الأربعاء، 18 يوليو 2018

علم الإحصاء وكل مايتعلق به


تمهيد:
يعد علم الاحصاء (statistics)، اليوم، من اهم العلوم التي تتوقف عليها التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية الخ...، وللاحصاء حصة اساسية من عمل الدول والموسسات والمنظمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عالميا ودوليا ومحليا، وكثيرا ما يرتهن مصير مشاريع او قرارات كبرى بالنتائج التي يقدمها الاحصاء في مجال معين.
وبصورة عامة، فان افتقاد الجهد الاحصائي، في مجال من المجالات، يمنع من التاكد وتحصيل الضمان في استجابة اي مشروع للواقع، كما يحول دون تحديد مدى نجاحه او اخفاقه، ويجعل في الاقدام عليه شيئا من المخاطرة.

مثال لعملية إحصاء عن وفيات الحرب العالمية الثانية

تعريف
هو فرع من فروع الرياضيات يشمل النظريات و الطرق الموجهة نحو جمع البيانات ووصف البيانات و الاستقراء و صنع القرارات .
و عندما نتكلم عن علم الإحصاء لا نعنى بذلك البيانات الإحصائية وإنما نقصد حينئذ الطريقة الإحصائية . وهى الطريقة التى تمكننا من جميع الحقائق عن الظواهر المختلفة فى صورة قياسية رقمية وعرضها بيانيا ووضعها فى جداول تلخيصية بطريقة تسهل تحليلها بهدف معرفة اتجاهات هذه الظواهر وعلاقات بعضها ببعض.
ولقد كان الهدف الرئيسى من علم الإحصاء قديما هو عد أو حصر الأشياء المراد توفير بيانات إحصائية عنها ، وكانت الجهة التى تقوم بإعداد الإحصاءات على مستوى الدولة تعرف بمصلحة التعداد ولذلك كان التعريف القديم لعلم الإحصاء أنه علم العد ، أي العلم الذي يشتمل على أساليب جمع البيانات الكمية عن المتغيرات والظواهر موضوع الدراسة .
ولكن مع تطور المجتمعات وتشابه جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية الحديثة بها ، لم يعد مجرد توفير البيانات الكمية عن المتغيرات والظواهر موضوع الدراسة يفى بحاجات متخذى القرارات وصانعى السياسة العامة إلى تكوين صورة متكاملة الجوانب عن مجتمعهم والمجتمعات المحيطة به . فقام العلماء بتحديث نظريات علم الإحصاء وأساليبه وأدواته لكى يعين الباحثين وغيرهم على استخلاص استنتاجات معينة من البيانات الكمية التى أمكن لهم جمعها عن طريق العد .
من ذلك على سبيل المثال ، أن نظرية العينات ساعدت الباحثين على استخلاص استنتاجات عديدة من دراسة عدد صغير من الأفراد أو الأشياء – العينة - وتعميم تلك الاستنتاجات على المجتمع الذى سحبت منه العينة بأسره ولذلك يعرف علم الإحصاء حديثاً بأنه : (علم متكامل يتضمن الأسلوب العلمى الضرورى لتقصى حقائق الظواهر واستخلاص النتائج عنها ، كما يتضمن أيضاً أيضا النظرية اللازمة للقياس واتخاذ القرار فى كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية)
علم الاحصاء:
جاء في موسوعة لالاند حول الاحصاء: «جوهريا يقصد بالاحصاء، كما يدل على ذلك علم الاشتقاق، مجموعة الوقائع التي يودي اليها اجتماع البشر في مجتمعات سياسية... لكن الكلمة عندنا سترتدي مفهوما اوسع، فنحن نعني بالاحصاء العلم الذي يكون موضوعه جمع وتنسيق وقائع كثيرة في كل صنف، بحيث يمكن الحصول على نسب عددية مستقلة استقلالا ملموسا عن المصادفة واستثناءاتها، ودالة على وجود العلل المنتظمة التي اندغم فعلها بوجود العلل الفجائية»
وفي موسوعة المورد العربية جاء: «علم جمع وتصنيف وتعليل الوقائع او المعطيات الرقمية او العددية، يتخذ طريقة للتحليل في العلوم الدقيقة والعلوم الاجتماعية وفي المشروعات الاقتصادية على اختلافها. وهو يعنى، في آن معا، بوصف الوقائع وبالتنبؤ باحتمالات حدوث امر بعينه او حالة بعينها. وعلم الاحصاء علم حديث نشا في مطالع القرن العشرين، وتطور تطورا كبيرا بعد الحرب العالمية الثانية، وانما يعزى هذا التطور الكبير الى استحداث الحاسبات الالكترونية التي تتعامل مع كميات من الارقام ضخمة تعاملا سريعا...»
