الخميس، 8 مارس 2018

الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي

مقدمة
تعتبر الخدمة الاجتماعية و مؤسساتها ومبانيها المدرسية من أهم المؤسسات الاجتماعية التي أعدها المجتمع الملائمة والتي تسمح له بالتفاعل الايجابي مع البيئة التي تعيش فيها وهى جزء أساسي و ضروري من المجتمع ويخضع للدوافع و المواقف في المجتمع .
وتتميز المدرسة بكيفية التقلبات الاجتماعية بالديناميات والتفاعلات وهى من أدلة ازدياد مرحلة التخصص و النواة التي خلقت النظام الاجتماعي التعليمي في مجتمعنا الحديث والذي يمكن أن يحدد لنا أنماط السلوك الاجتماعي التي يتبعها أفراد المجتمع في علاقتهم وتفاعلاته ولقد أخذت المدرسة على عاتقها في الوقت المعاصر بعد أن كانت تقوم به الأسرة من وظائف فيما يتصل بتهيئة التلاميذ تهيئة اجتماعية عن طريق المحافظة على الثقافة وانتقالها .
كما أصبح للمدرسة تأثير فعال في شرعة التغير في المجتمع عن طريق الأنشطة لخلافة من جانب التلاميذ و عن طريق غرس القيم الاجتماعية التي يجب أن نتماشى مع الرغبة في التقدم على الانجازات في العلوم وفى مجالات المعرفة الأخرى.
فلسفة الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ....
تقوم فلسفة الخدمة الاجتماعية علي مجموعة من الخصائص التي تعتمد عليها في المجاَّل المدرسي وهي
1/ أن الطالب قابل للتغيير والتشكيل ، ومن ثَم فأن الخدمة الاجتماعية يلزمها أن تعّدل وتغّير في سلوك الطالب وتسهم في تنشئة الطالب تنشئة اجتماعية سليمة .
2/ أن الطالب لديه قدرات وطاقات ، يمكن ان يستفيد هو نفسه منها وكذلك مجتمعه الذي يعيش فيه أن أحُسن أستخدمها .
3/ أن البيئة محور التنشئة فالمدرسة كبيئة مجتمع مصغر يتحتّم عليها ان تنظم نفسها في إطار اجتماعي يجعلها مجالاً صالحاً وخصباُ لبيئة اجتماعية سليمة لطلابها وهنا تبرز الخدمة الاجتماعية كمجال لنمو وتنشئة الطلاب تنشئة سليمة في مناخ صحي وطبيعي .
4/ لكل مجتمع إتجاهات تأخذ شكل فلسفات إيدلوجية ، اقتصادية ، واجتماعية ، وسياسية يعيش فيها المواطن ويتأثر بها وتشكل نمط حياته وهذه الحقيقة تجعل الخدمة الاجتماعية تعتمد علي فلسفة المجتمع لكي ينهض الطلاب في إطارها وإطار تلك المفاهيم والفلسفة السائدة في المجتمع .
خدمة الفرد في المجال المدرسي
تعمل الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي علي تحقيق الأهداف العلاجية والوقائية والإنمائية لتنمية شخصيات الطلاب من خلال الجهود المهنية
1/ الاهداف الوقائية
وهي متمثلة في الجهود التي يبذلها الأخصائيون الاجتماعيون في العمل مع الأفراد حماية ووقاية لهم من الوقوع في مشكلات مستقبلية مستخدمين كل الإمكانيات والطاقات الكامنة لدي الطالب وبيئته ليتمكن من مواجهة الموقف بنفسه وذلك عن طريق برامج توجيه وإرشاد .
2/ أهداف إنمائية
تتمثل في إيقاظ الطاقات والقدرات الكامنة لدي الطلاب وإستثمارها والإستفادة منها ، وتنمية شخصايتهم بما يحقق التوافق الاجتماعي لديهم ويكون ذلك كن خلال عقد محاضرات وندوات بالخصوص .
3/ أهداف علاجية
وهي الجهود المبذولة من الأخصائيين الاجتماعيين لمساعدة الطلاب علي مواجهة المشكلات الفردية التي يتعرضون لها بكافة انواعها .
أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية :
إذا كانت المدرسة كمؤسسة تربوية تستهدف تحقيق عمليتين هما التعليم ، والتنشئة الاجتماعية فإن هدف الخدمة الاجتماعية وإستراتيجيتها هي معاونة المدرسة علي تحقيق هذين الهدفين الأساسين
ويمكن تلخيص هذه الأهداف في الآتي :ـ
1/ مساعدة الطلاب علي تحصيل دروسهم ، والوصول إلي أقصي إستفادة .
2/ مساعدة الطلاب علي النمو والوضول إلي أكبر قدر ممكن من الأعتماد علي النفس
3/ خلق عادات اجتماعية سليمة بين الطلاب ببعضهم البعض وبين الطلاب والعاملين بالمدرسة .
