات في المنتج ودرجـة تميـزه عـن غيـره مـن المنتجـات ووجـود عـدد كبير من المنافسين. وبهذا الصدد فقد عرفت استراتيجية التميز بأنها "استراتيجية تنافسية تنطوي على الانفراد بخصائص استثنائية في المنتج أو الخدمة وبشكل يتم إدراكه (Porter, 1990:39) ، إما (القحطاني، 144: 2010) فقد عرفهـا علـى أنهـا "قـدرة قيـادات المصـارف المبحوثـة وقابليتهـا علـى اسـتثمار الموارد المتاحة بشكل أفضل من مثيلاتها وقـدراتها علـى ممارسـة نشـاطاتها وفـق أفضـل المعـايير المتعـارف عليها، والمحافظة على ديمومتها من خلال بناء الجدارة الأساسية، وتطوير علاقتها مع الأطراف التي تتعامل معها، لإضـافة قيمـة للخـدمات المقدمـة مـن قبلهـا "ومـن اجـل البقـاء فـي ميـدان الإعمـال والمحافظـة على ديمومة المنظمة لابد من تثبيت مستويات للتميـز مـن خـلال مشـاركة مجموعـة مـن القـادة الـذين تتـوفر فيهم القدرات للتحكم بالمنظمات(Fernandes &Wooley, 2013:1000) حيث يعتبر التميز بمثابة الممارسة الباهرة في إدارة المنظمة وتحقيـق نتائج ترضي مختلف الأطراف من زبائن، عمال، مساهمين...الخ، وتنسحب الممارسة إلى مجموعة من العوامل كالقيادة التي تقوم بصياغة وتوجيه السياسات والاسـتراتيجيات والمـوارد البشـرية والماديـة والماليـة والعمليـات الداخليـة المختلفـة ونظـم المعلومـات وغيرها (Iriparne, 2005:4) أن هذه العوامل تقع تحت طائلة إدارة التميز التي يقصد بها " هي جهود تنظيمية مخططة تهدف إلى تحقيق الميزة التنافسية الدائمة للمنظمة لان السمة الدائمة للعصر الحالي هو التغيير في كل شيء وعلى كل مستوى وطول الوقت والثابت الوحيد هو التغير لأننا نعيش في عصر المعلومات الذكية (Smart Orgs)
الإدارة الإلكترونية :
تتمتع الإدارة الإلكترونية للعديد من المواصفات التي لا تكاد توجد في غيرها، ومن تلك المواصفات ما يلي :
1- العمل على توفير فرص مرنة وبسيطة للتعامل مع العملاء والموظفين من الحاسب الآلي وتحديدا عبر شبكة الانترنت.
2- يمكن الاستعانة بالإنترنت لتواصل الإدارة العليا مع أي من العملاء أصحاب الشكاوى بهدف تخفيف حدة المشكلات الناجمة عن تعاملهم مع موظف محدود الخبرة أو روتيني للغاية.
3- تتصف الإدارة الإلكترونية بأنها يمكنها فعلا الإسهام في رفع أداء وكفاءة الإدارة التقليدية، لكنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون بديلا لها وتلغي دورها؛ لأن العنصر البشري وتعامله المباشر مع العملاء لا يمكن تعويضه مهما حاولنا تقنيا.
4- من مواصفات الإدارة الإلكترونية أن لها العديد من الأنظمة الحديثة التي تساهم بشكل فعال في تحقيقها لأهدافها.