يفيد تعريف علم الاحصاء انه منهج يتعاطى بالدرجة الاولى مع ظواهر رقمية وعددية معينة، ثم يقوم بتصنيفها وتحويلها الى نسب عددية خاصة، فيستطيع بالتالي تقديم وصف ميداني مرقم واكثر دقة للواقع، ويرفق ذلك الوصف بتقديم تصور علمي للعلل والاسباب التي ولدت الظاهرة المدروسة.


ينقسم علم الاحصاء الى قسمين:
الاول: الاحصاء الوصفي (Descriptive Statistics)، وهو الذي يقوم على جك دوك لة المعطيات وتصنيفها وتنسيقها، وعرضها بشكل بياني يساعد على وصف الميزات والخصائص. فمثلا اذا احصينا ظاهرة المدخنين، فان الجهد الوصفي يحاول فرز المعلومات الصغيرة التي قام بها جهاز الاحصاء على الارض واختزالها وعرضها ببيان يشير الى انه في سنة كذا كان معدل المدخنين هو كذا، وبعده بسنة كان كذلك، وهكذا...
الثاني: الاحصاء الاستدلالي التحليلي (Inferential Statistics)، وهو احصاء يعتمد على تحليل المعطيات وتفسيرها ودراسة اسبابها ومناقشتها وتاثيراتها والعوامل الموثرة فيها سلبا او ايجابا، وبالتالي فهذا الاحصاء كمايقول الدكتور عبد الرحمن عيسوي يسمح للباحث باصدار احكام او التنبو او ما شابه ذلك. كما «تساعد الطرق الاحصائية في معرفة اثر كل عامل من العوامل المختلفة على السلوك (او غيره) والتحكم في هذه العوامل وضبطها».
ويساعد الاحصاء على تنظيم المعلومات المبعثرة والمكدسة التي تكون اما بلا فائدة «او خطرة احيانا»، فهو يمنحنا روية اكثر وضوحا واكثر ترتيبا للأشياء، بل يسهم ايضا في تحديد درجة الثقة التي نوليها لما حصلنا عليه من نتائج، ويحدد لن امدى التعميم والشمول.
لقد اصبح الاحصاء من العلوم الاساسية والضرورية التي يدرسها طالب علم النفس في جامعات العالم جميعها، والمعروف ان الاحصاء لا يفيد في الدراسات النفسية وحسب، ولكنه ايضا اداة مفيدة جدا في العلوم الاجتماعية والانثربولوجية والاقتصادية وعلوم الحياة والعلوم الزراعية وجميع الدراسات التي تعتمد على العينات
ومن هنا كان المنطق الاحصائي والتفكير الاحصائي والعمليات الاحصائية والاستدلال الاحصائي جميعها كما يقول عيسوي من سمات الاخصائي الناجح.
ان قدرة الاحصاء على تقديم وصف دقيق للظواهر يمنحه القيمة الكبرى، فالوصف الدقيق الرياضي اكثر دقة من الوصف اللفظي، والدقة والموضوعية من صفات العلم الحديث، فالعلماء يشعرون بانهم على ارض صلبة عندما يستطيعون ان يعرضوا نتائجهم عرضا كميا.