4/ مساعدة الطلاب علي نبذ القّيم والإتجاهات السلبية والضارة ، وتدعيم القيّم والإتجاهات الإيجابية وتعزيزها في نفوسهم .
5/ مساعدة المدرسة علي نشر خدماتها بإعتبارها مركز إشعاع ثقافي ويقوم الأخصائي الاجتماعي بالعديد من المهام في المدرسة من أهمها ما يلي :ـ
1ـ الإتصال بأولياء الأمور في الزيارات التي تستدعيها بعض الحالات .
2ـ حصر الطلاب المتكرري الرسوب ، ومتابعتهم بالتعاون مع إدارة المدرسة وأولياء الأمور والمدرسين .
3ـ حصر الحالات النفسية وتحويل ما يحتاج منها إلي خدمات تخصيصة .
4ـ التركيز علي بحث ومتابعة الطلاب المتفوقين علمياً ، والمتأخرين دراسياً .
5ـ أكتشاف الطلاب ذوي الإحتياجات الخاصة والتي تحتاج إلي جهود علاجية طويلة .
6 ـ القيام بإعداد كشوفات المساعدة الاجتماعية للطلاب المستحقين لها وصرفها لهم.
8ـ مشاركة إدارة المدرسة في تحديد أنواع الجماعات المدرسية الخاصة بالأنشطة ، وإختيار رواد ها وذلك من خلال الأشراف عليها ، كـ الجماعات ذات الطابع الاجتماعي مثل / جماعة الرحلات ، وحماية البيئة ، والخدمة الاجتماعية ، والهلال الأحمر ،.. الخ
9ـ الأشراف علي تنظيم الحفلات المدرسية ، وتنظيم المسابقات داخل المدرسة ، مثل أوائل الطلبة ، وأسبوع النظافة وإعداد مسابقات ثقافية ، مثل الخط العربي ، والقراءة الحرة ، والصف المثالي ، والطالب المثالي ، وتنظيم الزيارات العلمية والأشراف عليها .
10ـ تنظيم وإصدار مطبوعات للتوعيَّة الاجتماعية والصحيَّة وتوزيعها بين التلاميذ لما لها من فوائد جمة .
11ـ إعداد بحث أو حلقة نقاش في ظاهرة من الظواهر الموجودة بالمدرسة .
12ـ توطيد العلاقة بين المدرسة والمؤسسات المحلية الأخري كالبلدية ، والنوادي ، والمراكز الصحيَّة الموجودة بالمنطقة .
13ـ إعداد التقاري بصفة أسبوعية ، وشهرية ، ودورية .
14. العمل علي تنظيم محاضرات من شأنها العمل علي رفع المستوي الثقافي للطلاب متمثلة في محاضرات توعوية دينية واجتماعية وثقافية مع الإستعانة ببعض الجهات المختصة لتكون الفائدة أعم وأشمل .
15 ـ توثيق وتوطيد الصلة بين البيت والمدرسة ، والأهتمام بعقد مجالس الآباء والأمهات لتعزيز هذه الصلة وتقويتها وذلك بإعتبار أن البيت والمدرسة يعتبران مكملان لبعضهما البعض ولا يمكن أن تتحقق الأهداف التربوية بطريقة مُثلي بدون ان يكون هناك توافق وتناغم وإنسجام وتعاون بين البيت والمدرسة ، فدور المدرسة كمؤسسة تربوية اجتماعية مكمل لدور البيت التربوي الاجتماعي .
16 ـ مساعدة الطلاب علي الوصول ، إلي أكبر قدر من الأعتماد علي النفس والتعود علي تحمل المسئولية وإبداء الرأي وأحترام الآخرين .
17ـ التعاون مع إدارة المدرسة ، في إيجاد مناخ جيد من العلاقات الإنسانية بين العاملين في المدرسة .
