الخميس، 8 مارس 2018

أهم الإتجاهات الإدارية الحديثة في المنظمات


أهم الإتجاهات الإدارية الحديثة للتطبيق في المنظمات حتى 2017
مقدمة:
تمثل الإدارة بالنسبة للمؤسسات، ومنها مؤسسات التعليم، وبخاصة في المستويات التنفيذية، تمثل الجهاز العصبي- بما يشمله من مخ وخلايا عصبية- بالنسبة لجسم الإنسان، ومن هنا تأتي أهمية الإدارة في الارتقاء بالعملية التعليمية، وزيادة كفاءة التعليم وفعاليته، وبخاصة في ظل تأثير وانعكاس مظاهر عديدة من التحديات العالمية المعاصرة على مجال التعليم بعامة وإدارة المؤسسات التعليمية بخاصة، فضلاً عما ارتبط بتلك التحديات من تحولات كبرى، ومحورية، وذات علاقة بالفكر، والعلم، والبحث، والتكنولوجيا، والممارسات، (زيدان، 2005)  ، بل لقد شهدت السنوات الأخيرة تغييرات سياسية واجتماعية كبرى لاسيما في بعض البلدان العربية ومنها مصر، وقد أعقب ذلك جدل شديد في وسائل الإعلام حول مدى فاعلية القيادات الإدارية، وضرورة إحداث تحول حقيقي في الفكر المؤسسي بوجه عام، والإداري على وجه الخصوص. 
معايير الإدارة الحديثة
أصبحت الإدارة الحديثة، تهتم بمعايير لم تكن موجودة في الماضي؛ مثل معيار التنافسية، حيث إن الشركات المختلفة العالمية تنفذ مشروعات في أماكن بعيدة عن نطاق أعمالها، وما يحتم عليها مواجهة عروض من شركات أخرى ذات أفكار وتصورات ورؤى مختلفة، ولا يفوز في هذه المواجهة إلا أصحاب التخطيط الإداري الذين يهتمون بإنجاز معايير التنافسية.
ومن المعايير الأخرى الهامة، التي دخلت في الاتجاهات المعاصرة الحديثة، هي معيار شراكة أكثر من شركة للفوز بمشروعات ضخمة لا يمكن لأي شركة مهما بلغ حجمها الفوز بها.
ومن أمثلة ذلك؛ نشير إلى أن شركة أكوا باور انترناشونال ومقرها الرياض- والتي فازت بعقد لبناء محطتين للطاقة الشمسية في المملكة المغربية- تمكّنت وبالتعاون مع شركة TSK الإسبانية الرائدة في مجال الهندسة والتشييد التي ستعمل كمزود للتقنيات، بالفوز بالمرتبة الأولى بين المتقدمين لمناقصة إنشاء وتطوير وتشغيل محطة مستقلة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تبلغ 200 ميجاوات بتقنية الألواح الكهروضوئية، وذلك ضمن المرحلة الثانية من أضخم مشروع للطاقة المتجددة في الشرق الأوسط في «مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» بدبي.
من هذا الواقع، نشأت فكرة المشروعات المشتركة والمشروع المشترك يشمل المشروع أو موضوع المشروع المشترك، مساهمة ودور واشتراك كل طرف، المدد أو الفترة التي سيبقى فيها المشروع قائماً، نصوص الإدارة وتنفيذ التزامات المشروع المشترك، توزيع الايرادات والتكاليف من المشروع. طبيعة وحجم والدرجة التشابكية للمشروع مع درجة ممارسة وخبرة الأطراف، أصبح من الأمور الهامة في تحديد طبيعة الفكر الإداري المعاصر الساعي إلى العالمية، والذي لا يجد أي حرج في الدخول ضمن تحالفات وشراكات عالمية للفوز بمشروعات كبرى عملاقة، لا يمكن لأي شركة أن تقوم بها سوياً.
