المقدمة
إنتشار ظاهرة أطفال الشوارع باتت مشكلة كبيرة يعاني منها المجتمع وتسبب الكثير من المشاكل الاخلاقية والاقتصادية والعلمية وتؤدي إلى انحدار المحتمعات وتراجعها لذا يجب مواجهة مشكلة اطفال الشوارع وايواء اطفال الشوارع وتنميتهم وحمايتهم وارشادهم إلى الحياة والسلوك القويم المفيد لهم وللمجتمع والانسانية
وقد جعل الله سبحانه و تعالي الأولاد زينة الحياة الدنيا , يقول في محكم تنزيله "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" فالطفولة صانعة المستقبل و الطفولة هي الركيزة التي تؤكد أن المجتمع لديه طاقه بناءه ومنتجة في المستقبل القريب ولذلك تهتم المجتمعات باختلاف أنواعها بالطفولة سواء من حيث توفير خدمات الرعاية الاجتماعية بأنواعها المختلفة
وأطفالنا مسئولية الجميع وليست مسئولية الدولة فقط فهي مسئولية الأسرة , المدرسة , المجالس المحلية , المؤسسات الدينية و الإعلامية و الصحفية لتعدد وتداخل المشكلات التي تواجه الأطفال فهناك مشكلات لأطفال بلا مأوى , عمالة الأطفال مجهولي النسب و الأطفال الذين يتسربون من التعليم ويواجهون العنف والأيتام والأحداث وغيرهم.
إنهم أطفال يواجهون الشوارع بصورة منتظمة ويعتمدون عليه في البقاء وقد لا يوجد اتصال منتظم بأسرهم ولعل المنظمات الاجتماعية الخاصة برعاية أطفال الشوارع هي احدى هذه المنظمات الأهلية و التي يفترض فيها توفير الخدمات لهذه الفئات المحرومة كما تشير الدراسات بان ظاهرة أطفال الشوارع في هذه البلدان أصبحت تشكل كارثة حقيقية في البلدان النامية فهي بازدياد مضطرد وكما يطلق عليها كرة الثلج أو القنبلة الموقوتة.
مشكلة اطفال الشوارع:
تعد ظاهرة أطفال الشوارع مشكلة تضاف الى قائمة المشكلات التي تجتهد مصر في اجتيازها , ومن الصعوبة بمكان تحديد العدد الدقيق لأطفال الشوارع كميا , لكن من المؤكد ان الرقم يناهز عشرات الملايين في انحاء العالم , وكثيرا منهم لا يزالون في تواصل مع أسرهم , وكثير آخرون فروا من منازلهم نتيجة لما أصابهم فيها من إساءة نفسية . أو جسدية او جنسية , ومعظم هؤلاء من الذكور.
وأصبح الأطفال عرضة لكل أشكال الاستغلال والاساءة بمجرد أن تطأ أقدامهم الشوارع ومنع محتمل أن تكون حياتهم اليومية قد ابتعدت كثيرا عن الطفولة المثالية التي يتصورها اتفاقية حقوق الطفل وفي بعض الحالات فإن الأشخاص والجهات التي عاهدت إليها مهمة حماية الأطفال تصبح هي الجهات التي ترتكب الجرائم ضدهم. وتبدأ خطورة هذه الظاهرة على امن مصر في أن من توابعها نشوء مظاهر سلوكية خطيرة منها إدمان المخدرات و الجريمة و العنف إذ يمثل أطفال الشوارع فئة مستهدفة من معتادي الإجرام و المنحرفين كما يسهل استقطابهم لممارسة الأشكال المختلفة للانحرافات .
انطلاقا مما رصدته العديد من الدراسات التي تمت في المجتمع المصري في الأعوام السابقة حول العوامل و الأسباب الأسرية و ما عكسته من مظاهر حياتهم بعد ان اجتمعوا في أحضان الشوارع مما كان له أثر سلبي علي حياتهم و مستقبلهم و أيضا على المجتمع ككل و لابد من وجود حلول إيجابية لهم.
ثالثاً : أسباب البحث عن مشكلة أطفال:
1- قلة الدراسات في مجال أطفال بلا مأوى .
2- غياب تدعيم التدخل التشريعي لدفع معاناة الضغوط الاجتماعية.
3- الفقر الذي يجعل الأسرة تدفع بأبنائها للشارع أو للعمل أو للتشرد.
4- إنخفاض صورة المشاركة بالمال في دعم المؤسسات الخيرية الأهلية.
5- الإفتقار إلى مؤسسات إيواءيه لرعاية أطفال بلا مأوي.
6- غياب تبادل المعلومات لتنمية ثقافة الطفل و تقديم خدمات تعليمية.
رابعاً : أهمية مواجهة مشكلة أطفال الشوارع:
1- الأهمية العلمية:
إثراء البحث العلمي فمهما تعددت الدراسات و الأبحاث في هذا المجال فإننا نحتاج إلى دراسات حديثة نظرا للتطور السريع الذي تمر به المجتمعات الآن .
2- الأهمية المجتمعية:
أن التعرف على المشكلات التي يعاني منها أطفال الشوارع بشكل موضعي وبعيدا عن الأفكار النمطية السائدة في المجتمع المصري ييسر لنا الطرق الصحيحة في التعامل معهم. ووضع البرامج التوجيهية والارشادية و العلاجية المناسبة لهم حتى تساعدنا بدورها على مقاومة المعوقات الاجتماعية والنفسية التي تعجبهم وتعرقل من مسيرتهم الحياتية.