الجمعة، 13 يوليو 2018

الرعاية الاجتماعية في الديانات السماوية


الرعاية الاجتماعية في الديانات السماوية
بعد الحرب العالمية الثانية كانت هناك مشكلات اجتماعية مما أدى لبروز مصطلحات ذات صبغة اجتماعية كانت منها الرعاية والرفاهية الاجتماعية والخدمات الاجتماعية والعمل الاجتماعي والإصلاح والتنمية الاجتماعية . والديانات السماوية جميعها بنصوصها التي نزلت من السماء دول إبطال أو تشويه وتحريف وتعصب تدعوا للإخاء والتعاون الإجتماعي.
والرعاية الاجتماعية ( هي جهود يبذلها الإنسان لتوفير ما يشبع حاجاته عن طريق إجراءات اجتماعية واقتصادية ملائمة ) والديانات السماوية تحث على ذلك.
( كلمة رعاية ممكن أن تعنى مجموعة من الخدمات المقدمة للأسر وأفراد المجتمع وهى  جهود إنسانية لتوفير متطلبات واشبع حاجات أي من الممكن أن يقوم بها الطبيب والمحامى والمدرس وأي من أفراد المجتمع )
وإذا كانت هذه الجهود ترتبط بحالة متقدمة من مستوى المعيشة فهي رفاهية اجتماعية والرفاهية عرفتها الأمم المتحدة بأنها جهود تقدم من خلال عمل اجتماعي منظم بهدف حل مشكلات التعليم والصحة والدفاع والتأهيل وتخطيط الإسكان وغيره .......
ملاحظة " مفهوم الرعاية هو مفهوم نسبى اى يختلف من حيث الزمان والمكان
* خصائصها
تهدف لمعالجة أمراض اجتماعية – تحقق أهداف إنتاجية – تمثل قيمة أخلاقية – ضرورة اجتماعية – تتصف بالتنظيم والشمول – تعبر عن حضارة – تمول من موارد المجتمع – لها مؤسسات – لها مختصون .


العمل الاجتماعي والخدمة الاجتماعية
هو طرق ووسائل منظمة لمساعدة الآخرين أما الخدمة الاجتماعية فهي مجال مهني متخصص بتطبيق المبادئ السوسيولوجي والسيكولوجية لحل المشكلات بهدف تخفيف حدتها ..
الأديان السماوية والرعاية الاجتماعية
التكافل الإجتماعي في الأديان الثانوية ( إلزامي – تطوعي ) " فردى ومؤسسي " مميزات الرعاية في الأديان ( السبق الزمني – الأصالة – الثبات والخلود – الشمول – الاقتداء )
وتمثل الأديان ثورة ضد الظلم والأنانية والكراهية والديكتاتورية والظلم واعتداء الأنسان على الغير كما تدعو الأديان إلى المثابرة على الحب والخير حتى ينال الإنسان رضا الله والناس معاً . وتمثلت المبادئ التي جاءت بها الأديان في الحث على مساعدة الفقراء والأرامل والأيتام وكبار السن والضعفاء والعجزة ومشاركة الناس في الأفراح والأتراح ونستعرض فيما يلي المبادئ العامة التي تشكل صور وقيم الرعاية الاجتماعية في التوراة والإنجيل.
الرعاية الاجتماعية في اليهودية:-
تعتبر الشريعة اليهودية من اقدم الشرائع و الديانات السماوية التي عرفت اليهود مبادئ
العدل و المساواة بفضل وصايا موسى العشرو بفضل التعاليم الدينية التى تحدد واجباتهم نحو الله و الناس عرف اليهود الاحسان الحقيقي فكانوا يتصدقون يوميا بالطعام وفي كل يوم جمعه كان رب العائلة يتنازل عن عشر محصوله للرهبان والاغراب واليتامى والارامل و الفقراء واهتمت  الشريعة الموسوية بتنظيم العدالة الاجتماعية واعتبرت ذلك جزء من العمل المقدس وتضمنت الشريعه اليهودية العديد من الوان  الرعاية الاجتماعية التي قامت على ثلاث دعائم قوية و هي الحق و العدل و المساواة  وتتمثل اوجه الرعاية الاجتماعية في الديانة اليهودية على رعاية الفقراء والمحتاجين و  تعتبر ذلك واجب الاغنياء نحو الفقراء و المحتاجين ورعاية اليتامى والارامل حيث
يقوم عشورهم بالانفاق على الفقراء و المساكين وكانوا يمارسون نظام الشورى باعتبار  ان سيدنا موسى عليه السلام لم ينفرد بحكم بني اسرائيل وحده و توجيه سياستهم بل  كان يعمل بنظام الشورى واهتم اليهود بالتعاليم حيث المدارس ووضعت اسس و قواعد  للتعليم وكان المعلم يتمتع بمركز ممتاز بالاضافة الى الرعاية العمالية والذي فيه ينظم العلاقة بين العامل و صاحب العمل 
وتتمثل أهم صور وقيم الرعاية الاجتماعية عند اليهودية في الأتي:
( من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه).