محاور الخدمة الاجتماعية :
لتنظيم العمل الاجتماعي داخل المدرسة منذ بداية العام الدراسي لابد من تصميم خطة وهذه الخطة يجب أن تعتمد علي أربع محاور رئيسة وهي كـالآتي :ـ
أولاً / الإدارة
وتشمل العمل علي مساعدة الإدارة لكي تكون مؤسسة تعليمية تربوية ذات وظيفة اجتماعية تهدف إلي بناء الشخصية المتكاملة للطالب ، والمشاركة في تخطيط ومتابعة النشاط المدرسي وخلق مُناخ جديد للعلاقات الإنسانية لتضم العاملين في جو أسري متكامل
ثانياً / الهيئة التدريسية
وهي تشمل مساعدة أعضاء هيئة التدريس علي تكوين علاقات إنسانية وطيدة بينهم وبين الطلبة وبين بعض ، بالإضافة وأشراكهم في النشاط داخل المدرسة وخارج الفصل وعدم إغفال دور المُدرس كعامل مُساعد في حل ومعالجة كافة القضايا التربوية والمدرسية خاصةً المواقف الفردية السريعة للطلاب
ثالثاً / المجتمع ( علاقة المنزل بالمدرسة )
العمل علي توثيق مع وتعميق العلاقة بين البيت والمدرسة بإعتبارهما الشرطين الأساسين في العملية التربوية ، وغرس روح الإنتماء الوطني والأستتعداد للتضحية والفداء في نفوس الطلاب بطريقة عملية وترجمة شعار المدرسة لتكون مركز إشعاع وتأثير في المجتمع ، والعمل علي توظيف إمكانيات المجتمع المحلي لدعم وتطوير المدرسة
رابعاً / الطـــــلاب
يجب أن يضع الأخصائي في اعتباره أن الطلاب هم العنصر الأساسي في العملية التعليمية ، وأن الخدمة الاجتماعية يجب أن تكون مرنة تبعاُ لتنوع الإحتياجات والمشكلات بين الطلاب ، ويجب أن يقوم الأخصائي بمسايرة التقدم العلمي في مهنته ، ويطلّع علي المراجع وأن لا يتردد في حضور المؤتمرات والندوات والبرامج التوعوية والتدريبية
والأهتمام بالتسجيل والتوثيق في كل خطوات عمله والعمل علي كشف مواهب ، ومهارات الطلاب ، وتوجيهها وإستثمارها في النشاط المدرسي المتعدد الجوانب والذي يجب أن يسد جميع رغبات وميول الطلاب
مع ضرورة إيجاد الحلول المناسبة للطلاب ذوي المشكلات الخاصة بالتكيف .
ويمكن للأخصائي الاجتماعي كأحد أعضاء العمل الفريقي في المجال المدرسي أن يمارس أدوارا في إطار التعاون مع غيره من أعضاء الفريق من خلال :
1) المحافظة على التعاون مع المدرسين والإدارة المدرسية .
2) تقديم معلومات متعلقة بمشكلات الطلاب بما يساهم في تدعيم العلاقة بين الطلاب والمدرسين أو بينهم وبين إدارة المدرسة .
3) استثارة المدرسين لتدعيم علاقتهم بالطلاب داخل الفصول الدراسية واقتراح الأسلوب الذي يوفر الجو الاجتماعي السليم لتحفيز الطلاب على الدراسة والتحصيل وتحقيق أهدافهم من الالتحاق بالمدرسة .
4) مناقشة المواقف والمشكلات الخاصة بالطلاب مع المدرسين والمتخصصين الآخرين المرتبطين بتلك المشكلات للمساهمة في وضع الخطط الملائمة لمواجهة تلك المواقف والتنسيق بين جهود الجميع لتحقيق الأهداف .
5) التشاور مع ادارة المدرسة في المشكلات المرتبطة بنظام العمل بالمدرسة ووضع السياسة الملائمة لرعاية الطلاب من كافة أوجه الرعاية .
6) مساعدة المدرسين على تطوير علاقات العمل والتعاون مع المؤسسات المجتمعية لتحقيق الاستفادة المتبادلة بين المؤسسة التعليمية والمؤسسات المجتمعية .
7) العمل مع اللجان المدرسية المختلفة لزيادة فاعليتها في تقديم الخدمات التي تؤديها سواء بالنسبة للمؤسسة التعليمية أو المؤسسات المجتمعية .
-----------------------------------------------------------------------------
خــــــــاتمة :
من هنا يمكن القول بأن الخدمة الاجتماعية وليدة الحاجة المجتمعية، استطاعت أن تنفذ إلى المجال المدرسي، جاعلة منه مجالا من مجالاتها المهنية، حيث تمثلت جهودها في تقديم العون للطلاب وعمهم بما يعينهم على اشباع حاجاتهم الأساسية ليس فيما يخص المجال التعليمي والأكاديمي، وإنما من حيث أدوارهم التي يمكن لعبها لحل ما يعترضهم من صعوبات ومشكلات. فالخدمة الاجتماعية هي مهنة احتاجت إليها المؤسسة التعليمية لتحقيق وظيفتها الاجتماعية بصورة متخصصة تثبت أمام المتغيرات التي تحدث في المجتمع وتؤثر في حياة كل من يعيش في نطاقه.
والخدمة الاجتماعية المدرسية إن كانت تسعى إلى مساعدة التلاميذ والطلاب على تجاوز الصعوبات التي تعترضهم وتقف حجر عثرة في سبيل تحصيلهم الدراسي. فهي كذلك تساعد في زيادة الطاقم التعليمي على أداء رسالته التعليمية والتربوية، ساعية إلى خلق بيئة مدرسية مناسبة للطفل والطالب وزيادة مستوى الإنتاج الفردي والجماعي لكل من الطالب والأستا