ويمكننا فهم الاحصاء بصورة مختصرة كالاتي:
أولا: الاحصاء قادر على توصيف الظواهر توصيفا رقميا كميا دقيقا واكثر وضوحا وقربا من الواقع.
ثانيا: يستطيع الاحصاء ان يفسر الظواهر، وان يحدد مدى تأثير العوامل المفترضة، كما يمكنه التنبؤ بالمستقبل بالمعنى العلمي للكلمة.
ثالثا: يعتمد الاحصاء المعادلات ك الرياضية وحساب الاحتمالات، ويرتكز على اسس علمية رياضية مبرهن عليها.
رابعا: الاحصاء كما في موسوعة لالاند ليس علما، وانما هو منهج وعقل وتفكير وآلية تأمل ونمط قراءة. فهو غير محدد بمادة علمية سوى بتلك التي تحتوي نظام العينات.
خامسا: ترتكز عملية الاحصاء التحليلي على فرضيات متلقاه من علوم اخرى تودي دورا في تحديد التقييم، وهذه مسالة في غاية الاهمية
تنطوي أهمية علم الإحصاء في الحياة العملية على ما يأتي:-
1- يعد علم الإحصاء احد الوسائل المهمة في البحث العلمي من خلال استخدام قواعده وقوانينه و طرقه في عملية جمع و تلخيص و عرض و تحليل البيانات و تفسير النتائج.
2- للإحصاء دور بارز في وضع الخطط المستقبلية عن طريق التنبؤ بالظاهرة من خلال النتائج.
3- يعد علم الإحصاء بحد ذاته وسيلة و ليس غاية مما يعني استخدامه أينما وجد في البحث العلمي.
أهمية علم الإحصاء في مجال التربية وعلم النفس :
يمكن إيجاز أهمية دراسة الإحصاء لدارس علم النفس والتربية في النقاط التالية :
1 ـ تساعد الطرق الإحصائية المختلفة على وصف الظواهر النفسية والتربوية وصفًا دقيقًا .
2 ـ تساعد على أن يكون الباحث دقيقًا ومحددًا في خطوات تفكيره لحل المشكلات .
3 ـ تساعد على تلخيص نتائج البحوث بطريقة سهلة ومفيدة .
4 ـ تساعد على الوصول إلى نتائج يمكن الاستفادة منها وتعميمها .
5 ـ تساعد على التنبؤ بالظواهر المختلفة وعلى معرفة إمكانية حدوث مثل هذه الظواهر ومقدار وشروط حدوثها وكيفية تعديل مواعيد حدوثها .
وفيما يلى نستعرض أهم المفاهيم الإحصائية التي يمكن بها معالجة البيانات الخام وترتيبها وتبويبها والحكم عليها لدراسة الظواهر النفسية المختلفة.
مجالات تطبيق علم الإحصاء
1- في مجال البحوث الطبية التطبيقية
2- في مجال البحوث الهندسية التطبيقية
3- في مجال البحوث الصناعية التطبيقية
4- في مجال البحوث الزراعية التطبيقية
5- في مجال البحوث الاقتصادية التطبيقية
6- في مجال البحوث الإدارية التطبيقية
7- في مجال البحوث النفسية التطبيقية
8- في مجال البحوث الرياضية التطبيقية
9- في مجال البحوث البيولوجية والوراثية
10- في مجال البحوث الصيدلانية التطبيقية
ما هية الإحصاء
لقد كان علم الإحصاء في بدايته يهتم فقط بعملية العد والحصر للأشياء ، ومن هنا جاءت تسميته العربية " إحصاء" فهي مشتقة من كلمة أحصى ، وتعني استخدام الحصى أو الحجارة الصغيرة كوسيلة بدائية لعد الأشياء الكثيرة ، فقد كان الإنسان قديماً يستعين بالحصى في عملية العد .