( لا تمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله. لا تقل لصاحبك أذهب وعد فأعطيك غداً وموجود عندك).
(أن جاع عدوك فأطعمه و أن عطش فأسقه ... والرب يجازيك)
الرعاية الاجتماعية في المسيحية :-
جائت الديانة المسيحية مكملة للديانة اليهودية و استمرارا لها في اتجاهاتها نحو  الاحسان و رعاية المحتاجين وتنظيم العلاقات بين البشر و بعضهم البعض واهتمت  المسيحية بالايتام و الارامل واعترفت بنظم اجتماعية كالتبني لليتامى و المساكين و  انشاء بيوت المحبة (الملاجئ) ورعاية الغرباء و كان من ضمن اهتمامتها التعليم  كوسيلة لنشر الدين ورعاية المرضى والمعاقين بنظام القضاء بالصدقات و كانت  الاديرة و الكنائس وكانت الاديرة المسيحية هي التي تقدم عن طريقها تلك الالوان  المختلفة من وسائل الرعاية الاجتماعية و التكافل الاجتماعي بالاضافة الى نشاط  الجماعات الدينية المختلفة التي تقوم بمساعدة الفقراء والمحتاجين بصورة مساعدات  مالية او تقديم الطعام و الملبس و المأوى لمن هم في حاجة الى ذلك من المبادئ والقيم والمواعظ التي حثت عليها الديانة المسيحية التي تمثل صوراً من صور الرعاية الاجتماعية يمكن تلخصيها فيما يلي:
( من سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده)
( أن أردت أن تكون كاملاً فأذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز من السماء).
( أكرم الأرامل).
( أن كان لك أخ أو أخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقل لهما أحدكم أمضيا بسلام استدفئا وأشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة)
وخلاصة القول أن الديانة المسيحية واليهودية ركزتا على الاهتمام برعاية الفقراء مما كان لهما الأثر الفعال في الاهتمام بالإحسان الذي تمثل في مساعدة الفئات التي يمكن أن تهلك أن لم تتلقى المساعدة وأن يكون هذا الإحسان اختيارياً وأن يرتبط الإحسان بالدين أكثر منها بالإخلاف.
اليهودية " افتح يدك لأخيك المسكين والفقير في أرضك – من يرحم الفقير يقرض الرب – لا تظلموا الأرملة واليتيم "
المسيحية " طوبى للرحماء – بيعوا أموالكم – من جمعه الرب لا يفرقه إنسان "
اثر الأديان في تطور الرعاية ( أعطت بعد انسانى وضمني – لم يقتصر على شريحة معينة – خلصت الإنسان من الأنانية – أقرت حق المستضعفين – الحث على التساند – اهتمت بالأسرة والعمال والتعليم والدين والدنيا والمشاركة "
مجالات الرعاية الاجتماعية ( التعاون والتعاضد ويعتمد على مدى التجمع والتماسك)
الأسرة " الاحترام – تنظيم الزواج – رعاية الأسرة الفقيرة – اسر الجنود –– رعاية الأطفال – الصحة والتعليم والتبرعات المختلفة "
المسنين – لماذا عدم الاهتمام بهم " التركيز على شرائح أخرى – المردود المادي ضعيف - الحاجة إلى أوجه الرعاية المتنوعة – مسؤولية الأسرة "
الشباب " رعاية الجنود وأسرهم والجرحى ومنحهم أراضى "
ذوى الحاجات – لماذا الإهمال في حقهم " حدة الصراعات – القيم الخرافية – يشكلون عبء – غياب القيم الإنسانية – الوضع الطبي المتخلف "
( أراء سبنسر وسمنر )
رعاية الأيتام " كل الحضارات والديانات وخاصة الإسلام اهتم بالرعاية للأيتام .
وظائف الرعاية
تحقيق التماسك – العدالة الاجتماعية – النشأة الأخلاقية للأجيال .
الاسلام والرعاية الإجتماعية
منذ ظهور الحضارات على وجه الأرض ظهرت أشكال من الرعاية الاجتماعية ارتبطت بنوعية هذه الحضارة وأسلوب الحياة فيها , كما ازداد تطور الرعاية الاجتماعية بظهور الأديان السماوية ويعزي جلبرت وسبكت نشوء الرعاية الاجتماعية تاريخيا إلى أن الأنظمة الاجتماعية وبصفة أساسية الأسرة الدين كانت تقوم بإمداد العون كوظيفة ثانوية لها.
