يعد العنف احد المشكلات، بل من اكبر المشكلات التي تقف عقبة في سبيل تحقيق التنشئة الاجتماعية السليمة والنمو الاجتماعي القويم, حيث يعتبر سلوك العنف احد أشكال الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي بدأت تنتشر بين الشباب المراهقين، ولا شك ان هذه المشكلة تمثل قضية اجتماعية وتربوية وأخلاقية ودينية وقانونية وسياسية , مما يستدعي الاهتمام بها داخل البناء الاجتماعي للمجمع المصري والتناول الشمولي لها من كافة تخصصات المجتمع وتأزر جهود الباحثين للوفاء بمسئوليتهم تجاه قضايا المجتمع الملحة.
وينتشر سلوك العنف بمظاهرة المختلفة بين طلاب وطالبات المدارس وبخاصة الإعدادية ويحتل هذا السلوك مرتبة متقدمة ما بين جملة المشكلات السلوكية التي يعاني منها الطلاب والتي تعوق العملية التربوية وتعطل المدرسة عن تحقيق وظائفها المنوطة بها في المجتمع، حيث تعترض المشكلات السلوكية طريق العملية التعليمية وتتضح أثارها في التفاعل بين الطلاب بعضهم البعض , وبينهم وبين سائر عناصر المجتمع المدرسي ، ومن اكثر هذه المشكلات شيوعا مشكلات الهروب من المدرسة والكذب والسرقة والعدوان علي الزملاء والمدرسين وخرق النظم التعليمية وعدم طاعة المدرسين ، التي أصبحت تمثل اهم التحديات التي تواجه المجتمع المدرسي كونها اكثر المشكلات شيوعا بين طلاب المرحلة الإعدادية.
وقد ازدادت سلوكيات العنف في الآونة الأخيرة بين الطلاب، سواء كان هذا العنف منصبا علي المدرسة نفسها ، متمثلا في تكسير الأدوات المدرسية والأثاث ومبني المدرسة نفسة ، أو منصبا علي المعلم نفسة في صورة الاعتداء علية بالقول أو بالفعل , ويجب ان تؤكد ان هذه الجرائم لا ترجع لكون هؤلاء الطلاب أشرارا، بقدر ما تعود للبيئة الاجتماعية التي نشاء فيها الطلاب فقد يعمل الأب والأم شوطا ما طويلا من النهار ممالا يسمح لهما باي فرصة للاتصال بأبنائهم أو بمدرستهم لبحث مشاكلهم ، وهذا بالإضافة لحالات الطلاق والانفصال بين الوالدين.
وأن الأبحاث العلمية التي قدمت في مجال مواجهة العنف المدرسي لم تكن كافية ،فكان من الممكن عمل بحث يضم التعرف علي الأسباب المؤدية إلي العنف والتوصل للتصور المقترح لتحفيف من حدة العنف الطلابي.