وكان علم الإحصاء مقصوراً على تعدادات السكان وثرواتهم ، وعدد المواليد والوفيات لمعرفة القوى البشرية المتوفرة في الدولة ، وذلك للاهتداء بها في تصريف أمور الدولة ورسم سياستها ، وحيث إن الإحصاء كان مقصوراً على الحقائق الخاصة بالدولة فمن هنا جاءت التسمية باللغة الأجنبية "Statistics " فهي مشتقة من كلمة " State " أي الدولة .
وهناك تعريفات عدة للإحصاء تتراوح بين ما كان مألوفاً وشائعاً في الماضي إلى ما هو حديث وجامع .
فقديماً عرف الإحصاء على أنه مجرد جمع المعلومات وترتيبها في جداول أو إبرازها في رسوم بيانية . وقد أخذ هذا المعنى للإحصاء يتلاشى من الأذهان فاسحا المجال للمعنى الحديث الذي يعرف علم الإحصاء بأنه العلم الذي يبحث في جمع البيانات ، وتنظيمها ، وعرضها ، وتحليلها ، واستقراء النتائج ، واتخاذ القرارات بناء عليها .
نبدة تاريخية عن تطورعلم الإحصاء
إن الإحصاء بمعنى الحصر والعد ، يرجع إلى قرون عديدة . فقد قام المصريون القدامى بعمل تعدادات للأيدي العاملة والثروات الموجـودة , واستفادوا من النتائج المستخلصة في بناء الأهرامات , حتى يعينهم ذلك في التخطيط لعملية البناء وتنفيذها .
وتبين البحوث التاريخية أن هناك دراسات مماثلة لما قام به الفراعنة أجريت من قبل الصينيين والـرومان والإغريق للحصول على المعلومات التي تفيد في جمع الضرائب، والحروب وغيرها. كما تجدر الإشارة إلى قيام الدولة الإسلامية في عهد الخليفة العباسي المأمون قامت الدولة بعمل تعداد للسكان والثروات بهدف تحديد الإمكانيات المادية والفكرية . وتجدر الإشارة إلى ما قام به أفلاطون من معالجة لقضايا السكان في كتابه ( الجمهورية ) , وكذلك أر سطو في كتابه ( السياسة ) ، وكما أن مقدمة ابن خلدون تشير إلى بعض الأساليب الإحصائية.
غير أن هذه المحاولات لم تكن مبنية على أساس علمي. ويمكن اعتبار القرن السابع عشر بداية لظهور أنواع مختلفة من الأساليب الإحصائية . فقد جمع العــالم كاسبر نيومان عام 1601ف بيانات عن بعض الوفيات وأعمارهم ، وتوصل إلى استنباط دقيق لمتوسط العمر لبعض المجموعات , أما العالم جون جرانت في الفترة(1624-1674 ) ف فقد ربط السكان بالإحصاء ، في حين أعد العالم ادموند هيلس أول جدول حياة .
ولعل ما حدث خلال القرن الثامن عشر من تطورات في العلوم المختلفة ، أدى إلى الاهتمام بالأساليب الإحصائية وتطورها . ومن العلماء الذين لعبواً دورا كبيراً في تطور علم
الإحصاء الألماني فر يدريك جاوس (1777 - 1858) ، والفرنسي لابلاس (1749 – 1827 ) . والعالم الإنجليزي كارل بيرسون ( 1857 – 1936 ) إسهامات كثيرة في علم الإحصاء منها تعريف معامل الارتباط ومعامل الارتباط الجزئي وتقديره واستخدام اختبار مربع كاي لاختبارات جودة التوفيق .ويعتبر العالم الإحصائي رونالد فيشر ( 1890 – 1962 ) من الذين أضافوا الكثير لعلم الإحصاء ، وهو الذي وضع أساسيات علم تصميم التجارب وتحليل التباين وغيرها من الإسهامات في علم الإحصاء .