ولما كان الدين الإسلامي خاتم الأديان في خط التطور الذي جاءت به الديانات السماوية لتنظيم العلاقات الاجتماعية بين الناس لذلك قام على تأكيد قواعد العدالة والتعاون ولإخاء والمساواة بين الناس ومصدرا لتهذيب السلوك وتقويم الأخلاق وتحقيق خيريه المعادلة , وإقامة قواعد الحق والعدل في محيط الجماعة ومقاومه الفساد والفوضى والربط بين قلوب أفراد المجتمع الواحد برباط المحبة والتراحم والبر والتعاون والاحترام المتبادل , وإلى هذا المعنى يشير الرسول علية الصلاة والسلام حيث يقول : " المؤمن ألف مألف ولاخير فيمن لايؤلف,وخير الناس انفعهم للناس ".
لذلك كان التعامل الإنساني في الإسلام يقوم على الأخوة والحب الأكيد والاحترام المتبادل دون النظر الى فوارق اللون أو الجنس أو اللغة أو الحدود الجغرافية .
ولقد أقام الإسلام المجتمع الإسلامي على مجموعة من المقومات جعلت الرعاية الاجتماعية تطبيقا فعليا لكل معطيات الدين الإسلامي , ويمكن أن نشير باختصار إلى هذه المقومات حتى يتبين لنا الارتباط بين الرعاية الاجتماعية والدين الإسلامي وأثر ذلك على المجتمع الإسلامي :
الأخلاق والقيم العليا :
وهي في الإسلام تنبثق من العقيدة فلا تميلها المصلحة ولا تسيرها المنفعة , فالإسلام دعا إلى الصدق والبر والعدل وأداء الواجب والحلم والحياء ورعاية الحوار وصدق اللسان وكظم الغيظ وعمل المعروف وضيافة الفقراء وإغاثة الملهوف وعيادة المريض والتصدق على المحتاجين....إلخ .
ومن النصوص الجامعة للقواعد الأخلاقية قول الله تعالى : " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتي المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساة والضراء وحين البأس أولئك الذين صدثوا وأولئك هم المتّقون " } البقرة : 117 { . وقول الله تعالى : " لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذالك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما " } النساء :114  .
الأنظمة التي تنظم علاقات الأفراد :
وتشمل الأنظمة التجارية والاقتصادية والمعاملات وأنظمة الأسرة والقضاء والوصايا والميراث والنفقات وأنظمة للحكم والسياسة وغيرها .
 تنفيذ هذه الأنظمة ومباشرة تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع الإسلامي  :
قال تعالى : " فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً " }  النساء : 65   .
العبادات والأعراف السلبية التي لاتتناقض مع العقيدة والتعايم الإسلامية .
أبعاد الرعاية الاجتماعية في الإسلام
أولا : تنبع هذه الرعاية من تعاليم الدين الإسلامي والتي تقوم على القراَن والسنة وبالتالي فهي تقوم على مجموعة من التشريعات نذكر منها :
تشريع المساعدة : وهو يشمل المدين والغارم واليتامى والقاتل الخطأ والمنقطع في بلد غير بلدة يسمى ابن السبيل .
تشريع الجوار : قال تعالى : " واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم " } النساء : 36  .
تشريع الماعون : "فويل للمصلين  الذين هم عن صلاتهم ساهونالذين هم يراَءونويمنعون الماعون " }  الماعون : 4 – 7  .
تشريع المشاركة : وذلك عندما تحين المواسم الزراعية , قال تعالى : " كلوا من ثمرة إذا أثمر واتوا حقه يوم حصاده ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين "  } الأنعام : 141.
تشريع الضيافة : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" قالو : ما جائزتة يارسول الله ؟ قال "يومه وليلته والضيافة ثلاثة أيام فيما كان وراء ذلك فهو صدقة" . وفي رواية لمسلم : " لايحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه" قالو : يارسول الله كيف يؤثمه؟ قال "يقيم عنده ولاشئ له يقريه به " رواه بخاري ومسلم.
تشريع الإعفاف : " وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " }  النور : 23  .
تشريعات الإسعاف في حالات الجوع والعطش والمنهكة : " أي رجل مات ضياعا بين أغنياء فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله" .
تشريعات الطوارئ : " انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله " } التوبة : 41 { , كما قال الرسول الكريم علية الصلاة والسلام : "من فرّج عن مؤمن كربه من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربه من كرب يوم القيامة " رواه مسلم .