ويختلف هذا الأمر عن فكر المقاول الرئيسي ومقاولي الباطن الذي كان سائداً في الفكر الإداري في الفترات السابقة والذي لا يزال يجري العمل به حتى الآن، حيث يتجه الفكر الإداري الحديث الآن، إلى أن تتقدم مجموعة من الشركات ضمن عقد واحد لتنفيذ مشروع ضخم بحيث تقوم كل شركة بتنفيذ جزء محدد من المشروع، وكل شركة حسب تخصصها، في إطار تنسيقي متكامل.
من المعايير الهامة الأخرى، التي دخلت ضمن الفكر المعاصر الإداري الحديث، هو فكر سرعة وجودة التنفيذ مع أقل مستوى من الأسعار، وهو الأمر الذي يُشار إليه بمصطلح شمولية الجودة. فالجودة لم تعد ترفاً او اختياراً يمكن النكوص عنه، وإنما هى التزام- لا بديل عنه- وإلا أصبح وجود الإدارة أو استمرارها محاطاً بالشكوك. ومن هذا المنطلق، جاء اهتمام كبار المسؤولين فى المجتمعات المتحضرة بفكرة الجودة وتحسين الأداء وتقديم الخدمات المتميزة لأفراد المجتمع، وهو الفكر الذى لم يظهر إلا خلال الربع الأخير من القرن العشرين. وطريق الجودة يتميز بأن له بداية معروفة إلا أنه طريق لا نهاية له، فلا يستطيع إنسان أن يضع حدوداً للجودة. أو يزعم أنه قد بلغ نهاية المطاف. فالجودة أمر نسبى يختلف باختلاف الزمان والمكان والإنسان.
وعلينا جميعاً أن نبذل غاية الجهد على طريق الجودة ما دمنا قادرين على البذل والعطاء. 
القيادة والاتجاهات الإدارية الحديثة
عندما يتضح في ذهن القائد صورة المستقبل ينتقل ذلك إلى العاملين ويصبح لديهم الأمل والرغبة الأكيدة للتطوير من اجل البقاء والاستمرار؛ لذا تسعى القيادة الناجحة إلى استخدام الاتجاهات الإدارية الحديثة لاستباق التغيرات والتحديات والتحسب لها في مختلف المجالات.ويقتضي ذلك من الإدارة الإلمام بهذه الاتجاهات ومفاهيمها،والتخلص من أساليب العمل التقليدية واستبدالها بما هو جديد،وتشجيع المبدأ والابتكار لمواجهة المستقبل،ومن أبرز الاتجاهات الإدارية الحديثة ما يلي:
1-  القيادة والهندسة الإدارية:
تعني  الهندسة الإدارية وضع تصور جديد  للعمل واستثمار طاقات العاملين وتشجيعهم في تخفيض التكاليف وتحقيق الجودة.
ولا يمكن للهندسة الإدارية أن تحقق أهدافها، دون وجود تأييد يشكل مفهومها وكيفية القيام بها، ويقوي شعور العاملين بأهمية العمل والتعاون، بالإضافة إلى تقديمه للدعم المادي والمعنوي لهم لدفعهم وتشجيعهم على تنفيذ متطلبات الهندسة الإدارية.
2–  القيادة وإدارة الجودة الشاملة:
إدارة الجودة الشاملة احدث تطور فكري إداري حديث في العالم و تنبع أهميتها كمنهج علمي و تطبيقي لتطوير الأداء . و تتركز إدارة الجودة بمجموعة المبادئ التي تركز على أهمية استثمار الأمثل للطاقات البشرية و المادية للمؤسسة لتحقيق أهدافها من جهة و إشباع مطالب المنتفعين من جهة أخرى.
إدارة الجودة الشاملة لها معالم جديدة تتمثل في قبول التغيير و التعامل معه باعتباره حقيقة واقعة.و السعي إلى تحقيق التميز.و الأخذ بمفاهيم العمل الجماعي والوعي المشترك لكل إطراف المؤسسة و التركيز على المستفيدين. حيث إن مبادئ الجودة الشاملة تدور حول هدف أساسي و هو عمل يبدأ بتحديد مطالب المستفيدين و رضاهم.