وصار علم الإحصاء يدرس في الكثير من الجامعات الأوروبية كأحد العلوم الرئيسية وخصوصا بعد منتصف القرن التاسع عشر، و بدأت الحكومات تهتم بإنشاء وتطوير الأجهزة الإحصائية. وفي بداية القرن العشرين تعقدت الأمور الإدارية لأجهزة الدولة المختلفة وذلك نتيجة حتمية للثورة الصناعية . وكان لابد من تطوير الدراسات والنظريات الإحصائية لمواجهة مشاكل تلك الإدارة . وبالفعل ففي العشرينيات من القرن الماضي تطور تطبيق النظريات الإحصائية ، ويرجع الفضل في هذا التطور إلى مجموعة من الأخصائيين أمثال شوهارت , ورومج , ودمنج وغيرهم.
أهمية علم الإحصاء في الحياة اليومية والعامة
توجد حالة من عدم التأكد في حياتنـا اليومية وفي حياتنا العامة بشكل لم يسبق له مثيل . فنحن نناقش كل ما توارثناه عن آبائنا وأجدادنا من أفكار وتعليم ,ونطلب إجابة علمية على كل ما نوجهه من أسئلة مثل :هل توجد علاقة بين التدخين والسرطان ؟ وهل فعلا يتناقص الميل الحدي لاستهلاك الفرد كلما زاد دخله ؟ إننا نقرأ إجابات لمثل هذه الأسئلة ولكنها في الغالب تكون إجابات مماثلة لآراء أصحابها واعتقاداتهم الأمر الذي يفقدها الصفة العلمية . وحتى نستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها إجابة علمية صحيحة يجب أن نتبع المنهج الإحصائي.
ويعتبر الإحصاء أداة للتخطيط بالغة الأهمية في تخليص الاقتصاد من التطور العشوائي وعدم التوازن في نمو قطاعا ته المختلفة وفي تسريع عجلة التقدم . وقد تأثر نمو اقتصاديات البلدان المتقدمة والنامية بتطور جمع ودراسة البيانات الإحصائية وتحليل نتائجها ، وأصبحت الإحصاءات القاعدة المتينة التي تبني عليها سياسة الدول في كافة المجالات . ومن هنا فقد اهتمت الدول في عالمنا المعاصر بخلق كادر ذي خلفية علمية متينة متفهم للأساليب الإحصائية المختلفة في التحليل بشكل يؤهله للمساهمة الفاعلة في عملية تخطيط وتنفيذ البرامج الإنمائية . وتتجلى أهمية الإحصاء في التعرف على المجالات الحيوية التي تعتمد على الأساليب الإحصائية في البحث والتحليل . وكذلك تبرز أهمية علم الاحصاء في البحوث حيث إنه يساعد على تقديم أدق نوع ممكن من الوصف للمعطيات , إذ الوصف والموضوعية من سمات العلم الحديث .
دور المنظمات الدولية في تطوير الإحصاء
بدأ الاهتمام بالإحصاء من خلال المؤتمرات الدولية، وهي تنظيمات عالمية شبه رسمية انضم إليها خبراء الإحصاء وممثلو الأجهزة الإحصائية الحكومية، وكان الغرض من عقد تلك المؤتمرات توحيد الأساليب الإحصائية الحكومية في عمل التعدادات. ويعود الاهتمام بالإحصاء السكاني على النطاق الدولي إلى أواسط القرن التاسع عشر عندما عقد أول مؤتمر دولي للإحصاء عام 1853 ف في بروكسل وصار يعقد كل سنتين أو ثلاث سنوات حتى عام 1878ف . ولقد لعبت تلك المؤتمرات دورا كبيرا في تطوير الإحصاء من الناحيتين النظرية والتطبيقية . وساهمت منظمة الأمم المتحدة في هذا التطور ، واستمر الاهتمام الدولي بتأسيس المعهد الإحصائي الدولي ، وقد بلغ هذا الاهتمام ذروته في عام 1974ف حيث اعتبرت المنظمة الدولية هذه السنة سنة دولية للسكان لجذب الاهتمام العالمي بالمشكلة السكانية، وقد دعت إلى عقد مؤتمرات إقليمية في مناطق مختلفة من العالم .ولعله من نافلة القول التأكيد على أن وجود جهاز إحصائي كفؤ في أية دولة يعتبر أحد مؤشرات تقدمها الاقتصادي والاجتماعي ، ويعبر عن مستوى إلمام ومعرفة تلك الدولة بالواقع الذي يعيشه مجتمعها في كافة النواحي الحياتية .