تشريعات الإعانات العائلية : كمساعدات الزواج وعلاوات الأولاد . فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أتاه في قسمة يومه فأعطى الأهل حظين وأعطى الأعزب حظاً واحدا , وكان عمر رضي الله عنه يفرض لكل مولود عطاءً يزاد إلى عطاء أبيه ( مائه درهم ) يزاد كلما نما الولد .
نوعية المستفيدين من الرعاية الاجتماعية في الإسلام :
تتصف الرعاية الاجتماعية في الإسلام ب،ها رعاية شاكلة فهي لاتقتصر على رعاية الإنسان بل تمتد إلى رعاية الحيوان بل تمتد إلى النبات .
حيث نرى أن الإنسان في كافة حالاته تقدر له الرعاية في حالة قوته و حالة ضعفه , في حالة طفولته وشيخوخته , وفي حالة فتوته وشبابه سواء كان ذكراً أو أنثى , طفلاً أو رجلاً مهما كان جنسه أو نوعه أو دينه أو لونه مع مراعاة وقوف الرعاية الاجتماعية بشكل واضح مع الفئات الأكثر احتياجاً مثل الفقراء والمساكين والمرضى والمكفوفين والمقعدين والشيوخ والمشردين واللقطاء واليتامى والأسرى .
كذلك يدخل فئة المستفيدين من الرعاية الاجتماعية في الإسلام المدين والقاتل خطأ وابن السبيل , والجار القريب , والضيف , علاوة على الأفراد الذين يتعرضون للكوارث والنكبات , وهناك العديد من الحالات التي سوف نذكرها بالتفصيل عند الحديث عن مجالات الرعاية الاجتماعية في الإسلام.
علاوة على ذلك شملت الرعاية الاجتماعية في الإسلام رعاية الحيوان وطلب الرفق به والتوصية بحسن معاملته, حيث دعت الأحاديث الشريفة إلى ذلك وتم تطبيق هذه الرعاية, فهذا عمر بن الخطاب يداوي إبل الصدقة ولما قال له رجل من القوم " يغفر الله لك ياأمير المؤمنين , فهلا تأمر عبداً من عبيد الصدقة فيكفيك ؟" قال عمر : وأي عبد هو أعبد مني" , إنه من ولي أمر المسلمين يجب عليه لهم مايجب على العبد لسيده في التضمية وأداء الأمانة .
وقد أوقفت لرعاية الحيوان الأوقاف مثل توفير المياه لينتفع الدواب من المارين والمترددين على الأسبلة من الاستفادة منه وغيرها من الأوقاف التي أوقفت على الحيوانات. ومن ذلك نرى أن الرعاية الاجتماعية في الإسلام هي رعاية شاملة لكل الأحياء خاصة الإنسان في كل حالاته والحيوانات والنبات .
التطوع والرعاية الاجتماعية في الإسلام :
يعتبر التطوع للمشاركة في أوجه مجالات الرعاية الاجتماعية في الإسلام بين الخصائص المميزة لهذه الرعاية حيث يحض الإسلام على التطوع حيث يقول الله تعالى : " فمن تطوّع فهو خيرٌ له " } البقرة : 184 {.كما يقول الله تعالى : " ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم " }  البقرة : 158  . كما يقول الله تعالى أيضاً : " ولتكن منكم أُمه يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " }  ال عمران : 104{. فالتطوعية بمعنى فعل الخيرات والدخول في أنشطة إيجابية من جهة , ثم الإحجام عن فعل الشرور والأعمال السلبية من جهة أخرى أمر كامل الوضوح في صميم الإسلام . وفي ذلك يقول الله تعالى : "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " } ال عمران : 110 { .  ولقد ربط الإسلام التطوع بالإيمان وبقدر مساهمة الإنسان وعطائه وبذله ودرجة إيمانه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله علية وسلم : " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " متفق عليه .
ولا يستصغر الإسلام العمل التطوعي مهما كان ويدعو إلى بذل الجهد الطواعي مهما كان تقدير الإنسان له ففي ذلك يقول رسول الله صلى الله علية وسلم : "لاتحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق " رواه مسلم .
واعتبر الإسلام أن كل عمل تطوعي يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى صدقة يأخذ عنها المسلم أجراً في الآخرة وفي ذلك يقول الرسول علية الصلاة والسلام : " كل معروف صدقة " رواه بخاري , وعن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه قال : قلت : يارسول الله  , أي الأعمال أفضل ؟ قال : "الإيمان بالله والجهاد في سبيله" قُلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال ك "أنفسُها عند أهلها أكثرها ثمناً" , قال ك قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : "تُعين صانعاً أو تصنع لأخرق " قال : قلت : يارسول الله ,أرأيت إن ضَعُفت عن بعض العمل ؟ قال : "تكف شرّك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك " متفق علية .