ومن هنا يتضح أهمية حسن اختيار القيادات التي تتولى مسؤولية قيادة المؤسسة وان يعتمد هذا الاختيار على أسس موضوعية سليمة فالهدف النهائي هو إيجاد القائد القادر على التحول من القيادة التقليدية إلى إدارة الجودة الشاملة ، للتخلص من الرقابة والمركزية ونشر ثقافة الجودة من خلال الاهتمام بالعلاقات الإنسانية والتحفيز لتحقيق الجودة للسلع والخدمات التي تقوم عليها المؤسسة .
ماذا تعني هذه الكلمة ولماذا أصبحت أشهر كلمة في هذه الأيام وما هو سرُ شهرتها؟
الجودة كما هي في قاموس اكسفورد تعني الدرجة العالية من النوعية أو القيمة وعرفتها مؤسسة او. دي.آي. الأمريكية المتخصصة في تدريب وإعداد الشركات لتصبح متصفة بالجودة بأنها إتمام الأعمال الصحيحة في الأوقات الصحيحة. و يتحدث رئيس مجلس الإدارة والهيئة التنفيذية لهذه المؤسسة الناجحة الدكتور جورج هـ. لابوفيتز فيقول إن سمعة الجودة شيء ضروري لمستقبل شركتك ,مدرستك و يضيف وأنا أظن أن أغلبيتنا نوافق على هذا المفهوم الملح العاجل، حيث أننا نفهم الجودة على أنها مسألة البقاء والاستمرار في العمل.
إن الجودة لا تتأتى بالتمني ولن تحصل عليها المؤسسة أو الفرد بمجرد الحديث عنها بل إن على أفراد المؤسسة, المدرسة ابتداءً من رئيسها في أعلى قمة الهرم إلى العاملين في مواقع العمل العادية وفي شتى الوظائف أن يتفانوا جميعا في سبيل الوصول إلى الجودة.
والجودة تحتاج إلى ركائز متعددة لتبقيها حية وفاعلة طوال الوقت. وهذه الركائز هي:
تلبية احتياجات العميل،أولياء الأمور, الطلبة, المجتمع المحلي وهنا لا بد أن ننوه بأنهم زميلك في العمل الذي تقدم له الخدمة أو المعلومات أو البيانات التي يحتاجها لإتمام عمله أو أنه هو العميل الخارجي الذي تقدم له الخدمة. إذن هنا لا بد أن نقدم الخدمة المتميزة والصحيحة في الوقت والزمان.
التفاعل الكامل، وهذا يعني أن كل أفراد المدرسة معنيين بالعمل الجماعي لتحقيق الجودة. فكل فرد في مكانه مسؤول عما يقوم به من أعمال أو خدمات وعليه أن ينتجها أو يقدمها بشكل يتصف بالجودة. إن هذا يعني كذلك أن الجودة مسؤولية كل فرد وليست مسؤولية قسم أو مجموعة معينة.
التقدير أو القياس، وهذا يعني أنه بالإمكان قياس التقدم الذي تم إحرازه في مسيرة الجودة. ونحن نرى أنه عندما يعرف العاملون أين أصبحوا وما هي المسافة التي قطعوها في مشوار الجودة فإنهم وبلا شك يتشجعون إلى إتمام دورهم للوصول إلى ما يرغبون في إنجازه.
المساندة النظامية، المساندة النظامية أساسية في دفع المؤسسة نحو الجودة. فإنه ينبغي على المؤسسة أن تضع أنظمة ولوائح وقوانين تصب في مجملها في بوتقة الجودة وفي دعم السبل لتحقيقها. إن التخطيط الإستراتيجي وإعداد الميزانيات وإدارة الأداء أساليب متعددة لتطوير وتشجيع الجودة داخل المؤسسة.
التحسين بشكل مستمر، إن المؤسسات الناجحة تكون دوماً واعية ومتيقظة لما تقوم به من أعمال وتكون كذلك مراقبة لطرق أداء الأعمال وتسعى دوما إلى تطوير طرق الأداء وتحسينها. وهذه المؤسسات ترفع من مستوى فاعليتها وأدائها وتشجع موظفيها على الابتكار والتجديد.
إن الجودة تدوم وتستمر ما دامت المؤسسة تعتني بها وتجعل منها دستوراً وقاعدة ترتكز عليها.