أهداف علم الإحصاء
لعلم الإحصاء أهداف متعددة يمكن حصرها في الآتي :-
1- تبسيط البيانات الإحصائية بعرضها في جداول أو رسومات بيانية ، وذلك لتسهيل فهمها وتحليلها .
2- التعبير عن الحقائق بصورة عددية واضحة ودقيقة بدلاً من عرضها ، والتعبير عنها بطريقة إنشائية .
3- مقارنة المجموعات المختلفة وإيجاد العلاقات القائمة بينها .
4- التنبؤ ببيانات مستقبلية مما يساعد عملية التخطيط .
5- استخلاص النتائج واتخاد القرارات المناسبة بقدر كبير من الصحة ، وذلك بعد قيام الباحث في أي فرع من فروع العلوم المختلفة بتحليل البيانات المتوفرة لديه .
علاقة علم الإحصاء بالعلوم الأخرى
اكتسب علم الاحصاء أهميته من إمكانية تطبيق نظرياته ، ومبادئه وأساليبه في كل المجالات، يمكن التعبير عن ظواهره ببيانات يمكن تجميعها . فقد أصبح بالإمكان استخدام الأساليب الإحصائية وتطبيقها في مختلف العلوم .
ونعرض فيما يلي علاقة الإحصاء ببعض العلوم:
* ففي علم الاقتصاد ، استخدم علم الإحصاء لتفسير الظواهر الاقتصادية المختلفة كنظريات الطلب والعرض ، والعلاقة بين مستويات الدخل والإنفاق الاستهلاكي ، ونوع العلاقات الاقتصادية المختلفة وكيفية قياسها .. الخ .
وفي مراقبة الإنتاج في الشركات الصناعية من حيث كمية ودرجة وجودة ومدى ملاءمة كل ذلك لاحتياجات السوق وأذواق المستهلكين . وغيرها من الدراسات الاقتصادية.
ولا يمكن للدراسات الاقتصادية أن تطور دون استخدام النظريات والطرق الإحصائية . فالإحصاء يعتبر أداة مهمة في تلك الدراسات.
ويمكن القول بأن المجال الاقتصادي هو الإطار الذي نشأ وتطور في كنفه علم الإحصاء .
*وفي علم النفس ، استخدمت الطرق الإحصائية في قياس درجة ذكاء الأشخاص ، وفي دراسة العلاقة بين ذكاء الأشخاص ومهارتهم .. الخ .
*وفي علم الفلك استخدمت الطرق الإحصائية في دراسات خاصة بتحديد مدارات الكواكب والنجوم وغيرها من الأبراج السماوية ..الخ.
*وفي علم الجغرافيا ( بشقيها الطبيعي والبشري ) استخدمت الأساليب الإحصائية في دراسة أشكال سطح الأرض ، والجغرافية المناخية وجغرافية البحار والمحيطات. فضلا عن تطبيق الطرق الإحصائية في جغرافية المدن وعلم الخرائط .. الخ .
* وفي العلوم الطبية ، يطبق علم الإحصاء في أغلبية الدراسات الطبية لمقارنة الأمراض المختلفة وسبل علاجها وتحديد العلاقة بين بعض الأمراض ومسبباتها، ولقياس كفاءة الأدوية .. الخ .
وفي الواقع لا يخلو علم من العلوم في عصرنا هذا من استخدام علم الإحصاء .